جائحة الحرب والنكران معا
على حين غرة، تكتشف حركة "حماس" أن للمقاومة حاضنة شعبية، وتطالبها بالثبات والصمود، في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي ضربها، لفك رباطها مع المقاومة ...!! ونقول على حين غرة، لأن حماس حين أطلقت "طوفانها" لم يخطر ببالها البتة، أمر هذه الحاضنة، وسبل حمايتها، ولم توفر لها أيا من مقومات الصمود والثبات، تركتها عارية من كل شيء تقريبا، خاصة ما يتعلق بالدواء والغذاء، وأوضح دليل على ذلك اليوم، أن أهلنا في القطاع الذبيح باتوا على حافة المجاعة، بل هناك من يموت الآن جائعا بالمعنى الحرفي، والواقعي للعبارة ..!!
اكتشاف "حماس" هذا جاء ويا للمفارقة مع تهديد للحاضنة ذاتها، التي تعالت أصواتها الناقدة لحماس، الباحثة عن لقمة عيش تسد الرمق، في شوارع النزوح في رفح، ومن بين الركام، وعند المقابر الجماعية للشهداء.
الحاضنة الشعبية تصرخ من وجع، وجوع، وقهر، وحزن لا تحتمله جبال، "حماس" لا تريد هذا الصراخ، وتتهم أصحابه بأنهم "عناصر منفلتة ومرتبطة بأجندة الاحتلال، ومعادية لشعبنا الفلسطيني، وغايتهم نشر الفوضى، والفلتان، والترويج لدعوات مشبوهة" كما جاء بالنص، في بيان صحفي لحماس ...!!
وتقول التقارير الواردة من قطاع غزة الذبيح، التي لا تأتي على ذكرها قناة "الجزيرة" الفضائية، إن تهديد "حماس" للحاضنة الشعبية، بعد بيانها الصحفي، بات يترجم عمليا بإطلاق الرصاص على بعض تظاهرات الحاضنة الشعبية، التي لا تريد غير توفر الطعام، قبل أن توفر الأدوية التي تصل للمحتجزين الإسرائيليين عند "حماس" وهناك عدد من الجرحى وثمة شهيد في مواصي خان يونس جراء ذاك...!! اتهام الجوعى بأنهم عناصر منفلتة ومرتبطة بأجندة الاحتلال، هو الاتهام الذريعة الذي تحاول حماس من خلاله الهروب من حقيقة تقصيرها القاتل تجاه الحاضنة الشعبية التي باتت اليوم في خضم ثورة الجياع، وهذا ما لا يراه تحديدا أسامة حمدان صاحب المؤتمر الصحفي اليومي، وهو يقول، وفي كل مرة، إن الاحتلال لم يحقق أي نتائج حتى الآن في عدوانه على غزة، ولا ندري أي نتائج يقصد، ومشهد غزة، مشهد ركام وخراب، لا كلمات بوسعها وصفه تماما، والضحايا الشهداء والجرحى والنازحون الجوعى كأنهم خارج هذا المشهد الدموي العنيف، وليسوا من نتائج هذه الحرب العدوانية الظالمة ..!! إنها الجائحة ولا شيء سواها الآن جائحة الحرب والنكران معا ...!!
كلمة الحياة الجديدة