جمعية مكفوفي نابلس... تحركها البصيرة
الصورة تعبر عن ذاتها
بدوية السامري
في مدخل ممر ضيق في إحدى حارات البلدة القديمة، يدخل عدد من مكفوفي محافظة نابلس صباحاً بمساعدة بصيرتهم إلى جمعيتهم ومكان عملهم، يتحدثون ويجلسون لساعات يومياً.
ويصعد رئيس الجمعية الكفيف عز الدين عمارنة على درج رفيع يكاد يتسع لشخص واحد متكئاًعلى حديد مهترئ ليدخل المقر المكون من غرفة وصالة تعج بالفراشي والمكانس والمقاعد المصنوعة من القش بأيدي أعضاء الجمعية المكفوفين.
المكان يبدو وكأنه مهجوراً رغم أنه ممتلئ بالمكفوفين المبتسمين دائما والمرحبين بحفاوة بكل ضيف وزائر.
ويجلس المكفوفان حسن دار أحمد ومحمد أسعد الأغبر، وشابان آخران يصنعون الفراشي بسرعة ومهارة فائقة، يدخلون الأسلاك من خلال ثقوب صغيرة، وكأن تلك الأنامل التي تصنع تُـبصر، "إنها البصيرة" يقول الأغبر الذي يعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد.
وفي المكان يقوم المكفوفون بأنفسهم بتحضير طعامهم وشرابهم، والقيام بواجب الضيافة، كل يساعد الآخر.
ويشير عمارنة: "نحن بحاجة إلى من يدعمنا في تسويق منتوجنا، وعلى الجميع تشجيع الصناعات الوطنية"، كان منتوجنا في السابق يباع أضعاف ما يباع هذه الأيام"، و" لدينا مواهب يجب أن تنمى ونجد اليد التي تدفعها قدماً".
ويؤكد عمارنة: "نحن لا نرى، لكن الله وهبنا نعمة البصيرة بدل البصر، نعما كثيرة علينا أن نشكره دائماً عليها".
ويتابع: "يمككنا تمييز الأشخاص من خلال أصواتهم، حتى لو قابلناهم لمرة واحدة، ولدينا خبرة ونظرة ثاقبة في الكثير من الأمور".
وعمارنة (40 عاماً) حاصل على ماجستير في أصول الفقه من جامعة أبو ديس، ومتزوج ولديه خمسة أبناء، ويعمل مدرساً في وزارة الأوقاف وكان قضى ست سنوات في سجون الاحتلال.
ويوجد في المكان آلتا "بيركنز" يمكن من خلالها الكتابة بطريقة "بريل"، التي يتقنها معظم رواد الجمعية ويقدر عددهم بالمئات.
ومن رواد الجمعية عدد من ضحايا الانتفاضتين الأولى والثانية ممن فقدوا بصرهم إثر تعرضهم لإصابات في عيونهم من قبل قوات الاحتلال، من بينهم عماد سلامة الذي فقد بصره في عمر 12 عاماً، خلال اجتياح مدينة نابلس في العام 2002.
وسلامة الآن أحد مدربي خط بريل، ويعمل بشكل ممتاز على الحاسوب الناطق.
ويعقب:" الآذان صماء عن الكفيف بنابلس".
ويقول: مقرنا قديم ومستأجر، طرقنا عدة أبواب للحصول على دعم لشراء أو استئجار مقر آخر، واستطعنا استئجار عقار صغير عن طريق وزارة الأوقاف بحيث يكون مقر مؤقت للجمعية، إلى حين الحصول على مقر دائم، لكنه بحاجة إلى تأهيل.
وتأسست جمعية المكفوفين عام 1955، في محاولة لتطوير الكفيف ومساعدته أكاديماً واجتماعياً، للسعي لتوفير فرصة عمل كريمة لهم، وهي مسجلة لدى وزارة الداخلية، وعضوة في اتحاد المعاقين، ومستوفية جميع الشروط.
وتضم الجمعية 50 منتسباً، خمسة منهم من النساء، منهن حنين حبش (20 عاماً) وتدرس مساق الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة، ولديها مواهب في كتابة الشعر.
وقالت حنين: نعاني الكثير من الصعوبات كمكفوفين في الجامعة، فلا يتوفر كاتب لذوي الإعاقة البصرية أحياناً، ما يجعلنا نلجأ إلى أحد موظفي الجامعة عند تقديم الامتحانات، منوهة إلى أن توفر برنامج "بريل" في المؤسسات التعليمية يريحنا دون شك."
