عشية يوم الارض..... لا.. لا لن يمروا- قوتهم تعطيهم الحق والحق يعطيني القوة- نائلة عطية
على شرف ذكرى يوم الارض ...توثيق لمشاهدة عشتها ...! كل ذكرى يوم ، كل يوم أرض ، ونحن وهي أحرار من القمع والاضطهاد والاحتلال
اهداء الى الرفيق ابو سبارتاك..صليبا خميس ..الذي ارتبط اسمه كبلدوزر يوم الارض ..سكرتير لجنة الدفاع عن الاراضي ..اهداء للانسان الذي عملت معه عشيه يوم الارض وحرثنا الوطن .....للحث على الاضراب مثلثا وجليلا
في خريف السنة الأولى بعد الألفين , كنت يومها في سجن الجلمة ،الواقع على مشارف حيفا من الناحية الشرقية جنوبيه ، والجلمة كانت قرية صغيره هُدمت ، ورُحّل أهلها في أول أيار عام النكبة 1/5/1948، وبقي السجن الذي نسميه لليوم "الجلمه" وفيه أبشع أقبيّة للتحقيق , وزنازين تابعه للمخابرات فقط للفلسطينيين ! يسمونه معتقل "قيشون"،نسبة لنهر "المقطع" الذي غيّروا اسمه ل " قيشون" يجري أمام السجن ويصب في خليج حيفا ويجري ما بين عكا وحيفا .هدّموا .. وغيرّوا كل شيء ..ولكن فشّلوا بتغيير مجّراه!
يوم ثلاثاء، ..اليوم الوحيد بالأسبوع المخصص لتمديد اعتقالات الأسرى الموجودين بالتحقيق في هذا المعتقل, ولكي لا يأخذوا للمحكمة العسكرية القريبة، ولتسهيل المهمة وتوفير الطاقات البشرية العسكرية والاداريه الاسرائيليه والمصاريف لذلك .. ولمنع التواصل مع الأهل بالضفة وعبأ تفتيشهم واستيعابهم بالمحاكم وحراستهم ، مما أيضا بدوره يضعف من معنويات الأسير , ابتدعت غرفه لهذا الشأن علق في صدرها علم إسرائيل ومنصة للقاضي العسكري ، ولنا للدفاع من الناحية اليمين وللمدعين الناحية اليسرى للقاعة تعقد فيها الجلسات مرة في الأسبوع!
، وبعد انتهاء جلسة تمديد اعتقال لموكلي ، مُنعت فيها من رؤيته ،إذ كان عليه أن يمثل أمام قاض عسكري لتمديد اعتقاله دون حضوري، وبعد إخراجه فقط يسمح لي بالدخول فلا يراني او يسمعني ! وذلك خوفا من اختراق أمر "منع اللقاء" حتى بلغة العيون !
وحين دخلت وسالت القاضي عن أقواله وكيف فهمها ما دام هو لا يجيد اللغه العربيه ،أجابني "ببراءة " وثقة ساذجه:
"المحقق رجل المخابرات قام بترجمة أقواله !"
خرجت غاضبة عاصفة من الجلسة .. بعد أن اعتبرتها مسرحية بلا مشاهدين
قررت أن استمر بالسفر طريق الساحل للعودة وإذ بالهاتف النقال يستغيث ،.يحمل إليّ صوتا لا اعرفه من غزه ولم اسمعه لاحقا:
قائلا : .نتحدث من وزارة الزراعة الفلسطينية، أرجو أن تساعدينا ،
فقد سمعنا من الأخ الوزير أبو زهدي النشاشيبي أنه شكرك , لأنك أوقفت جيش الاحتلال بغزه عن أعمال التجريف وشق طريق جنوب دير البلح في أراضي أبو هولي !
فأجبته : صحيح كنت يومها منتدبة عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان،وللأسف منع التجول عندنا بالحي وإغلاق المداخل في تلك الأيام أقعدني عن الاستمرار معهم!
فأضاف قائلا : قرأنا أيضا ، انك أنقذت أراض زيتون في الضفة ، ببلدة دير استيا من القلع ، وقد انتزعت قرارا بتقليم خمسة زيتونات يومها ، على يد أصحابها بموسم التقليم بدل قلع المئات ، أو قطعها كما يوميا بتلك الفترة انتهج الجيش انتقاما لنا لرفضنا استمرار الاحتلال ..
وأردف : وهذا أيضا انجاز مهم !
أجبته بلهفة : كنت أتمنى المساهمه في منع الإذعان لقرارات الجيش في الميدان، ورفعها للقضاء علها تلغى، فقد جرفوا من الدونمات ما لا يعد ولا يحصى كأسلوب عقوبة جماعية ! لا أعول أمالا كبيرة على عدالة القضاء ، ولكن لا املك سلاحا آخر يمكن أن ينقذ ولو حوض بقدونس من القلع؟ أو حتى فقط يصعب الاضطهاد على المحتلّ!
