مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

يدخل عامه ال21 في الاسر- الاسير مخلص صوافطة : نطالب كل القوى بالمكاشفة والمصارحة لنصل لربيع فلسطين بوحدتنا دون انقسام

جنين –تقرير علي سمودي
" الحرية والوطن الهدف الاسمى الذي لم ولن نتنازل عنه رغم السجن وعذاباته ، وكلنا امل ان يتحد الجميع لتحقيق هذا الحلم وانهاء الانقسام لرص الصفوف لدعم معركتنا القادمة على طريق الخلاص من الاحتلال "،بهذه الكلمات استهل الاسير مخلص عبد الرازق صدقي صوافطه (38 عاما )   احمد عمداء الحركة  الاسيرة وقادتها حديثه"لمراسلنا " بمناسبة دخوله عامه ال21 خلف القضبان في رحلة اعتقال متواصلة قدم فيها كل اشكال التضحية والبطولة دون ان يفقد الامل لحظة واحدة بالانعتاق وعناق نسمات الحرية رغم رفض الاحتلال الافراج عنه وادراجه ضمن قائمة الملطخة ايديهم بالدماء ، وتابع يقول "فرغم توالي الاعوام ، وما نتعرض له من ظلم وغبن ونسيان ، لن نحيد عن طريق فلسطين ففي كل لحظة نعيش شعور الحرية وكلنا ثقة ان قيادتنا وشعبنا معنا في مواصلة المشوار فما زالت كلمات معلمنا وقائدنا الاول وامام الشهداء ابو عمار تتردد في اعماقنا واذاننا انه النور قادم في نهاية النفق، صبرنا وتحملنا الكثير في انفاق الاحتلال ومقابر الموت البطيء ،ولكن نؤمن دوما بيقين انه  لن يدوم سجن او حصار او جدار انها البشرى وباذن الله ستتحقق شاء من شاء وابى من ابى ".

امنيتي انهاء الانقسام

 وبحلول  التاسع من اذار ، تتفتح صفحة جديدة في رحلة اعتقال مخلص الذي يؤكد " ان معنوياته عالية وعزيمته لن تلين ،رغم انه اعتقل في سجن 17 عاما وعاش متنقلا بين زنازين وسجون الاحتلال اكثر مما عاش بين اسرته وفي مدينته طوباس وبين ابناء شعبه "، ويضيف " لم ولن نندم يوما على خيارنا وطريقنا الذي اخترناه بحب وايمان وقناعة ، فما قدمناه ونجسده من صمود وتضحيات في الاسر تعبير عن الواجب المقدس في سبيل تحقيق اهداف شعبنا ولكن يؤلمنا ان تستمر صورة الوضع الماساوي مع فشل كل الجهود لدفن الانقسام ، لم ولن ترهبنا السجون والزنازين ولكن نكتوي بسوط الانقسام الذي يجلد كل اسير فينا "، واضاف " اكبر لحظة حزن نعيشها اليوم هي ضياع الوقت والجهد دون تنفيذ الاتفاقات التي وقعت ، وكلما فرحنا وتاملنا خيرا ونحن نشاهد التصريحات والخطابات حول قرب تحقيق المصالحة تصيبنا الصدمة عندما لا يتغير شيئا ، لذلك امنيتي في ذكرى اعتقالي ان تتحقق الوحدة ويجتمع الشمل  قبل فوات الاوان لان المستفيد الوحيد من الماساة الكارثة هو الاحتلال ".

فرحة مؤجلة 

في ذكرى اعتقاله ، لا يتحدث مخلص عن تجربته ومعاناته وصموده وبطولاته ، فككل الاسرى الهم الاول والاخير هو انهاء الانقسام ورسالته الوحدة ،ويقول "رغم تدهور اوضاعنا وتفاقم معاناتنا في ظل تصاعد الهجمة الشرسة لادارة السجون بجق الحركة الاسيرة ، ولكن اكثر ما يؤرقنا ويشغلنا هو التاجيل المستمر لتنفيذ اتفاق المصالحة ، الاحتلال يسارع الزمن مستثمرا الفرقة والشتات والانقسام وسباق التصالح والتنافس على الفضائيات في تهويد القدس وتعزيز الاستيطان وتدمير حياة شعبنا وابقاء الحصار ومضاعفة عدد الاسرى بينما لم نتقدم خطوة في مشروع الوحدة والمصالحة فلمصلحة من يجري ذلك ؟، ومن المسؤول عن ادامة وتكريس الانقسام ؟، واضاف " نطالب القيادة والامناء العامين للفصائل وكل القوى بالمكاشفة والمصارحة لنصل لربيع فلسطين بوحدتنا دون انقسام ، لا نريد اجتماعات جديدة ، ونرفض تشكيل المزيد من اللجان ، ومن حقنا معرفة الحقيقة واعلان موقف واضح وصريح لان استمرار الانقسام اكبر جريمة وبلسان كل اسير اقول ارحمونا ورفقا بشعبنا وخلصونا من الانقسام ، فلن نحرر ارض ولن نحمي القدس ولن نسقط الحصار ولن يعود الاسرى دون وحدة حقيقية نصلي لاجلها لنواصل المشوار ".

