محمد شحادة: أربعة أعوام من الغياب
عندما حصل الفتى محمد شحادة، على أول مسدس حقيقي في حياته، وكان ذلك قبل نحو 30 عاما، لم يعبث أو يلعب به، ولكنه اعتلى سور القدس، وأطلق النار على أول جندي إسرائيلي، رآه، بالقرب من باب الساهرة، أحد أبواب السور المهمة، المطلة على شمال المدينة.
وقبل أربعة أعوام قتل شحادة، الذي أصبح أحد أهم المطلوبين للسلطات الإسرائيلية، مع ثلاثة من رفاقه، في عملية نفذتها وحدة (يمام) الإسرائيلية الخاصة، في مشهد لا يراه العالم إلا في أفلام هوليود السينمائية، ووضعت حدا لمطاردة شحادة التي استمرت 14 عاما.
وبين التاريخيين، تحول شحادة إلى بطل شعبي في وجدان الفلسطينيين، قلما نجد له مثيلا، لدى شعب مسيس، وله قدرة فائقة على كشف نفاق السياسيين، وفي كثير من المرات لا يتورع عن إلصاق صفات التخوين بهم.
وخلال أحاديث طويلة، في فترة المطاردة، كان يعتبر شحادة نفسه، نموذجا لجيل فلسطيني تفتحت عيونه على الاحتلال، ولم يكن له أي خيار غير سلوك طريق المقاومة. وبعد عملية سور القدس، الجريئة بمقاييس ذلك الوقت، والذي كان حصول فتى فلسطيني على مسدس، يعتبر إنجازا كبيرا، في ظل قبضة إسرائيل القاسية، واجه شحادة اختبارا هاما، لمشاعره الوطنية، عام 1981، عندما ارتكبت إسرائيل ما أُعتبر في حينه جريمة مؤثرة، بقتل الطالبة الجامعية تغريد البطمة، فقرر الانتقام، بمجابهة فرقة من الجنود الإسرائيليين وسط مدينة بيت لحم، ونجح في إصابة أحد الجنود بجراح خطيرة، وأُلقي القبض عليه لاحقا، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما عليه بالسجن 25 عاما، والفترة التي قضاها في السجون، محسوبا على حركة فتح، كانت مهمة لشغوف مثله بالقراءة، لصقل ثقافته، والانفتاح على مدارك جديدة، وهو ما ساعده لاحقا في حسم خياراته السياسية والفكرية، ليس بالشكل التعسفي الذي يميز غالبية العقائديين العرب.
وأُطلق سراح شحادة في صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها الجبهة الشعبية القيادة العامة مع إسرائيل، في أواسط ثمانينات القرن الماضي. ووجد شحادة نفسه، الذي عمل في مشفى المقاصد بالقدس، ضمن تيارات تتشكل داخل حركة فتح، أنهكتها محاولاتها إصلاح الحركة من الداخل، فبحث عن طريق آخر، وقدر لهذه التيارات أن تكوّن، مع جهود أخرى تجري في أمكنة أخرى، ما عُرف لاحقا بحركة الجهاد الإسلامي.
ورغم أن هذه الحركة، فاخرت لاحقا، بأنها أول من أدخل العمل الإسلامي في حركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة، إلا أنها بقيت تتميز بما يمكن تسميته ليبرالية، تجاه الأفكار الأخرى، ويعود ذلك إلى أشخاص مثل امينها العام السابق الدكتور فتحي الشقاقي، من الصف القيادي الأول، والى آخرين من الكوادر والأعضاء، الذين جاؤوا إلى الحركة، مثل محمد شحادة، قبل أي شيء من منطلقات وطنية، اكثر منها أيدولوجية صارمة.
وتعرض شحادة إلى الإبعاد، مع عشرات من كوادر حركتي حماس والجهاد، إلى مرج الزهور، في جنوب لبنان، عام 1992، والتي شكلت تجربة مهمة لمعظم المبعدين، وخلال فترة وجوده في مرج الزهور، تأثر شحادة بالفكر الشيعي، وبحزب الله اللبناني، وهو ما عبر عنه في لقاء مع كاتب هذه السطور، نشر في بداية انتفاضة الأقصى في مجلة (المجلة) اللندنية كموضوع غلاف، واثار امتعاضا لدى المراكز الدينية السنية، مثل الأزهر، الذي رد شيخه آنذاك، واخرين من جبهة علماء الأزهر على شحادة، وهو ما آثار استغرابه، مما وصفه الضيق بحرية الاختيار.
ولم يكن اقتراب شحادة من الفكر الشيعي، إلا تعبيرا عن ما كان يسميها فطرته التي تنتصر للمظلومين، في أي كان وزمان.
