"الحرب" هذا الصباح ...
جميل ضبابات
بدأت الجولة الجديدة من المواجهات، بين سكان قرية بورين والمستوطنين هذا اليوم، صباحا..."إنها حرب. هناك أعلى الجبل"، قال أحد الشبان، وهو يتنفس بشكل متقطع، بعد جري مسافة طويلة في السفوح الصخرية.
فقد توجه سائقو الجرارات الزراعية، باكرا، لحراثة الأرض المعشبة، توطئة لاستقبال فصل الصيف، لكن المستوطنين الذين يسكنون إحدى أكثر المستوطنات راديكالية (براخا) هبطوا بدورهم إلى الحقول.
مثل كل مرة، في المنطقة التي تشهد غالبا اشتباكات أسبوعية، وحتى يومية، بدأ المستوطنون بإلقاء الحجارة على المزارعين، ما أدى إلى إصابة أحدهم في رأسه. سلاح الحجارة متوفر بكثرة في السفوح المعلقة التي تحيط بالقرية، التي شهدت أعلى عدد من الهجمات خلال السنوات الماضية.
وهذا فأل جيد أحيانا عند الفلاحين: فالمرات التي استخدم فيها المستوطنون الأسلحة النارية كانت النتيجة القتل، مثلما حدث العام الماضي في القرية المجاورة.
"كانوا يرمون حجارة كبيرة. يا الله... هبطوا من هناك من (براخا). هذا وكر المجانين "قال أحد سائقي الجرارات الزراعية التي كانت تقف على أرض صاعدة بانتظار انسحاب الجيش، لإكمال الحراثة التي توقفت عندما بدأ المستوطنون هجومهم.
يصعب من بعيد تحديد عدد المستوطنين الذين يتجمعون في نقطتين على جبلين متقابلين، لكن بسهولة يمكن رؤية أحدهم يقود قطيع ماعز إلى داخل إحدى حقول القرية التي كانت الجرارات تعمل في محيط المنطقة.
ويعمل الفلاحون في هذه الأثناء بحراثة الأرض وتثليم الأخرى المحروثة. وفي منطقة وعرة شوهد فلاحون يحاولون الوصول إلى حقولهم، لكن الجيش الذي حضر إلى موقع الاشتباك منعهم.
وقال سكان القرية، إن ما حصل صباح اليوم، تكرر كثيرا خلال السنوات الفائتة، وهذه الحقول ذاتها والمناطق الرعوية ذاتها تتعرض بشكل سنوي للحرق من قبل المستوطنين.
واستغل السكان هذا اليوم الرائق للحراثة، وهذا جو جميل حتى "للمستوطنين ليقوموا بهجومهم".
ممسكا بمقود جراره، قال محمد النجار، وهو أحد السائقين الذيين وصلوا صباحا إلى المنطقة: إن الحراثين وصلوا صباحا إلى المنطقة، وإن المستوطنين هاجموهم على الفور.
من أعلى قمة الجبل، الذي هو امتداد لجبل جرزيم، حيث أقيمت هذه المستوطنة هناك، يمكن للمستوطنين أن يتابعوا حركة الفلاحين بسهولة، لذلك كانوا يستغلون الفترات التي يتوجه فيها سكان القرية والقرى المجاورة لدخول حقولهم حتى يهاجمونهم.
وقال سائقو الجرارات، إن المستوطنين كانوا يلقون حجارة كبيرة عليهم، والمستوطنون محظوظون، فليس هنا ما هو أكثر من الحجارة الصلدم، لذلك مجرد ما أن ألقى أحدهم حجرا على رأس أيمن لؤي حتى سال دمه ونقل إلى المستشفى.
وقال المسعف سعيد العكر، الذي كان يقف على مقربة من سيارة إسعاف موجودة في المنطقة: ضربوا أيمن على رأسه ونقلناه إلى المستشفى. كان لؤي وغيره من سكان القرية، جهزوا أنفسهم لحراثة الأرض منذ الأمس، وحضرت الجرارات الزراعية لهذا السبب، بعد أن تكفلت المحافظة بدفع أجور الحراثين.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن الهدف من وراء حملة الحراثة هذه، هي الوصول إلى مناطق لم يصل إليها المزارعون من قبل.
والوصول إلى هذه المناطق ليس أمرا سهلا حتى على الجرارات الزراعية، التي كانت إطاراتها تدور في الهواء فوق العشب الأملس.
وأضاف دغلس: "هناك نحو 300 جرار ستعمل في كل أنحاء المحافظة خلال الفترة القادمة، ونعلم أن المستوطنين سيواجهون هذه الخطوة... إنهم يريدون السيطرة على الأراضي.
والاستيطان الذي خنق عملية السلام وتواصله السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس يهدد الحياة هنا، في هذه المنطقة الملتهبة، حتى قبل اتفاقات أوسلو لم تتوقف الاشتباكات... على بعد أمتار من هذه المنطقة قتل أحد سكان القرية مستوطنين قبل عقدين من الزمن.
وفي نابلس، هناك نحو 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية، يسكن فيها نحو 24 ألف مستوطن، وفي بورين وغيرها من القرى المجاورة يتجرع السكان مذاقا مرا في هذه الخضرة: إنه الدم ...فاكهة الحقول، فقد سال دم أحد الشبان صباحا في أحدث هجوم يشنه راديكاليون يهود.
