نابلس تعيد للدواوين رونقها مجددا
عاطف صالح: أضحت الدواوين حاجة ضرورية للمجتمع الفلسطيني في قضاء معظم المناسبات المختلفة له، خاصة في هذه الأيام التي صارت فيه المطالبات بعقد معظم هذه المناسبات بأماكن وقاعات مغلقة تزيد من أعباء المواطن وترهق كاهله.
وساهم انتشار ثقافة الدواوين بين المجتمع الفلسطيني عامة والنابلسي بشكل خاص في إضفاء صيغة جديدة لدى هذا المجتمع تمثلت بشعبية واسعة لإعادة ترسيخ تجربة الدواوين التي أهمل الكثير منها لأسباب مختلفة، بهدف تعزيز أواصر المحبة بين العائلات النابلسية وإعادة جو الألفة الذي ساد المدينة لفترة ليست بالبسيطة من الزمن.
عائلات المدينة
ومن وقت قريب عقد تجمع عائلات الديار النابلسية اجتماعاً بهدف إعادة إحياء الدواوين في المدينة وتحقيق التعاون بينها مما ساهم في تعزيز مكانة مدينة نابلس ومؤسساتها، ووقعت خلال الاجتماع وثيقة عهد وانتماء للمدينة.
وتهدف هذه العائلات لتفعيل دور الدواوين في المدينة بما يقوي علاقة أفرادها بعضهم ببعض، ويعمل على توعية الأجيال الناشئة بدورهم في بناء المجتمع، والحث على الالتزام بالعادات والتقاليد الحميدة للمجتمع النابلسي والتخلص من العادات السلبية.
وطالبت العائلات بدور هام للدواوين يقوم على حثها بإنشاء صناديق تكافلية داخل كل عائلة لتلبية احتياجات بعض أفرادها، والعمل على زيادة تعاضد أهل المدينة وتعاونهم على البر والتقوى، وإحياء مبدأ المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية، ودعوة الدواوين والعائلات المشاركة إلى التوجه الى أبنائهم المغتربين في كافة أرجاء المعمورة من اجل التواصل مع مدينتهم ودعمها ومساندتها والعمل بما فيه مصلحة مدينتهم واستعادة مكانتها المرموقة.
دور مساند
وقال نائب رئيس بلدية نابلس حافظ شاهين في حديث خاص لـ(ألف): "إن البلدية سارعت لإحياء الدواوين في المدينة وخاصة تلك الدواوين المنتشرة بمناطق عدة من البلدة القديمة لما لها من أثر كبير وايجابي في الحياة الاجتماعية في المدينة، فهي تعتبر ملتقى لأفراد العائلة للتشاور في أمور حياتهم، كما تعزز التواصل الاجتماعي في الأفراح والأتراح".
وقامت بلدية نابلس بإنشاء ديوان الياسمينة في البلدة القديمة وهو ما يمكن اعتباره ديوانا للحارة كاملة أي يكون للعائلات في تلك الحارة وليس لعائلة واحدة فقط، "وهذا ما يميز الدواوين التي أنشأت مؤخراّ عن الدواوين التي كانت موجودة في السابق".
وهذا من شأنه –حسب شاهين- أن يزيد الترابط بين تلك العائلات ويقوي التواصل الاجتماعي بينها وهذا ما ينعكس ايجابا على المدينة، كما أنشأت البلدية ديوانين آخرين في المدينة وهناك ديوان رابع في طور الإنشاء.
كما أن هذه الخطوة حثت العائلات على إعادة ترميم دواوينها القديمة، وساهمت في إنشاء دواوين لعدد من الأسر التي لم يكن لها دواوين في السابق وهذا ما يؤكد أهميه وجود الدواوين في المدينة.
وتعتبر الدواوين من أهم ملامح الحياة الاجتماعية في مدينة نابلس، وتعد مكان لتجمع أفراد العائلة في مختلف المناسبات مما يزيد من ترابطهم.
لأهل النفوذ
ويقول الشاعر لطفي زغلول ابن مدينة نابلس إن دواوينها لا تتجاوز بضع عشرات. وفي بداياتها كان معظمها محصورا داخل أسوار البلدة القديمة "القصبة"، وان بعضها ظهر خارج أسوار البلدة إثر التطور العمراني لها.
