احتلوا واشنطن دي سي"!
جميل ضبابات
حديقة البيت الابيض هادئة، ليس سوى هبات رياح خفيفة باردة جدا، تحرك اغصان الاشجار... واصوات الزائرين الواقفين على السياج الحديدي المتأهبين لالتقاط الصور.
لكن ما كل هذا الضجيج الذي يخرج من البيت الابيض ويسمع في كل ركن من العالم؟ سؤال قد يخطر في بال من يدخل عاصمة الولايات المتحدة. "انه ضجيج السياسة" قالت سائحة من احدى دول اميركا الجنوبية فيما كانت تلتقط صورة لسنجاب سعيد يقفز في حديقة البيت البيضاوي.
قرب البيت الابيض، الطقس بارد جدا يدعو لتغيير وجهة المسير حتى لا يلفح الهواء البارد وجهه، وقد يسير الزائر بشكل عكسي.
والوصول الى شارع بنسلفانيا 1600، يستدعي "طول بال" من سائق الحافلة التي استأجرتها الخارجية الامريكية لعدد من الصحافيين العرب.." انه البيت الابيض"، قال مرشد سياحي اردني الاصل، يعيش في عاصمة العالم منذ اكثر من عقدين.
انه المكان الاكثر شهرة على شاشات التلفزة. لكنه يبدو اقل حجما عن ما يمكن مشاهدته في التقارير الاخبارية.
كل شيء اول النهار في العاصمة الامريكية يصبح اكثر مرحا على بعد امتار قليلة من بوابات البيت البيضاوي، فثمة زوار لهذا الشارع من مختلف انحاء العالم قدموا لالتقاط الصور. لكن ليس كل المتواجدين سعيدين بما يجري داخل البيض الابيض مثل السنجاب.
السياسة حاضرة. وفلسطين حاضرة، ومشاكل العالم وقضية الترسانات النووية ايضا حاضرة خارج غرف البيت البيضاوي.
وهؤلاء غير السعيدين اصبحوا من معالم هذه المنطقة.
انها "كنسبسيون توماس" التي تقف قبالة هذا البناء منذ 30 عاماً للاحتجاج على سياساته كما تقول.
قالت توماس التي خرجت لتوها من خيمة صغيرة تأوي اليها عندما تسوء الظروف الجوية" انا هنا لاقول لكل رئيس امريكي جديد يأتي للبيت الابيض ان اسرائيل هي خطر".
وتبرز توماس حجرا يحمل رسم علم فلسطين.
وثمة مطلب اخر لهذه المرأة التي تأتي يومياً في الصباح الباكر لترابط في خيمتها حتى المساء لتعود الى منزلها لتعاود الكرة يومياً طوال "30عاماً" عالم خال من السلاح النووي. لكنه امر يبعث احيانا على الضحك والاستهجان من قبل الزوار الذين يتحلقون حول المرأة.
ويقول احدهم، " اي دولة ستتخلى عن هذا السلاح اذا امتلكته.. العالم يحمل موته في قلبه".
كانت توماس تعمل في سوق بورصة وول ستريت بنيويورك، الا أنها نذرت نفسها لاجل القضية التي تحملها: القضايا الانسانية التي تناضل من اجلها منذ 30 عاما.
ستسأل نفسك كم فلسطيني يعرف عن هذه المرأة؟
تقول انها "ترسل من هنا رسائل الى البيت الابيض. الى صانعي السياسة الامريكية". لكن السياسة العسكرية تصنع ايضا داخل البنتاغون: مقر القوات الامريكية.
البنتاغون البناية الضخمة المدهشة: يسير جنود من رتب مختلفة وببزات عسكرية مختلفة في ممر عريض طويل يفضي الى بنايه كبيرة: انه البنتاغون مقر الجيوش الامريكية.هنا تدير الولايات المتحدة الامريكية قواتها المنتشرة في العالم.
سابرز جواز سفري الفلسطيني، كزائر دولي لهذا البناء الضخم، وبكل سهولة يشير ضابط التفتيش الي ببدء اجراءات التفتيش التي يخضع لها كل من يدخل هذا البناء الضخم.
"ستمشون رحلة طويلة. ربما ستمشون داخل هذا البناء لاكثر من ميل" يقول مترجم امريكي من اصل لبناني. البناء الموجود في ولاية فرجينا غير البعيدة عن واشنطن دي سي، ضحم مترامي الاطراف.
مشيا لمسافة كيلومترات قليلة في البنتاغون يمكن ان يكشف عن تاريخ الجيش الامريكي والحروب وقادته.
الميجر كريستوفر براين مدير المكتب الصحافي بالوزارة يشير الى أهمية قضايا الامن في السياسية الخارجية تجاه الشرق الاوسط مع التركيز على جهود الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.