وأردفت قائلة : صحيح ،لقد أنقذت جرف زيتون الدكتور شاهر عفونه ، على مداخل القرية بعد أن ادعى الجيش أن النار تطلق عليهم من هناك فأرادوا معاقبة الزيتون !
وأضفت :الحقيقة بأنه ليلتها وصلت رئيس المجلس المحلي ألأخبار .. حول نيّة الجيش القيام بذلك صباحا ، وتحركت بسرعة ومنعت ذلك ، وشعرت بلذة النصر المفقود.ولكن يؤلمني أني لليوم لم أر واتذوق زيته كما وعدني...وجه صاحب الأرض!
وأكدت له قائلة: أرجو أن تنتبه ، عامل الزمن يلعب دورا مهما!
استدرك قائلا :
طبعا .. طبعا ..عامل الزمن مهم ! سيتصلون معك حالا من غزه. فالجيش الإسرائيلي حضر إلى الموقع صباحا واعلم المزارعين انه يمهلهم لاخذ ونقل ما يمكن إنقاذه ، لأنه سيبدأ بجرف الأراضي بكل مزروعاتها في الساعة الرابعة عصرا!
اسرعت في سفري ..وفي طريقي الساحلي جنوب حيفا قبل وصولي الخضيره على مشارف القرية المُهدمة والمُهجّرة "الطنطوره "، هناك حصلت مذبحه لرفض أهل القرية الرحيل ومقاومتهم للتهجير لأكثر من مرة، فجمعت قوات "الهاجناه" الرجال وأطلقوا النار عليهم ورموهم بقبر جماعي !
وكلما مررت من هناك تعود إلي أيام الرحلات المدرسية ، فأتذكر لهونا وسباحتنا في رحلاتنا ألمدرسيه على شاطىء "الطنطوره" دون أن يجرؤ أحد سرَد تاريخها .
لقد كانت "الطنطوره" من أغنى وأكبر القرى الساحلية ، محطة بين حيفا ويافا.
وبعد النكبة بنيت على أراضيها وعلى أطلالها مستعمرة "نحشوليم ودور"
بعد أن تجاوزت الخضيره باتجاه نتانيا من الناحية اليسرى للشارع ،هناك مجمع جديد لشجر الزيتون المعمر المقتلع الذي حمل من الضفة وغزه ، ولافته تستوقفني وتستفزني مجددا في كل مره أسافر فيها بين حيفا والقدس ،كتب عليها "زيتون للبيع"!.
وبينما أنا شاردة بأفكاري وذكرياتي وإذ بالهاتف ينادي ثانيه قائلا بصوت يرجف:
أنا المزارع عبد الرحمن خليل بشير، أحدثك من غزه باسم المزارعين.هذه المأساه الثانيه لنا خلال هذه السنه ..!
إن الأرض المنوي تجريفها تبعد عن الشارع مئتي متر, وتبعد حوالي كيلومتر جنوب مستوطنه كفار دروم، ، وتبعدعن طريق مستوطنه كيسوفيم حوالي 800 متر، وهو الطريق الالتفافي الذي نسميه " طريق القراره" !الموازي لشارع صلاح الدين الذي يقطع قطاع غزه من شماله إلى جنوبه.
واستطرد قائلا :لقد فجّر اليوم الجيش الإسرائيلي في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا عبّوه ، ادعى أنها كانت على الشارع الرئيسي وسلكها ممتد صادر من أرضنا؟؟
ثم تنهد بحرقة وقال :
في بداية ألانتفاضه هذه أي الثانية قبل حوالي السنة ،كان عندي مصنع مباشر على هذا الشارع الالتفافي للمستوطنات ، لتغليف وتحضير خضراوات الأرض للتصدير لأوروبا ، وشجر زيتون وبرتقال لي ، ومصنع ألمنيوم لجيراني !عائله الجعفراوي .
جرفوا كل هذا دون سابق إنذار، والآن يريدون الإكمال على ما هو موجود خلف ما هدم، وهو أكثر من عشرين دفيئة خضراوات..لم يبق لنا غيرها مصدر رزق،تعتاش منها عشرات من العائلات .
صمتنا للحظات وكأننا نغصّ كلٌ على حدة. خلّت للحظات أن الزيتون الذي رايته للبيع قبل قليل، والذي حقق "حق العودة" قبلهم في الطريق الساحلي هو لهم !
آه لو يستطيع أن يحكي حكايته !
عليّ أن أسرع بالتحرك، فالساعة تجاوزت الثانية عشره ظهرا..طلبت منه أن يحضر تفاصيل ووثائق ملكيه الأرض والوكالات من المزارعين لنرفع القضية، في القدس بمحكمه العدل العليا، ضد الدولة وجيشها ليرفعوا أياديهم عن الأرض ويمتنعوا عن تجريفها وهدم الدفيئات للمزارعين علنا ننجح.
