مارس أشكال المقاومة منذ الثمانينات: حنني.. مقاوم في نابلس وشهيد بغزة
ابن اخت الشهيد (يمين)ونجل الشهيد أحمد (يسار)
قيس ابو سمرة
من بين دموعه لملم "أحمد" -نجل الشهيد النابلسي الذي ارتقى الجمعة على أرض غزة محمود حنني- مشاعره، وقال: "يوم الخميس قال لي والدي: ابق حريصًا على والدتك وأخواتك فأنت رجل البيت".
صمت قليلا ثم أكمل لمراسل "صفا": أوصاني والدي يوم الخميس الماضي قبل يوم واحد من استشهاده بالدراسة والعلم وحسن الخلق، وعدم ترك البيت لساعات طويلة.
أحمد بات اليوم شابًا في الصف العاشر، لم يعانق والده منذ ست سنوات، إلا أنه يقتدي به دوما حسب زملائه.
وكان الشهيد محمود حنني ابن بلدة بيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة الغربية ارتقى شهيدا عصر الجمعة بقصف إسرائيلي لسيارة كان يستقلها إلى جانب الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي غرب مدينة غزة.
مقاوم من صغره
حاتم حنني زميل الشهيد بالدراسة يروي كيف أنه كان يقود العمل الوطني منذ أيام الدراسة، وكان يعمل دوما على رفع العلم الفلسطيني على مآذن المساجد وعلى الأسلاك الكهربائية في العام 1983.
وأضاف حاتم أن الشهيد محمود كان يرشق مركبات الاحتلال بالحجارة عند دخولها للبلدة ويغلق الطرقات بالحجارة و"المتاريس".
وبين أنه اعتقل عدة مرات لمدد متفاوتة تحت مسمى اعتقال "احترازي".
عمار أبو حيط -أحد أصدقاء الشهيد- تحدث عن جملة مما كان يتمتع به من أخلاق دمثة فقد "كان خلوقا محبوبا منذ صغره يشارك بالعمل الوطني بشكل دائم، دون كلل أو ملل".
يقاطع أحد الأهالي الحديث قائلا: "أذكر أن الشهيد في يوم من الأيام حصل على مساعدات طردية للفقراء، فوزعها جميعها دون استثناء على المحتاجين ولم يأخذ شيئا رغم أنه من أعوز الناس لها".
ويقول مناضل حنني -وهو أحد أقارب الشهيد- إنَّ الشّهيد كان يعمل داخل فلسطين المحتلة عام 48 وعمل على حرق عدد كبير من المركبات الإسرائيلية في "تل أبيب" وحرق مخزنا للأخشاب قدرت خسائره بملايين الدولارات وطعن مستوطنا بالسكين.
وأضاف أنه اعتقل على إثر هذه الحادثة، وحكم حكمًا مرتفعًا، وبقي بالاعتقال مدة خمسة سنوات وأفرج عنه في صفقات ما يسمى "حسن النية تجاه الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد اتفاق أوسلو".
والشهيد يعرف بأنه جرب كافة أنواع المقاومة من رفع الأعلام وإغلاق الطرقات ورشق المركبات بالحجارة وحرق مركبات المستوطنين والطعن بالسكين والعمل المسلح ومن ثم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
مؤسس اللجان بالضفة
ويقول ابن أخت الشهيد وجدي عبد الرحيم إنّ "خالي عاد بعد الاعتقال إلى حياته اليومية وإلى بيته وعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية إلى جانب مشاركته بالعمل الشعبي حتى بداية انتفاضة الأقصى".
وأضاف عبد الرحيم أن "الشهيد أسس نواة لجان المقاومة الشعبية بالضفة الغربية بعد أن كان من نشطاء حركة فتح".
وأضاف أن خليته انكشفت بينما كان في سفر بالأردن، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أشرف حنني بشارع صلاح الدين بالقدس بينما كان متوجها لتنفيذ عملية استشهادية كان يقف ورائها الشهيد محمود حنني وخليته، واعتقل الاحتلال أعضاء الخلية وحكمهم مؤبدات.
والخلية المذكورة مكونه من نمر صدقي الحج محمد، وعماد الحج محمد، وأشرف حنني، وقائدها الشهيد محمود حنني الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية الأردنية لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم خيرته بين العودة إلى الضفة أو السفر إلى مصر.
وقال عبد الرحيم "اختار الشهيد مصر، ومن ثم دخل غزة عبر الأنفاق لينضم مجددًا إلى ألوية العمل العسكري هناك".
وأردف بالقول إن الشهيد باع دونمين من الأرض في بداية انتفاضة الأقصى واشترى قطعا من السلاح للبدء بالعمل العسكري لخليته.
ويروي عبد الرحيم أنّ الشهيد كان دوما على تواصل مع عائلته بالبلدة وكان حذرًا يعمل على تغيير أرقام هواتفه لعلمه بأن قوات الاحتلال تحاول الوصول إليه.
وتعرَّض الشهيد لمحاولتي اغتيال بغزة، إحداها خلال الحرب الأخيرة على القطاع بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وكانت زوجة الأسير قد أنهت معاملات إصدار جواز سفر لزيارة زوجها بغزة قبل أيام فقط. وللشهيد ابن واحد وخمس بنات يعيشون بالضفة، وابنه أخرى من زوجته الثانية بغزة.
ويعرف الشهيد في بلدته باسم "ناصر الرصد" كنية أطلقها عليه والده منذ الصغر يعرفه بها كل أبناء البلدة.
وشيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد حنني في تل الزعتر شمال القطاع (حيث ذوي زوجته الثانية) ظهر السبت بمشاركة الأسرى المحررين من الضفة لغزة ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلية.
عن صفا
من بين دموعه لملم "أحمد" -نجل الشهيد النابلسي الذي ارتقى الجمعة على أرض غزة محمود حنني- مشاعره، وقال: "يوم الخميس قال لي والدي: ابق حريصًا على والدتك وأخواتك فأنت رجل البيت".
صمت قليلا ثم أكمل لمراسل "صفا": أوصاني والدي يوم الخميس الماضي قبل يوم واحد من استشهاده بالدراسة والعلم وحسن الخلق، وعدم ترك البيت لساعات طويلة.
أحمد بات اليوم شابًا في الصف العاشر، لم يعانق والده منذ ست سنوات، إلا أنه يقتدي به دوما حسب زملائه.
وكان الشهيد محمود حنني ابن بلدة بيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة الغربية ارتقى شهيدا عصر الجمعة بقصف إسرائيلي لسيارة كان يستقلها إلى جانب الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي غرب مدينة غزة.
مقاوم من صغره
حاتم حنني زميل الشهيد بالدراسة يروي كيف أنه كان يقود العمل الوطني منذ أيام الدراسة، وكان يعمل دوما على رفع العلم الفلسطيني على مآذن المساجد وعلى الأسلاك الكهربائية في العام 1983.
وأضاف حاتم أن الشهيد محمود كان يرشق مركبات الاحتلال بالحجارة عند دخولها للبلدة ويغلق الطرقات بالحجارة و"المتاريس".
وبين أنه اعتقل عدة مرات لمدد متفاوتة تحت مسمى اعتقال "احترازي".
عمار أبو حيط -أحد أصدقاء الشهيد- تحدث عن جملة مما كان يتمتع به من أخلاق دمثة فقد "كان خلوقا محبوبا منذ صغره يشارك بالعمل الوطني بشكل دائم، دون كلل أو ملل".
يقاطع أحد الأهالي الحديث قائلا: "أذكر أن الشهيد في يوم من الأيام حصل على مساعدات طردية للفقراء، فوزعها جميعها دون استثناء على المحتاجين ولم يأخذ شيئا رغم أنه من أعوز الناس لها".
ويقول مناضل حنني -وهو أحد أقارب الشهيد- إنَّ الشّهيد كان يعمل داخل فلسطين المحتلة عام 48 وعمل على حرق عدد كبير من المركبات الإسرائيلية في "تل أبيب" وحرق مخزنا للأخشاب قدرت خسائره بملايين الدولارات وطعن مستوطنا بالسكين.
وأضاف أنه اعتقل على إثر هذه الحادثة، وحكم حكمًا مرتفعًا، وبقي بالاعتقال مدة خمسة سنوات وأفرج عنه في صفقات ما يسمى "حسن النية تجاه الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد اتفاق أوسلو".
والشهيد يعرف بأنه جرب كافة أنواع المقاومة من رفع الأعلام وإغلاق الطرقات ورشق المركبات بالحجارة وحرق مركبات المستوطنين والطعن بالسكين والعمل المسلح ومن ثم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
مؤسس اللجان بالضفة
ويقول ابن أخت الشهيد وجدي عبد الرحيم إنّ "خالي عاد بعد الاعتقال إلى حياته اليومية وإلى بيته وعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية إلى جانب مشاركته بالعمل الشعبي حتى بداية انتفاضة الأقصى".
وأضاف عبد الرحيم أن "الشهيد أسس نواة لجان المقاومة الشعبية بالضفة الغربية بعد أن كان من نشطاء حركة فتح".
وأضاف أن خليته انكشفت بينما كان في سفر بالأردن، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أشرف حنني بشارع صلاح الدين بالقدس بينما كان متوجها لتنفيذ عملية استشهادية كان يقف ورائها الشهيد محمود حنني وخليته، واعتقل الاحتلال أعضاء الخلية وحكمهم مؤبدات.
والخلية المذكورة مكونه من نمر صدقي الحج محمد، وعماد الحج محمد، وأشرف حنني، وقائدها الشهيد محمود حنني الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية الأردنية لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم خيرته بين العودة إلى الضفة أو السفر إلى مصر.
وقال عبد الرحيم "اختار الشهيد مصر، ومن ثم دخل غزة عبر الأنفاق لينضم مجددًا إلى ألوية العمل العسكري هناك".
وأردف بالقول إن الشهيد باع دونمين من الأرض في بداية انتفاضة الأقصى واشترى قطعا من السلاح للبدء بالعمل العسكري لخليته.
ويروي عبد الرحيم أنّ الشهيد كان دوما على تواصل مع عائلته بالبلدة وكان حذرًا يعمل على تغيير أرقام هواتفه لعلمه بأن قوات الاحتلال تحاول الوصول إليه.
وتعرَّض الشهيد لمحاولتي اغتيال بغزة، إحداها خلال الحرب الأخيرة على القطاع بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وكانت زوجة الأسير قد أنهت معاملات إصدار جواز سفر لزيارة زوجها بغزة قبل أيام فقط. وللشهيد ابن واحد وخمس بنات يعيشون بالضفة، وابنه أخرى من زوجته الثانية بغزة.
ويعرف الشهيد في بلدته باسم "ناصر الرصد" كنية أطلقها عليه والده منذ الصغر يعرفه بها كل أبناء البلدة.
وشيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد حنني في تل الزعتر شمال القطاع (حيث ذوي زوجته الثانية) ظهر السبت بمشاركة الأسرى المحررين من الضفة لغزة ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلية.
عن صفا