"حادث جبع" يفتح الباب على مصراعيه أمام المسؤوليات
بسام أبو الرب
فتح حادث السير الذي وقع بالقرب من قرب قرية جبع بمحافظة القدس، جراء اصطدام شاحنة إسرائيلية بحافلة لنقل الطلاب واشتعال النيران فيها، الباب على مصراعيه والعديد من التساؤلات حول مسؤولية التعامل مع هذه الحوادث، ومدى الجاهزية لدى طواقم الإسعاف والدفاع المدني للسيطرة والتعامل معها، إضافة إلى دور الشرطة بالتعامل مع مثل هذه الحوادث وتفادي مثلها على شارع يطلق عليه "شارع الموت".
حادثة جبع المؤلمة التي راح ضحيتها 6 مواطنين أغلبهم من الأطفال، إضافة لمعلمتهم، فيما أصيب 20 آخرين وصفت جراح 8 منهم بالخطيرة، ألقت بظلالها على الواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الطامح للوصول إلى التحرر وبناء مؤسساته والجاهزية الفلسطينية لإعلان الدولة.
محافظ القدس عدنان الحسيني يقول لـ"وفا"، " شارع جبع الذي يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية جراء وقوعه ضمن حدود مناطق "ج"، غاية في التعقيد، بالرغم من تأهيله قبل ثلاثة شهور من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID " ليصبح بثلاثة مسالك، إلا أننا نرى تجاوزات خاطئة من بعض السائقين إضافة لتجاوز السرعة المحددة على هذا الشارع".
وأضاف "إسرائيل ليس لديها مصلحة لنقل السيطرة للفلسطينيين على هذه المناطق لاعتبارات سياسية، وهي تعمل من اجل تعزيز بعض الأمور التي تساعد في زيادة معاناة المواطن اليومية، إضافة إلى وجود مشكلة أخرى، تتمثل بمعبر " قلنديا" الذي يعتبر غير قانوني، وفي ظل أزمة التعديات في حدود هذه المنطقة التي تعتبر شريان رئيس لمنطقة القدس والجنوب بشكل عام".
وبين "السلطة الوطنية تعمل منذ فترة من اجل انجاز 3 مبان خاصة بالطوارئ والدفاع المدني في مناطق الرام، وبيرنبالا، وأبو ديس، لتوفير الخدمات للمواطنين، وتفادي تضخم مثل هذه الحوادث".
بدوره، أكد مساعد مدير الدفاع المدني العقيد محمد البيروتي، أن هناك نقصا في الكادر البشري المدرب في طواقم الدفاع المدني، إضافة إلى نقص في المعدات والموازنة، ونقص في المحروقات، الأمر الذي يعني عدم الجاهزية الكاملة لتقديم الخدمات للمواطنين في مراكز أخرى، وضمن المعطيات الموجودة خاصة في ظل السعي لافتتاح مراكز أخرى تصل إلى 50 مركزا تقدم خدماتها للمواطنين.
وطالب البيروتي بتجنيد عدد آخر من المواطنين والمتطوعين في جهاز الدفاع المدني، وزيادة الاهتمام بهذا القطاع الذي يقدم خدماته في ظروف صعبة وضمن إمكانيات محدودة، لافتا إلى وقوع حادث سير في إحدى مركبات الدفاع المدني في بلدة دورا بمحافظة الخليل وذلك لعدم مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعروفة.
وأوضح انه في إطار الحادث الذي وقع على طريق جبع الخميس الماضي، فإن طواقم الدفاع المدني وصلت الحادث في غضون 13 دقيقة وهو رقم قياسي، رغم بعد المسافة واختناقات المرور، مؤكدا أن التبليغ عن الحادث كان في تمام الساعة 8:53 دقيقة، ووصول طواقم الدفاع المدني عند الساعة 9:07 دقائق من منطقة البيرة.
وقال البيروتي، إن هناك لوم على المواطنين في عملية التبليغ، فحسب المعلومات تم التبليغ عن الحادث بعد بـ20 دقيقة من وقوعه، إضافة إلى محاولات فاشلة في السيطرة على الحريق الذي نشب في الحافلة، لعدم المعرفة الكاملة بالتعامل مع اتجاه الرياح وارتفاع مستوى النيران، كون الحادث وقع بين جبلين.
وقال مدير إدارة شرطة المرور وضاح عزامطة، إن شارع جبع الذي وقع عليه الحادث المؤسف، يأتي ضمن الاختصاص الإسرائيلي في إدارة المرور عليه ولا يوجد إمكانية لتواجد الشرطة الفلسطينية هناك كون ذلك يعتبر مخالفا بوجدها في مناطق "ج".