تذكرت إنني على مقربه من مكتب زميل لي في المثلث الجنوبي في مدينة ألطيره ، أصبح اليوم قاض. ممكن أن اسمح لنفسي ان اطلب الاستعانة بالخدمات المكتبية لأحضر الدعوى ، واستلم ما سيرسل لي .فإذا سافرت لرام الله المحاصرة ، إلى المنطقة التي انوي الوصول إليها فلن أصل في الوقت المناسب ، فالجيش الإسرائيلي منذ مقتل زئيفي يعزلها ويحيطها بالدبابات سته أشهر متواصلة حتى أخر آذار 2002 ، حينها اجتاحت الدبابات بقيه رام الله والبيرة وألحقتها بنا.
مع أن حيّنا لم يقاوم الاحتلال إلا بطلقة في الهواء خوفا ، في فجر يوم التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة ألفين وواحد ، أطلقت من شاب من شباب الأمن المحيط بمنزل أبو مازن المهجور منذ ليلتها !
حينها فوجئنا فجرا اقتحام جيش الاحتلال الاسرائيلي بدباباته ،محتلاّ واعلن منع التجول . وكأننا تحررّنا يوما! متمركزين تحت بنايتنا ومواقع أخرى ، فجأة ومن غير مبرر أطلقوا النار من الدبابة باتجاه الشاب محمد أبو رأس أبن شهيد في لبنان ، وبقي محمد ينزف وحده ، وأحاطت الدبابات المكان ومنعت الإسعاف من الوصول إليه..ومرت ثلاث ساعات لم نفهم لماذا هذا الحصار المشدد وحشد الدبابات حول مدخل بيت أبو مازن ! ما دام انه ليس هناك؟
ولماذا سيارة الإسعاف ولمن ؟! كلما تقدمت تقهقرت!حتى سمعنا نبا استشهاد محمد أبو راس في أخبار الظهيرة !
محمد اليتيم الوحيد لوالدته نزف حتى الموت. ولم يجرؤ أحد على الاحتجاج !حتى أننا لم ننم ليلتها من ألألم والشعور بالعجز، كيف عجزنا عن تضميد جراحه وإبقائه حيا! لأمه أم الشهيد..زوجة شهيد...كما قال الشاعر.
لا لن أصل لرام لله أو طريقها للقدس! سأتأخر ،.لا وقت حتى للتفكير بذلك.عليّ أن أوقف زحف الجرافات؟
سافرت باتجاه طيرة المثلث , وأنا اهمس لنفسي : لا.. لا لن يمروا!
اعرف آني أبالغ بالحلم ،ولكن القوه تعطيهم الحق والحق يعطيني القوه!
بعد أن استلمت ما أرسل من وثائق وسرد للحقائق ،سرعان ما بدأت بطباعه الدعوى باختصار،أعددت النسخ المطلوبة وهي خمسة ، وأكدت على طلبي بان تأمر المحكمة رسل الدولة،الجيش , برفع اليد عن الأرض وما عليها وعدم المسّ أو التجريف أو الهدم! .
كنت أعرف قلم المحكمة سيرد دعواي تقنيا ، لآني لا املك النسخ الاصليه للوثائق ،ولا املك التوكيل الرسمي، وشهادات الملتمسين الاصليه الموقعة أمامي.
رغم أهميه وصحة ما أقول ، ولكني قررت السير حتى النهاية علني انجح
بتمريرها !
قوه غريبة استحوذت عليّ وطاقة فوق عاديه هائله سيّطرت عليّ! الوقت يمّر، وعليّ أن أسرع قبل ان تغلق المحكمة أبوابها.
سافرت بسيارتي حتى مداخل القدس، وكان الخوف يجتاحني كلما صادفت اختناق سير .وقلقت من ان يغلق قلم المحكمة أبوابه ،ولا يكون هناك مجال لاستلام الدعوى وتسجيلها ! فتهب النار في صدري واسمع هدير الجرافات في أذني ..فأدوس على الدواسة ، انظر الى الساعة والسرعة..لم يبق أمامي إلا نصف ساعة حتى تتوقف المحكمة عن الاستقبال!
هاتفت زميليّ رفاقي محمود حسان ومصطفى الصح وقلت لهما :
أرجوكما ما دمتما بالقدس.أسرعا للمحكمة العليا،ولا تدعوا السكرتارية والصندوق تقفلان ، حاولا التأخير! قضيتي لا تحتمل التأجيل أرجوكما!
على مداخل القدس الغربية ، باتجاه منطقه مكاتب الحكومة ومبنى الكنيست والمتواصلة بجسر مع المحكمة العليا ،التي بنيت بكل جوانبها داخلها وخارجها ورصفت جدرانها الشاهقة بالحجر الخليلي قبل عشر سنوات.
