مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حياة..على خط النار!

مناطق يجري فيها الجيش الاسرائيلي تدريبات عسكرية جميل ضبابات
الرابعة وثلاث وأربعون دقيقة مساءً؛ نفخ في البوق (الشوفار) الذي نقل صوته عبر مكبرات صوت ضخمة إيذانا بدخول السبت.. دلال دراغمة ستحظى بليلة هادئة وكذلك سكان المنطقة.
لكن، عمليا انسحبت الدبابات من هنا قبل يوم، بعد أسبوعين من إطلاق قذائف مدفعية صوب الجبال، إلى الغرب من خربة الفارسية في الغور.
من هنا.. من عند أوتاد الحبال المربوطة إلى هذه المساكن البسيطة كانت عمليات إطلاق القذائف تضرب."بم.بم.بم" قالت دلال (50عاما).
ويجري الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية ضخمة في المنطقة. ويقول السكان في خربة الفارسية التي كانت مسرح تدريبات على مدار أيام أن الآليات دخلت إلى ساحات منازلهم وإن الجيش احتل الساحات والحظائر لأيام.
ومن مساء الجمعة حتى مساء السبت، يتوقف الجيش عن التدريبات لحرمة السبت. ويمكن رؤية سكان الخربة يتحركون براحة في المنطقة.
واقفة في ساحة بيتها الترابية، قالت دلال، التي كانت تنتظر وصول قطيع المواشي من المرعى، "كانوا يضربون. وتهتز الجبال. كانت مثل الحرب. كان الجنود يمسكون بحبال العريشة".
ويستغل الجيش الإسرائيلي المنطقة لإجراء تدريبات عسكرية على مدار السنة. وثمة عديد من المعسكرات التي أقيمت في محيط المساكن في الفارسية وعلى امتداد الشريط الغوري. "من هناك جاء مئات الجنود.. من وراء التلة" قالت دلال مادة يدها على استقامتها نحو سلسلة من الجبال التي أقيمت على رؤوسها المعسكرات التي أعدت لتدريب الجنود في المرحلة الأولى من دخولهم الجيش.
إنه فصل مثل بقية فصول السنة، تجري فيه المناورات على مساحات واسعة تمتد من شمال الغور حتى جنوبه.
وتسكن العائلات الفلسطينية غالبا وسط مناطق الرماية.
لقد اعتادت سماع أصوات الانفجارات، واعتادت رؤية الرصاص اللامع ليلاً يمر فوق مساكنهم. وقالت دلال"كانوا يجلسون هنا. هنا. على هذا الكرسي" وأشارت إلى مقعد خشبي نصفه محطم مركون إلى زاوية عريش هش تسكنه العائلة منذ سنوات.
وهنا في هذه الخربة التي هدمت أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية لا يوجد أي بناء خرساني أو أي مظهر من مظاهر البنية التحتية.
وقال عارف دراغمة رئيس المجلس المحلي "يريدون ترحيل السكان من كل الخرب. لذلك ادخلوا الدبابات إلى المضارب وشنوا حربا على الجبال".
وتعتبر سلطات الاحتلال أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء.
فقد تبين حسب دراسة حديثة استند عليها تقرير دولي أن 31% من الفلسطينيين تعرضوا للتهجير المؤقت والدائم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد تصاعد الأمر ما بين عامي 2010-2011 حيث تم إصدار 350 قرار هدم، وإخلاء، وإنذارات استهدفت 11 تجمعا مختلفا في وادي الأردن.
وتسكن دلال والعائلات المجاورة التي احتجزت داخل مساكنها لساعات طويلة بسبب إطلاق القذائف والرصاص الحي في مساكن من قصدير وخيش.
ويمكن لهبوب ريح قوية أن يقتلع هذه المساكن غير المزودة بالكهرباء من جذورها.
يسود الظلام شيئا فشئيا؛ وتظهر أضواء القناديل الخافتة. ويطبق سكون لا يقطعه إلا ثغاء المواشي في الحظائر.
"هذه ليلة هادئة.. لن تجري مناورات الليلة. ربما صباح الأحد سيعودون إلى هنا" قالت دلال. من بعيد تظهر أضواء كاشفة قوية في محيط مستوطنة "روتم" في أعالي الجبال إلى الشرق من الخربة.
وبسهولة يمكن سماع رجل يطلب من زوجته أن تعد النار وتغلي القهوة له. وقالت دلال "يمكن إشعال النار الليلة. الهواء ساكن".
وأضافت": عندما وصل الجنود قبل أيام إلى ساحة البيت ليلا. كنت أشعل النار لغلي الحليب. كان الجو ماطرا وقتها".
وبسبب المناوارت التي لا تتوقف في الجبال المحيطة، يحظر على الرعاة في المنطقة دخول المراعي الطبيعية طيلة أيام السنة، لذلك قال رعاة إن مواشيهم لا تبتعد كثيرا عن المساكن.
وتنتشر الألغام على مساحة 200 ألف دونم في الأغوار وقد شكل الأطفال 30% من ضحايا تفجيرات الألغام .وذاتها دلال فقدت قبل سنوات ابن شقيقها في هذه المنطقة بعد أن انفجر فيه لغم أرضي وضعه الجيش في منطقة رعوية.
وقالت المرأة التي كانت تعدل ضوء القنديل في ليلة حالكة الظلمة يغيب عنها القمر "الحياة هنا وسط النيران. الجيش لا يتوقف عن المناورات".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024