وأوضح أن هناك بعض الصلاحيات للشرطة على مثل هذه الشوارع في التعامل مع الحوادث، إذا كان طرفي الحادث فلسطينيين، ويصبح التدخل بتنسيق مسبق مع الجانب الإسرائيلي وبلباس مدني.
وأضاف عزامطة أن الشرطة وصلت الحادث بعد التنسيق مع الإسرائيليين وبالزي المدني، وحسب خط سير مغاير عن المتوقع؛ أي عن طريق حاجز " بيت إيل"، الأمر الذي يعيني زيادة في بعد المسافة والوقت"، مشيرا إلى أن شارع قلنديا- جبع يواجه مشكلة بسبب أزمة المرور الخانقة يوميا.
من جانبه وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان فائق الديك، أكد أن الجانب الإسرائيلي رفض مشروعا تقدمت به الوكالة الأميركية للتنمية بإعادة تأهيل شارع جبع شمال شرق القدس المحتلة والذي وقع عليه الحادث المأساوي يوم الخميس الماضي.
وقال الديك في حديث لـ"صوت فلسطين"، إن المشروع الذي كان مقترح هو تأهيل الشارع وجعله أربعة مسارب بدل اثنين، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض ذلك بحجة أن طبيعة المنطقة لا تسمح بذلك، مشيرا إلى أن وزارة الأشغال ستطلب مرة أخرى من الوكالة الأميركية للتنمية إعادة طرح هذا المشروع ومناقشته مع الجانب الإسرائيلي، خاصة بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة ستة أطفال ومعلمتهم من مدرسة وروضة نور الهدى في بلدة عناتا.
وكان وزير النقل و المواصلات سعدي الكرنز قد قال، "إن هناك إشكالية تحدث في المناطق المسماة "جيم" والتي لا تخضع لسيطرة السلطة الوطنية الأمنية فيما يتعلق بالشوارع وقوانين السير، إضافة إلى المركبات غير القانونية وتأهيل الطرق".
وأضاف الكرنز في حديث لصوت فلسطين اليوم الأحد، " إن هذه الإشكالية تنجم عنها مخالفات وتجاوزات خطيرة وآخرها حادث جبع المأساوي الذي أودى بحياة العديد من الأطفال الأبرياء، موضحا أن الجانب الإسرائيلي يماطل حتى اللحظة بالموافقة على تأهيل تلك الشوارع تحت حجج وذرائع واهية ما حد من القدرة على تنفيذ مشاريع في هذه المناطق.
فتح حادث السير الذي وقع بالقرب من قرب قرية جبع بمحافظة القدس، جراء اصطدام شاحنة إسرائيلية بحافلة لنقل الطلاب واشتعال النيران فيها، الباب على مصراعيه والعديد من التساؤلات حول مسؤولية التعامل مع هذه الحوادث، ومدى الجاهزية لدى طواقم الإسعاف والدفاع المدني للسيطرة والتعامل معها، إضافة إلى دور الشرطة بالتعامل مع مثل هذه الحوادث وتفادي مثلها على شارع يطلق عليه "شارع الموت".
حادثة جبع المؤلمة التي راح ضحيتها 6 مواطنين أغلبهم من الأطفال، إضافة لمعلمتهم، فيما أصيب 20 آخرين وصفت جراح 8 منهم بالخطيرة، ألقت بظلالها على الواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الطامح للوصول إلى التحرر وبناء مؤسساته والجاهزية الفلسطينية لإعلان الدولة.
محافظ القدس عدنان الحسيني يقول لـ"وفا"، " شارع جبع الذي يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية جراء وقوعه ضمن حدود مناطق "ج"، غاية في التعقيد، بالرغم من تأهيله قبل ثلاثة شهور من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID " ليصبح بثلاثة مسالك، إلا أننا نرى تجاوزات خاطئة من بعض السائقين إضافة لتجاوز السرعة المحددة على هذا الشارع".
وأضاف "إسرائيل ليس لديها مصلحة لنقل السيطرة للفلسطينيين على هذه المناطق لاعتبارات سياسية، وهي تعمل من اجل تعزيز بعض الأمور التي تساعد في زيادة معاناة المواطن اليومية، إضافة إلى وجود مشكلة أخرى، تتمثل بمعبر " قلنديا" الذي يعتبر غير قانوني، وفي ظل أزمة التعديات في حدود هذه المنطقة التي تعتبر شريان رئيس لمنطقة القدس والجنوب بشكل عام".
وبين "السلطة الوطنية تعمل منذ فترة من اجل انجاز 3 مبان خاصة بالطوارئ والدفاع المدني في مناطق الرام، وبيرنبالا، وأبو ديس، لتوفير الخدمات للمواطنين، وتفادي تضخم مثل هذه الحوادث".
