في عين العاصفة..
اطفال يقفون فوق انقاض مسكنهم الذي دمرته قوة الرياح في منطقة غور الاردن
الميتة(غور الاردن)1-3-2012وفا- جميل ضبابات
يتحلق ابناء نايف الفقير حول مدفأة نار ملتهبة... وثمة مطر قوي ينهمر، وريح تعوي في الخارج.
وصبحة (11عاما) ونجود(عاما ونصف)، انتشلتا للتو من تحت ركام غرفة مطبخ بنيت من الاخشاب والبلاستيك، اطاحت فيها الرياح العاتية التي هبت على منطقة الميتة في غور الاردن. وثمة ركام للمطبخ ومسكن من القصدير وقعا ارضا.
قال نايف، الاب الذي كان يجمع اطفاله الاربعة في غرفة مجاورة حول النار" ثبت اعمدة الحديد قبل هبوب الريح.. وضعت حجارة كبيرة(....) انظر. كلها وقعت".
وترتجف اطراف الطفلتين. وظهرت جروح وندوب في وجه صبحة التي وقعت عليها حمالة الصحون. وقال الاب" لقد تهشمت البنت. كادت تموت".
وفي المنطقة التي تقع الى الشرق من الضفة الغربية، يعيش السكان في تجمعات رعوية وزراعية، ويتخذون من مساكن هشة مأوى لهم في الصيف وفي الشتاء.
لكن الشتاء هنا قاسٍ. انه نوع من عقاب من الطبيعة لعشرات العائلات التي لا تصلها اي من خدمات البنية التحتية في المناطق التي تصنفها اتفاقيات اوسلو بمناطق(ج)، وتحظر السلطات الاسرائيلية تنفيذ اي من مشاريع البنية التحتية في المنطقة.
وتعتبر سلطات الاحتلال أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء.
ويمكن لريح قوية ان تقتلع المساكن من جذورها.
وخلال اليومين الماضيين سقطت كميات من الامطار، وهبت رياح قوية جعلت من الحياة صعبة. ويشعل السكان هنا نارا في مساكنهم لدرء اضرار البرد. وذاتها عائلة الفقير اشتعلت النار في اطار حديدي لاطار مركبة. واقفا امام مسكنه المتداعي قال الفقير" هذا شتاء صعب. الريح قوية. كنا نخشى من انهيار المساكن.
وحقا، النار فاكهة الشتاء في سكن الفقير. ويصل لهيبها احيانا حتى سقف العريش، ويدنو الاطفال بأكفهم حتى تلامس اطراف اللهب.
وقال رعاة في المنطقة، انهم قضوا امس وصبيحة اليوم في الجبال يرعون المواشي، رغم هطول الامطار، وهبوب الرياح. وفي داخل مسكن الفقير يمكن سماع عواء الريح في الخارج تثور وتخبو.
الجو بارد والامل في ربيع جيد حاضر. لكن الرعاة في المنطقة يخشون من السيول ومن هبوب الريح القوية مرة اخرى.
الريح تلعب في كل الاتجاهات، ويمكن الاستدلال على قوتها من حركة القمم النامية للمزروعات الحقلية في محيط منزل الفقير.
انه الشتاء القاسي الذي احيانا لا يبقي ولا يذر.
قال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية عارف دراغمة" كنا دائما نخشي من السيول والهواء. الهواء دمر بعض البيوت البلاستيكية في قرى مجاورة.
وامكن مشاهدة بعض البيوت البلاستيكية على مدخل قرية عين البيضا وقد اقتعلت من جذورها. واصبحت قواعدها الحديدية في العراء.
" هبت ريح قوية هنا. مزقت البلاستيك والاغطية الاخرى. امس كانت الريح اقوى".
لا قوة اكبر من قوة الريح في هذا الشريط الغائر في الارض ويمتد على طول الحدود الاردنية- الفلسطينية ويمتهن سكانه على قلتهم الزراعة. والهدوء يسود وقليل من المزارعين خرجوا الى مزارعهم في هذه الظروف الجوية الماطرة.
