التعامل الإيجابي ..
أيا كانت التحليلات والتقديرات لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا لوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإن القرار دون أدنى شك خطوة في الاتجاه الصحيح، والاتجاه الصحيح كما جاء في الترحيب الرئاسي الفلسطيني، هو المضي "نحو وقف دائم للعدوان، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، ووقف الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون الإرهابيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والبدء بمسار سياسي قائم على الشرعية الدولية، والقانون الدولي، لإنهاء الاحتلال، وتجسيد دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
سيفرض هذا الاتجاه الصحيح تعاملا إيجابيا مع قرار مجلس الأمن الدولي، وبالطبع لن نتوقع هذا التعامل من قبل دولة الاحتلال والعدوان، ولا بأي حال من الأحوال، بل على العكس من أي تعامل إيجابي، ستعمل إسرائيل على ازدراء القرار، وتجاهله لتواصل عدوانها الحربي على القطاع الذبيح، وقد باتت ترى الأمم المتحدة حسب "بن غفير" "منظمة فارغة ومتداعية" ولا شك أن في هذا الموقف ما يوضح حقيقة إسرائيل العدوانية، وتطاولها على أعلى هيئة دولية، الامر الذي سيحقق لها المزيد من العزلة، ولا حياة ممكنة مع العزلة، خاصة إذا ما واصل المجتمع الدولي المضي بخطوات أوضح وأكبر في ذلك الاتجاه الصحيح، حتى إجبار إسرائيل بعد كل قول، على الانصياع للإجماع الدولي، بشأن وقف الحرب، والمضي نحو التسوية السياسية التي تقلع الصراع من جذوره، وتقيم السلام الدائم في الشرق الأوسط، سلام فلسطين بدولتها الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
في المقابل لن نكون نحن سوى أصحاب التعامل الإيجابي ولكي نكون كذلك بفاعلية أجدى، ينبغي أن يأتي الكل الوطني الى سفينة الشرعية الوطنية والدستورية لتحقيق الإجماع الوطني بهذا الشأن، وعلى هذا لا يجب ان تبقى رهانات بعض فصائل العمل الوطني، على بقائها، ووجودها في الحياة السياسية والحزبية، على القوى الخارجية، خاصة مركزها الذي أطاح عمليا "بوحدة الساحات" فدفع قطاع غزة وما زال يدفع جراء ذلك الثمن الباهظ من دم أهله، وحياتهم وعلى كل المستويات ..!!
وباختصار.. على حركة "حماس" اليوم أن تدرك أنه ما من سبيل لبقائها، سوى أن تعود إلى باحة الرشد الوطني لإقرار التعامل الإيجابي، مع قرار مجلس الأمن الدولي، وأولا في اللحظة الراهنة، أن تقبل بهذا القرار بكامل بنوده، لأجل التطبيق دون مناورات ولا تشريط، وهذا هو التعامل الإيجابي الذي ينبغي أن يكون.
رئيس التحرير