مشوار مخلص

ومشوار مخلص في حياته الشخصية ثم النضالية ،كان صعبا وشاقا منذ ولادته كما يروي شقيقه صلاح ، ويقول " اخي السادس في عائلتنا المكونه من 18 نفر ، ولد في 11-5- 1974، وتجرعنا بعد شهرين من ذلك حسرة وفاة والدتي بسبب المرض ، ولكن ابي وعمتي الحاجة رحمة ابو سمرة التي ارتبطت به حرصا على رعايتنا وتربيتنا واصبحت بمثابة الام لنا "، ويضيف " على مقاعد الدراسة في طوباس برزت روح التضحية والايثار لدى مخلص الذي تملكه حب كبير للوطن وانتماء صادق عبر عنه بالتحاقه السري في صفوف حركة فتح وبسبب نشاطه في مقاومة الاحتلال اعتقل للمرة الاولى في سن 16 عاما ، ولم يتمكن من مواصلة دراسته ولكن تجربة الاعتقال صقلت شخصيته وعززت وعيه وانتماءه فخرج ليواصل المشوار ".

 تشكيل خلية فدائية

تقدم مخلص صفوف نشطاء القوات الضاربة في طوباس بعد اندلاع الانتفاضة الاولى لكنه لم يكتفي بذلك ، ويقول شقيقه صلاح " لم يتاخر عن مسيرة ومواجهة ولكنه سرعان ما شكل مع عدد من اصدقاءه خلية فدائية سرية حملت اسم  الشهيد " ابو جهاد " ، فقاد عملياتها العسكرية بشكل سري حتى تمكن الاحتلال من اعتقاله في 9-3-1993 من منزل شقيقي في بلدة عقابا "، ويضيف " بعد التعذيب والتحقيق عزل لمدة 7 شهور كعقاب  في زنازين  تحت الارض في سجن تلموند  ثم حوكم بالسجن مدى الحياة  بتهمة الانتماء لحركة "فتح"  وتنفيذ عمليات فدائية ".لم يتوقف الاحتلال عن استهداف مخلص ،واضافة لعزله عوقب بمنع الكانتين ثم صدر قرار بمنع من الزيارات منذ 12 عاما ، ويضيف شقيقه " نفذت ادارة السجون تهديد ضباط المخابرات بتغييبه ومنعه من رؤية الشمس او بشر،وفقط عمتي –زوجة ابي – هي التي يسمح لها بزيارته مرة كل عام وفق مزاجهم  وحتى والدي المسن  طاله قرار المنع الذي اثر عليه كثيرا ".

ماسي واحزان

لكن المحطات الاكثر تاثيرا على عائلة مخلص ووالده هي  رفض الافراج عنه في الصفقات ، ويقول صلاح " دوما ابي كان يفخر بابنه ويمتلك امل كبير بعناقه وخلاصه من السجون ولكن استمرت معاناته منذ اوسلو حيث الفاجعة الكبرى بشطب اسم مخلص ، تلاها منع زيارته فنالت منه الامراض وتوفي وهو يوصينا به ويتمنى عناقه ويدعوا له وقد رفضت سلطات الاحتلال السماح لاخي بوداعه "، ويضيف الاسير  مخلص " لم اشعر بمعنى وعذاب السجن الا عندما رحل والدي ، كنت اتمنى عناقه وتحقيق احلامه ولكنهم السبب في مرضه لحرمانه من زيارتي ، اصلي لله ان لا يكتوي اسير بتلك الحسرة وان يفرج الله كرب الجميع وان لا نفقد عزيز ، فتلك اللحظة اقسى بمرات مضاعفة من السجون وعذاباتها والمها ".

سنعود للحرية

 وبينما يتملك صلاح وعائلته الحزن لان شقيقه  لم يتحرر في صفقة وفاء الاحرار ، فان مخلص قال من سجنه "كانت صدمتنا وخيبة املنا كبيرة ، ولكن بحمد الله صابرون  ولن نفقد الامل  فقلوبنا المؤمنه تشحن كل اسير فينا بطاقة كبيرة من الصمود والتحدي والصبر تجعلنا نرى نهاية النفق قطار فلسطين مكتوب على ابوابه سنعود للوطن ، عائدون ولكن املنا ان نرى نهاية سريعة لدوامة الانقسام الذي يبقينا ككل القضايا مؤجلين ورهائن للاحتلال  "، واضاف " رسالتي بعد 21 عاما ، نداء للرئيس محمود عباس والقيادة بعدم التنازل عنا كثابت اول ورفض أي مساومة او تجزاة لقضيتنا كاسرى والاصرار على حريتنا اولا ، وثانيا الثبات على الموقف لتحقيق المصالحة ، فهي العائق الوحيد امام قطار الحرية وعار على كل من يمنعنا الوصول لمحطة انتظرناها طويلا وقدمنا لاجلها الشهداء والجرحى وضحينا بحريتنا ".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024