وتسود منطقة الشرق الاوسط والاراضي الفلسطينية ظروف جوية صعبة. وتتدفق على الاراضي الفلسطينية كتل هوائية قطبية ادت الى تساقط الثلوج في منطقة الخليل.
لكن في هذه المنطقة التي تنخفض عن سطح البحر، الناس لا ينتظرون سقوط الثلوج. انهم ينتظرون ان تخمد هبات الريح القوية...كذلك عائلة الفقير التي انهار جزء من مسكنها.
وقال مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، تساقط الثلوج سيتواصل اليوم الخميس وغدا فوق مرتفعات الخليل ورام الله.
وقال أبو أسعد إن الثلوج ستتساقط اليوم وتتراكم على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن تسعمئة متر وتتراكم، فيما لا تلبث وتذوب على المرتفعات التي يبلغ ارتفاعها ثمانمئة متر لتتساقط معها الأمطار.
وأضاف أن هذا المنخفض الجوي القطبي يتواصل حتى ظهيرة الأحد المقبل حيث تتساقط الأمطار بغزارة، متوقعا بأن تبلغ كمية الأمطار المتساقطة خلال اليومين المقبلين معدلاتها السنوية.
وفي الغور، سقوط الثلوج، مثل سقوطها في هجير الصحراء. فالمنطقة الحارة صيفا، دافئة عادة شتاءً، لكن الريح التي كانت تهب احيانا مخيفة. ويضطرب قطيع المواشي امام سكن الفقير. وتصهل على مقربة فرس عفراء في سفح جبل تحت انهمار المطر الشديد.
وقال الفقير فيما اشار الى سماء ملبدة بالغيوم الرمادية" يبدو ان مطرا قادم. على الاطفال ان يعودوا الى الداخل. الى الدفء".
لكن رعاة اخرين مثل عبد الرحمن قاسم وابنه جبريل، يبدو انهم لا يأبهون لقدوم المطر، فقد قادوا قطعانهم نحو سفح جبل قريب.
وقال قاسم" المطر لن يتوقف والاغنام لن تتوقف عن الرعي. انها الحياة. الحياة القاسية".
يتحلق ابناء نايف الفقير حول مدفأة نار ملتهبة... وثمة مطر قوي ينهمر، وريح تعوي في الخارج.
وصبحة (11عاما) ونجود(عاما ونصف)، انتشلتا للتو من تحت ركام غرفة مطبخ بنيت من الاخشاب والبلاستيك، اطاحت فيها الرياح العاتية التي هبت على منطقة الميتة في غور الاردن. وثمة ركام للمطبخ ومسكن من القصدير وقعا ارضا.
قال نايف، الاب الذي كان يجمع اطفاله الاربعة في غرفة مجاورة حول النار" ثبت اعمدة الحديد قبل هبوب الريح.. وضعت حجارة كبيرة(....) انظر. كلها وقعت".
وترتجف اطراف الطفلتين. وظهرت جروح وندوب في وجه صبحة التي وقعت عليها حمالة الصحون. وقال الاب" لقد تهشمت البنت. كادت تموت".
وفي المنطقة التي تقع الى الشرق من الضفة الغربية، يعيش السكان في تجمعات رعوية وزراعية، ويتخذون من مساكن هشة مأوى لهم في الصيف وفي الشتاء.
لكن الشتاء هنا قاسٍ. انه نوع من عقاب من الطبيعة لعشرات العائلات التي لا تصلها اي من خدمات البنية التحتية في المناطق التي تصنفها اتفاقيات اوسلو بمناطق(ج)، وتحظر السلطات الاسرائيلية تنفيذ اي من مشاريع البنية التحتية في المنطقة.
وتعتبر سلطات الاحتلال أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء.
ويمكن لريح قوية ان تقتلع المساكن من جذورها.
وخلال اليومين الماضيين سقطت كميات من الامطار، وهبت رياح قوية جعلت من الحياة صعبة. ويشعل السكان هنا نارا في مساكنهم لدرء اضرار البرد. وذاتها عائلة الفقير اشتعلت النار في اطار حديدي لاطار مركبة. واقفا امام مسكنه المتداعي قال الفقير" هذا شتاء صعب. الريح قوية. كنا نخشى من انهيار المساكن.