توقفت ، ضممت بسرعة الى صدّري كل أوراقي ، وركضت كالطفلة المذعورة لأول امتحان مدرسي ! وكأنها أول قضيه وأول تحد ، وأنا أدرك ان احتمالات نجاحي هشّة وضئيلة؟!
مررت نقاط التفتيش واستغراب رجال الأمن هناك منبهين
: لقد أغلقنا !بقي دقيقتين!
صعدت الدرج العريض الخليلي خائفة والعرق يتصبب من زواياي ، رغم فصل الشتاء ،وإذ بي اصطدم بمصطفى ومحمود ، الأستاذان يخرجان معا خائبين حزينين قائلين:
" وين رايحه.....روحي! سكّروا.!. خلص مش راح تلحقي.."
للوهلة الأولى استرخّيت، وخارت قواي، وشعرت بالرغبة في ألجلوس مكاني على الدرج ! اندب حالي.
ولكن سرعان ما سمعت ضجيج جنازير الجرافات في أذنيّ ..يقترب، يحّتد يعلو ويشتد!
كبرّت خطوتي.ولم أقل لهما كلمه وكأني لم اسمع ما قيل ! استمريّت وأسرعت بالركض.
صعدت الدرجات وإذ بي اصطدم بشماريهو كوهين – في طريق خروجه وهو المدير العام للمحكمة العليا المخضرم ..ويعمل فيها منذ العام الواحد والستين
من القرن الماضي.
أكثر من أربعين عاما عمل شماريهو بالمحكمة حتى وصل إلى هذا الموقع ، وحاز على ثقة كل قضاه اسرائيل على التوالي..وحاز على جوائز تقدير, يمني الأصل قصير القامة ،غالبا كان يلبس بدله كحليه تكاد أطراف الجاكت تصل ركبتيه.
توثقت علاقته بي يوم وفاه والدي حيث عزاني ، وتحدثنا عن صعوبة الحياة، وحثني على المثابرة ، كان هذا عشية ألانتفاضه الأولىّ.
قال: آهلا ! أستاذه نائله ما بك .؟
انفجرت باكية قبل أن انطق ،عرقي اختلط بدموعي..سلم عليَّ وامسك بيدي.
قائلا:
أهداي ..ما بك؟."
.استغثت :"أغلقت السكرتارية وعلي أن أقدم التماسا لوقف الجرف بأراض في غزه الجرافات ستبدأ بعد قليل.
فقال مندهشا : " ماذا. تقولي .يا سيدتي ..تعالي تعالي"
عبرنا أمام قاعه استقبال الدعاوي المغلقة إلى الردهة المؤدية إلى المصعد..وهو يحدثني وأنا مبغوته قائلا:
كم هو فظيع ما يحصل وخاصة هذا القتل وهذا التجريف ّ! حسب رأيي لا يمكن أن يكون تفسيره ، دفاع عن النفس من طرفنا ..أنا لا اعرف إلى أين نحن ذاهبون؟!
وأردف بهمس قائلا: مساكين أهل غزه !
كنت اسمعه وكأني غير مفاجأه ، بينما أنا غير مصدقه لما تسمعه أذناي !
صعدنا للطابق الثاني ومشيت معه دون أن ابدي دهشتي ، ومشينا وعيناي تقرآن لافتات " للقضاة فقط" وهو يشرح لي أن مشهد التجّريف يحطّم القلب. وهو لا يحّتمل هذا ويفهم لهفتي واحتراقي، ولولا معرفته للغة العربية لصدّق ما جاء بإعلامهم المغيّب للحقيقة!
كنت مصعوقة من وصفه لألمه ! ولكني مسّتمرة ومتواصلة ..علني انجح!
فتح بابه وأدخلني إلى غرفته الكبيرة باتساع بيتنا القديم .على يمين المدخل مقاعد جلديه سوداء فخمه وضخمه أمامه طاوله صالون غير مرتفعه..جلست على الاريكه بينما أسرع واحضر لي كاس ماء بارد محاولا تهدئتي !
توجه الى طاوله مكتبه في صدر الغرفة في الجهة اليسرى من الغرفة ،وفتح الحاسوب..وتمتم:
.خسارة ! أغلقوا البرنامج..ولكن لا باس ساتدبر لا تخافي ..ا طمئني!
امسك سماعه الهاتف وبدا بالاتصال ومباشره دون انتظار سمعته يحاور احداهن ، وفهمت انها تدله كيف يفتح برنامج الملفات !
فوق راسي على الحائط كانت الساعة تدق ويدق بأسرع منها قلبي..وهو ينظر في أوراقي..
" ينقصني الأصلي.".تمتمت ! فقد شعرت انه انتبه لذلك ..وقلت محرجة شبه متوسلة:
" أرجوك ! أنت تعرف ان لا مجال للتواصل المباشر مع موكلي..غزه مغلقه ومحاصره، ومستحيل التواصل.. لا استطيع لقاءهم !
