مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

عرب الرواعين والرواشدة.. باقون على ارضنا حتى لو ذبحونا!!

 رشا حرزالله
 تدق الساعة السادسة صباحاً في وادي الغار، (الحد الفاصل بين حدود محافظة بيت لحم من الجهة الجنوبية، ومحافظة الخليل من الجهة الشمالية).. صفاء الجو وتوقف هطول الأمطار يسمح للطفل محمد عراعرة (11عاما)، بركوب حمارة والذهاب للمدرسة.
يلوح محمد بيده واصفا الطريق التي يسلكها يومياً، "السيل يجرف الشاحنات في الأمطار الشديدة، نفضل البقاء في المنزل نساعد والدنا في بناء ألواح الصفيح لمنزلنا، الحياة هنا قاسية وتحتاج لتكاتف الجميع"، يقول محمد التلميذ في الصف الخامس.
ويستغرق وصوله للمدرسة التي هي عبارة عن "كرفانات" متجاورة، ساعة ونصف، فالطريق مفروشة بالحجارة والغبار والصخور تعيق الحركة، وقساوة عيش يتقن محمد أبجدياتها. 
في الوجهة المقابلة، يعيش عرب الرواعين. تتوسط عالية عراعرة (30عاما)، خمسة من أطفالها تحت صفائح "الزينكو".
"هذه هي حياتنا..، بدائية وقاسية ومليئة بالشقاء، وهذه ارضنا ولن نتركها ولو ذبحونا!!" تقول عالية في اشارة الى ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حول آلاف الدونمات من اراضي المنطقة الى غابة صيد.. وميدان لتدريباته العسكرية.
 
وفي عرب الرواعين لا كهرباء ولا ماء.. ولا مشاريع تنمية ايضا، انها بدائية قاحلة!
 في الشتاء يصفر الريح ويشتد داخل "المساكن"، ويسهر الرجال على تثبيت اوتاد خيامهم او منع الواح الصفيح من التطاير..وحماية حظائر مواشيهم، فيما تجهد النسوة في وضع أوعية اسفل "مزاريب" المياه المتدفقة عبر الشقوق، وتجيف اجساد الاطفال المرتجفة. وفي الصيف القائظ، يسخن الصفيح ويلتهب كما الجمر ويصبح العيش داخله جحيم لا يطاق.
"لا يوجد عيادة طبيه، لا مواصلات، لا حد أدنى للخدمات الأساسية.. ولا يأتي أحد من المسؤولين للإطلاع على اوضاعنا، وبعيدون عن الحضارة التي تتحدث عنها وسائل الاعلام ونشعر أننا نعيش في منفى.." يقول اهالي عرب الرواعين.
ويضيف عايد عراعرة، مختار عرب الرواعين، إن عدد سكان "القرية" يبلغ 400 نسمة، والمنطقة نائية جدا، وهذا يجعل إهتمام المؤسسات بها هش ومعدوم، رحلنا من وادي الغار عام 1986، بسبب الاجراءات الإسرائيلية، الناس هنا يعانون الأمرين ولا أحد يمد لهم يد العون.
وفي عرب الرشايدة المجاورة غربا تبدو الحياة هناك منهكة في كل التفاصيل. على ضوء قنديل الكاز تتحدى عفاف الرشايدة (22عاما) الطالبة بجامعة القدس المفتوحة، قسم التربية الإبتدائية.. تتحدى قسوة الطبيعة التي فرضت عليها.
"رغم معرفتي التامة، بعدم استطاعتي الحصول على وظيفة، إلا أنني تحديت واقعي وكسرت العادات والتقاليد القاسية، وانهيت الثانوية العامة والتحقت بالجامعة، الكثيرات منا تعلمن ولكنهم لم يفلحن في الوظيفة، ولغاية الآن لم تستطع إحداهن الفوز بذلك رغم تفوقهن في امتحانات القبول في التربية والتعليم "ى تقول عفاف، وتضيف:"أوجه سؤالي للحكومة لماذا لا يتم قبولنا في الوظائف؟"
عفاف لم تسجل هذا الفصل في الجامعة لمساعدة والدها في العمل، فهي تحمل تصريحاً للعمل داخل إسرائيل، وتذهب مع والدها لمساعدته في قطف الزيتون في بيسان وطبريا، كذلك في قطف الخيار والخضروات المختلفة وبيعها.
شقيقتها شامة، في الصف التاسع، حصلت على معدل 95،5، في الفرع العلمي، غير ان ذهابها للمدرسة محفوف بالمخاطر، ذلك ان المستوطنين وجيش الاحتلال هناك مسلحون بانياب العنصرية!!


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024