في مدخل ممر ضيق في إحدى حارات البلدة القديمة، يدخل عدد من مكفوفي محافظة نابلس صباحاً بمساعدة بصيرتهم إلى جمعيتهم ومكان عملهم، يتحدثون ويجلسون لساعات يومياً.
ويصعد رئيس الجمعية الكفيف عز الدين عمارنة على درج رفيع يكاد يتسع لشخص واحد متكئاًعلى حديد مهترئ ليدخل المقر المكون من غرفة وصالة تعج بالفراشي والمكانس والمقاعد المصنوعة من القش بأيدي أعضاء الجمعية المكفوفين.
المكان يبدو وكأنه مهجوراً رغم أنه ممتلئ بالمكفوفين المبتسمين دائما والمرحبين بحفاوة بكل ضيف وزائر.
ويجلس المكفوفان حسن دار أحمد ومحمد أسعد الأغبر، وشابان آخران يصنعون الفراشي بسرعة ومهارة فائقة، يدخلون الأسلاك من خلال ثقوب صغيرة، وكأن تلك الأنامل التي تصنع تُـبصر، "إنها البصيرة" يقول الأغبر الذي يعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد.
وفي المكان يقوم المكفوفون بأنفسهم بتحضير طعامهم وشرابهم، والقيام بواجب الضيافة، كل يساعد الآخر.
ويشير عمارنة: "نحن بحاجة إلى من يدعمنا في تسويق منتوجنا، وعلى الجميع تشجيع الصناعات الوطنية"، كان منتوجنا في السابق يباع أضعاف ما يباع هذه الأيام"، و" لدينا مواهب يجب أن تنمى ونجد اليد التي تدفعها قدماً".
ويؤكد عمارنة: "نحن لا نرى، لكن الله وهبنا نعمة البصيرة بدل البصر، نعما كثيرة علينا أن نشكره دائماً عليها".
ويتابع: "يمككنا تمييز الأشخاص من خلال أصواتهم، حتى لو قابلناهم لمرة واحدة، ولدينا خبرة ونظرة ثاقبة في الكثير من الأمور".
وعمارنة (40 عاماً) حاصل على ماجستير في أصول الفقه من جامعة أبو ديس، ومتزوج ولديه خمسة أبناء، ويعمل مدرساً في وزارة الأوقاف وكان قضى ست سنوات في سجون الاحتلال.
ويوجد في المكان آلتا "بيركنز" يمكن من خلالها الكتابة بطريقة "بريل"، التي يتقنها معظم رواد الجمعية ويقدر عددهم بالمئات.
ومن رواد الجمعية عدد من ضحايا الانتفاضتين الأولى والثانية ممن فقدوا بصرهم إثر تعرضهم لإصابات في عيونهم من قبل قوات الاحتلال، من بينهم عماد سلامة الذي فقد بصره في عمر 12 عاماً، خلال اجتياح مدينة نابلس في العام 2002.
وسلامة الآن أحد مدربي خط بريل، ويعمل بشكل ممتاز على الحاسوب الناطق.
ويعقب:" الآذان صماء عن الكفيف بنابلس".
ويقول: مقرنا قديم ومستأجر، طرقنا عدة أبواب للحصول على دعم لشراء أو استئجار مقر آخر، واستطعنا استئجار عقار صغير عن طريق وزارة الأوقاف بحيث يكون مقر مؤقت للجمعية، إلى حين الحصول على مقر دائم، لكنه بحاجة إلى تأهيل.
وتأسست جمعية المكفوفين عام 1955، في محاولة لتطوير الكفيف ومساعدته أكاديماً واجتماعياً، للسعي لتوفير فرصة عمل كريمة لهم، وهي مسجلة لدى وزارة الداخلية، وعضوة في اتحاد المعاقين، ومستوفية جميع الشروط.
وتضم الجمعية 50 منتسباً، خمسة منهم من النساء، منهن حنين حبش (20 عاماً) وتدرس مساق الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة، ولديها مواهب في كتابة الشعر.
وقالت حنين: نعاني الكثير من الصعوبات كمكفوفين في الجامعة، فلا يتوفر كاتب لذوي الإعاقة البصرية أحياناً، ما يجعلنا نلجأ إلى أحد موظفي الجامعة عند تقديم الامتحانات، منوهة إلى أن توفر برنامج "بريل" في المؤسسات التعليمية يريحنا دون شك."