احلى مرّ الصراع: ثورة النحل
العسال ناجي الدبك وزوجته سميه يتفقدان اقفار النحل بعد ان قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بهدم مسكنهم في
جميل ضبابات
انها الفرصة الذهبية لسمية الدبك زوجة اشهر عسال في المنطقة، كي تضحك ملء قلبها وهي ترى منزلها يتهاوى تحت فم جرافة اسرائيلية.
فشفهيا، ليس هناك مببر لضحك مجنون وسط عشرات الجنود المدججين بالاسلحة.... لكن وسط هذا الحقل الذي يدر العسل، هناك احلى "قصص المر".
وتنتشر اقفار فيها نحو ٤ مليون نحلة. انها المفاجئة الذي لم يحسب لها قادة الجيش الاسرائيلي حسابا يوما قبل ان يرتكبوا خطأ ندموا عليه عندما هاجموا اقفار نشطة.
طنين حلو يملأ الحقل الممتد امام ركام مسكن ناجي الدبك. لكنه الهدوء الان بعد ٢٤ ساعه من ثوران تلك القفران وسط هذا الفضاء.. الامر مضحك في تاريخ الصراع الفسطيني الإسرائيلي. الجيش يهرب امام هجوم النحل. والسكان. المزارعون والرعاة، يعرفون تماما كيف يتصرف النحل الذي يخرج من قفرانه هائجا.
كان الجيش الذي هدم مرة اخرى مساكن هشة للرعاة والمزارعين في منطقة الغور شرق الضفة الغربية، وصل الى مسكن ناجي الدبك، الذي اطلقت عليه يوما الصحافة الاوروبية (ملك النحل في الارض المقدسة)، وبدأ بافراغ محتوياته. لكن الرجل الذي يسكن خربة الحمة الجميلة، التي كانت قائمة قبل احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية عام67، قال انه حذر الجيش: "لا تقتربوا من اي قفير نحل: انا اخلي مسؤوليتي. كنت اعرف ان النحل سيهاجم".
الربيع في ذروته، والنحل، الحشرة التي يعمل على تربيتها الدبك منذ 30 عاما، في اوج نشاطها.
" من يقترب من هذا النحل غيري. انه مجنون". قال العسال الدبك الذي حضر للتو من تفقد اقفار النحل الموزعة بشكل هندسي في ارض منبسطة تحيط بها حقول مزهرة. فالرجل يقول انه ادرك منذ البداية، منذ ان وضعت الجرافة فمها في احد جوانب مسكنه ان الاقتراب من اي قفير سيهيج النحل الى اقصى درجة.
تردد المعنى ذاته سمية زوجته. ورجال اخرون يتوافدون على الخيمة التي زودت بها منظمات اغاثية السكان بعد هدم منازلهم.
وهدم الجيش الاسرائيلي نحو16 منشأة مبنية من الخشب والخيش والقصدير. لكن الدبك ذاته الذي يبدو انه فقد رباطة جأشه، كان هو والجيران شاهدون على " المر الحلو".
انها من نوادر الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي الذي اتخذ اشكال عدة من صراع مسلح الى حجارة الى عمليات تفجيرية وانتفاضة حجارة، حتى الصراع في اروقة المنظمات الدولية.
يضحك احد الرجال القادم عبر طريق ترابي من مضرب رعوي مجاور" النحل اكل الجنود. رأيتهم يهربون امام اللسعات".يؤكد الامر ذاته رجال اخرون كانوا يتفقدون مسكن مجاور هدمه الجيش.
" اه كان في كل مللمترهواء نحلة. الجو كان مصبوغ بالنحل". قال الدبك.... في ظهيرة اليوم التالي ومع هبوب نسيم رطب عبر وادي سحيق اعلى الخربة، كان النحل هادئا ولا يصدر غير طنين أخّاذ.
"لكنه امس كان هائجا. والجيش هرب" قال حسن ابو زهو احد جيران الدبك، الذي شاهد ايدي الجيش "تقاتل الهواء" على حد تعبيره للتخلص من النحل الهائج. وابو زهو الشاب الهادىء الذي هدم الجيش مسكنه قبل فترة عاد ادراجه هو الاخر بعيدا عن منطقة النحل الهائج.
انه النحل: السلاح السري الوحيد الذي لم يتوقعه الجيش الاسرائيلي في عمليات الهدم.
وتثور بين الحين والاخر في الحقول اصوات الطنين مع ازدياد قوة ريح خفيفة وتتحرك القمم النامية للازهار. قالت زوجة الدبك، "امس كان يوما مرا.. كانت الحياة تعصف. لم يتبق شيئا لنا.هدموا كل شي".