والتف كثيرون حول شحادة، في حين أن الضجيج الإعلامي حوله، ووفقا لمعلومات خاصة، دفع السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، إلى طمأنة الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد، بالقول، انه ليس لدى حزب الله أية مشاريع أو خططا لنشر المذهب الشيعي وسط الفلسطينيين. وتوجد تفاصيل كثيرة، في تداعيات هذا الأمر، ربما لم يحن الوقت للكشف عنها، أو ستبقى طي الكتمان، خصوصا مع غياب الشاهد الرئيس فيها، وهو شحادة نفسه.
وخلال انتفاضة الأقصى، بدأت تترسخ ما يمكن تسميتها أسطورة شحادة، مع نسبة قوات الاحتلال عددا من أعمال المقاومة النوعية له، وأظهر شحادة، من خلال ما يعتقد انه أراده من خلال الوصايا التي كان يسجلها المقاومون، تفوقا أخلاقيا حاسما على إسرائيل، بتركيزه دائما على البعد الإنساني لأعمال المقاومة، ولمخاطبته الرأي العام الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه، وتأكيده الدائم على الجانب المسيحي في الهوية الفلسطينية.
ومع فشل قوات الاحتلال في اعتقاله، أو اغتياله، بدا شحادة قائدا مختلفا، يأخذ بأسباب التخفي، ويرفض أية أعمال استعراضية، وهو ما ساعد على تكوين أسطورته.
والمكانة التي حظي بها وسط الرأي العام الفلسطيني، قد لا يكون أحد سبقه إليها من القيادات الميدانية المقاومة، بشكل يبعث على الدهشة، خصوصا وانه بتكوينه الثقافي، وانفتاحه الاجتماعي، وشخصيته الديناميكية، ليس له علاقة أبدا بتلك الصفات النموذجية التقليدية التي لصقت بالنخب السياسية والثقافية في فصائل العمل الفلسطيني، التي عادة ما تبدأ بالمقاومة، وسرعان ما تنته بالسقوط في أول إغراء مادي. وعن سبب قدرته الفائقة على التخفي، كان شحادة يقول: "الناس هم الذين حموني"، ولديه قصصا كثيرة في هذا الجانب، روى بعضها، وبعضها الآخر، أخذه معه.
وقد عاش فترات طويلة، تحت الأرض، مع بعض من أعز المقربين إليه.
ومرة قال رفيقه عاطف الكامل: "عشنا مع أبي شحادة في غرف تحت الأرض مع القوارض، ودائما أعطى المثل في القائد المضحي، واستيقظت مرة ورايته وقد غطاني ومطارد آخر ببطانية، بينما جلس ينفخ داخل قميصه ليحصل على قليل من الدفء".
وأحرجت فترة مطاردته الطويلة، أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ووضعت فرق المستعربين، في كثير من المرات على المحك، بعد عمليات مخطط لها جيدا، ولكنها فشلت في القبض عليه أو اغتياله.
وفي آذار (مارس) 2006، خاض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فيما أُعتبر، اغرب حملة لمرشح في تلك الانتخابات، بسبب ظروف المطاردة التي كان يعيشها.
وكان شحادة، المرشح الوحيد الذي اعتمد في حملته الانتخابية على التبرعات من الجمهور، والمتطوعين الذين قادوا حملته الانتخابية ومن بينهم مجموعة من المطاردين الذين كانوا يرافقونه ويتولون حمايته.
وقدم ميسورون ومعدمون تبرعات لشحادة، تعبيرا عن تعاطفهم معه، وثقتهم بمصداقيته، وأحلامه التغييرية.
وكان شحادة يفاجئ الجمهور في تجمعات عديدة، بحضوره، برفقة المسلحين الذين يتولون حمايته، لإيصال برنامجه الانتخابي، في وقت قصير ثم يغادر المكان، لأسباب أمنية.
وقبل أربعة أعوام (12 آذار 2008)، اعترضت وحدة مدربة من المستعربين، سيارة كان يستقلها، مع ثلاثة آخرين من رفاقه، وخلال أربعة دقائق، انهت حسابا طال انتظاره بالنسبة لها مع شحادة، أسفر عن إعدامه وكل من عماد الكامل، وعيسى مرزوق، وأحمد البلبول، ووفر ذلك لوزير الحرب الإسرائيلي آنذاك ايهود باراك، تسويغا ليفاخر بما اسماه نجاحا لقواته بالوصول إلى شحادة، الذي شيع إلى مثواه الأخير، في اليوم التالي، ملفوفا بعلم حزب الله، في إحدى اكبر الجنازات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، وبذلك اكتملت أسطورة شخص دب على الأرض الفلسطينية، التي فتنت طوال تاريخها بالأساطير، ولكنها افتقدت الأبطال الأسطوريين منذ فترة طويلة.