ففكر قليلا وسحب ورقة بيضاء من أمامه وقال :
خذي هذه الورقة واكتبي عليها تعهد لي ,أن اسمح لك لاحقا بإحضار الوكالة والتصريح الداعم للحيثيات بالنسخ الاصلية وأنا سأوقع "موافق"
ثم أردف قائلا بهمس وكأنه خائف أن يسمعوه:
الحالة استثنائية !مساكين ..محاصرون ، لا إلينا لداخل الخط الاخضر مسموح الدخول ولا لأيي مكان؟
ولا لكي يسهل الوصول لغزة أو يسمح. هذا وضع غير إنساني !
همست:
أرجوك سنتأخر، وقمت باتجاهه .
..."يا ويلي".وبدأت احضر قيمة الرسوم .
وضعها بالدرج ،
قائلا :غدا سأدفع عنك!
ثم قال : سأذهب وأحاول ؟
وأضاف قبل خروجه : اكتبي لي التعهد حتى أعود!
وخرج .
خفت واختنقت ..عبثا حاولت أن اخفض ضجيج الجرافات في أذني ولم انجح !
ترى هل سيقنعهم بسرعة بإصدار أمر بعدم المس بالأرض وما عليها لأكثر من عشرين دونم ؟ يا الهي لا اصدق !
كتبت له التعهد الذي طلبه مني.. موجها إليه !ليحمي نفسه من المسائله !
وخيّم على المحكمة صمّت القبور ، لا اسمع إلا دقات الساعة تقترب من الثالثة والنصف , وخفق قلبي المتسّرع معها !
لم تمضي بضع دقائق شعرت وكانها ساعات, حتى سمعت خطواته الصغيرة ،مسّرعه باتجاه غرفته ، فخبأت راسي بين يدي حتى اسمع كلمته الأولى.
ازداد توتري حده ، حين سمعته يتحدث مع احدهم محاولا تبرير التأخر بالمكتب. وقبل أن تطأ قدمه داخل الغرفة قتل الهدوء بهمس عال " نتّساحنو"
"انتصرنا"!
حياني مباركا ، فطوله طولي وأنا جالسة ! واستمر حتى مكتبه ليضع الختم على القرار، ويحضر نسخ لكل الأطراف وهو يتساءل:
" ولكن كيف التنفيذ ؟ فأنت لوحدك ! ..عليك إبلاغ الادعاء العام ، ولكن إذا ابلغت الادعاء العام . ماذا يضمن لنا أنهم مباشرة سيبلغون القرار للقيادة العسكرية بغزه؟!
هم ينتظرون البدء بالعملية ، بأسوأ أحلامهم لم يتخيّلوا انك ستنجحين بإيقافهم؟
رفعت راسي وبعيون غارقة بالدمع وجبين مبلل وشبه توسل
قلت:
ساعدني حتى النهاية ! لن الحق بهم إذا لم يصلهم هذا القرار من هنا ! مهما أسرعت بالسفر.
قال: وماذا سنفعل ؟
قلت : هاتف مكتب نيابة الدولة ! واخبرهم أن يخبروا المستشار القانوني لغزه ان الحالة استثنائية ، ونرسل أيضا فاكسا أرجوك!
فرد: أريد أن أساعدك ! أنا متضامن معك ومع الرسالة التي تؤدينها ،واقدر ذلك.
في تلك اللحظات كنت قد هاتفت المزارعين في غزة وأكدت لهم أننا قد نجحنا في استصدار قرار بمنع التجريف المؤقت وأنني سأرسله لهم، فليأخذوه ويذهبوا إلى الأرض ويسلم لكل من يقترب منها ويرموا الامر بوجوه سائقي الجرافات والجنود الذين بالدبابات ،حتى يتم تبليغ الجيش والقيادة العسكرية في غزة!
كنت أتحدث مع صاحب الارض وأنا اسمع شمارياهو يتحدث مع مكتب النائب العام ويؤكد له أن على القائد العسكري أن يوقف عمليات التجريف حتى إشعار آخر بناء على ما تقدمت به وانه حالا يجب متابعة الموضوع!
انهي مكالمته وأرسلت نسخة عن القرار الى غزه لأسلحهم به،
ونظر إليّ برأفة مخاطبا:
اسمعي لا تسافري بعيدا ولا تعودي لحيفا او رام الله .. لن يدعوك طويلا تفرّحي ! أعرفهم ! يريدون البحث بالالتماس سريعا . ستكون ردود فعل القيادة العسكرية بغزه صعبه ! سيضغطون لتعقد الجلسة لإبطال القرار ولن يكون سهلا الإبقاء عليه ، هل تسمعينني وأردف رافعا حاجبيه من أعلى من مستوى نظارته قائلا :
لم يعتادوا أن يعترضهم احد هذه الأيام ! يجب أن تكوني قوية،اذهبي مؤقتا، احتفلي بالانجاز.. قلبي معك!
