مريحة قرية فلسطينية قائمة ... يحاول الاحتلال محوها
رنا خلوف
تتصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا وأراضيهم وممتلكاتهم، في المناطق المسماة "c"، بحجج وذرائع مختلفة هدفها طرد أصحاب الأرض الأصليين والاستيلاء على ممتلكاتهم.
وقرية مريحة الواقعة غربي بلدة يعبد والتي لا يبعد الجدار العنصري عنها سوى 3 كيلومترات، تتعرض بشكل مستمر منذ العام 2002 إلى مضايقات الاحتلال، من هدم للبيوت والبركسات، ومنع بناء البيوت والمدارس والمساجد، وحرمانها من شبكة المياه والكهرباء.
ويقول رئيس اللجنة المحلية للقرية محمود حمدوني: إن سلطات الاحتلال "لا تعترف بالقرية"، بل وترفض المصادقة على خارطتها الهيكلية، الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا، مبينا أن وجود هذه الخارطة يحل جميع مشاكل القرية.
ويشير حمدوني لـ"وفا"، إلى أن أعمدة الكهرباء المقامة على أراضي القرية، أقيمت على مسؤوليته الخاصة لكن سلطات الاحتلال تهدد بإزالتها، واصفا الأمر بالتحدي، لأنهم يريدون شطب القرية ومحوها بالكامل.
ويقول المواطن خليل حيدر عمارنة وهو أحد أصحاب أراضي مريحة أن سلطات الاحتلال سلمته حديثا، إخطارا بهدم بركس له، مساحته 30 مترا يستخدمه كمخزن لمزروعاته، بحجة وجود أعمدة كهرباء في أرضه وهي ذرائع سخيفة تهدف لتهجير أصحاب الأرض وطردهم.
وتبلغ مساحة القرية حوالي 60 دونما، ولا يتجاوز عدد سكانها الخمسمائة نسمة، يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي، ويجلبون صهاريج المياه من بلدة يعبد نظرا لعدم وجود شبكة مياه فيها، وهو أمر مكلف ويثقل على كاهل المزارعين.
وتتشابك معاناة مواطني قرية مريحة مع غيرها من القرى المحيطة ببلدة يعبد، فهي جميعها مناطق مسماة ""c، ويقول المواطن غازي فواز إبراهيم، والذي تسلم بدوره إخطارا بهدم بركسه إن سلطات الاحتلال أبلغته أن عليه هدم البركس أو الحضور إلى المحكمة في "بيت إيل" في 27 من الشهر الجاري، موضحا أن وحدة شؤون الجدار والاستيطان في وزارة شؤون الدولة تتابع موضوعه من خلال محام مختص.
وفي منطقة يعبد العديد من المنازل المهددة بالهدم بحجة البناء دون ترخيص، كما أن المنطقة محاطة بالأبراج العسكرية الإسرائيلية، والتهم الجدار الكثير من أراضيها عدا عن القرى التي عزلت داخل الجدار مثل أم الريحان وبرطعة وظهر المالح وخربة عبد الله اليونس، حيث عزل أصحابها عن أقاربهم وأصبحوا مقيدين بما تسميه سلطات الاحتلال التصاريح عبر البوابات الحديدية.