الحاجة أبو اشخيدم.. عيدنا الحقيقي تحرير فلذات أكبادنا من الأسر
جويد التميمي
صحيح أنني أعد الأيام وانتظر خروج فلذة كبدي إياد من السجن إلا أنني أفخر به لأنه عنوان عزة هذه الأمة، فهو يقبع في سجون الاحتلال منذ 8 سنوات تقريبا، ولن يستطيع السجان كسر إرادته وإرادتنا، بهذه الكلمات استهلت الحاجة روضة أبو اشخيدم (61 عاما) من الخليل، حديثها عن نجلها إياد المحكوم بـ(18 مؤبداً) ومصاب بـ"11 رصاصة" في يده.
الحاجة روضة أبو اشخيدم رسم الزمن معاناتها الطويلة على قسمات وجهها المنير، فهي أم الشهيد حمزة الذي استشهد بتاريخ 17-11- 2000م وأم الأسيرين المحررين رجب ومحمد وهي أم لجميع الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال كما ذكرت لـ"وفا".
وأضافت "إنني أعد الأيام تلو بعضها و"بصبر أيوب" في انتظار ساعة لقاء فلذة كبدي إياد وخروجه من الأسر".
وأردفت قائلة: "سأبقى صامدة مرفوعة الرأس، ولن يستطيع الاحتلال إضعاف همتي وكسر إرادتي، فمعنوياتي ستبقى عالية لأنني على يقين كما أمهات الأسرى جميعا أن أبناءنا أبطال وتضحيتهم ليست لأنفسهم بل هي لنا جميعا ودفاعا عن كرمتنا وكرامة أمتنا العربية برمتها".
وتعاني الحاجة أبو اشخيدم، من أمراض مزمنة كالغضروف والدوالي وغيرها، وتلازم فراشها لساعات طويلة، إلا أنها وحسب ما قالته، تعود لزهوة شبابها في موعد زيارة فلذة كبدها إياد، قائلة: "هي هبة من الله، تدفعني بقوة لتخطي جميع حواجز الاحتلال ومضايقاته لأصل إلى ابني الذي يقبع الآن في سجن نفحة وأمتع ناظري برؤياه".
وأضافت: "عند لقائي به من خلف الزجاج المقوى، يحدثني بقوة وحزم عبر الهاتف، وكأنني أنا الأسيرة وهو مطلق اليدين، يدفعني دائماً إلى الأمام بقوة وإصرار "الله يرضى عليه"... هي 45 دقيقة مدة زيارتنا، لكنها تعيدني إلى زهوة شبابي، فيلازمني حنينه ونشاطه من الزيارة إلى الزيارة التي تليها، فإرادته لم تكبل يوماً، بل طموحه يرقى ويزيد، وإن كان خلف القضبان والحديد".
تبدو الحاجة روضة، أكثر قوة ومنعة من النساء اللواتي في سنين عمرها، فكبرها وكبريائها يوحي لك أن عجلة حياتها وحياة أمهات الأسرى والأسيرات، تقف في اليوم الذي يعتقل به أبنائهم، فتبقى إرادتهم، إرادة الشباب الذين في ربيع أعمارهم.
وأكدت أبو اشخيدم أنها تشعر بالفخر بابنها الأسير إياد دوماً، منوهة إلى أنه طلب منها في زيارتها الأخيره له في سجن ريمون "قبل أن يعاقبه السجان وينقله إلى سجن نفحة بسبب عدم انصياعه لأوامر الاحتلال وضباطه" بعدم العودة لزيارته بسبب ممارسات الاحتلال وسياسة التفتيش العاري التي يفرضها على أهالي الأسرى بحجج أمنية واهية عن الصحة تهدف في مضمونها فقط إذلال أمهات الأسرى وزوجاتهم.
وناشدت حركتي فتح وحماس إلى المضي بتنفيذ اتفاق المصالحة نصرة لشعبنا وأسرانا في سجون الاحتلال قائلة: إن "همنا واحد وهدفنا مشترك فلنعمل جميعا من أجل أنفسنا أولا وأبناءنا وأسرانا بإعادة اللحمة إلى شطري الوطن "لأن الأجيال القادمة لن تذكرنا بخير إذا بقينا مشتتين هكذا".
وأردفت قائلة وقد ظهرت على وجهها ملامح الحزن، تضرب أخماسا بأسداس: "إن الاحتلال استفرد بأسرانا وأبطال شعبنا بسبب تمزقنا وانقسامنا، يا بني إن الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية.. فالاحتلال صعد إجراءاته العنجهية وغطرسته بحقنا وحق أبناءنا ومنعهم من العلاج والدراسة بعد أن انقسمنا إلى شطرين فهو يمارس كما اعتدنا عليه وعهدناه دائما سياسة "فرق تسد" لذلك يجب أن تعود الأمور إلى مجاريها وأن نتوحد جميعا لمواجهة هذا الاحتلال الغاشم الذي يهدف إلى تمزيق أوصالنا دائما.
وقالت أبو اشخيدم رسالتي لقياداتنا ولامتنا العربية والإسلامية لمناسبة الثامن من آذار هي"أننا أمهات وأبناءنا أغلى ما نملك، كما انتم أبنائكم أغلى ما تملكون، فقضية الأسرى يجب أن تبقى حية دائما وفي أعلى سلم أولوياتكم ولننهض جميعاً بواجباتنا ولنعمل من أجل تحريرهم ليكون الثامن من آذار القادم عيداً حقيقيا نفرح به جميعنا.