المستعمرون ينقلون جرائم الحرب في غزة إلى الضفة
يقول مواطنون من قرية المغير شمال شرق رام الله، إنهم عاشوا ليلة رعب على وقع اعتداءات غير مسبوقة نفذها مستعمرون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكأنها امتداد لما يجري في غزة من جرائم.
يبدو سكان القرية الواقعة على السفوح الشرقية للضفة الغربية في حالة صدمة، فقد استُشهد الشاب جهاد عفيف أبو عليا (25 عاما) وأصيب العشرات، وأُحرقت مركبات ومنازل.
ومنذ فجر السبت، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا على القرية بالحواجز العسكرية.
وعلى المدخل الرئيس للبلدة الواصل مع قرية أبو فلاح، تتكدست هياكل 11 مركبة أحرقها المستعمرون بشكل كامل، والحال في الأحياء الشرقية من القرية ليس بأفضل حيث مركبات ومنازل أُحرقت. وخرج المواطنون فجرا يتفقدون مركباتهم وما تبقّى من ممتلكات في منازل أُحرقت بصورة جزئية.
ويقول الناشط في مقاومة الاستيطان في المغير، كاظم الحاج محمد: "عشنا ليلة مرعبة وكارثية، على وقع اعتداءات المستعمرين، وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ويضيف للأناضول: "ما يزيد على 15 مركبة أُحرقت في القرية، منازل أُحرقت بشكل جزئي، وبركسات لتربية الأغنام أُحرقت ودُمرت".
وأشار إلى أن الاعتداءات خلّفت شهيدا وأكثر من 40 إصابة جميعها برصاص المستعمرين وبحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الحاج محمد إلى أن المستعمرين ينفذون أجندة الحكومة الإسرائيلية القائمة على تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.
وقال: "يسيطرون على كل شيء، ويمنعون المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، ويمنعون الرعاة من رعي مواشيهم".
وتابع: "تبدو الحياة غاية في الخطر والتعقيد".
بدوره، يتفقد المواطن أسامة جبر أبو عليا منزله ومنازل أشقائه في البلدة، ويقول: "نحو 1500 مستعمر أغلبيتهم يحملون السلاح هاجموا السكان، فماذا يمكن أن نفعل؟".
وأضاف: "لسنا أفضل من أهلنا في قطاع غزة، بيوتنا أُحرقت ومركباتنا لم يبقَ منها شيء، وثلاثة من إخوتي أصيبوا بالرصاص، وأربعة من الأبناء أيضا أصيبوا ونُقلوا للعلاج في المستشفى".
وتابع: "ما جرى لا يتخيله عقل، كل شيء مستهدف، الإنسان والحجر والشجر، وحتى الحيوانات منها ما أُعدم".
وأشار إلى أن المستعمرين استولوا على 50 رأسا من الغنم لأبناء عمه.
ويتفقد أبو عليا البيوت وهو يقول: "بالكاد أخرجنا الأهل منها وإلا فقدناهم".
وفي القرية أيضا يتفقد المواطن تامر أبو عليا منزله ومركبتين يملكهما، ويقول: "الحمد لله، المال يعوض والأهم أن العائلة بخير".
ولفت أبو عليا إلى أن المستعمرين أحرقوا مركبتين يملكهما، وأجزاءً من منزله.
وأشار إلى أنه أنقذ عائلته وقطيعا من الأغنام تحت رصاص المستعمرين.
وجدد المستعمرون، اليوم السبت، هجومهم على القرية، وأصابوا ستة مواطنين بالرصاص الحي، أحدهم أصيب بجروح حرجة في الرأس.
وأضرم المستعمرون النار في أحد المنازل في القرية، ما أدى إلى إحراقه بالكامل، وهو يعود للمواطن خميس أبو عليا، وأحرقوا مركبة إطفاء كانت متوجهة لإخماد النيران. كما أطلقوا النار على موكب تشييع الشهيد جهاد عفيف أبو عليا.
بدورها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، في بيان صحفي، إلى "الحفاظ على حالة استنفار، ويقظة دائمة ومتواصلة، لإفشال المخططات الخبيثة الهادفة إلى اقتلاع شعبنا من أرضه، والعمل بكل قنوات التعاون، والتنسيق، والتكاتف الداخلي الملحمي لشعبنا".
كما دعت إلى "إفشال محاولات المستعمرين الهادفة إلى ترويع القرى والبلدات الفلسطينية، بأبشع أشكال الإرهاب والوحشية".
وحثت على "ضرورة تفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، وإشعال الإطارات عند مداخل القرى والبلدات المتاخمة للمستعمرات".
وطالبت "باتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لمد القرى والبلدات بمقومات البقاء والصمود، ودعم المزارعين والفئات الشعبية المهمشة، والعمل على أوسع الحملات على المستوى الدولي، والتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم والأعمال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني".
وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستعمرون اعتداءاتهم في الضفة، كما صعَّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها للمدن والقرى والمخيمات؛ ما أدى إلى استشهاد 463 مواطنا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال 8215، حسب المعطيات الرسمية.
وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تواصل وتكثف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حربها المدمرة على غزة، في تجاهل صارخ لمشاعر المسلمين، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وخلّف العدوان على القطاع أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.