موسم مطري مبشر للزراعة والمياه الجوفية
زلفى شحرور
تبشر كميات الأمطار الهاطلة حتى اليوم بموسم زراعي جيد، لكن أصحاب الاختصاص الذين تحدثوا لـ"وفا"، يرون أنه حتى اللحظة لا يمكن التنبؤ بصورة دقيقة بحجم تأثيراتها على قطاع الزراعة، لأن الموسم لم ينته بعد، ولا يمكن رصد تأثيراته النهائية إلا بعد تحديد كميات الأمطار وتوزيعها.
مدير عام دائرة الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، قال، "إن معدل الأمطار الهاطلة حتى اليوم وصلت إلى 75% من المعدل السنوي العام على مستوى الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن "أعلى نسبة هطول سجلت في محافظة رام الله وبنسبة وصلت إلى 89% من المعدل العام، وأقل نسبة هطول كانت في محافظة أريحا وبنسبة 54% من المعدل، وكذلك كانت نسب الهطول قليلة في محافظة الخليل بنسبة 67%".
ونوه أبو أسعد إلى أن المعلومات المتوفرة لدى دائرة الأرصاد الجوية تشير لوجود منخفضات جوية ستؤثر على المنطقة خلال الفترة القادمة، ومنها واحد بعد أسبوع في شهر شباط، وعدد آخر في شهر آذار القادم.
ووصف أبو اسعد الموسم الحالي بالمرضي من زاوية كمياته في كافة المحافظات، باستثناء الخليل، وكذلك من زاوية توزيعه باستثناء شهر كانون الأول، حيث توقف المطر فيه، وهو حتى اللحظة ضمن معدلاته السنوية في التوزيع ما عدا محافظة الخليل.
وأكد استفادة المياه الجوفية من الموسم المطري لهذا العام، لأن الأمطار التي هطلت كانت هادئة وعلى فترات، وليست على شكل زخات سريعة تذهب لصالح السيول والوديان.
ووصف الوكيل المساعد للمصادر الطبيعية في وزارة الزراعة قاسم عبده، الموسم الزراعي لهذا العام بالجيد، لكنه قال، "حتى اللحظة لا يمكن التنبؤ بحجم وطبيعة الإنتاج بسبب عدم اكتمال الموسم، واتضاح كيفية توزيع الأمطار وكميتها، وكذلك طبيعة الرياح التي ستهب على المنطقة وقوتها والتي تؤثر بصورة رئيسية على أشجار البستنة".
وقال، "مثلا الرياح التي هبت خلال هذا المنخفض تؤثر على نوار اللوزيات، كما يمكن أن تؤثر على نوار الحمضيات بداية آذار إذا هبت بذات المستويات، وكذلك يؤثر الصقيع والذي نتوقع أن يتشكل بقوة على الزراعات البعلية وخاصة الحقلية منها، وكذلك على الخضار، لافتا إلى تراجع مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية العام الماضي، ومع ذلك أعطت معدلات إنتاج عالية.
وأشار عبده للتأثير الإيجابي لهذه الأمطار على المياه الجوفية، لكن الأهم بالنسبة لقطاع الزراعة تأثيرها على الينابيع، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت انخفاضا كبيرا في تدفق الينابيع، وبالتالي أثرت سلبا في الزراعات المروية.
وبين عبده أن الجفاف الزراعي مرتبط بالجفاف المناخي ويعتمد على مستوى الرطوبة في باطن التربة، وينقسم إلى جفاف مبكر وجفاف متوسط ومتأخر، والمزارع لا يستطيع تقدير حالة الجفاف التي يرتبط بها تحديد فترة الزراعة ونوعيتها.
وقال، "بعض الزراعات البعلية، وأهمها الحقلية، تزرع عادة نهاية تشرين الثاني حسب نوعها، انطلاقا من أن أعلى نسبة هطول تكون في كانون الأول، ولكن ومع زحف المستوى المطري نحو الصيف بدأ المزارعون بتأخيرها حتى نهاية منتصف شهر كانون الأول، وهذا يفيد الأصناف والأنواع التي تحتاج لفترة زمنية قصيرة لنموها المبكر.