وفتح درج مكتبه وقدم لي حبه تمر فشكرته!
وقال مودعا مبتسما كعادته :
ديري بالك ع حالك ..أتمنى لك النجاح!.
شكرته وجمعت أوراقي ونزلت الدرج باتجاه القاعة الموصلة إلى البوابة وأنا في حيرة الى أين أذهب ؟! وأين أنام ؟
وإذ بالصديق العزيز النائب محمد بركة يهاتفني من الكنيست. يسألني عن حصار رام الله والاحوال فلقد يأتي برفقة وفد لأطلاعه على أوضاعنا ..فقلت له أنا هنا، في البناية المقابلة للكنسيت بالمحكمة العليا، وشرحت له الوضع أنني بحاجة لخدمات مكتبيه وبحاجة للبقاء في القدس، فأدخلني إلى الكنيست لمكتبه – وأوصى سكرتيرته بمساعدتي، وبينما أنا اشرح له ما الذي حدث لي ، وقبل أن أنتهي من احتساء القهوة ، غير مصدقه ، أنهم أي المحكمة ستحدد موعدا للجلسة بهذه السرعة ؟ وتساءلت بسذاجه محدثة النائب :
هل الجيش يملي على المحكمة برنامجها..أوليس للمحكمة عمل أهم؟!وكل ما نفعله شكليا ليمنحها الشرعيه ...!!
واذ بشماريهو من المحكمه يهاتفني قائلا :
لقد حددوا لك الجلسة غدا صباحا في التاسعة .
وأرسلوا الدعوة بالفاكس ! سيبدؤون أولا سماع قضيتك ! أسف ، اعتقدت أن يجف الحبر أولا ..
وأردف:
طبعا هذه ليست مهمتي، ولكني أخاف أن لا تصلني الدعوة ! ويستغلوا غيابك أستاذتي العزيزة!
– يا لهذا الخبر فالوقت لا يسمح لي للذهاب إلى رام الله لإحضار الملابس، وضمان العودة لحضور الجلسة صباحا، خرجت إلى المركز التجاري – المالحة وهو مركز سمي على اسم القرية الفلسطينية المالحة، وبجانبه حديقة الحيوانات الكبرى ،المقامة على ارض القرية نفسها، التي لم يبق منها سوى مئذنة الجامع الذي حول الى حانة، ومازالت أشجار الزيتون والتين والعنب والخروب والجوز منتشرة في ضواحيها، تتفي القرّدة والدببة والفيلة بظلالها!.
اشتريت قميصا ابيض وسروالا بسرعة دون قياس !وعدت باحثة مرهقة عن مبيت...
خرجت صباحا وإذ بشمرياهو يهاتفني قائلا :
أسرعي يريدون البدء في قضيتك وإنهائها أولا ..... كل قيادة الجيش والمستشارون من غزة مع طاقم النيابة العامة موجودون في القاعة ، منذ أكثر من نصف ساعة قبل الموعد!
أكدت له أنني ابحث عن موقف لسيارتي ورجوته أن يمنحني دقائق ،فالمسافة ما بين ردهة موقف السيارات في المحكمة والقاعة تحتاج للسير على الإقدام مسافة بعيدة ، بعد التفتيش بمدخل المحكمة واذا بصوت النائب محمد بركه مهاتفا :هل تريدين مني أن أحضر لدعمك ومساندتك..أنت وحدك!؟
فأجبته بتوتر فائق: لا ..لا ! أنا خائفة من الفشّل... وأحب أن أعيشه لوحدي !
صعدت وركضت وسقطت مع أوراقي " ففرط " من الخلف سروالي ..الله ماذا افعل..فتذكرت أني استطيع أن ارتدي من ألان عباءة المرافعة وسأظل بها حتى البيت !
وأنا التفت حولي ركضت وإذ بأفيغدور فيلدمان زميل عرفته من أيام الدفاع ضد ابعاد أكرم هنيّه خريف 1986 أول ملف تابعته بحياتي، فلقد تردد كثيرا على مكتبنا _ مكتب فيلتسيا لانغر. _فقال لي بعد التحيه:
" أنتهى العمر يا نائله ....ما زلت تركضين ؟"
حييّته بسرعة ووصلت القاعة الثالثة المسماة
"جيمل" وإذا بمقاعد المحكمة ممتلئة بكوادر النيابة والجيش، من الناحية اليمنى اما مقاعد الدفاع فانا وحدي ، وأوراقي لم تكتمل وخرائطي ناقصة وغير مفهومه ، والرسوم لم تدفع بعد ! وسروالي وحالتي يرثى لها، فقط عصّر الأمس بدأت قضيتي والآن يجب أن تحسّم !
نظرت في عيونهم واحدا.. واحدا وأنا التقط أنفاسي المتسارعه ، فوزني لا يسمح لي بالركض السريع !.حاولت ترتيب أوراقي وأشلاء خارطتي ليعتقدوا أنني جاهزة ومستعدة للمرافعه!
