"اللحوم المجمدة والقوارض" ..قضية سيظهر حقيقتها مختبر جامعة بوليتكنك فلسطين

 جويد التميمي
فوجىء المواطن سميح حسين عبد الهادي أبو قبيطة من سكان يطا بعد شرائه كيساً من اللحوم المجمدة قبل عدة أيام بوجود بقايا حيوان يعتقد انه من "القوارض" قد اختلط مع اللحم، فما كان منه إلا أن توجه للبلدية لتقديم شكوى على الفور.
رئيس بلدية يطا زهران أبو قبيطة قال لـ"وفا"، انه اصدر تعليماته عقب الشكوى للجهات المختصة بمتابعة الموضوع حيث تم الكشف على محل بيع اللحوم الذي قدمت ضده الشكوى وتم تفتيشه، ليكتشف كيس آخر في ذات المحل التجاري، وبداخله بقايا حيوان آخر هو أشبه  بالسلحفاة.
مدير صحة جنوب الخليل د.نزيه عابد أكد بدوره، أن علبة "الكلكل" التي عثر بداخلها على قطعة اللحم المذكورة تم إرسالها وما بداخلها على الفور الى وزارة الصحة في رام الله، وابدى مدير عام الصحة الاولية والصحة العامة د. اسعد رملاوي، ورئيس قسم صحة البيئة المركزية ابراهيم عطية، واطباء دائرة البيطرة المركزية رايهم في ذلك عقب اجتماع عقد انذاك، وكان رايهم أنه "تبدو هذه القطعة من اللحم على انها من فك عجل صغير".
واكد عابد، انه وبناء على شكوى المواطن تم الكشف على احد مصانع تغليف وتعبئة اللحوم المجمدة في الخليل، ليتبين ان الشركة ملتزمة بكافة الشروط الصحية والبيئية الملائمة لحفظ وتبريد اللحوم المجمدة، وقال "لقد تبين لنا ان الشركة غاية في النظافة ولا يمكن ان يدخلها فأر او غير ذلك من القوارض والحيوانات" .
بدوره وحفاظا على صحة وسلامة المواطنين، شكل محافظ الخليل كامل حميد، لجنة تحقيق في قضية اللحوم التي تم ضبطها والتحفظ عليها من قبل الجهات المعنية في بلدة يطا والدوائر الحكومية في محافظة الخليل.
وقد ترأس اللجنة التي شكلت للوقوف على حقيقة هذا الموضوع المحافظ حميد، وتألفت من مديريتي صحة الخليل وجنوب الخليل، وبيطرتي الخليل ويطا، ووزارة الاقتصاد، وقسم حماية المستهلك في الوزارة، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، وقسم الصحة في بلدية يطا، ولجنة السلامة العامة في المحافظة، وممثل عن وسائل الإعلام.
كما أصدر محافظ الخليل، قرارا بزيارة المصنع المسؤول عن تعبئة وتوزيع هذه اللحوم، والذي أكد أنه لا يقوم بعملية الذبح، وإنما يستورد اللحوم المجمدة من الخارج وهي خاضعة للشروط الصحية الفلسطينية.
كما طلب المحافظ من اللجنة فحص العينة المشكوك فيها بمختبر جامعة "بوليتكنك فلسطين" للوقوف على حيثياتها ومعرفة مكوناتها، مشيرا إلى أن المحافظة ستتخذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لحماية السلع الغذائية وصحة المواطنين.
مدير مركز التكنولوجيا الحيوية في جامعة بوليتكنك فلسطين الدكتور يعقوب الاشهب قال لـ"وفا"، ان طرق اثبات وجود بقايا حيوانات مجهولة في أي عينات غذائية تتم بعدة وسائل، اولها الفحص الشكلي الخارجي "مورفولو جي"وهذا يسهل عندما تكون القطعة كبيرة، اما في حال وجود قطعة صغيرة "غير واضحة المعالم والشكل" نلجأ للفحوصات المخبرية بمختلف انواعها والتي اهمها فحص D.N.A ، وفحص تشريح الانسجه ..وغير ذلك.
واردف الاشهب قائلاً "من خلال خبرتي في هذا المجال انصح كافة المسؤولين بعدم التسرع والتريث قدر الامكان قبل نشر أي معلومة او تصريح في وسائل الاعلام في هذه المواضيع، لان المختبرات ستظهر النتيجة الصحيحة بعد اجراء الفحوصات كاملة في أي عينه يتم ضبطها".
وذكر ان العينه تحتاج بعد وصولها الى جامعة البوليتكنك الى ما يقارب اسبوع من العمل الجاد، لتظهر نتائجها واضحة وقطعية دون لبس للجميع.
مدير دائرة الصحة والبيئة في محافظة الخليل ومنسق لجنة السلامة العامة اكرم الشروف عقب، "ان ما صدر في وسائل الاعلام هو عبارة عن اشاعات لم يتم التاكد من صحتها حتى الان ومختبرات البوليتكنك هي من سيظهر النتائج الحقيقية".
ورأى الخبير الاقتصادي عرفات شاور ان اللحوم المجمدة ينطبق عليها ما ينطبق على المواد الغذائية والسلع الاخرى من ناحية الجودة والثمن فهي تتدرج وفق مقاييس معينه تتحكم بالجودة والثمن، وعلى ما يبدو ان قطعة اللحم التي تم ضبطها هي من اللحوم المجمدة المتدنية الجودة، وبذلك من الممكن ان تحتوي "على فك او شفة عجل مع اختلاط بعض شعيرات راس العجل بها" كما ان شفة العجل المجمدة بشعيراتها يسهل تشبيهها بالقوارض.