أطفال غزة يلهون ويمرحون على شواطئ غزة
محمد أبو فياض
تضحك "نهيل" ذات الخمسة عشر ربيعاً هي وصديقاتها بصوت عال، بينما يلعبن بكرة الماء على شاطئ البحر في غزة.
على الرغم من أن نهيل تعيش في دير البلح وسط القطاع على شاطئ البحر، إلا أنها لم تزر الشاطئ في حياتها مطلقاً.
وتقول: "أنا مسرورة جداً .. فقد رأيت البحر في النهاية"، "نعم .. كنت مريضة جداَ في السابق ولم أستطع أن أزور البحر، ولكنني الآن أستطيع القدوم إلى البحر في "ألعاب الصيف" مع كل صديقاتي".
وتعاني نهيل من حالة مرضية نادرة، جعلتها عرضة لصدمات كهربية حادة، ما جعل السباحة خطر عليها، ولكن بعد علاجها، أصبحت قادرة على تحقيق حلم حياتها في الذهاب إلى الشاطئ.
نهيل، طفلة بين آلاف الأطفال في غزة، الذين يستمتعون بصيف مليء بالنشاطات في "ألعاب الصيف الخامسة"، التي تقيمها وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "أونروا"، حيث يروحون عن أنفسهم ويتخلصون من ضغط الحياة الصعبة، تحت الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقطاع غزة، شريط بري ضيق على شاطئ البحر المتوسط، يحتضن أكثر من 1.5 مليون شخص، مساحته تبلغ 360 كيلومتر مربع فقط، ويعتبر واحدا من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم.
اليوم، وفي سنته الخامسة، يعتبر برنامج "ألعاب الصيف" أكبر برنامج ترفيهي، حيث يعطي أطفال غزة فرص للهو والاستمتاع بأوقات سعيدة، وفق ما أوردت "الأونروا" على موقعها على الانترنت.
وفي عام 2010، قالت "الأونروا" إنها نظمت مخيمات لألعاب الصيف في أنحاء قطاع غزة، مانحةً الفرصة لـ250 ألف طفل للسباحة، الرسم، التمثيل، الرقص، الجري، اللعب، والتعلم وتقديم الراحة النفسية الذين هم بحاجة إليه.
وبيّنت، أن أكثر من نصف سكان القطاع هم في سن الطفولة، تشكلت حياتهم بفعل الصراع والفقر، وأن سنوات الدمار والحرمان لم تترك سوى أماكن قليلة للأطفال للعب والإبداع، خاصة خلال أشهر الصيف الطويلة والحارة.
وبالنسبة لهؤلاء الأطفال، الذين غالباً ما يمرون بالمعاناة، فإن مراكز الأونروا التي أقامتها على شواطئ بحر غزة، وزودتها بالألعاب من "القلاع النطاطة"، و"السحاسيل"، وحمامات السباحة، فإنها تشكل فرصة للأطفال لينعموا ببعض من فرحة الطفولة "العادية".
وقالت مجد أبو خاطر، تلميذة الصف الرابع، التي تشارك لأول مرّة في ألعاب الصيف: "أود أن أسجل من الآن لألعاب العام القادم، و "بدون ألعاب الصيف، فإنني كنت سأقضي كل الصيف في المنزل، ولا أقوم بفعل أي شيء".
أما مدللة لوز، منسقة ألعاب الصيف في منطقة شمال القطاع، فقالت: إن النشاطات هامة جداً وبخاصة للبنات، لأنهن عادة لا يسمح لهن باللعب في الشارع، ولكن في ألعاب الصيف فهن يشعرن بالحرية للعب والانطلاق".
وأضافت: "هذا شيء جيد جداً للأطفال، لأنه يسمح لهم بالتخلص من التوتر والمشاعر السلبية التي قد تعتريهم".
"أنا أحب قائدات النشاط هنا، لأنهن يسمحن لي باللعب كما أريد، وفي نفس الوقت يقمن بحمايتي"، تقول نغم حجازي، قبل أن تنطلق ثانية إلى البحر لتنضم إلى صديقاتها".
وحسب "الأونروا"، ستعقد ألعاب الصيف في ثلاث دورات، كل دورة تستمر لأسبوعين، ويشارك فيها الأطفال بنشاطات متنوعة، سواء على شاطئ البحر أو في المدارس، بما في ذلك السباحة، الرسم، والرقص.
وعند انتهاء كل دورة من دورات ألعاب الصيف يقام مهرجان، حيث يعرض الأطفال مهاراتهم الجديدة، ويحاولوا تحطيم رقم قياسي عالمي جديد في سجلات "غينيس".