أم الطفل الشهيد أيوب عسلية تتساءل: هل سيحاكم العالم قتلة فلذة كبدي؟
ام ايوب تحمل حقيبته ودفاتره
محمد الأسطل - كعادته كل صباح، حمل حقيبته وخرج من المنزل وفي يده قطعة خبز محشوة بالبطاطس متوجهاً إلى مدرسته> دقائق معدودة ويسقط صاروخ في الطريق التي عادة ما يسلكها طلبة المنطقة ذهاباً وإياباً إلى المدرسة القريبة، لتخرج الأم من منزلهاK مهرولة بحثاً عن فلذة كبدها الذي خرج للتو، وسرعان ما تكتشف أن طفلها الصغير هو من كان الهدف. حقيبته على بعد عشرات الأمتار كما القطع الصغيرة من جسده النحيل التي تناثرت في المكان، والتصقت بأغصان الأشجار، وطعامه تبعثر على الأرض قبل أن يكمل تناوله.
هكذا بدأت أم الطفل الفلسطيني الشهيد أيوب عسلية (13 عاماً) تروي حكاية الموت التي لاحقت ابنها من دون ذنب اقترفه، سوى أنه يعيش في قطاع غزة الذي تحول أهله إلى أهداف مشروعة لطائرات الحرب الإسرائيليةK على حد قولها.
وقالت الأم المكلومة : "هذا هو حال الأمهات في القطاع، يخرج أبناؤهن ولا ضمان لعودتهن على أرجلهم، بعضهم يصاب ويدخل المستشفيات، والبعض الآخر يصاب بالهلع والخوف، أما أنا فقد عاد إلي ابني محمولاً على الأكتاف".
وتساءلت وهي تحمل حقيبته ودفاتره: "ألم تشاهد هذه الطائرات أن من تقتله طفل صغير يحمل حقيبته المدرسية؟ ماذا لو حدثت مجزرة في المكان لتزامن سقوط الصاروخ مع مرور العشرات من طلبة المدارس ككل يوم؟".
وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استمرت لأربعة أيام على قطاع غزة، إلى استشهاد 26 فلسطينياً وإصابة 87 بجروح وصفت المصادر الطبية بعضها بالخطيرة.
ورغم مرور 4 أيام على استشهاد أيوب، إلا أن أمه ما زالت تقضي يومها في مكان استشهاده القريب من المنزل، إذ تبحث عن بقايا جسده التي تناثرت، وتحاول أن تجمع ما تجده لتدفنه من جديد، وما أن تعود إلى المنزل حتى تدخل حجرته لتتفقد درجاته الهوائية التي اشتراها منذ أيام ولم يفرح باللعب فيها، بينما تتلمس بيديها ملابسه وسريره ومختلف حاجياته.
"هو الشهيد الثالث لي خلال هذه السنوات، وكأنه قدري مع الاحتلال أن يحرق قلبي من جديد كلما بدأت النار تنطفئ فيه" قالت الأم بحرقة وغضب. وتابعت: "لا أدري ما الذي حدث معي، فهذه المرة فقدت أعصابي ولم أستطع تمالك نفسي منذ لحظة استشهاد أيوب. شعرت أن الاحتلال الإسرائيلي يتقصد حرق قلبي كما قلوب الأمهات الفلسطينيات".
وتتساءل الأم: "هل سيجد قتلة فلذة كبدي طريقهم للعدالة، أم أنهم سينجون بجريمتهم كالعادة؟". وأضافت: "فقط أتمنى أن يحاكم القتلة، فهل العدالة التي يتحدثون عنها تطبق في ليبيا والسودان، أما الاحتلال فهي خارج المحاكمة والعدالة؟".
والد أيوب من جانبه نفي إدعاءات إسرائيل المستمرة بوجود مسلحين في المكان الذي تستهدفه طائرتها. وقال: "الأوضاع في المنطقة كانت هادئة ولا يوجد أي تصعيد أو إطلاق صواريخ. وطلبة المدارس كانوا يسيرون كعاداتهم في الشارع". وأضاف لـ: "المسلحون حجة الاحتلال الدائمة، لكن الحقيقة أنه لا توجد مقاومة أو غيرها، فهل وجدت مقاومة حينما قصفوا الناس في بيوتهم في عزبة عبد ربه، أو قتلوا المسن في شارع النفق خلال العدوان".