بدوره، أكد مساعد مدير الدفاع المدني العقيد محمد البيروتي، أن هناك نقصا في الكادر البشري المدرب في طواقم الدفاع المدني، إضافة إلى نقص في المعدات والموازنة، ونقص في المحروقات، الأمر الذي يعني عدم الجاهزية الكاملة لتقديم الخدمات للمواطنين في مراكز أخرى، وضمن المعطيات الموجودة خاصة في ظل السعي لافتتاح مراكز أخرى تصل إلى 50 مركزا تقدم خدماتها للمواطنين.
وطالب البيروتي بتجنيد عدد آخر من المواطنين والمتطوعين في جهاز الدفاع المدني، وزيادة الاهتمام بهذا القطاع الذي يقدم خدماته في ظروف صعبة وضمن إمكانيات محدودة، لافتا إلى وقوع حادث سير في إحدى مركبات الدفاع المدني في بلدة دورا بمحافظة الخليل وذلك لعدم مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعروفة.
وأوضح انه في إطار الحادث الذي وقع على طريق جبع الخميس الماضي، فإن طواقم الدفاع المدني وصلت الحادث في غضون 13 دقيقة وهو رقم قياسي، رغم بعد المسافة واختناقات المرور، مؤكدا أن التبليغ عن الحادث كان في تمام الساعة 8:53 دقيقة، ووصول طواقم الدفاع المدني عند الساعة 9:07 دقائق من منطقة البيرة.
وقال البيروتي، إن هناك لوم على المواطنين في عملية التبليغ، فحسب المعلومات تم التبليغ عن الحادث بعد بـ20 دقيقة من وقوعه، إضافة إلى محاولات فاشلة في السيطرة على الحريق الذي نشب في الحافلة، لعدم المعرفة الكاملة بالتعامل مع اتجاه الرياح وارتفاع مستوى النيران، كون الحادث وقع بين جبلين.
وقال مدير إدارة شرطة المرور وضاح عزامطة، إن شارع جبع الذي وقع عليه الحادث المؤسف، يأتي ضمن الاختصاص الإسرائيلي في إدارة المرور عليه ولا يوجد إمكانية لتواجد الشرطة الفلسطينية هناك كون ذلك يعتبر مخالفا بوجدها في مناطق "ج".
وأوضح أن هناك بعض الصلاحيات للشرطة على مثل هذه الشوارع في التعامل مع الحوادث، إذا كان طرفي الحادث فلسطينيين، ويصبح التدخل بتنسيق مسبق مع الجانب الإسرائيلي وبلباس مدني.
وأضاف عزامطة أن الشرطة وصلت الحادث بعد التنسيق مع الإسرائيليين وبالزي المدني، وحسب خط سير مغاير عن المتوقع؛ أي عن طريق حاجز " بيت إيل"، الأمر الذي يعيني زيادة في بعد المسافة والوقت"، مشيرا إلى أن شارع قلنديا- جبع يواجه مشكلة بسبب أزمة المرور الخانقة يوميا.
من جانبه وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان فائق الديك، أكد أن الجانب الإسرائيلي رفض مشروعا تقدمت به الوكالة الأميركية للتنمية بإعادة تأهيل شارع جبع شمال شرق القدس المحتلة والذي وقع عليه الحادث المأساوي يوم الخميس الماضي.
وقال الديك في حديث لـ"صوت فلسطين"، إن المشروع الذي كان مقترح هو تأهيل الشارع وجعله أربعة مسارب بدل اثنين، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض ذلك بحجة أن طبيعة المنطقة لا تسمح بذلك، مشيرا إلى أن وزارة الأشغال ستطلب مرة أخرى من الوكالة الأميركية للتنمية إعادة طرح هذا المشروع ومناقشته مع الجانب الإسرائيلي، خاصة بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة ستة أطفال ومعلمتهم من مدرسة وروضة نور الهدى في بلدة عناتا.
وكان وزير النقل و المواصلات سعدي الكرنز قد قال، "إن هناك إشكالية تحدث في المناطق المسماة "جيم" والتي لا تخضع لسيطرة السلطة الوطنية الأمنية فيما يتعلق بالشوارع وقوانين السير، إضافة إلى المركبات غير القانونية وتأهيل الطرق".
وأضاف الكرنز في حديث لصوت فلسطين اليوم الأحد، " إن هذه الإشكالية تنجم عنها مخالفات وتجاوزات خطيرة وآخرها حادث جبع المأساوي الذي أودى بحياة العديد من الأطفال الأبرياء، موضحا أن الجانب الإسرائيلي يماطل حتى اللحظة بالموافقة على تأهيل تلك الشوارع تحت حجج وذرائع واهية ما حد من القدرة على تنفيذ مشاريع في هذه المناطق.