وعلى طرف الحقل الذي وضعت فيه اقفار النحل، يظهر ركام الهدم. ويقوم الدبك ورجل آخر يساعده على نقل بعض الواح الخشب والقصدير التي عجنتها الجرافات الاسرائيلية.
ويهدم الجيش الاسرائيلي اي بناء يشيده السكان على امتداد منطقة الغور بحجة عدم الترخيص.
وجاءت قيود البناء نتيجة اتفاق أوسلو الذي اعتبر أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من الإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء.
ووفق تقرير دولي أخير استندت إليه دراسة حديثة، فقد تبين حسب الدراسة أن 31% من الفلسطينيين تعرضوا للتهجير المؤقت والدائم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد تصاعد الأمر ما بين عامي 2010-2011 حيث تم إصدار 350 قرار هدم، وإخلاء، وإنذارات استهدفت 11 تجمعا مختلفا في وادي الأردن.
لكن ليس كل من تعرض مسكنه طيلة السنوات الماضية يمتلك اقفار نحل تدافع عن وجودها الطبيعي. فناجي كما يقول لم يشهد طيلة السنوات الثلاثين ما حدث امس، الا مرة واحدة.
" كان الامر لافتا. مضحكا" انا وثقته بالكاميرا. بامكانكم مشاهدة صور هجوم النحل على الجيش" قال عارف دراغمة رئيس مجلس المضارب البدوية في المنطقة.
تنفرج شفاه رجال اخرون عن ابتسامات تشفي في الجيش الذي وقع في مصيدة العسل. انه في فكر دراما الصراع: العسل يهزم البارود. تخاطب سمية بعض الرجال المتحلقين حول الخيمة الجديدة " لو كنت موجودة هنا لحظة دخول الجرافة. لو لم يضرب الجرافة قفير النحل. كنت انا ساضربها كي يخرج النحل من الخلية ويهاجم الجيش".
انه يبدو اشبه بتحريض الطبيعة على الظلم. وهو الذي لم يستطع وليد ابو وهدان، الذي يساعد الدبك على نقل مخلفات الهدم التعبير عنه" كان الجنود يقاتلون الهواء. ايديهم تقاتل الهواء. هربوا امام النحل".
انها الفرصة الذهبية لسمية الدبك زوجة اشهر عسال في المنطقة، كي تضحك ملء قلبها وهي ترى منزلها يتهاوى تحت فم جرافة اسرائيلية.
فشفهيا، ليس هناك مببر لضحك مجنون وسط عشرات الجنود المدججين بالاسلحة.... لكن وسط هذا الحقل الذي يدر العسل، هناك احلى "قصص المر".
وتنتشر اقفار فيها نحو ٤ مليون نحلة. انها المفاجئة الذي لم يحسب لها قادة الجيش الاسرائيلي حسابا يوما قبل ان يرتكبوا خطأ ندموا عليه عندما هاجموا اقفار نشطة.
طنين حلو يملأ الحقل الممتد امام ركام مسكن ناجي الدبك. لكنه الهدوء الان بعد ٢٤ ساعه من ثوران تلك القفران وسط هذا الفضاء.. الامر مضحك في تاريخ الصراع الفسطيني الإسرائيلي. الجيش يهرب امام هجوم النحل. والسكان. المزارعون والرعاة، يعرفون تماما كيف يتصرف النحل الذي يخرج من قفرانه هائجا.
كان الجيش الذي هدم مرة اخرى مساكن هشة للرعاة والمزارعين في منطقة الغور شرق الضفة الغربية، وصل الى مسكن ناجي الدبك، الذي اطلقت عليه يوما الصحافة الاوروبية (ملك النحل في الارض المقدسة)، وبدأ بافراغ محتوياته. لكن الرجل الذي يسكن خربة الحمة الجميلة، التي كانت قائمة قبل احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية عام67، قال انه حذر الجيش: "لا تقتربوا من اي قفير نحل: انا اخلي مسؤوليتي. كنت اعرف ان النحل سيهاجم".
الربيع في ذروته، والنحل، الحشرة التي يعمل على تربيتها الدبك منذ 30 عاما، في اوج نشاطها.