وأضاف، "لكن في المتوسط تضررت بعض الأصناف بسبب الهطول الجيد حتى نهاية تشرين الثاني، وانقطاعه في شهر كانون الأول، حيث هطل فقط 8% من معدل الأمطار السنوي لهذا الشهر والذي يصل في العادة إلى 24%، وتأثرت زراعة الخضار وأشجار البستنة سلبا بسبب الانقطاع".
وتابع، "الجفاف المتأخر في العادة على محاصيل الصيف البعلية والتي تخضر في الربيع والصيف، وهذه تتأثر بكميات المياه الموجودة في الآبار وكميات الهطول المطري والكمية وتوزيعها ومعدلات الزيادة في مستوى الخزان الجوفي للمياه".
وفيما يخص الثروة الحيوانية، أوضح عبده أنه "كلما استمر الهطول المطري دون انقطاع تخضر سهول المراعي، وهو ما يقلل من تكلفة الإنتاج بسبب عدم حاجة مربي المواشي لشراء الأعلاف".
وقال إن "المنخفض الذي تتأثر به المنطقة هذه الأيام، مهم جدا بالوصول إلى معدلات للأمطار قريبة من المعدلات السنوية، ولكننا بحاجة إلى توسيع أكبر في كميات الأمطار الهاطلة حتى لو كانت متقطعة وعلى الأخص في شهر آذار ونيسان.
وأضاف، "في الموسم الماضي وصلت نسبة الأمطار إلى نحو 93% من معدلها العام، ولكن في الموسم الذي سبقه كانت 66%، وهذا يعني أننا بحاجة إلى كميات أكبر من المعدلات حتى نتمكن من تغطية مستوى الفرشة المائية في المياه الجوفية، لأن الجفاف ظاهرة متراكمة وزاحفة".
ويعتقد رئيس مجلس الخضار والفواكه شاهر ياسين، أن كميات المياه الهاطلة هذا العام ستؤثر بصورة رئيسية على مساحات الأراضي المزروعة، مشيرا لفرص التوسع في زراعة الخيار الربيعي من 8 آلاف دونم إلى 12 ألف دونم، خاصة وأن زراعتها لا تحمل أي مخاطرة لأنها تذهب لمصانع التعليب.
وأشار ياسين إلى أن الانخفاض في درجة الحرارة لهذا العام يؤثر إيجابا في القضاء على الحشرات والآفات الزراعية التي تؤثر في أشجار البستنة والخضار، ما سيقلل من استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية والمواد السمية.
ويرى كل من أبو أسعد وعبده إمكانية أن تساهم نسب الهطول ودرجات الحرارة لهذا العام في إعادة تصنيف ما شهدته الأرض الفلسطينية خلال السنوات الماضية من جفاف، إذا ما كان يندرج تحت بند التغير المناخي أم يعود إلى فترات الجفاف التي تشهدها المنطقة تاريخيا.
وقال عبده، "إن المعدل العام والذي نسميه المعدل الدهري، يتم حسابه كل 25 سنة مضروبا بـ12 شهرا، مشيرا لارتفاع درجة الحرارة خلال الـ25 سنة الماضية في منطقة الشرق الأوسط بحوالي درجة إلى درجتين، وهو يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار وتسرب كميات كبيرة من المياه إلى المخزون الجوفي.
وأضاف أن "التغيير المناخي بالعادة ترصده الدول بصورة مختلفة عن غيرها، فهناك مناطق تزداد كميات الأمطار فيها، لكنها تواجه مشكلة في توزيعها مثل جنوب شرق آسيا واليابان، مقابل دول تقل فيها كميات الأمطار، وهناك دول تعاني من الفيضانات بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما يؤدي إلى ذوبان الثلوج فيها والتي تؤثر مياهها في ارتفاع منسوب البحار والأنهار، مثلما هو الحال في أوروبا.
وأشار أبو اسعد إلى انقسام بين العلماء حول فكرة التغيير المناخي، فهناك علماء يصفون التغير المناخي بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، والذي يؤدي بدوره لارتفاع درجات الحرارة ويقلل من عدد الأيام الماطرة، وهناك من يقول إن التغير المناخي يعود إلى الدورة المناخية للكرة الأرضية، والتي تستمر من 30-40 سنة، وفيها تكون كميات الأمطار أقل من معدلاتها، ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها.
ويرى العلماء أن نهاية سبعينيات القرن الماضي كانت نهاية الدورة الباردة، وأن العام 2011 كان بداية عودة هذه الدورة.