لكن المكان الاكثر جذبا للانتباه هو الجزء التي تعرض للهجوم يوم 11 ايلول الذي نفذته القاعدة وراح ضحيته في هذا البناء 125 موظفاً بالإضافة إلى ركاب الطائرة.
البنتاغون مبنى ضخم جدا، ويتسع لحوالي 23 ألف موظف بين عسكري ومدني وحوالي 3 آلاف موظف مساعد اخرين. الكل يسير بسرعة في هذا البناء.
والسرعة هي سمة الحركة في العاصمة واشنطن المدينة الناعمة الهادئة. والسياسة ونقيضها هي صفة اخرى للمدينة التي خرجت منها قرارات غيرت الكثير في العالم.
هناك السعيدون وهناك غير السعيدون في هذه المدينة، وهناك غير توماس يحتج ويريد احتلالها: انها حركة (احتلوا واشنطن دي سي).
انهم مجموعة من المواطنين الامريكان كسروا هدوء العاصمة.
في الرابع من شباط اعتقلت الشرطة الامريكية ثمانية محتجين على الأقل من حركة "احتلوا واشنطن" بعد اشتباكات اندلعت اثناء قيامها بإزالة مخيمات الحركة قرب البيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط، بعد ان اغلقت الشرطة. ميدان مكفرسون لإزالة المخيمات لمنع المحتجين من قضاء الليالي في الميدان العام الذي يعتصم فيه المحتجون منذ أشهر.
ويعتصم المتظاهرون في الميدان منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجا على البطالة المتزايدة وأنشطة المؤسسات المالية التي يصفونها بالإرهاب المالي. في الميدان كما في محيط البيت الابيض يقول لك احدههم. " من فضلك: هل تلتقط لي صورة؟". انها الصورة التي تدحض نظرية الهدوء التام في قلب العاصمة..
وليس بعيدا عن ضجيج وسط العاصمة على ضفاف نهر البوتوماك. وعلى طول شارع الاستقلال "إندبندانس إفينيو" هناك من جاء من كل انحاء العالم ومعظمهم من اليابانيين للاستمتاع بشجر الكرز. انه نقيض اخر لصورة الحياة الصاخبة في قلب العاصمة التي يمكن دخولها بسهولة وخلال دقائق معدودة من مطار دالاس الدولي.
" انت فلسطيني. اهلا بك في واشنطن دي سي قال موظف الهجرة...انها واشنطن الفاتنة.
حديقة البيت الابيض هادئة، ليس سوى هبات رياح خفيفة باردة جدا، تحرك اغصان الاشجار... واصوات الزائرين الواقفين على السياج الحديدي المتأهبين لالتقاط الصور.
لكن ما كل هذا الضجيج الذي يخرج من البيت الابيض ويسمع في كل ركن من العالم؟ سؤال قد يخطر في بال من يدخل عاصمة الولايات المتحدة. "انه ضجيج السياسة" قالت سائحة من احدى دول اميركا الجنوبية فيما كانت تلتقط صورة لسنجاب سعيد يقفز في حديقة البيت البيضاوي.
قرب البيت الابيض، الطقس بارد جدا يدعو لتغيير وجهة المسير حتى لا يلفح الهواء البارد وجهه، وقد يسير الزائر بشكل عكسي.
والوصول الى شارع بنسلفانيا 1600، يستدعي "طول بال" من سائق الحافلة التي استأجرتها الخارجية الامريكية لعدد من الصحافيين العرب.." انه البيت الابيض"، قال مرشد سياحي اردني الاصل، يعيش في عاصمة العالم منذ اكثر من عقدين.
انه المكان الاكثر شهرة على شاشات التلفزة. لكنه يبدو اقل حجما عن ما يمكن مشاهدته في التقارير الاخبارية.
كل شيء اول النهار في العاصمة الامريكية يصبح اكثر مرحا على بعد امتار قليلة من بوابات البيت البيضاوي، فثمة زوار لهذا الشارع من مختلف انحاء العالم قدموا لالتقاط الصور. لكن ليس كل المتواجدين سعيدين بما يجري داخل البيض الابيض مثل السنجاب.
السياسة حاضرة. وفلسطين حاضرة، ومشاكل العالم وقضية الترسانات النووية ايضا حاضرة خارج غرف البيت البيضاوي.
وهؤلاء غير السعيدين اصبحوا من معالم هذه المنطقة.
انها "كنسبسيون توماس" التي تقف قبالة هذا البناء منذ 30 عاماً للاحتجاج على سياساته كما تقول.
قالت توماس التي خرجت لتوها من خيمة صغيرة تأوي اليها عندما تسوء الظروف الجوية" انا هنا لاقول لكل رئيس امريكي جديد يأتي للبيت الابيض ان اسرائيل هي خطر".
