الارض تضيق على اصحابها!
جميل ضبابات
انحدارا نحو الشرق: نحو الغور، حين تصبح الارض الفلسطينية ضيقة في هذا الشريط الغائر الممتدد على طول الحدود الاردنية الفلسطينية يمكن فقط رؤية كيف تحجز دبابة "ميركافه" "الهواء" عن الفلسطينيين.
عزلة. احتضار. هكذا يصف الفلسطينييون هذه المنطقة التي تعمل اسرائيلي لتهويدها، وتشكل نحو ثلث الضفة الغربية...كان الغور الارض الخصبة والرعوية مركزا لتجارة المواشي وللزراعة، قبل العام 1967 ومعبرا للمتنقلين بين الضفتين الشرقية والغربية، لكن هذه الارض ضاقت.
والشكوى من ضيق الارض واسعة.
"خنقونا" قال فائق دراغمة، الرجل الذي شهد على سلسلة من اجراءات مصادرة الارض في منطقة الغور. وفائق ذاته الذي كان يقف على رأس قطيع مواشي ليس بعيدا عن تجمع لدبابات الجيش الاسرائيلي في منطقة الفارسية" مخنوق. حجزوا الهواء وسكروا الارض".
وتظهر في الافق جرافات مدنية تعمل خارج سياج مستوطنة" روتم"، تعمل على تسوية الارض. وقال رعاة "المستوطنون يسبحون الى اسفل". وهي اشارة الى توسع المستوطنات على حساب اراضي المنطقة.
وتشير معطيات فلسطينية رسمية، الى أن مساحة غور الأردن تشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل على أكثر من 90% من مساحته حسب بيانات مؤسسات حقوقية إسرائيلية، ويقيم فيه نحو 65 ألف فلسطيني، في حين يبلغ عدد المستوطنين في ذات المنطقة 9,500..
وفرضت اسرائيل التي تنظر الى منطقة الغور كمنطقة تطوير زراعي، لها، قيودا صارمة على دخول الفلسطينيين اليها. وبنت فيها اول المستوطنات الزراعية.
وسنويا تجدد السلطات الاسرائيلية وضعها لاشارات تحذيرية (المنطقة مغلقة. الدخول ممنوع).
على مقربة من مستوطنة "ميخولا" على بعد اقل من 1000 متر من مسكن دراغمة نصب الجيش عدة خيام لاغراض التدريب. وهدم عدة منازل فلسطينينة.
قال مهيوب فقها الذي كان يتفقد بعد المنازل المهدمة" جاؤوا الى هنا وهدموا".واشار الى مرات عديدة قام الجيش فيها بهدم المنازل والاستيلاء على الارض.
في الغور يمكن ملاحظة النشاط الاستيطاني اليهودي بشكل واضح. فالمستوطنات الزراعية تستولي على الاراضي المستوية التي تحاذي نهر الاردن.
ويحظر على الفلسطينيين البناء والتشييد الا ضمن نطاق محدود داخل بضعة قرى.
ودراغمة وجيرانه هدمت خلال العام الماضي وهذه السنة منازلهم عدة مرات وهناك طلب اسرائيلي واضح بترحيلهم من ارضهم التي يفلحونها منذ قبل العام 1967.
قال رئيس المجلس المحلي في منطقة وادي المالح والمضارب البدوية" الارض تضيق يوما بعد يوم. انظر انهم يحاصروننا من كل ناحية".
وفي الافق يظهر بناء استيطاني ضخم على قمة تلة تشرف على مناطق زراعية فلسطينية واسعة. واقفا وسط مزرعته يعمل احد سكان عين البيضا وهي قرية زراعية حدودية بجد، ولا يفصل المزرعة عن المزارع اليهودية سوى شارع لا يتعدى عرضه ثلاثة امتار.
الحياة معقدة هنا ومتداخلة الى ابعد حد.
وفي طريق رئيس يطلق عليه الاسرائيليون(طريق غاندي) وهو لقب وزير السياحة الاسرائيلي الاسبق رحبعام زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبية قبل عشر سنوات، هناك اشارات ارشادية لمجموع المستعمرات والمعسكرات الاسرائيلية المقامة على امتداد الجزء الشمالي من الغور.