وقبل أربعة أعوام قتل شحادة، الذي أصبح أحد أهم المطلوبين للسلطات الإسرائيلية، مع ثلاثة من رفاقه، في عملية نفذتها وحدة (يمام) الإسرائيلية الخاصة، في مشهد لا يراه العالم إلا في أفلام هوليود السينمائية، ووضعت حدا لمطاردة شحادة التي استمرت 14 عاما.
وبين التاريخيين، تحول شحادة إلى بطل شعبي في وجدان الفلسطينيين، قلما نجد له مثيلا، لدى شعب مسيس، وله قدرة فائقة على كشف نفاق السياسيين، وفي كثير من المرات لا يتورع عن إلصاق صفات التخوين بهم.
وخلال أحاديث طويلة، في فترة المطاردة، كان يعتبر شحادة نفسه، نموذجا لجيل فلسطيني تفتحت عيونه على الاحتلال، ولم يكن له أي خيار غير سلوك طريق المقاومة. وبعد عملية سور القدس، الجريئة بمقاييس ذلك الوقت، والذي كان حصول فتى فلسطيني على مسدس، يعتبر إنجازا كبيرا، في ظل قبضة إسرائيل القاسية، واجه شحادة اختبارا هاما، لمشاعره الوطنية، عام 1981، عندما ارتكبت إسرائيل ما أُعتبر في حينه جريمة مؤثرة، بقتل الطالبة الجامعية تغريد البطمة، فقرر الانتقام، بمجابهة فرقة من الجنود الإسرائيليين وسط مدينة بيت لحم، ونجح في إصابة أحد الجنود بجراح خطيرة، وأُلقي القبض عليه لاحقا، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما عليه بالسجن 25 عاما، والفترة التي قضاها في السجون، محسوبا على حركة فتح، كانت مهمة لشغوف مثله بالقراءة، لصقل ثقافته، والانفتاح على مدارك جديدة، وهو ما ساعده لاحقا في حسم خياراته السياسية والفكرية، ليس بالشكل التعسفي الذي يميز غالبية العقائديين العرب.
وأُطلق سراح شحادة في صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها الجبهة الشعبية القيادة العامة مع إسرائيل، في أواسط ثمانينات القرن الماضي. ووجد شحادة نفسه، الذي عمل في مشفى المقاصد بالقدس، ضمن تيارات تتشكل داخل حركة فتح، أنهكتها محاولاتها إصلاح الحركة من الداخل، فبحث عن طريق آخر، وقدر لهذه التيارات أن تكوّن، مع جهود أخرى تجري في أمكنة أخرى، ما عُرف لاحقا بحركة الجهاد الإسلامي.
ورغم أن هذه الحركة، فاخرت لاحقا، بأنها أول من أدخل العمل الإسلامي في حركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة، إلا أنها بقيت تتميز بما يمكن تسميته ليبرالية، تجاه الأفكار الأخرى، ويعود ذلك إلى أشخاص مثل امينها العام السابق الدكتور فتحي الشقاقي، من الصف القيادي الأول، والى آخرين من الكوادر والأعضاء، الذين جاؤوا إلى الحركة، مثل محمد شحادة، قبل أي شيء من منطلقات وطنية، اكثر منها أيدولوجية صارمة.
وتعرض شحادة إلى الإبعاد، مع عشرات من كوادر حركتي حماس والجهاد، إلى مرج الزهور، في جنوب لبنان، عام 1992، والتي شكلت تجربة مهمة لمعظم المبعدين، وخلال فترة وجوده في مرج الزهور، تأثر شحادة بالفكر الشيعي، وبحزب الله اللبناني، وهو ما عبر عنه في لقاء مع كاتب هذه السطور، نشر في بداية انتفاضة الأقصى في مجلة (المجلة) اللندنية كموضوع غلاف، واثار امتعاضا لدى المراكز الدينية السنية، مثل الأزهر، الذي رد شيخه آنذاك، واخرين من جبهة علماء الأزهر على شحادة، وهو ما آثار استغرابه، مما وصفه الضيق بحرية الاختيار.
ولم يكن اقتراب شحادة من الفكر الشيعي، إلا تعبيرا عن ما كان يسميها فطرته التي تنتصر للمظلومين، في أي كان وزمان.