" من يقترب من هذا النحل غيري. انه مجنون". قال العسال الدبك الذي حضر للتو من تفقد اقفار النحل الموزعة بشكل هندسي في ارض منبسطة تحيط بها حقول مزهرة. فالرجل يقول انه ادرك منذ البداية، منذ ان وضعت الجرافة فمها في احد جوانب مسكنه ان الاقتراب من اي قفير سيهيج النحل الى اقصى درجة.
تردد المعنى ذاته سمية زوجته. ورجال اخرون يتوافدون على الخيمة التي زودت بها منظمات اغاثية السكان بعد هدم منازلهم.
وهدم الجيش الاسرائيلي نحو16 منشأة مبنية من الخشب والخيش والقصدير. لكن الدبك ذاته الذي يبدو انه فقد رباطة جأشه، كان هو والجيران شاهدون على " المر الحلو".
انها من نوادر الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي الذي اتخذ اشكال عدة من صراع مسلح الى حجارة الى عمليات تفجيرية وانتفاضة حجارة، حتى الصراع في اروقة المنظمات الدولية.
يضحك احد الرجال القادم عبر طريق ترابي من مضرب رعوي مجاور" النحل اكل الجنود. رأيتهم يهربون امام اللسعات".يؤكد الامر ذاته رجال اخرون كانوا يتفقدون مسكن مجاور هدمه الجيش.
" اه كان في كل مللمترهواء نحلة. الجو كان مصبوغ بالنحل". قال الدبك.... في ظهيرة اليوم التالي ومع هبوب نسيم رطب عبر وادي سحيق اعلى الخربة، كان النحل هادئا ولا يصدر غير طنين أخّاذ.
"لكنه امس كان هائجا. والجيش هرب" قال حسن ابو زهو احد جيران الدبك، الذي شاهد ايدي الجيش "تقاتل الهواء" على حد تعبيره للتخلص من النحل الهائج. وابو زهو الشاب الهادىء الذي هدم الجيش مسكنه قبل فترة عاد ادراجه هو الاخر بعيدا عن منطقة النحل الهائج.
انه النحل: السلاح السري الوحيد الذي لم يتوقعه الجيش الاسرائيلي في عمليات الهدم.
وتثور بين الحين والاخر في الحقول اصوات الطنين مع ازدياد قوة ريح خفيفة وتتحرك القمم النامية للازهار. قالت زوجة الدبك، "امس كان يوما مرا.. كانت الحياة تعصف. لم يتبق شيئا لنا.هدموا كل شي".
وعلى طرف الحقل الذي وضعت فيه اقفار النحل، يظهر ركام الهدم. ويقوم الدبك ورجل آخر يساعده على نقل بعض الواح الخشب والقصدير التي عجنتها الجرافات الاسرائيلية.
ويهدم الجيش الاسرائيلي اي بناء يشيده السكان على امتداد منطقة الغور بحجة عدم الترخيص.
وجاءت قيود البناء نتيجة اتفاق أوسلو الذي اعتبر أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من الإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء.
ووفق تقرير دولي أخير استندت إليه دراسة حديثة، فقد تبين حسب الدراسة أن 31% من الفلسطينيين تعرضوا للتهجير المؤقت والدائم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد تصاعد الأمر ما بين عامي 2010-2011 حيث تم إصدار 350 قرار هدم، وإخلاء، وإنذارات استهدفت 11 تجمعا مختلفا في وادي الأردن.
لكن ليس كل من تعرض مسكنه طيلة السنوات الماضية يمتلك اقفار نحل تدافع عن وجودها الطبيعي. فناجي كما يقول لم يشهد طيلة السنوات الثلاثين ما حدث امس، الا مرة واحدة.
" كان الامر لافتا. مضحكا" انا وثقته بالكاميرا. بامكانكم مشاهدة صور هجوم النحل على الجيش" قال عارف دراغمة رئيس مجلس المضارب البدوية في المنطقة.
تنفرج شفاه رجال اخرون عن ابتسامات تشفي في الجيش الذي وقع في مصيدة العسل. انه في فكر دراما الصراع: العسل يهزم البارود. تخاطب سمية بعض الرجال المتحلقين حول الخيمة الجديدة " لو كنت موجودة هنا لحظة دخول الجرافة. لو لم يضرب الجرافة قفير النحل. كنت انا ساضربها كي يخرج النحل من الخلية ويهاجم الجيش".
انه يبدو اشبه بتحريض الطبيعة على الظلم. وهو الذي لم يستطع وليد ابو وهدان، الذي يساعد الدبك على نقل مخلفات الهدم التعبير عنه" كان الجنود يقاتلون الهواء. ايديهم تقاتل الهواء. هربوا امام النحل".