تبشر كميات الأمطار الهاطلة حتى اليوم بموسم زراعي جيد، لكن أصحاب الاختصاص الذين تحدثوا لـ"وفا"، يرون أنه حتى اللحظة لا يمكن التنبؤ بصورة دقيقة بحجم تأثيراتها على قطاع الزراعة، لأن الموسم لم ينته بعد، ولا يمكن رصد تأثيراته النهائية إلا بعد تحديد كميات الأمطار وتوزيعها.
مدير عام دائرة الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، قال، "إن معدل الأمطار الهاطلة حتى اليوم وصلت إلى 75% من المعدل السنوي العام على مستوى الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن "أعلى نسبة هطول سجلت في محافظة رام الله وبنسبة وصلت إلى 89% من المعدل العام، وأقل نسبة هطول كانت في محافظة أريحا وبنسبة 54% من المعدل، وكذلك كانت نسب الهطول قليلة في محافظة الخليل بنسبة 67%".
ونوه أبو أسعد إلى أن المعلومات المتوفرة لدى دائرة الأرصاد الجوية تشير لوجود منخفضات جوية ستؤثر على المنطقة خلال الفترة القادمة، ومنها واحد بعد أسبوع في شهر شباط، وعدد آخر في شهر آذار القادم.
ووصف أبو اسعد الموسم الحالي بالمرضي من زاوية كمياته في كافة المحافظات، باستثناء الخليل، وكذلك من زاوية توزيعه باستثناء شهر كانون الأول، حيث توقف المطر فيه، وهو حتى اللحظة ضمن معدلاته السنوية في التوزيع ما عدا محافظة الخليل.
وأكد استفادة المياه الجوفية من الموسم المطري لهذا العام، لأن الأمطار التي هطلت كانت هادئة وعلى فترات، وليست على شكل زخات سريعة تذهب لصالح السيول والوديان.
ووصف الوكيل المساعد للمصادر الطبيعية في وزارة الزراعة قاسم عبده، الموسم الزراعي لهذا العام بالجيد، لكنه قال، "حتى اللحظة لا يمكن التنبؤ بحجم وطبيعة الإنتاج بسبب عدم اكتمال الموسم، واتضاح كيفية توزيع الأمطار وكميتها، وكذلك طبيعة الرياح التي ستهب على المنطقة وقوتها والتي تؤثر بصورة رئيسية على أشجار البستنة".
وقال، "مثلا الرياح التي هبت خلال هذا المنخفض تؤثر على نوار اللوزيات، كما يمكن أن تؤثر على نوار الحمضيات بداية آذار إذا هبت بذات المستويات، وكذلك يؤثر الصقيع والذي نتوقع أن يتشكل بقوة على الزراعات البعلية وخاصة الحقلية منها، وكذلك على الخضار، لافتا إلى تراجع مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية العام الماضي، ومع ذلك أعطت معدلات إنتاج عالية.
وأشار عبده للتأثير الإيجابي لهذه الأمطار على المياه الجوفية، لكن الأهم بالنسبة لقطاع الزراعة تأثيرها على الينابيع، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت انخفاضا كبيرا في تدفق الينابيع، وبالتالي أثرت سلبا في الزراعات المروية.
وبين عبده أن الجفاف الزراعي مرتبط بالجفاف المناخي ويعتمد على مستوى الرطوبة في باطن التربة، وينقسم إلى جفاف مبكر وجفاف متوسط ومتأخر، والمزارع لا يستطيع تقدير حالة الجفاف التي يرتبط بها تحديد فترة الزراعة ونوعيتها.
وقال، "بعض الزراعات البعلية، وأهمها الحقلية، تزرع عادة نهاية تشرين الثاني حسب نوعها، انطلاقا من أن أعلى نسبة هطول تكون في كانون الأول، ولكن ومع زحف المستوى المطري نحو الصيف بدأ المزارعون بتأخيرها حتى نهاية منتصف شهر كانون الأول، وهذا يفيد الأصناف والأنواع التي تحتاج لفترة زمنية قصيرة لنموها المبكر.