والتف كثيرون حول شحادة، في حين أن الضجيج الإعلامي حوله، ووفقا لمعلومات خاصة، دفع السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، إلى طمأنة الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد، بالقول، انه ليس لدى حزب الله أية مشاريع أو خططا لنشر المذهب الشيعي وسط الفلسطينيين. وتوجد تفاصيل كثيرة، في تداعيات هذا الأمر، ربما لم يحن الوقت للكشف عنها، أو ستبقى طي الكتمان، خصوصا مع غياب الشاهد الرئيس فيها، وهو شحادة نفسه.
وخلال انتفاضة الأقصى، بدأت تترسخ ما يمكن تسميتها أسطورة شحادة، مع نسبة قوات الاحتلال عددا من أعمال المقاومة النوعية له، وأظهر شحادة، من خلال ما يعتقد انه أراده من خلال الوصايا التي كان يسجلها المقاومون، تفوقا أخلاقيا حاسما على إسرائيل، بتركيزه دائما على البعد الإنساني لأعمال المقاومة، ولمخاطبته الرأي العام الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه، وتأكيده الدائم على الجانب المسيحي في الهوية الفلسطينية.
ومع فشل قوات الاحتلال في اعتقاله، أو اغتياله، بدا شحادة قائدا مختلفا، يأخذ بأسباب التخفي، ويرفض أية أعمال استعراضية، وهو ما ساعد على تكوين أسطورته.
والمكانة التي حظي بها وسط الرأي العام الفلسطيني، قد لا يكون أحد سبقه إليها من القيادات الميدانية المقاومة، بشكل يبعث على الدهشة، خصوصا وانه بتكوينه الثقافي، وانفتاحه الاجتماعي، وشخصيته الديناميكية، ليس له علاقة أبدا بتلك الصفات النموذجية التقليدية التي لصقت بالنخب السياسية والثقافية في فصائل العمل الفلسطيني، التي عادة ما تبدأ بالمقاومة، وسرعان ما تنته بالسقوط في أول إغراء مادي. وعن سبب قدرته الفائقة على التخفي، كان شحادة يقول: "الناس هم الذين حموني"، ولديه قصصا كثيرة في هذا الجانب، روى بعضها، وبعضها الآخر، أخذه معه.
وقد عاش فترات طويلة، تحت الأرض، مع بعض من أعز المقربين إليه.
ومرة قال رفيقه عاطف الكامل: "عشنا مع أبي شحادة في غرف تحت الأرض مع القوارض، ودائما أعطى المثل في القائد المضحي، واستيقظت مرة ورايته وقد غطاني ومطارد آخر ببطانية، بينما جلس ينفخ داخل قميصه ليحصل على قليل من الدفء".
وأحرجت فترة مطاردته الطويلة، أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ووضعت فرق المستعربين، في كثير من المرات على المحك، بعد عمليات مخطط لها جيدا، ولكنها فشلت في القبض عليه أو اغتياله.
وفي آذار (مارس) 2006، خاض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فيما أُعتبر، اغرب حملة لمرشح في تلك الانتخابات، بسبب ظروف المطاردة التي كان يعيشها.
وكان شحادة، المرشح الوحيد الذي اعتمد في حملته الانتخابية على التبرعات من الجمهور، والمتطوعين الذين قادوا حملته الانتخابية ومن بينهم مجموعة من المطاردين الذين كانوا يرافقونه ويتولون حمايته.
وقدم ميسورون ومعدمون تبرعات لشحادة، تعبيرا عن تعاطفهم معه، وثقتهم بمصداقيته، وأحلامه التغييرية.
وكان شحادة يفاجئ الجمهور في تجمعات عديدة، بحضوره، برفقة المسلحين الذين يتولون حمايته، لإيصال برنامجه الانتخابي، في وقت قصير ثم يغادر المكان، لأسباب أمنية.
وقبل أربعة أعوام (12 آذار 2008)، اعترضت وحدة مدربة من المستعربين، سيارة كان يستقلها، مع ثلاثة آخرين من رفاقه، وخلال أربعة دقائق، انهت حسابا طال انتظاره بالنسبة لها مع شحادة، أسفر عن إعدامه وكل من عماد الكامل، وعيسى مرزوق، وأحمد البلبول، ووفر ذلك لوزير الحرب الإسرائيلي آنذاك ايهود باراك، تسويغا ليفاخر بما اسماه نجاحا لقواته بالوصول إلى شحادة، الذي شيع إلى مثواه الأخير، في اليوم التالي، ملفوفا بعلم حزب الله، في إحدى اكبر الجنازات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، وبذلك اكتملت أسطورة شخص دب على الأرض الفلسطينية، التي فتنت طوال تاريخها بالأساطير، ولكنها افتقدت الأبطال الأسطوريين منذ فترة طويلة.