الحقيقه ليس بشفاهي إلا صرخة ضد هذا الظلم والقهر ، بأي حق يجب ان تجرف الدونمات وتشوه الأرض وما عليها للمزارعين المحاصرين ويسلب قوتهم ؟!. من اجل مذلتهم ! وأمن موهوم ممكن أن يحقق لهؤلاء المستوطنين الذين هم جميعهم يدركون، أنهم لا حياه لهم هناك وأنهم راحلون.
"محكمه"
أعلن بدء المحكمة دخل ثلاثة قضاة فتنفست الصعداء حين لمحت بينهم المرأة ،التي جلست الى الجانب الأيسر من الرئيس، وهي القاضية داليا دورنير، اعرفها جريئة ،مميزة جدا مواجهة استثنائية لصالح حقوق الإنسان ودائما أقلية بينهم ولكنها مؤثرة.
اذكرها حين كانت في المحكمة المركزية بالقدس في ألانتفاضه الأولى، ظهرت أمامها بعشرات الملفات لأطفال الحجارة والمولوتف، كانت وحيدة في جرأتها بتبرئة الشباب ، ورحيمة العقوبة عند الإدانة، نظرت إليها فحيتني برأسها فردَدت التحية بأحر منها وبشكر عميق.
بادرت هي مباشرة ..بإدارة الجلسة وبعد أن سمعت مرافعتي وتأكيدي على ما جاء في التماسي، من ادعاءات وحيثيات لا تترك شك، أن ما يقوم به الجيش أقرب للانتقام بهمّجيه بواسطة أسلحه متطورة وضخمه من غير أي مقارنه أو تناسب مع وسائل المقاومة المتاحة بيد شعبي ,أنهم يبحثون عن الأسهل لهم ولافتك والمؤلم أكثر لشعبي وشرحت المعاناة التي تعجز الكلمات عن وصفها وتحشّرج صوتي وأدمعت
فاستوقفتني مهدئة ووجهت نظرها الى ممثلي ألدوله.
وقالت : قرأت وسمعت ما جاء بالالتماس وأود أن أسألكم ونقلت نظرها مني متوجهة الى مقاعد ممثلي الدولة :
" كل هذه الدونمات الأكثر من عشرون دونم مزروعة بالخضار على ارتفاع متر أو أكثر قليلا مضطرين إلى لتجريفها وقلعها وهدم الدفيئات!
فأجابها ممثل ألدوله بالإيجاب !
وسألته قائلة: لماذا هناك حاجة لهذا !
فرد عليها قائلا :" لقد وجد الجيش ان سلك المتفجرة صادر من هذه الأراضي الممتدة على طول الطريق وتحجب عنا مجال الرؤية !
فقاطعته ثانية وسألته باستهجان قائلة :
"عشرين دونم!؟
دعوني افهم عما تتحدثون وماذا تقصدون ؟ أروني الخارطة!
على طاولتهم كانت ممتدة خارطة ملونه كبيره مدونه فيها كل التفاصيل ومقطعه حسب الدفيئات .أما أنا في مقعدي متقدة..مرتبكة ليس معي أي شيء سوى قصاصات خرائط أرسلت بالفاكس !ليس معي أي شيء أظهره . فتصفحت ما معي بحجه البحث
عن الوثائق والخارطه!
حتى رأيت أن المدعي عليهم وممثلي الجيش من غزه يتوجهون بخرائطهم لمنصة القضاة. فاتجهت إلى أمام المنصة لأرى ما لا اعرف ، وما يورونه لها ولبقية القضاة .
واعترف ان خارطتهم أنقذت الموقف!
لاحظت هي كيف يصفون ويبالغون فسلك/ خيط العبوه مرسوم بالقلم العريض ! بحيث يصبح أعرض من دونم الدفيئة..قبل أن اعلق مستهجنة ابتسمت القاضية مبينه لهم أنهم يبالغون متسائلة قائلة :
هل افهم أن هذا الخط العريض هو الخيط/السلك ؟!
فرد ممثل الدوله :
نعم!
رفعت عينيها إلي مومئة بالإيجاب وكأنها تقول لي وافقي !
وقالت متسائلة وتعرف الاجابة:
هل إذا فككت دفيئة واحده متتالية تكفي لفتح مجال للرؤية، لوكان احدهم يريد أن يختبئ لكم ؟
أومأت لها بالموافقة دون أن أتكلم وبنظرة رضا ،فكل همي أن لا تجرف الأرض ولو شتله ،وان أقف أمام همجيتّهم أهز عنجهيّتهم واستشراسهم بإيلامنا .
اعترضوا بسرعة ، ورفضوا معا اقتراحها الذي لم يتدخل فيه القضاة الآخرون، وبدا وكأنهما لا يعرفان عما يدور الحديث !
..
