لو تدرك الواقع، وتعترف بالحقيقة ..
اجتهدت الشرعية الفلسطينية، الوطنية، والنضالية، والدستورية، كثيرا في السعي لجعل حركة حماس جزءا من النظام السياسي الفلسطيني، وفي إطار وحدة وطنية شاملة، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ولطالما كانت الخطوات العملية في هذا السياق، هي خطوات الشرعية التي لم تتوان عن المضي دائما باتجاه ما تتطلع من تفهم حمساوي، يعيد لهذه الحركة الرشد الوطني.
حوارات ومبادرات واتفاقات لقبر الانقسام البغيض لم تحترمها "حماس" فحسب، بل وأطاحت بها بمكابرات الشعار، وغطرسته الشعبوية، ولتظل سائرة في دروب بعيدة عن الوحدة الوطنية ولا أي علاقة لها بالمصالح الوطنية الفلسطينية العليا، حتى وصلت وبقرار إقليمي (...!!) إلى السابع من أكتوبر 2023 الذي أدخل قطاع غزة، بل وفلسطين بأسرها، إلى جحيم العدوانية الإسرائيلية، بعد أن استخدمت حكومة نتنياهو، هجوم اليوم السابع، كذريعة لتشعل نيران جحيمها العدواني.
وحتى لا نخدع أنفسنا بكلام الشعارات، والمكابرات، لا بد أن نعترف وبمرارة، أن السابع من أكتوبر، مكن الكارثة أن تصول وتجول في قطاع غزة، والضفة الفلسطينية المحتلة، والحقيقة أنها أحاطت حتى بحركة "حماس" حيث أنها طالت قادتها من الصف الأول، والثاني، والثالث، وأطاحت بخطابها الذي وعد بتحرير الأقصى، وفلسطين، وتخليص الفضاء العربي من سطوة الطيران الحربي الإسرائيلي ....!! لا بل إن هذا الخطاب، بات خطاب مهادنة، وبحث مضن عن صفقة تبقي عليها، في أي مشهد كان، وبأي حال كانت، لكنها مع ذلك، ما زالت لا تقرب طريق الرشد الوطني، وإن كانت تناور في هذا الإطار، بتصريحات تبدو كأنها تقبل ما يريده هذا الرشد، من تعقل واعتراف بالكارثة وسبل الخلاص منها ..!!!
لو تدرك حماس الواقع، وتعترف بالحقيقة كما هي، لبعثت اليوم برسالة تحية وتقدير للمجلس المركزي الفلسطيني ولكان ذلك بادرة حسن نية وصادقة منها، في توجهها للشرعية الفلسطينية، ومن أجل أن تكون هناك الوحدة الوطنية المنشودة، غير أنه ومع غياب هذه الرسالة، ستبقى حماس تدور في دائرة أوهامها وأزمتها معا، ولعلها أذا ما بقيت على هذه الحال، فلربما لن تعرف لها أي خروج أمن من هذه الازمة، وهذه الأوهام ...!!
رئيس التحرير