وتبرز توماس حجرا يحمل رسم علم فلسطين.
وثمة مطلب اخر لهذه المرأة التي تأتي يومياً في الصباح الباكر لترابط في خيمتها حتى المساء لتعود الى منزلها لتعاود الكرة يومياً طوال "30عاماً" عالم خال من السلاح النووي. لكنه امر يبعث احيانا على الضحك والاستهجان من قبل الزوار الذين يتحلقون حول المرأة.
ويقول احدهم، " اي دولة ستتخلى عن هذا السلاح اذا امتلكته.. العالم يحمل موته في قلبه".
كانت توماس تعمل في سوق بورصة وول ستريت بنيويورك، الا أنها نذرت نفسها لاجل القضية التي تحملها: القضايا الانسانية التي تناضل من اجلها منذ 30 عاما.
ستسأل نفسك كم فلسطيني يعرف عن هذه المرأة؟
تقول انها "ترسل من هنا رسائل الى البيت الابيض. الى صانعي السياسة الامريكية". لكن السياسة العسكرية تصنع ايضا داخل البنتاغون: مقر القوات الامريكية.
البنتاغون البناية الضخمة المدهشة: يسير جنود من رتب مختلفة وببزات عسكرية مختلفة في ممر عريض طويل يفضي الى بنايه كبيرة: انه البنتاغون مقر الجيوش الامريكية.هنا تدير الولايات المتحدة الامريكية قواتها المنتشرة في العالم.
سابرز جواز سفري الفلسطيني، كزائر دولي لهذا البناء الضخم، وبكل سهولة يشير ضابط التفتيش الي ببدء اجراءات التفتيش التي يخضع لها كل من يدخل هذا البناء الضخم.
"ستمشون رحلة طويلة. ربما ستمشون داخل هذا البناء لاكثر من ميل" يقول مترجم امريكي من اصل لبناني. البناء الموجود في ولاية فرجينا غير البعيدة عن واشنطن دي سي، ضحم مترامي الاطراف.
مشيا لمسافة كيلومترات قليلة في البنتاغون يمكن ان يكشف عن تاريخ الجيش الامريكي والحروب وقادته.
الميجر كريستوفر براين مدير المكتب الصحافي بالوزارة يشير الى أهمية قضايا الامن في السياسية الخارجية تجاه الشرق الاوسط مع التركيز على جهود الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.
لكن المكان الاكثر جذبا للانتباه هو الجزء التي تعرض للهجوم يوم 11 ايلول الذي نفذته القاعدة وراح ضحيته في هذا البناء 125 موظفاً بالإضافة إلى ركاب الطائرة.
البنتاغون مبنى ضخم جدا، ويتسع لحوالي 23 ألف موظف بين عسكري ومدني وحوالي 3 آلاف موظف مساعد اخرين. الكل يسير بسرعة في هذا البناء.
والسرعة هي سمة الحركة في العاصمة واشنطن المدينة الناعمة الهادئة. والسياسة ونقيضها هي صفة اخرى للمدينة التي خرجت منها قرارات غيرت الكثير في العالم.
هناك السعيدون وهناك غير السعيدون في هذه المدينة، وهناك غير توماس يحتج ويريد احتلالها: انها حركة (احتلوا واشنطن دي سي).
انهم مجموعة من المواطنين الامريكان كسروا هدوء العاصمة.
في الرابع من شباط اعتقلت الشرطة الامريكية ثمانية محتجين على الأقل من حركة "احتلوا واشنطن" بعد اشتباكات اندلعت اثناء قيامها بإزالة مخيمات الحركة قرب البيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط، بعد ان اغلقت الشرطة. ميدان مكفرسون لإزالة المخيمات لمنع المحتجين من قضاء الليالي في الميدان العام الذي يعتصم فيه المحتجون منذ أشهر.
ويعتصم المتظاهرون في الميدان منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجا على البطالة المتزايدة وأنشطة المؤسسات المالية التي يصفونها بالإرهاب المالي. في الميدان كما في محيط البيت الابيض يقول لك احدههم. " من فضلك: هل تلتقط لي صورة؟". انها الصورة التي تدحض نظرية الهدوء التام في قلب العاصمة..
وليس بعيدا عن ضجيج وسط العاصمة على ضفاف نهر البوتوماك. وعلى طول شارع الاستقلال "إندبندانس إفينيو" هناك من جاء من كل انحاء العالم ومعظمهم من اليابانيين للاستمتاع بشجر الكرز. انه نقيض اخر لصورة الحياة الصاخبة في قلب العاصمة التي يمكن دخولها بسهولة وخلال دقائق معدودة من مطار دالاس الدولي.
" انت فلسطيني. اهلا بك في واشنطن دي سي قال موظف الهجرة...انها واشنطن الفاتنة.