أوقفت القاضية داليا دورنر الادعاء في اعتراضه وشرح الحاجة الامنيه الملحة وقالت له:
الأفضل لكم أن تخرجوا ألان من القاعة ! اذهبوا ..اتصلوا بالمسئولين عنكم اخبروهم باقتراحي لإنهاء القضية بهذا الحل ! لن تجرفوا مترا من العشرين دونما وهم يفككون الدفيئة الأقرب إلى الشارع! هذا ما نقترحه !
رفعت يدها مبتسمة نصف ابتسامه كعادتها محذرة: أعرفوا جيدا إذا لم تقبلوا اقتراحي سيصدر قرار بهذه ألصيغه ، قرار بعدم المس بالأرض.وعدم التجريف وتدحض مبرراتكم بما لا يعجبكم؟؟
اخرجوا للتشاور!المحكمة ستعقد بعد عشرين دقيقه!
تبدد خوفي وجف عرقي ، وترقرقت دموعي واتسعت ابتسامتي الصامتة وأسرعت بالخروج فرحه معهم . هاتفت سريعا أهل الأرض لأقول لهم أن الريح تهب باتجاهنا،
وان القرار الذي لم انم وأنا أتخايل كيف سيلغى صباحا وتجرف الأرض لن يحصل ، وستعود الجرافات أدراجها كما تمنيّت !.
كان صوتي عاليا في الردهة الواسعة المرتفعة الجدران بالحجر الخليلي، تكاد تطال السماء ..وصدى صوتي يجلجّل في أروقة المحكمه والفرحة لا تسعني : ....اطمئن على الأرض لن يجرفوه..بلغ الجميع !
هاتفت محمد بركه وهتفت بوجهه فرحة قائله:
لن تجرف الأرض ! تعال ..تعال فانا دحرتهم ! تعال ابحث عمن يفرح معي جميعهم حولي غاضبون ! وأنا وحدي..
استغربت ما يحدث فالنهج الهمجّي مسيطر في تلك الأيام ، على كل الممارسات في جميع المستويات فكانت سياسة الانتقام نهجا يوميا لم يرحموا لا حجرا ولا شجرا ولا بشرا !!
ممثلو ألدوله والجيش كانوا ينظرون إلي بحقد بينما كنت فرحة ، وكلما بغير قصد حاذيتهم بخطواتي بينما كنت أتحدث بهاتفي ، كان يتحرك تجمعهم ويبتعد بشبه قفزه عني ويخفضون صوتهم كي لا اسمع ما يدور بينهم؟!
محكمة!
أعلن ثانيه عن بدء الجلسة ..وإذا بممثل الدولة يقف حزينا صامتا يستأذن للبدء بالحديث رافعا يده:
ستذهب قوات الجيش في تمام الخامسة عصرا لتفكك الدفيئة الأولى .
فاحتدت القاضية طالبه التأكيد أمام القضاة على التعهد بعدم المساس بالأرض، وان يمنح صاحب الدفيئة شخصيا حق تفكيك الدفيئة بيده ! وأما باقي الدفيئات والمزروعات في المنطقة موضوع الدعوى فممنوع المسّ بها.
واغلقت الدعوى بناء على هذا الاعلان والالتزام !
لم أصدق نفسي لسماع ما أعلن !
وأسرعت لأطالبهم بتفكيك دفيئة واحده !
شكرني الأخ عبد الرحمن خليل بشير ووعدني خيرا...وما زلت انتظر!!!!!
أما شمارياهو ، فلقد عدت بعد أيام للمحكمة برفقة المهندس هاني الحسن من رام الله ، واحمل قضّية أخرى لسيدة اسمها نهى جبر ألتمس فيها عدم الهدم وابقاء البناء ، فالسيدة نهى جبر مغتربة من البيرة عادت للوطن متوهمة متأمله ..لتبني بيتا على ارضها في مدينة البيرة ، فصدر ضدها من الادارة المدنيه العسكريه الاسرائيليه أمر بهدم بيتها..! ولم يسعفها , أنها حصلت على ترخيص بالبناء من بلدية البيرة بادعاء أنها بنت بمنطقة c!?
وأيضا نجحنا لاحقا ...وقبل أن أنبس ببنت شفه ، وبعد إلقاء التحية قال شمارياهو على مسمع المهندس الذي يشرف معماريا اليوم على بناء متحف الشهيد أبو عمار :
أنت صاحبة رسالة إنسانية عظيمه وأنا معك في معركتك ! ولم يأبه حتى أن المهندس هاني حسن يسمعه!
وأضاف مؤكدا : اعلمي اني مستعد لقطف خيوط أشعة الشمس في الظلمة من أجلك!
قالها ايضا بالعربيه!
.اجل انه شعب التناقضات! هكذا سماها النائب الدكتور المهندس حنا سويد بعد ان قرأها مشكورا.
.المحاميه نائله عطيه