الاحتلال ينغص فرحة والدة الأسير الجيوسي بالاحتفال بيوم ميلاده الأربعين
اعتادت نادية الزعبي والدة الأسير حاتم الجيوسي على الاحتفال بيوم مولد نجلها بطريقتها الخاصة، مع أهالي الأسرى الذين يشاركونها المعاناة بفراق أبنائهم، وإحضار كعكة يوم الميلاد إلى الاعتصام الأسبوعي قبالة الصليب الأحمر وتقديم التهنئة لحاتم، والدعوة له ولجميع الأسرى بالإفراج والحرية.
فيوم التاسع والعشرون من شباط ليس يوما عاديا في حياة أم حاتم الجيوسي، فهو يوم ميلاد نجلها الذي يأتي مرة كل أربع سنوات وهي كما تسمى "السنة الكبيسة".
اليوم بكت أم حاتم كثيرا خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي وهي تستذكر ابنها البكر، وقد مضى من عمره أربعون عاما، 10 منها في الأسر من مدة محكوميته البالغة 6 مؤبدات و55 عاما، وتقول والدموع تملأ وجنتيها: "10 سنوات لم أمسك يده ولم أحتضنه".
الأمهات المعتصمات شاركن أم حاتم في هذا اليوم، وهن يدركن أن ألمهن واحد، فذرفن الدموع، وأصبح الحزن سيد الموقف.
وقالت أم حاتم: "هذا العام لم أجد الفرصة للاحتفال بعيد ميلاد حاتم بعد أن نغص الاحتلال على الأسرى حياتهم، وحولها إلى جحيم، كذلك في ظل ما يتعرض له الأسيران خضر عدنان وهناء الشلبي، فقررت ألا احتفل كما كل عام، تضامنا معهم".
وأعربت عن فخرها واعتزازها بصمود نجلها في الأسر إلى جانب إخوانه الأسرى، وقالت: "أستمد قوتي وصبري من صمود ولدي الذي يشحذني في كل زيارة له بالقوة والعزيمة، نقف إلى جانب بعضنا رغم البعاد ومدة الأسر الطويلة، ولكن الليل لن يطول مهما طالت ساعاته، وأن الفجر قادم، ولا شيء أمامنا إلا الصبر".
واعتبرت تضامنها مع أمهات الأسرى في الاعتصام الأسبوعي هو أكبر عيد ميلاد لحاتم فهو موقف فخر واعتزاز لجميع الأسرى.
وأضافت، "زرته الثلاثاء الماضي، كانت رحلة صعبة للغاية، حيث إجراءات التفتيش المذلة والتأخير المتعمد، ولكن رؤيتي لحاتم بمعنوياته العالية وصبره وصموده رغم سياسات التنكيل من قبل إدارة السجن، أنساني رحلة السفر الشاقة وخفف معاناتي".
وقالت: "أنا على يقين أن حاتم وجميع الأسرى سيستنشقون قريبا نسيم الحرية، نعم طريقها صعب ومليء بالآلام ولكن تحقيقها حتمي لا محال".
وشددت على أنه آن الأوان لتحرك جدي من الجميع لإنهاء معاناة الأسرى والضغط نحو الإفراج عنهم دون قيد أو شرط.