حياة الاسير الغزي رائد درابية في خطر....... مانديلا " :بين سجني الحكم والمرض المجهول ادارة السجون ترفض علاجه
جنين –علي سمودي – اسيرا بين سجنين يقبع الاسير رائد محمد جمال رزق درابية من غزة يدفع الثمن غاليا من صحته وحياته التي تحولت كل ثانية فيها لرحلة عذاب فقد فيها القدرة على النوم او الاستراحه على مراى ومسمع من ادارة السجون الاسرائيلية التي ترفض تنفيذ حتى توصيات اطباءها بضرورة علاجه .
فخلف قضبان السجن الاول يقضي حكما بالسجن مدى الحياة لم ينال من ارادته وعزيمته وايمانه كما قال لرئيسة مؤسسة مانديلا المحامية بثينة دقماق لانه صاحب رسالة وقضية وهدف لا يمكن ان يتخلى عنه حتى اخر نفس ، ولكن الاشد مرارة وقساوة هو سجنه الثاني وسط انات المرض المجهول الذي يفتك به ويعرض حياته للخطر ورغم ذلك ترفض ادارة السجون توفير العلاج الكيماوي له ، علما ان من قرره بروفيسور اسرائيلي متخصص .
بداية المرض
المحامية دقماق التي زارت درابية في سجن "شطة"، عبرت عن قلقها الشديد على حياته ، مؤكدة انه ورغم ما يتمتع به من معنويات عالية فان تاثيرات المرض بدت واضحه على جسده الذي نالت منه الاوجاع التي اصبحت رفيق سجنه وايامه في الاسر ، رغم انه لم يعاني من اية امراض قبل وخلال اعتقاله ، وعن بداية رحلة المعاناة قال الاسير الغزي لدقماق " بعد معركة الاضراب عن الطعام عام 2004 بعدة اشهر ، داهمتني الاوجاع ومغص كلوي رافقه ارتفاع حرارتي التي كانت تصل الى 40-41 درجة ، لم يتمكن الطبيب من معرفة السبب بينما كان وضعي يزداد سوءا واكتفى الطبيب بتشخيص حالتي بانها "زكام "، ويضيف "خلال ذلك وقعت مشكلة بيني والطبيب في سجن نفحة فقامت الادارة ورغم مرضي بعزلي في الزنازين كعقاب استمر 6 ايام وبعد عودتي للقسم لم اتمكن من الوقوف على العدد ".
الابرة الغريبة
امام احتجاج الاسرى ، اضطرت الادارة لنقله للعيادة ولكن نفس الطبيب ،يقول درابية فحصني من الراس لنهاية الظهر وزعم عجزه عن تشخيص الحالة ، وبعدها نقلوني في سيارة اسعاف لمستشفى سيروكا وحقنونني بابرة غريبة ولم اعلم نوعية الدواء الذي بداخلها لعلاج المغص "، ويضبف "بعدها اصبحت اعاني من اورام او فقاعات ظهرت في اسفل ظهري حيث كان عظم العمود الفقري بارزة ترى بالعين ، اجريت لي في البداية عملتين دون اي فحوصات ولكن لم تتغير النتيجة" .
مضاعفات خطيرة
وروى الاسير لدقماق ، ان لحظات الالم القاسية التي عايشها كانت اشد من الحكم ، واضاف " لم اعد قادر ا على النوم وكل ثانية تشكل ماساة والم كبير بينما كانت تتهرب الادارة من الاعتراف بان المضاعفات نجمت عن تلك الابرة واهمال علاجي ، وبعدما دخلت مرحلة الخطر اجريت لي 5 عمليات اخرى في الظهر ومنطقة النخاع الشوكي وجميعها اجريت داخل السجن .
السجن والاعتقال
الاسير درابية ، من سكان مواليد غزة في 31-8-1973 وهو الابن الاكبر في العائلة له اربعة اخوة واختان ، وقالت والدته " انه عاش حياة قاسية ككل الشباب الفلسطيني الذي تاثر باجراءات وحرب الاحتلال ، فلم يتاخر عن تادية واجبه النضالي والوطني وعندما اندلعت الانتفاضة الاولى اعتقل عام 1990 وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 32 شهر"، وتضيف " عقب اقامة السلطة الوطنية التحق بصفوف قوات الامن الوطني وفي عام 1999 انتقل الى الضفة الغربية حيث تزوج وسكن في نابلس ورزق بابنه الوحيد باسل وعمل سائقا حتى اعتقل مرة ثانية في 19-4-2002 خلال انتفاضة الاقصى وبعد التحقيق والتعذيب القاسي حوكم بالسجن مدى الحياة ".
معاناة وقلق
الحكم القاسي ادى لصدمة كبيرة لعائلته وخاصة والدته التي عاشت ايام قاسية في ظل اجراءات الادارة التعسفية بحقه ، وتقول " كان تغييبه واعتقاله قاسيا ومؤلما لنا وقد توفي والده عام 2004 حزينا وهو يتمنى عناقه ورؤيته "، واضافت " لكن جتى نحن الاحياء نعاني اليوم بشكل بالغ بسبب منع الزيارات ، فكونه اسير غزي طاله قرار الاحتلال الذي اوقف عمنذ عام 2006 زيارات اسرى غزة ،في المقابل كان الالم مضاعفا لنجله باسل الذي يبلغ من العمر اليوم 9 سنوات وهو محروم من رؤية والده الذي لا يتوقف عن ذكره والسؤال عنه ".
ومنذ مرض رائد ، ووالدته تتنقل بين الصليب الاحمر ومؤسسات حقوق الانسان لاثارة قضيته ، وقالت " ابني كان يتمتع بصحة ممتازة ولكن مرضه سببه الظروف القاهرة من تحقيق وتعذيب وسجن ومنذ عام 2005 ونحن نتالم ونبكي من خوفنا على حياته بعدما حقن بابرة حولت حياته لجحيم وسلبت صحته وعافيته ".
حياته في خطر
وبعد اطلاعها على اوضاعه ، اكدت المحامية بثينة دقماق ان حياة الاسير رائد في خطر ، بينما لا زالت ادارة السجون تقدم روايات متضاربة حول مرضه ، وابلغها انهم تارة يقولون ان مرضه جرثومة او سرطان ويتم تزويدة ببلاستر و غيارات ومطهرات ودواء ( Potrsine+ nicsen)، واضاف " مؤخرا سمح لبروفيسور اسرائيلي من مستشفى بئر السبع بفحصه ، واكد انني ا عاني من سرطان في المعاينات الاولى ، واوصى الادارة بعلاجي كيماويا ولكنها ترفض رغم ان احد التقارير الطبية اشار ايضا ان كيس شعر دخل قرب العظم وتلك المادة هي التي تأكل العظم بسبب خطا في العمليات الجراحية ، علما البروفسور قال ان هذة الحالة من بين 25000 الف حالة كحالة الاسرى ( مراد ابو ساكوت ، ابو عمار زيدات).
وناشدت مانديلا المؤسسات الانسانية والدولية التحرك والضغط على ادارة السجون لنقل الاسير لمستشغى متخصص والسماح للجنة طبية بفحصه وتقييم حالته وتوفير الدواء المناسب له لانقاذ حياته قبل فوات الاوان ، محملا ادارة السجون المسؤولية الكاملة عن وضعه وكل مضاعفات تطرا بسبب رفض علاجه بالشكل المطلوب .