( وقعت في هوى الجزائر )- أمال مرار
هي ذاتها الصورة التي طالما رسمتها في ريشة مخيلتي لبلد المليون ونص المليون شهيد وجدتها أمامي ولم تختلف كثيراً عن الواقع، حيث تلمستها في رحلتي الأخيرة إلى الجزائر للمشاركة في دورة تدريبية للإعلاميات العربيات، تتلألأ بقيمة تاريخها العربي المعاصر، وعظمة ثقافتها الأصيلة، وعراقة حضارتها القديمة، وطبيعتها الخلابة الساحرة، ترحب بالزائرين وتحتضنهم بحب وحنان كشوق الأم للقاء أحد أبناءها لتحكي لهم قصة إحتلال شرس عاشتها البلاد وأهلها، ولتقدم لهم سرُ شعلةِ ثورةٍ وضاءة لم تنطفيء على مر الزمن، بل هي معجزة العرب في هذا العصر التي جعلت الإحتلال الفرنسي يدرك مدى بطولة الشعب الجزائري وإمكانياته النضالية الشجاعة اللامنتهية لنيل الإستقلال والحرية في أرجاء الديار الجزائرية كما وصفها بأبياته الشعرية شاعرها الثائر مفدي زكريا،
إن الجزائرَ في الوجود رسالةٌ الشعبُ حرّرها.. وربُّك وَقّعا!
إن الجزائرَ قطعةٌ قدسيّةٌ في الكون.. لحّنها الرصاصُ ووقّعا!
وقصيدةٌ أزليّة، أبياتُها حمراءُ.. كان لها (نفمبرُ) مطلعا!
في أحضان جوهرة البحر المتوسط.
كانت لحظات حاسمة عندما حطت بنا الطائرة في مطار هواري بو مدين وإستقبلتنا جوهرة البحر المتوسط العاصمة الجزائرية التي تزاوج بين سحر طبيعة المكان وحضارة الإنسان وتدمج بين أصالة التاريخ المعاصر وعصرية الحاضر، فما أن وطأت قدماي إلا واستنشقت عبق مخزون الحضارات الإنسانية المختلفة التي تكالبت عليها منذ الحقبة البيزنطية والرومانية، إلى الفترة الأمازيغية والعثمانية، وصولاً إلى معالمها الإسلامية العربية الماثلة حتى اللحظة وفية لماضيها وتراثها الأصيلن حيث تتزين بهذا الموروث الإجتماعي والتاريخي واالثقافي مبانيها وأحياؤها بيضاء اللون مستلقية على ضفاف البحر المتوسط التي ترجع لآلاف السنين، تفتح أبواب أزقتها وشوارعها للزائرين وهي تشكل المركز السياسي والإقتصادي والثقافي الأول بالبلاد.
قمنا بجولة للتعرف على أبرز معالمها التاريخية والحضارية الماثلة حتى اللحظة وهي كثيرة ومتنوعة، فوجدنا ساحة تمثال الأمير عبد القادر شامخة حيث شيدت تخليداً لذكرى الأمير عبد القادر الجزائري الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي، وكذلك البريد المركزي الكبير المتميز بطابع معماري فني يتواجد بالقرب من باب الواد بمركز المدينة،و تتألق عن بعد كنيسة السيدة الإفريقية وهي كنيسة رومانية كاثوليكية جميلة ومتناسقة الألوان تتمركز مقابل أضخم وأجمل ميناء بحري في القارة الإفريقية، تواصلت جولتنا إلى مقام الشهيد أو ما يعرف برياض الفتح وهو نصب تذكاري تم بناؤه عاد 1982م بمناسبة إحياء الذكرى العشرين لإستقلال البلاد وتخليداً لذكرى ضحايا حرب التحرير، بعدها أطل علينا بعراقته وفخامته أقدم مسجد بالجزائر المسمى بالجامع الكبير، وإنتهت الجولة إلى مبنى التلفزيون الجزائري المرتب والمنظم ضمن التطور التكنولوجي الحاصل بمجال الإعلام، لم ينتهي شغفي بزيارة المزيد من الأماكن بجوهرة البحر المتوسط بإنتهاء جولتنا السياحية فهي تحتاج العديد من الأيام للقيام بذلك.
نبرة وطنية تناجي الديار السليبة.
" فلسطين هنا في القلب، درسنا تاريخ وجغرافيا فلسطين منذ الصغر، نود زيارة القدس وفلسطين، كما نتمنى لو أن فلسطين على الحدود الجزائرية لتغير الحال، نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، كلنا فخر عندما تم إعلان إستقلال دولة فلسطين من قلب الجزائر ....،" وغيرها العديد من الكلمات والعبارات والأسئلة التي أثلجت قلبي فرحاً وأدمعت عيني فخراً بفعل حرارة اللقاء مع الإنسان الجزائري صاحب التقاليد الأصيلة المزينة بإبتسامة الترحاب والود والإحترام لكل زائر، متميزين بطبيعتهم الخاصة وأهم ملامحها شدة الترحيب بالضيف وإحاطته بمشاعر الود والبشاشة، فعلى الرغم من بعد المسافات بين الجزائر وفلسطين شعرت بأني في وطني الثاني وطن الشهداء والثوار والأحرار، فالحس الوطني الجزائري كان سيد الموقف والمكان أينما ذهبت المعبر عن شدة الإرتباط وصدق المشاعر تجاه القضية الفلسطينية من منطلق الإنتماء والعروبة لامن من موقع التعاطف وحسب، بل بالإيمان الشديد بحقها كبلد محتل بالنضال حتى التحرير، فكيف لي أن لا أقع في هواها وهي التي جمعتني بأعز الناس وأحتضنتنا لأيام ستبقى في مخيلتنا على طول المدى.