وهذه الدواوين العائلية قديمها وحديثها حسب حديث زغلول لـ(ألف) لم تؤسسها إلا العائلات الغنية ذات النفوذ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وذات الأعداد الكبيرة في أفرادها. "وهي إن دلت فإنما تدل على شكل من أشكال البروز الاجتماعي والتباهي والتفاخر، ولا يخفى على أحد أنها تنطلق من عصبية عائلية".
ورغم أن المجتمع النابلسي في تركيبته الاجتماعية قائم على العصبية العائلية. إلا أن هذا لا يعني أن هذه الدواوين هي المحرك الأساسي لهذه العصبية، ذلك أن هذه الدواوين تفتح أبوابها في مناسبات الأفراح والأتراح، ونادرا ما يجتمع المنتمون إليها لبحث شؤون تخصهم أو تخص مدينتهم، باستثناء مناسبة واحدة تتعلق بانتخابات بلدية أو نيابية.
بين السلب والإيجاب
ويرى الشاب سعيد عبد الرحيم أن فكرة الدواوين تعزز روح الانتماء بين العائلات الفلسطينية وتصب في خدمة المجتمع إذا ما استغلت بالشكل الصحيح.
وبين في حديثه لـ(ألف) أن ذلك يكون عبر توزيع المهام التي تقوم بها الدواوين وليس باستقبال الأتراح والمناسبات العادية فقط، وإنما بضرورة تنوعها لتطال مناسبات الأعراس من بدايتها وحتى نهايتها، خاصة في ظل انتشار كثيف لقاعات الأفراح وأسعارها الباهظة أو الخيالية على حد قوله.
كما يمكن للدواوين أن تلم شمل العائلات المتفرقة في ظل التطور التقني والعلمي وعدم اتساع رقعة الأسرة والاحتكاك بالمجتمع المحيط لها بشكله الأوسع.
ورغم هذه الفائدة إلا أن الفتاة ميساء محمد ترى أن الدواوين ربما تقود للتعصب بين العائلات واحتكار كل عائلة لديوانها، وبالتالي لا يتحقق الهدف المرجو منها، بل ربما يؤدي الأمر لخلق مشاكل تكون هذه العائلات في غنى عنها.
وساهم انتشار ثقافة الدواوين بين المجتمع الفلسطيني عامة والنابلسي بشكل خاص في إضفاء صيغة جديدة لدى هذا المجتمع تمثلت بشعبية واسعة لإعادة ترسيخ تجربة الدواوين التي أهمل الكثير منها لأسباب مختلفة، بهدف تعزيز أواصر المحبة بين العائلات النابلسية وإعادة جو الألفة الذي ساد المدينة لفترة ليست بالبسيطة من الزمن.
عائلات المدينة
ومن وقت قريب عقد تجمع عائلات الديار النابلسية اجتماعاً بهدف إعادة إحياء الدواوين في المدينة وتحقيق التعاون بينها مما ساهم في تعزيز مكانة مدينة نابلس ومؤسساتها، ووقعت خلال الاجتماع وثيقة عهد وانتماء للمدينة.
وتهدف هذه العائلات لتفعيل دور الدواوين في المدينة بما يقوي علاقة أفرادها بعضهم ببعض، ويعمل على توعية الأجيال الناشئة بدورهم في بناء المجتمع، والحث على الالتزام بالعادات والتقاليد الحميدة للمجتمع النابلسي والتخلص من العادات السلبية.
وطالبت العائلات بدور هام للدواوين يقوم على حثها بإنشاء صناديق تكافلية داخل كل عائلة لتلبية احتياجات بعض أفرادها، والعمل على زيادة تعاضد أهل المدينة وتعاونهم على البر والتقوى، وإحياء مبدأ المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية، ودعوة الدواوين والعائلات المشاركة إلى التوجه الى أبنائهم المغتربين في كافة أرجاء المعمورة من اجل التواصل مع مدينتهم ودعمها ومساندتها والعمل بما فيه مصلحة مدينتهم واستعادة مكانتها المرموقة.