وكما غادر أيوب الدنيا طفلاً برئياً، غادر صبر أيوب العائلة منذ اللحظة التي شاهدت فيها ابنها أشلاء ممزقة، وقطعا تلتصق بالأشجار وما زالت شاهدة على الجريمة التي سيعيش مقترفها حياته العادية من دون قصاص، أما العائلة فلن تمل عن المطالبة بالعدالة الغائبة، لعلها تحضر في المستقبل القريب أو البعيد.
هكذا بدأت أم الطفل الفلسطيني الشهيد أيوب عسلية (13 عاماً) تروي حكاية الموت التي لاحقت ابنها من دون ذنب اقترفه، سوى أنه يعيش في قطاع غزة الذي تحول أهله إلى أهداف مشروعة لطائرات الحرب الإسرائيليةK على حد قولها.
وقالت الأم المكلومة : "هذا هو حال الأمهات في القطاع، يخرج أبناؤهن ولا ضمان لعودتهن على أرجلهم، بعضهم يصاب ويدخل المستشفيات، والبعض الآخر يصاب بالهلع والخوف، أما أنا فقد عاد إلي ابني محمولاً على الأكتاف".
وتساءلت وهي تحمل حقيبته ودفاتره: "ألم تشاهد هذه الطائرات أن من تقتله طفل صغير يحمل حقيبته المدرسية؟ ماذا لو حدثت مجزرة في المكان لتزامن سقوط الصاروخ مع مرور العشرات من طلبة المدارس ككل يوم؟".
وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استمرت لأربعة أيام على قطاع غزة، إلى استشهاد 26 فلسطينياً وإصابة 87 بجروح وصفت المصادر الطبية بعضها بالخطيرة.
ورغم مرور 4 أيام على استشهاد أيوب، إلا أن أمه ما زالت تقضي يومها في مكان استشهاده القريب من المنزل، إذ تبحث عن بقايا جسده التي تناثرت، وتحاول أن تجمع ما تجده لتدفنه من جديد، وما أن تعود إلى المنزل حتى تدخل حجرته لتتفقد درجاته الهوائية التي اشتراها منذ أيام ولم يفرح باللعب فيها، بينما تتلمس بيديها ملابسه وسريره ومختلف حاجياته.
"هو الشهيد الثالث لي خلال هذه السنوات، وكأنه قدري مع الاحتلال أن يحرق قلبي من جديد كلما بدأت النار تنطفئ فيه" قالت الأم بحرقة وغضب. وتابعت: "لا أدري ما الذي حدث معي، فهذه المرة فقدت أعصابي ولم أستطع تمالك نفسي منذ لحظة استشهاد أيوب. شعرت أن الاحتلال الإسرائيلي يتقصد حرق قلبي كما قلوب الأمهات الفلسطينيات".
وتتساءل الأم: "هل سيجد قتلة فلذة كبدي طريقهم للعدالة، أم أنهم سينجون بجريمتهم كالعادة؟". وأضافت: "فقط أتمنى أن يحاكم القتلة، فهل العدالة التي يتحدثون عنها تطبق في ليبيا والسودان، أما الاحتلال فهي خارج المحاكمة والعدالة؟".
والد أيوب من جانبه نفي إدعاءات إسرائيل المستمرة بوجود مسلحين في المكان الذي تستهدفه طائرتها. وقال: "الأوضاع في المنطقة كانت هادئة ولا يوجد أي تصعيد أو إطلاق صواريخ. وطلبة المدارس كانوا يسيرون كعاداتهم في الشارع". وأضاف لـ: "المسلحون حجة الاحتلال الدائمة، لكن الحقيقة أنه لا توجد مقاومة أو غيرها، فهل وجدت مقاومة حينما قصفوا الناس في بيوتهم في عزبة عبد ربه، أو قتلوا المسن في شارع النفق خلال العدوان".
وكما غادر أيوب الدنيا طفلاً برئياً، غادر صبر أيوب العائلة منذ اللحظة التي شاهدت فيها ابنها أشلاء ممزقة، وقطعا تلتصق بالأشجار وما زالت شاهدة على الجريمة التي سيعيش مقترفها حياته العادية من دون قصاص، أما العائلة فلن تمل عن المطالبة بالعدالة الغائبة، لعلها تحضر في المستقبل القريب أو البعيد.