انتخابات نقابة الصحفيين... برامج متعددة وهدف واحد
بسام أبو الرب
أيام قليلة باتت تفصل الصحفيين، عن انعقاد مؤتمرهم الثاني المزمع عقده في التاسع والعاشر من آذار الجاري والهادف إلى انتخاب هيئة إدارية جديدة للنقابة.
ويتنافس على مقاعد المجلس الإداري للنقابة والبالغة 63 مقعدا، ثلاث قوائم انتخابية هي: كتلة "نقابة مهنية للجميع"، و"التحالف المهني الديمقراطي"، وكتلة "الصحفي المستقل".
ويقول نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار والمتحدث باسم قائمة "نقابة مهنية للجميع"، "إن مؤتمر النقابة المنوي عقده في التاسع والعاشر من الجاري بمشاركة الصحفيين المسجلين لدى النقابة من الضفة وقطاع غزة؛ يسعى لخلق نقابة جامعة لكل الصحفيين الفلسطينيين".
ويؤكد النجار أن وفودا عربية ودولية من الاتحاد الدولي للصحفيين ستحضر للمراقبة والتأكد من شفافية وشرعية الانتخابات الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ النقابات.
وبين "أن المرحلة السابقة كانت تركز على التأسيس وشملت النظام الداخلي وتصويب العضوية، وأن المرحلة المقبلة تأتي في إطار تقديم الخدمات بمعنى "قوننة" خدمات الصحفيين وقائمة على المهنية التي تحقق جميع تطلعات الصحفيين الفلسطينيين".
ويرى أن هناك تقاطعا مع البرامج الانتخابية للقوائم الأخرى والذي يأتي في إطار الدفاع عن الصحفيين، مؤكدا أن ما يحدث في غزة تقوم به فئة صغيرة لتعزيز انقسام ذاتها، وهي تتحمل المسؤولية عن ذلك، وأنه لا يمكن أن تكون النقابة رهينة بيد هذه الفئة التي تشكل نسبة صغيرة، مشيرا إلى أن هناك نقابة واحدة في الضفة وغزة، والدليل على ذلك أن الانتخابات ستجري بشكل موحد في آن واحد في الضفة وغزة.
ويقول النجار "إن النقابة سارت باتجاه نقابي مهني في السنوات الأخيرة، رغم كل الضغوطات التي مورست عليها، ورفضت أي تدخل سياسي أو ضغط لتأجيل الانتخابات الحالية".
ويؤكد المتحدث باسم قائمة التحالف المهني الديمقراطي وأحد أعضاء الهيئة السابقة عمر نزال، أن المرحلة السابقة كانت إعادة تأسيس للنقابة في ظل عناوين تصويب العضوية والنظام الداخلي، وأن ذلك متفق عليه بين كل مكونات العمل الصحفي.
ويرى نزال أن المرحلة المقبلة تأتي في إطار استقلالية النقابة وتقديم مزيد من الخدمات للصحفيين وتعزيز الحريات، وفي هذا المجال ربما هناك اختلاف بمكونات النقابة بمعنى أن كل قائمة لديها وجهة نظر مختلفة عن الآخر بما يتعلق بعلاقة السياسة في عمل النقابة والتدخلات السياسية".
ويضيف أن قائمة التحالف المهني الديمقراطي تطرح موضوع العلاقة مع الأجهزة الأمنية، في إطار اعتقادها أن أي انتهاكات بحق الصحفيين يجب مواجهته بنضال نقابي جاد وليس عبر جهود فردية، ويقول إن هذا هو أحد العناوين الذي يوجد خلاف برامجي عليه، إضافة إلى تعزيز سقف الحريات والتوجه إلى ضرورة إقرار قانون موحد للعمل الصحفي بفلسطين بديلا عن كل القوانين المقبلة، وأيضا العمل على تعزيز الحياة الديمقراطية داخل النقابة".
ويعتبر نزال أن الانتخاب على أساس التمثيل النسبي يمكن أي مجموعة من الصحفيين صغيرة كانت أم كبيرة أن تشكل قائمة ويكون لها وجود وتمثيل في الهيئات الإدارية، وهذا بحد ذاته ينشط العمل النقابي ويخلق إمكانية أكثر للتنافس لخدمة الجسم الصحفي.
ويشير إلى أن هناك تقاطعا في بعض النقاط مع القوائم البرامج الانتخابية الأخرى، في إطار السعي لخدمة الصحفيين وتحقيق مكاسب لهم، وأن ما تنادي به القائمة بضرورة تكافؤ الفرص في سياسة التوظيف في القطاع العام بعيدا عن الاعتبارات السياسية والعلاقة مع الأجهزة الأمنية، ربما تشكل نقاط خلاف مع البرامج الأخرى.
ويعرب نزال عن أمله بتجاوز المعيقات وتدارك الأخطاء السابقة، مجددا رفضه لكل أشكال الانقسام في عمل الجسم الصحفي، مؤكدا أن النقابة واحدة في الضفة وقطاع غزة، وأنه تم تجهيز كافة الاستعدادات والترتيبات لعقد مؤتمر موحد، ومن يعيق هذا المؤتمر هو يتحمل مسؤولية أي انقسام في الإطار الصحفي.
ويوضح المتحدث باسم قائمة "الصحفي المستقل" أسامة السلوادي، أن برنامج الكتلة الانتخابي يركز على ضرورة تعزيز العمل النقابي والمهني في إطار النقابة، والابتعاد عن المحاصصات الحزبية والعمل على تطوير الواقع المهني للصحفي بغض النظر عن الانتماء، إضافة إلى العمل على حماية الصحفيين.
ويقول إن لكل قائمة برنامجا مختلفا عن الآخر، لكن هناك بعض نقاط التقاطع لخدمة الإطار الصحفي، مشيرا إلى أن هناك عزوفا كبيرا من بعض الصحفيين الذين لهم بصمة في الميدان؛ وذلك لعدم فاعلية النقابة وفي ظل عدم تطوير قانون صحافة عصري يتماشى مع الواقع المألوف.
ويرى السلوادي أن الهيئات الإدارية السابقة أصابت في بعض المجالات مثل غربلة العضوية رغم وجود بعض الاختراقات من قبل الحزبين إضافة إلى أعداد نظام داخلي أفضل من السابق، لكنها أخطأت في عدم متابعتها لكثير من قضايا المهنية للصحفيين والاهتمام بالعمل السياسي أكثر من العمل النقابي.
وأعلنت لجنة تسيير الأعمال في نقابة الصحفيين بغزة، أن انتخابات مجلس جديد للنقابة ستجري خلال شهر آذار بإشراف ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وحقوقيين وقانونيين ونقابيين، في حين أوصت لجنة الحريات بغزة، بعدم إجراء انتخابات نقابة الصحفيين في ظل وجود خلاف بين حركتي حماس وفتح، إلى حين حل جميع الإشكاليات العالقة بعمل اللجنة.