"أبو حسن" كفيف صنع المستحيل ببصيرته
"جاهدت لأحقق حلما اعتقد الجميع أنه ضرب من الجنون، فكيف لأعمى أن يستخدم آلات حادة، المبصر نفسه يخشاها"، بهذه الكلمات، عبّر محمود حسن طه "أبو حسن" (58) عاما، عن تحديه لكافة العقبات التي واجهته في حياته، ولم يستسلم أبدا لحاله، وحاول تغيير ظروفه لتكون داعمة له، وليست هادمة لأحلامه.
يروي "أبو حسن" قصته بغصة: "فقدت بصري عندما كنت طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره، ألعب في حديقة منزلي في "أبو غوش"، غير مدرك ما قد يجرى لي في الدقائق القادمة، أمسكت بجسم معدني كان ملقى في حديقة، وما هي إلا لحظات وانفجر بي، كانت قنبلة من مخلفات الاحتلال تسببت بفقدان بصري، إضافة إلى فقداني ثلاثة أصابع من يدي اليسرى، لحظات وصورة لن تمحى من مخيلتي ما حييت".
وبعد مرور 3 سنوات على الحادث الأليم، الذي ترك في نفسه آثارا عميقة، تجعل من أي شخص تعرض لمثل هذا الحادث، يقضي حياته في حزن وألم وفقدان للأمل، قرر "أبو حسن" أن يعود للدراسة، متحديا ظروفه الصعبة، فالتحق بمدرسة "هيلين كيلر" الخاصة بالمكفوفين بالقدس، ثم بمدرسة اللوثرية، حيث تخرج منها بدبلوم مهني.
وفي عام 1973، عمل في مشغل الاتحاد اللوثري في الطور، وقام بصنع جميع أنواع الأدوات اليدوية، حيث أمضى هناك 25 عاما، ومن ثم عيّن بعد ذلك، معلما مساعدا في المدرسة العلائية للمكفوفين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ببيت لحم، وبعدها أصبح معلما مسؤولا عن التعليم المهني في المدرسة.
اليوم، "أبو حسن"، يقوم بتعليم الطلبة المكفوفين في المدرسة العلائية، صناعة الخيزران، وكراسي القش والسلال، إضافة إلى الخراطة وصنع المكانس بحرفية عالية، وعند مشاهدة الطلبة يعملون بكل اتقان، يعجز عقلك عن التصديق، وتتذكر أولئك الذين ينعمون بالبصر ولا يتقنون شيئا في هذه الحياة، ليس ذلك فحسب، فأبو حسن يذهب وحده من بيت لحم إلى مكان سكناه في "قطنة" شمال غرب القدس متنقلا بالمواصلات، دون مساعدة من أحد، وكأنه يحفظ الطريق عن ظهر قلب، وهو متزوج من اثنتين ولديه عشرة أبناء، ويقوم بإعالة أسرته وتأمين كافة احتياجاتهم.
ويضيف أبو حسن: "لم أقف عند مرحلة تعليم الحرف اليدوية، مثل السلال والخيزران والقش، الذي أصبح الطلبة المكفوفون جميعهم يتقنون صناعته بسرعة وبكل دقة، فاقترحت على المدرسة أن تفتتح قسما لخراطة الكراسي الخشبية القديمة بآلات متقدمة، فاستغرب الجميع من فكرتي، فهذه الآلات خطرة جدا، ومن الممكن أن تؤذي الطلبة وتؤذيني أيضا، لكن إصراري، وكفاءتي في العمل أثبتت لهم قدرتي على تولي هذا القسم، فافتتح بالمدرسة قسم للنجارة بدعم من الخارج".
"أبو حسن"، مثال حي وحقيقي، بأن الأمل والإصرار قد يصنع المستحيل، يؤكد أن الحادث الذي تعرض له، وأفقده بصره اثر عليه بشكل كبير، فاستطاع أن يصنع من إعاقته والمعوقات أمامه، هدفا يصل إليه، وهو اليوم نموذج فخر للجميع.
وفا
يروي "أبو حسن" قصته بغصة: "فقدت بصري عندما كنت طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره، ألعب في حديقة منزلي في "أبو غوش"، غير مدرك ما قد يجرى لي في الدقائق القادمة، أمسكت بجسم معدني كان ملقى في حديقة، وما هي إلا لحظات وانفجر بي، كانت قنبلة من مخلفات الاحتلال تسببت بفقدان بصري، إضافة إلى فقداني ثلاثة أصابع من يدي اليسرى، لحظات وصورة لن تمحى من مخيلتي ما حييت".
وبعد مرور 3 سنوات على الحادث الأليم، الذي ترك في نفسه آثارا عميقة، تجعل من أي شخص تعرض لمثل هذا الحادث، يقضي حياته في حزن وألم وفقدان للأمل، قرر "أبو حسن" أن يعود للدراسة، متحديا ظروفه الصعبة، فالتحق بمدرسة "هيلين كيلر" الخاصة بالمكفوفين بالقدس، ثم بمدرسة اللوثرية، حيث تخرج منها بدبلوم مهني.
وفي عام 1973، عمل في مشغل الاتحاد اللوثري في الطور، وقام بصنع جميع أنواع الأدوات اليدوية، حيث أمضى هناك 25 عاما، ومن ثم عيّن بعد ذلك، معلما مساعدا في المدرسة العلائية للمكفوفين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ببيت لحم، وبعدها أصبح معلما مسؤولا عن التعليم المهني في المدرسة.
اليوم، "أبو حسن"، يقوم بتعليم الطلبة المكفوفين في المدرسة العلائية، صناعة الخيزران، وكراسي القش والسلال، إضافة إلى الخراطة وصنع المكانس بحرفية عالية، وعند مشاهدة الطلبة يعملون بكل اتقان، يعجز عقلك عن التصديق، وتتذكر أولئك الذين ينعمون بالبصر ولا يتقنون شيئا في هذه الحياة، ليس ذلك فحسب، فأبو حسن يذهب وحده من بيت لحم إلى مكان سكناه في "قطنة" شمال غرب القدس متنقلا بالمواصلات، دون مساعدة من أحد، وكأنه يحفظ الطريق عن ظهر قلب، وهو متزوج من اثنتين ولديه عشرة أبناء، ويقوم بإعالة أسرته وتأمين كافة احتياجاتهم.
ويضيف أبو حسن: "لم أقف عند مرحلة تعليم الحرف اليدوية، مثل السلال والخيزران والقش، الذي أصبح الطلبة المكفوفون جميعهم يتقنون صناعته بسرعة وبكل دقة، فاقترحت على المدرسة أن تفتتح قسما لخراطة الكراسي الخشبية القديمة بآلات متقدمة، فاستغرب الجميع من فكرتي، فهذه الآلات خطرة جدا، ومن الممكن أن تؤذي الطلبة وتؤذيني أيضا، لكن إصراري، وكفاءتي في العمل أثبتت لهم قدرتي على تولي هذا القسم، فافتتح بالمدرسة قسم للنجارة بدعم من الخارج".
"أبو حسن"، مثال حي وحقيقي، بأن الأمل والإصرار قد يصنع المستحيل، يؤكد أن الحادث الذي تعرض له، وأفقده بصره اثر عليه بشكل كبير، فاستطاع أن يصنع من إعاقته والمعوقات أمامه، هدفا يصل إليه، وهو اليوم نموذج فخر للجميع.
وفا