إن الجزائرَ في الوجود رسالةٌ الشعبُ حرّرها.. وربُّك وَقّعا!
إن الجزائرَ قطعةٌ قدسيّةٌ في الكون.. لحّنها الرصاصُ ووقّعا!
وقصيدةٌ أزليّة، أبياتُها حمراءُ.. كان لها (نفمبرُ) مطلعا!
في أحضان جوهرة البحر المتوسط.
كانت لحظات حاسمة عندما حطت بنا الطائرة في مطار هواري بو مدين وإستقبلتنا جوهرة البحر المتوسط العاصمة الجزائرية التي تزاوج بين سحر طبيعة المكان وحضارة الإنسان وتدمج بين أصالة التاريخ المعاصر وعصرية الحاضر، فما أن وطأت قدماي إلا واستنشقت عبق مخزون الحضارات الإنسانية المختلفة التي تكالبت عليها منذ الحقبة البيزنطية والرومانية، إلى الفترة الأمازيغية والعثمانية، وصولاً إلى معالمها الإسلامية العربية الماثلة حتى اللحظة وفية لماضيها وتراثها الأصيلن حيث تتزين بهذا الموروث الإجتماعي والتاريخي واالثقافي مبانيها وأحياؤها بيضاء اللون مستلقية على ضفاف البحر المتوسط التي ترجع لآلاف السنين، تفتح أبواب أزقتها وشوارعها للزائرين وهي تشكل المركز السياسي والإقتصادي والثقافي الأول بالبلاد.
قمنا بجولة للتعرف على أبرز معالمها التاريخية والحضارية الماثلة حتى اللحظة وهي كثيرة ومتنوعة، فوجدنا ساحة تمثال الأمير عبد القادر شامخة حيث شيدت تخليداً لذكرى الأمير عبد القادر الجزائري الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي، وكذلك البريد المركزي الكبير المتميز بطابع معماري فني يتواجد بالقرب من باب الواد بمركز المدينة،و تتألق عن بعد كنيسة السيدة الإفريقية وهي كنيسة رومانية كاثوليكية جميلة ومتناسقة الألوان تتمركز مقابل أضخم وأجمل ميناء بحري في القارة الإفريقية، تواصلت جولتنا إلى مقام الشهيد أو ما يعرف برياض الفتح وهو نصب تذكاري تم بناؤه عاد 1982م بمناسبة إحياء الذكرى العشرين لإستقلال البلاد وتخليداً لذكرى ضحايا حرب التحرير، بعدها أطل علينا بعراقته وفخامته أقدم مسجد بالجزائر المسمى بالجامع الكبير، وإنتهت الجولة إلى مبنى التلفزيون الجزائري المرتب والمنظم ضمن التطور التكنولوجي الحاصل بمجال الإعلام، لم ينتهي شغفي بزيارة المزيد من الأماكن بجوهرة البحر المتوسط بإنتهاء جولتنا السياحية فهي تحتاج العديد من الأيام للقيام بذلك.
نبرة وطنية تناجي الديار السليبة.
" فلسطين هنا في القلب، درسنا تاريخ وجغرافيا فلسطين منذ الصغر، نود زيارة القدس وفلسطين، كما نتمنى لو أن فلسطين على الحدود الجزائرية لتغير الحال، نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، كلنا فخر عندما تم إعلان إستقلال دولة فلسطين من قلب الجزائر ....،" وغيرها العديد من الكلمات والعبارات والأسئلة التي أثلجت قلبي فرحاً وأدمعت عيني فخراً بفعل حرارة اللقاء مع الإنسان الجزائري صاحب التقاليد الأصيلة المزينة بإبتسامة الترحاب والود والإحترام لكل زائر، متميزين بطبيعتهم الخاصة وأهم ملامحها شدة الترحيب بالضيف وإحاطته بمشاعر الود والبشاشة، فعلى الرغم من بعد المسافات بين الجزائر وفلسطين شعرت بأني في وطني الثاني وطن الشهداء والثوار والأحرار، فالحس الوطني الجزائري كان سيد الموقف والمكان أينما ذهبت المعبر عن شدة الإرتباط وصدق المشاعر تجاه القضية الفلسطينية من منطلق الإنتماء والعروبة لامن من موقع التعاطف وحسب، بل بالإيمان الشديد بحقها كبلد محتل بالنضال حتى التحرير، فكيف لي أن لا أقع في هواها وهي التي جمعتني بأعز الناس وأحتضنتنا لأيام ستبقى في مخيلتنا على طول المدى.