دور مساند
وقال نائب رئيس بلدية نابلس حافظ شاهين في حديث خاص لـ(ألف): "إن البلدية سارعت لإحياء الدواوين في المدينة وخاصة تلك الدواوين المنتشرة بمناطق عدة من البلدة القديمة لما لها من أثر كبير وايجابي في الحياة الاجتماعية في المدينة، فهي تعتبر ملتقى لأفراد العائلة للتشاور في أمور حياتهم، كما تعزز التواصل الاجتماعي في الأفراح والأتراح".
وقامت بلدية نابلس بإنشاء ديوان الياسمينة في البلدة القديمة وهو ما يمكن اعتباره ديوانا للحارة كاملة أي يكون للعائلات في تلك الحارة وليس لعائلة واحدة فقط، "وهذا ما يميز الدواوين التي أنشأت مؤخراّ عن الدواوين التي كانت موجودة في السابق".
وهذا من شأنه –حسب شاهين- أن يزيد الترابط بين تلك العائلات ويقوي التواصل الاجتماعي بينها وهذا ما ينعكس ايجابا على المدينة، كما أنشأت البلدية ديوانين آخرين في المدينة وهناك ديوان رابع في طور الإنشاء.
كما أن هذه الخطوة حثت العائلات على إعادة ترميم دواوينها القديمة، وساهمت في إنشاء دواوين لعدد من الأسر التي لم يكن لها دواوين في السابق وهذا ما يؤكد أهميه وجود الدواوين في المدينة.
وتعتبر الدواوين من أهم ملامح الحياة الاجتماعية في مدينة نابلس، وتعد مكان لتجمع أفراد العائلة في مختلف المناسبات مما يزيد من ترابطهم.
لأهل النفوذ
ويقول الشاعر لطفي زغلول ابن مدينة نابلس إن دواوينها لا تتجاوز بضع عشرات. وفي بداياتها كان معظمها محصورا داخل أسوار البلدة القديمة "القصبة"، وان بعضها ظهر خارج أسوار البلدة إثر التطور العمراني لها.
وهذه الدواوين العائلية قديمها وحديثها حسب حديث زغلول لـ(ألف) لم تؤسسها إلا العائلات الغنية ذات النفوذ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وذات الأعداد الكبيرة في أفرادها. "وهي إن دلت فإنما تدل على شكل من أشكال البروز الاجتماعي والتباهي والتفاخر، ولا يخفى على أحد أنها تنطلق من عصبية عائلية".
ورغم أن المجتمع النابلسي في تركيبته الاجتماعية قائم على العصبية العائلية. إلا أن هذا لا يعني أن هذه الدواوين هي المحرك الأساسي لهذه العصبية، ذلك أن هذه الدواوين تفتح أبوابها في مناسبات الأفراح والأتراح، ونادرا ما يجتمع المنتمون إليها لبحث شؤون تخصهم أو تخص مدينتهم، باستثناء مناسبة واحدة تتعلق بانتخابات بلدية أو نيابية.
بين السلب والإيجاب
ويرى الشاب سعيد عبد الرحيم أن فكرة الدواوين تعزز روح الانتماء بين العائلات الفلسطينية وتصب في خدمة المجتمع إذا ما استغلت بالشكل الصحيح.
وبين في حديثه لـ(ألف) أن ذلك يكون عبر توزيع المهام التي تقوم بها الدواوين وليس باستقبال الأتراح والمناسبات العادية فقط، وإنما بضرورة تنوعها لتطال مناسبات الأعراس من بدايتها وحتى نهايتها، خاصة في ظل انتشار كثيف لقاعات الأفراح وأسعارها الباهظة أو الخيالية على حد قوله.
كما يمكن للدواوين أن تلم شمل العائلات المتفرقة في ظل التطور التقني والعلمي وعدم اتساع رقعة الأسرة والاحتكاك بالمجتمع المحيط لها بشكله الأوسع.
ورغم هذه الفائدة إلا أن الفتاة ميساء محمد ترى أن الدواوين ربما تقود للتعصب بين العائلات واحتكار كل عائلة لديوانها، وبالتالي لا يتحقق الهدف المرجو منها، بل ربما يؤدي الأمر لخلق مشاكل تكون هذه العائلات في غنى عنها.