وحقا، النار فاكهة الشتاء في سكن الفقير. ويصل لهيبها احيانا حتى سقف العريش، ويدنو الاطفال بأكفهم حتى تلامس اطراف اللهب.
وقال رعاة في المنطقة، انهم قضوا امس وصبيحة اليوم في الجبال يرعون المواشي، رغم هطول الامطار، وهبوب الرياح. وفي داخل مسكن الفقير يمكن سماع عواء الريح في الخارج تثور وتخبو.
الجو بارد والامل في ربيع جيد حاضر. لكن الرعاة في المنطقة يخشون من السيول ومن هبوب الريح القوية مرة اخرى.
الريح تلعب في كل الاتجاهات، ويمكن الاستدلال على قوتها من حركة القمم النامية للمزروعات الحقلية في محيط منزل الفقير.
انه الشتاء القاسي الذي احيانا لا يبقي ولا يذر.
قال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية عارف دراغمة" كنا دائما نخشي من السيول والهواء. الهواء دمر بعض البيوت البلاستيكية في قرى مجاورة.
وامكن مشاهدة بعض البيوت البلاستيكية على مدخل قرية عين البيضا وقد اقتعلت من جذورها. واصبحت قواعدها الحديدية في العراء.
" هبت ريح قوية هنا. مزقت البلاستيك والاغطية الاخرى. امس كانت الريح اقوى".
لا قوة اكبر من قوة الريح في هذا الشريط الغائر في الارض ويمتد على طول الحدود الاردنية- الفلسطينية ويمتهن سكانه على قلتهم الزراعة. والهدوء يسود وقليل من المزارعين خرجوا الى مزارعهم في هذه الظروف الجوية الماطرة.
وتسود منطقة الشرق الاوسط والاراضي الفلسطينية ظروف جوية صعبة. وتتدفق على الاراضي الفلسطينية كتل هوائية قطبية ادت الى تساقط الثلوج في منطقة الخليل.
لكن في هذه المنطقة التي تنخفض عن سطح البحر، الناس لا ينتظرون سقوط الثلوج. انهم ينتظرون ان تخمد هبات الريح القوية...كذلك عائلة الفقير التي انهار جزء من مسكنها.
وقال مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، تساقط الثلوج سيتواصل اليوم الخميس وغدا فوق مرتفعات الخليل ورام الله.
وقال أبو أسعد إن الثلوج ستتساقط اليوم وتتراكم على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن تسعمئة متر وتتراكم، فيما لا تلبث وتذوب على المرتفعات التي يبلغ ارتفاعها ثمانمئة متر لتتساقط معها الأمطار.
وأضاف أن هذا المنخفض الجوي القطبي يتواصل حتى ظهيرة الأحد المقبل حيث تتساقط الأمطار بغزارة، متوقعا بأن تبلغ كمية الأمطار المتساقطة خلال اليومين المقبلين معدلاتها السنوية.
وفي الغور، سقوط الثلوج، مثل سقوطها في هجير الصحراء. فالمنطقة الحارة صيفا، دافئة عادة شتاءً، لكن الريح التي كانت تهب احيانا مخيفة. ويضطرب قطيع المواشي امام سكن الفقير. وتصهل على مقربة فرس عفراء في سفح جبل تحت انهمار المطر الشديد.
وقال الفقير فيما اشار الى سماء ملبدة بالغيوم الرمادية" يبدو ان مطرا قادم. على الاطفال ان يعودوا الى الداخل. الى الدفء".
لكن رعاة اخرين مثل عبد الرحمن قاسم وابنه جبريل، يبدو انهم لا يأبهون لقدوم المطر، فقد قادوا قطعانهم نحو سفح جبل قريب.
وقال قاسم" المطر لن يتوقف والاغنام لن تتوقف عن الرعي. انها الحياة. الحياة القاسية".