وأضاف، "لكن في المتوسط تضررت بعض الأصناف بسبب الهطول الجيد حتى نهاية تشرين الثاني، وانقطاعه في شهر كانون الأول، حيث هطل فقط 8% من معدل الأمطار السنوي لهذا الشهر والذي يصل في العادة إلى 24%، وتأثرت زراعة الخضار وأشجار البستنة سلبا بسبب الانقطاع".
وتابع، "الجفاف المتأخر في العادة على محاصيل الصيف البعلية والتي تخضر في الربيع والصيف، وهذه تتأثر بكميات المياه الموجودة في الآبار وكميات الهطول المطري والكمية وتوزيعها ومعدلات الزيادة في مستوى الخزان الجوفي للمياه".
وفيما يخص الثروة الحيوانية، أوضح عبده أنه "كلما استمر الهطول المطري دون انقطاع تخضر سهول المراعي، وهو ما يقلل من تكلفة الإنتاج بسبب عدم حاجة مربي المواشي لشراء الأعلاف".
وقال إن "المنخفض الذي تتأثر به المنطقة هذه الأيام، مهم جدا بالوصول إلى معدلات للأمطار قريبة من المعدلات السنوية، ولكننا بحاجة إلى توسيع أكبر في كميات الأمطار الهاطلة حتى لو كانت متقطعة وعلى الأخص في شهر آذار ونيسان.
وأضاف، "في الموسم الماضي وصلت نسبة الأمطار إلى نحو 93% من معدلها العام، ولكن في الموسم الذي سبقه كانت 66%، وهذا يعني أننا بحاجة إلى كميات أكبر من المعدلات حتى نتمكن من تغطية مستوى الفرشة المائية في المياه الجوفية، لأن الجفاف ظاهرة متراكمة وزاحفة".
ويعتقد رئيس مجلس الخضار والفواكه شاهر ياسين، أن كميات المياه الهاطلة هذا العام ستؤثر بصورة رئيسية على مساحات الأراضي المزروعة، مشيرا لفرص التوسع في زراعة الخيار الربيعي من 8 آلاف دونم إلى 12 ألف دونم، خاصة وأن زراعتها لا تحمل أي مخاطرة لأنها تذهب لمصانع التعليب.
وأشار ياسين إلى أن الانخفاض في درجة الحرارة لهذا العام يؤثر إيجابا في القضاء على الحشرات والآفات الزراعية التي تؤثر في أشجار البستنة والخضار، ما سيقلل من استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية والمواد السمية.
ويرى كل من أبو أسعد وعبده إمكانية أن تساهم نسب الهطول ودرجات الحرارة لهذا العام في إعادة تصنيف ما شهدته الأرض الفلسطينية خلال السنوات الماضية من جفاف، إذا ما كان يندرج تحت بند التغير المناخي أم يعود إلى فترات الجفاف التي تشهدها المنطقة تاريخيا.
وقال عبده، "إن المعدل العام والذي نسميه المعدل الدهري، يتم حسابه كل 25 سنة مضروبا بـ12 شهرا، مشيرا لارتفاع درجة الحرارة خلال الـ25 سنة الماضية في منطقة الشرق الأوسط بحوالي درجة إلى درجتين، وهو يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار وتسرب كميات كبيرة من المياه إلى المخزون الجوفي.
وأضاف أن "التغيير المناخي بالعادة ترصده الدول بصورة مختلفة عن غيرها، فهناك مناطق تزداد كميات الأمطار فيها، لكنها تواجه مشكلة في توزيعها مثل جنوب شرق آسيا واليابان، مقابل دول تقل فيها كميات الأمطار، وهناك دول تعاني من الفيضانات بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما يؤدي إلى ذوبان الثلوج فيها والتي تؤثر مياهها في ارتفاع منسوب البحار والأنهار، مثلما هو الحال في أوروبا.
وأشار أبو اسعد إلى انقسام بين العلماء حول فكرة التغيير المناخي، فهناك علماء يصفون التغير المناخي بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، والذي يؤدي بدوره لارتفاع درجات الحرارة ويقلل من عدد الأيام الماطرة، وهناك من يقول إن التغير المناخي يعود إلى الدورة المناخية للكرة الأرضية، والتي تستمر من 30-40 سنة، وفيها تكون كميات الأمطار أقل من معدلاتها، ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها.
ويرى العلماء أن نهاية سبعينيات القرن الماضي كانت نهاية الدورة الباردة، وأن العام 2011 كان بداية عودة هذه الدورة.