مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

غزة: رحل أيوب وبقيت أحزان أمه!

غزة( المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان): تروي عديلة أحمد عسلية، 44 عاماً، وهي والدة الطفل أيوب، 12 عاماً، والذي قتلته طائرة استطلاع إسرائيلية بينما كان يركض خلف جرو صغير في طريقه إلى المدرسة، تفاصيل رحيله، وهي تذرف الدموع.
 كان أيوب الابن السادس بين إخوته التسعة وأخواته الخمس. تتحدث عديلة عن ابنها قبل وفاته، فقد كان يساعدها في أمور المنزل: "ويبقى معي في المنزل أثناء وقت الفراغ ويساعدني في إعداد الخبز وغسل الأطباق و غيرها من الأمور. كان مرحاً جداً ويحب رواية النكات ومحبوباً من الجميع. وتسير إلى أنه كان يرتدي أفضل الملابس لديه يوم الجمعة ويسخر من أخيه حسام، 15 عاماً، والذي كان يرتدي سروالاً قصيراً، فيقول: "ألا تعتقدين أنني أكثر وسامة من أخي؟"
 في صباح يوم الأحد، الموافق 11 مارس 2012، كان أيوب يستعد للذهاب إلى جمعية توفر للطلاب دروس تقوية وذلك قبل ذهابه إلى المدرسة في الفترة المسائية. فمازح عمته في المطبخ، وعندما هم بالخروج من المنزل طلب من أمه أن تشتري له صندلاً جديداً لأن صندله القديم أصبح بالياً. ومر وهو ذاهب في طريقه إلى الجمعية بابن عمه وافي، 5 أعوام، والذي كان يلاعب جرواً صغيراً، وما أن اقترب أيوب حتى هرب الجرو بعيداً. تذمر وافي لأن الجرو هرب منه، فلحق به أيوب لإحضاره.
 بدأت كلثوم عبد الله محمد عسلية، وهي إحدى أقرباء العائلة وتقطن بالقرب من موقع الحدث، تقص ما حدث: "كنت أراقب الأولاد عبر النافذة عندما سمعت صوت طائرة استطلاع إسرائيلية تبعه صوت انفجار كبير." ابتعدت كلثوم عن النافذة نتيجة للانفجار وعندما عادت لتنظر من النافذة وجدت طفلاً مصاباً على الأرض. أسرع الجيران إلى المكان معتقدين أن الطفل المصاب هو أيوب، فأخذوا ينادون على عديلة، وعندما وصلت إلى هناك أدركت بأن الطفل المصاب ليس أيوب من خلال الملابس التي كان يرتديها الطفل. أخذت تبحث ورجال الإسعاف عن أيوب ولكنهم لم يجدوا شيئاً، فاعتقدت الأم بأن أيوب قد ذهب إلى الدرس وغادرت سيارة الإسعاف المكان. في تلك اللحظة، أدركت كلثوم بأنها رأت أيوب يركض خلف الجرو وأنه كان في المكان أثناء وقوع الانفجار. قرر بعض الجيران الاستمرار في البحث عن أيوب، بينما عادت هي إلى المنزل لتقوم ببعض الأعمال.
 اتصل أحد الجيران الذي استمر بالبحث في المنطقة بسيارة الإسعاف مرة أخرى، وعندما وصلت سيارة الإسعاف إلى المكان وقام أحد المسعفين بالبحث بين الأشجار، وجد نصف جسد طفل ملقىً على الأرض. لم تتمكن كلثوم من نسيان ذلك المشهد حيث الدماء والأشلاء المتناثرة على الأرض. ذهب الجيران للبحث عن عديلة بينما غطى ضابط الإسعاف الجزء السفلي من جسد أيوب. وبالعودة إلى ما حدث، لا تتذكر عديلة تسلسل الأحداث بوضوح سوى أنها نظفت وجه أيوب الذي غطته الغبار والدماء، وبكت كثيراً وهي تدعو الله أن يساعدها، ثم تحدثت مع أيوب وأخذت تبكي. كما ذهبت إلى المستشفى لرؤيته وهي تدعو الله أن يرحم ابنها.
 منذ صباح الأحد، وهو اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، وعديلة ترفض إعداد الفطور لأبنائها، فهي تخشى أن يجتمع أبناؤها حول الطاولة فتجد "فراغاً" في مكان أيوب. تقول الأم: "الأمر صعب للغاية بالنسبة لي." تعرضت العائلة بأكملها للصدمة نتيجة لذلك الاعتداء، "نخاف الخروج من المنزل خشية أن نجد جزءاً من جسد أيوب على الأشجار، أو في الشارع، أو في الحديقة. أصبحنا ننام جميعاً في نفس الغرفة لأننا خائفون،" تضيف الأم.
 تختتم قصتها بالتساؤل: "كيف لطفل أن يواجه صاروخاً؟" تريد عديلة لجميع الأطفال الفلسطينيين "أن يتمتعوا بالأمن والأمان والحرية،" ففي الفترة الواقعة ما بين 10-12 مارس 2012، قتل طفل آخر وأصيب عشرون آخرون في قطاع غزة.
 لم يكن في المنطقة أي مقاتل أثناء وقوع الاعتداء على أيوب. جدير بالذكر أن استهداف وقتل الأطفال، الذين هم أشخاص محميون، يعد جريمة حرب وفقاً للمادة 8(2)(أ)(1) والمادة 8(2)(ب)(1) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

 
 


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024