بدأت الجولة الجديدة من المواجهات، بين سكان قرية بورين والمستوطنين هذا اليوم، صباحا..."إنها حرب. هناك أعلى الجبل"، قال أحد الشبان، وهو يتنفس بشكل متقطع، بعد جري مسافة طويلة في السفوح الصخرية.
فقد توجه سائقو الجرارات الزراعية، باكرا، لحراثة الأرض المعشبة، توطئة لاستقبال فصل الصيف، لكن المستوطنين الذين يسكنون إحدى أكثر المستوطنات راديكالية (براخا) هبطوا بدورهم إلى الحقول.
مثل كل مرة، في المنطقة التي تشهد غالبا اشتباكات أسبوعية، وحتى يومية، بدأ المستوطنون بإلقاء الحجارة على المزارعين، ما أدى إلى إصابة أحدهم في رأسه. سلاح الحجارة متوفر بكثرة في السفوح المعلقة التي تحيط بالقرية، التي شهدت أعلى عدد من الهجمات خلال السنوات الماضية.
وهذا فأل جيد أحيانا عند الفلاحين: فالمرات التي استخدم فيها المستوطنون الأسلحة النارية كانت النتيجة القتل، مثلما حدث العام الماضي في القرية المجاورة.
"كانوا يرمون حجارة كبيرة. يا الله... هبطوا من هناك من (براخا). هذا وكر المجانين "قال أحد سائقي الجرارات الزراعية التي كانت تقف على أرض صاعدة بانتظار انسحاب الجيش، لإكمال الحراثة التي توقفت عندما بدأ المستوطنون هجومهم.
يصعب من بعيد تحديد عدد المستوطنين الذين يتجمعون في نقطتين على جبلين متقابلين، لكن بسهولة يمكن رؤية أحدهم يقود قطيع ماعز إلى داخل إحدى حقول القرية التي كانت الجرارات تعمل في محيط المنطقة.
ويعمل الفلاحون في هذه الأثناء بحراثة الأرض وتثليم الأخرى المحروثة. وفي منطقة وعرة شوهد فلاحون يحاولون الوصول إلى حقولهم، لكن الجيش الذي حضر إلى موقع الاشتباك منعهم.
وقال سكان القرية، إن ما حصل صباح اليوم، تكرر كثيرا خلال السنوات الفائتة، وهذه الحقول ذاتها والمناطق الرعوية ذاتها تتعرض بشكل سنوي للحرق من قبل المستوطنين.
واستغل السكان هذا اليوم الرائق للحراثة، وهذا جو جميل حتى "للمستوطنين ليقوموا بهجومهم".
ممسكا بمقود جراره، قال محمد النجار، وهو أحد السائقين الذيين وصلوا صباحا إلى المنطقة: إن الحراثين وصلوا صباحا إلى المنطقة، وإن المستوطنين هاجموهم على الفور.
من أعلى قمة الجبل، الذي هو امتداد لجبل جرزيم، حيث أقيمت هذه المستوطنة هناك، يمكن للمستوطنين أن يتابعوا حركة الفلاحين بسهولة، لذلك كانوا يستغلون الفترات التي يتوجه فيها سكان القرية والقرى المجاورة لدخول حقولهم حتى يهاجمونهم.
وقال سائقو الجرارات، إن المستوطنين كانوا يلقون حجارة كبيرة عليهم، والمستوطنون محظوظون، فليس هنا ما هو أكثر من الحجارة الصلدم، لذلك مجرد ما أن ألقى أحدهم حجرا على رأس أيمن لؤي حتى سال دمه ونقل إلى المستشفى.
وقال المسعف سعيد العكر، الذي كان يقف على مقربة من سيارة إسعاف موجودة في المنطقة: ضربوا أيمن على رأسه ونقلناه إلى المستشفى. كان لؤي وغيره من سكان القرية، جهزوا أنفسهم لحراثة الأرض منذ الأمس، وحضرت الجرارات الزراعية لهذا السبب، بعد أن تكفلت المحافظة بدفع أجور الحراثين.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن الهدف من وراء حملة الحراثة هذه، هي الوصول إلى مناطق لم يصل إليها المزارعون من قبل.
والوصول إلى هذه المناطق ليس أمرا سهلا حتى على الجرارات الزراعية، التي كانت إطاراتها تدور في الهواء فوق العشب الأملس.
وأضاف دغلس: "هناك نحو 300 جرار ستعمل في كل أنحاء المحافظة خلال الفترة القادمة، ونعلم أن المستوطنين سيواجهون هذه الخطوة... إنهم يريدون السيطرة على الأراضي.
والاستيطان الذي خنق عملية السلام وتواصله السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس يهدد الحياة هنا، في هذه المنطقة الملتهبة، حتى قبل اتفاقات أوسلو لم تتوقف الاشتباكات... على بعد أمتار من هذه المنطقة قتل أحد سكان القرية مستوطنين قبل عقدين من الزمن.
وفي نابلس، هناك نحو 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية، يسكن فيها نحو 24 ألف مستوطن، وفي بورين وغيرها من القرى المجاورة يتجرع السكان مذاقا مرا في هذه الخضرة: إنه الدم ...فاكهة الحقول، فقد سال دم أحد الشبان صباحا في أحدث هجوم يشنه راديكاليون يهود.