فتية يشكلون خطرا على أمن المستوطنين!!
سهاد أبو كميل
غدا الأحد.. ستنظر المحكمة العسكرية الإسرائيلية في عوفر، في لوائح الاتهام الموجهة ضد ثمانية فتية من بلدة بيت أمر بالخليل، بذريعة خطورتهم على أمن المستوطنين.
القناة العاشرة الإسرائيلية رصدت رشق هؤلاء الفتية إحدى مركبات المستوطنين بالحجارة في شارع 60 الواقع بين كريات أربع وغوش عتصيون، الأمر الذي اعتبرته سلطات الاحتلال شروعا بالقتل وعقوبته مشددة.
وتضاربت الأنباء حول إبعادهم عن أماكن سكنهم بنحو 30 كيلومترا، وتناقلت أنباء بين أهالي الفتية بشأن إبعادهم إلى غزة أو عمّان.
المحامي إيهاب الغليظ من وزارة شؤون الأسرى، والمكلف بمتابعة ملف ثلاثة من الفتية المعتقلين، عقب على ملابسات القضية بقوله: تم اعتقالهم قبل خمسة عشر يوماً، بدعوى إلقائهم حجارة على مركبات المستوطنين، عقب مسيرة انطلقت في بلدة بيت أمر للتضامن مع الأسير خضر عدنان.
وأضاف لـ"وفا": رفعت سبع جلسات للنظر في لوائح الاتهام المقدمة بحقهم، حيث تدعي النيابة الإسرائيلية وجود أدلة مادية تثبت تورطهم برشق المركبات بالحجارة، وحدوث إصابات مادية، وذلك عبر شريط مصور بثته القناة العاشرة.
وأوضح الغليظ أنه وبناء على طلب المحامين تم تأجيل النظر في قضيتهم إلى يوم الأحد الموافق 25-3-2012.
وحول تضارب الأنباء بشأن الإبعاد، نفى الغليظ ذلك، موضحاً أن محامي أحد الفتية وهو إسرائيلي، اقترح إبعادهم عن أماكن سكناهم، بدلا من عقوبة السجن، إلا أن الأهالي رفضوا هذا الاقتراح.
ولفت الغليظ إلى أن المحكمة تنظر إلى الموضوع باعتباره تخطيطاً مدبراً من قبل الفتية الثمانية على إلحاق الضرر بالمركبة المستهدفة، بغض النظر عمّا إذا كانت الحجارة أصابتها أم أصابت سائقها، مستبعداً احتمالية اطلاق سراحهم بكفالة، بسبب الأدلة المتوفرة لدى النيابة العامة.
من جهته، أفاد المحامي إياد مسكن الذي تابع القضية في بدايتها، بأن المحكمة تشدد في حالات رشق الحجارة على سيارات مدنية، على اعتبار أن المركبات العسكرية المصفحة لا تشكل خطراً على الموجودين فيها.
واستبعد مسكن إخلاء سبيل الفتية المعتقلين بكفالات مالية أو إبعادهم، وأن الأمر متوقف على الطريقة التي سيقدمها المحامون للمحكمة.
هشام خليل أبو ماريا والد الفتى المعتقل زين والبالغ 15 عاماً، قال لـ"وفا" إن قوات الاحتلال قامت فجر يوم الأربعاء الموافق السابع من الشهر الجاري، بمداهمة منزله الواقع في بلدة بيت أمر، واعتقال نجله الأصغر. وأضاف: أخذ الجنود زين وتلاقفوه من جندي لآخر، إلى أن وضعوه داخل دبابة، كانت تبعد 10 أمتار عن المنزل.
وبشأن المرة الأخيرة التي رأى الوالد ابنه، أشار إلى أن زين تعرض لكدمات، وضرب مبرح في أنحاء مختلفة في جسمه، لانتزاع اعتراف خطي منه يثبت عليه التهم الموجهه بحقه.
محمود عوض والد الفتى بلال (14 عاماً)، قال إن ابنه اعتقل في الثاني عشر من الشهر الجاري، بحجة رشق الحجارة على مركبات للمستوطنين في شارع (60). ولفت إلى أن ابنه على رأس المتهمين، بسبب تعرضه لاعتقال سابق لمدة ستة أشهر عام 2011.
هذه القضية ليست الأولى التي يعتقل فيها مواطنون وتتم محاكمتهم بحجة خطورتهم على أمن المستوطنين الذين ينغصون حياة المواطنين يوميا، والأحد المقبل سيحدد مصير الفتية الثمانية.