وتظهر التجمعات الزراعية والرعوية محاصرة بين المستوطنات والمعسكرات. وبين فينة واخرى يمكن سماع صدى انفجارات ناجمة عن اطلاق قذائف في تدريبات عسكرية اخلى الاسرائيليون من اجلها مساحات واسعة من اراضي الغور.
وتختفي ابتسامة الراعي دراغمة عندما تسأله عن الارض الواقعة خلف رتل الدبابات المتوقفه قبالة مسكنه . ويقول انها محرمة ولا يمكنه الدخول اليها لرعي مواشيه.
من على قرب يبدو الغور فاتنا في مثل هذا الوقت، لكن ذلك لا يخفي حقيقة ان هذه الارض ليست متاحة للفلسطييين. ولا تستطيع عمليا السلطة الوطنية تنفيذ مشاريع بنية تحتية خارج القرى الزراعية.
وكانت اسرائيل اغلقت اثر اجتياحها للضفة الغربية عام 1967 كل المنطقة المحيطة لنهر الاردن ومنعت الفلسطيين من استغلال ارضهم.
والان تظهر المنطقة يهودية بالكامل. فمزارع البرسيم وبرك الاسماء التي بنتها "الكيبوتسات" الزراعية تسيطر على تلك الارض.
وقال فضل كعوش وهو الرئيس السابق للجنة المفاوضات حول المياه" تحول اسرائيل سنويات حوالي 550 مليون متر مكعب من مياه نهر ألأردن عبر بحيرة طبريا وحوالي 560 مليون متر مكعب من الأحواض الجوفية الجبلية ( الحوضين الغربي والشمالي الشرقي) وحوالي 480 مليون متر مكعب من الحوض الساحلي، اي ما مجموعه 1600 مليون متر مكعب تشكل اكثر من68 % من مجموع مصادر المياه المستخدمة في اسرائيل التقليدية ( وهي المياه الطبيعية العذبة").
" اكثر ما يضيق علينا هو الماء. الارض بلا مياه ارض ميته" قال راع يدعى عبد الرحمن" اريد ان ارحل. لا ارض ولا ماء. الحرارة مرتفعه في الصيف".
انحدارا نحو الشرق: نحو الغور، حين تصبح الارض الفلسطينية ضيقة في هذا الشريط الغائر الممتدد على طول الحدود الاردنية الفلسطينية يمكن فقط رؤية كيف تحجز دبابة "ميركافه" "الهواء" عن الفلسطينيين.
عزلة. احتضار. هكذا يصف الفلسطينييون هذه المنطقة التي تعمل اسرائيلي لتهويدها، وتشكل نحو ثلث الضفة الغربية...كان الغور الارض الخصبة والرعوية مركزا لتجارة المواشي وللزراعة، قبل العام 1967 ومعبرا للمتنقلين بين الضفتين الشرقية والغربية، لكن هذه الارض ضاقت.
والشكوى من ضيق الارض واسعة.
"خنقونا" قال فائق دراغمة، الرجل الذي شهد على سلسلة من اجراءات مصادرة الارض في منطقة الغور. وفائق ذاته الذي كان يقف على رأس قطيع مواشي ليس بعيدا عن تجمع لدبابات الجيش الاسرائيلي في منطقة الفارسية" مخنوق. حجزوا الهواء وسكروا الارض".
وتظهر في الافق جرافات مدنية تعمل خارج سياج مستوطنة" روتم"، تعمل على تسوية الارض. وقال رعاة "المستوطنون يسبحون الى اسفل". وهي اشارة الى توسع المستوطنات على حساب اراضي المنطقة.
وتشير معطيات فلسطينية رسمية، الى أن مساحة غور الأردن تشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل على أكثر من 90% من مساحته حسب بيانات مؤسسات حقوقية إسرائيلية، ويقيم فيه نحو 65 ألف فلسطيني، في حين يبلغ عدد المستوطنين في ذات المنطقة 9,500..
وفرضت اسرائيل التي تنظر الى منطقة الغور كمنطقة تطوير زراعي، لها، قيودا صارمة على دخول الفلسطينيين اليها. وبنت فيها اول المستوطنات الزراعية.
وسنويا تجدد السلطات الاسرائيلية وضعها لاشارات تحذيرية (المنطقة مغلقة. الدخول ممنوع).
على مقربة من مستوطنة "ميخولا" على بعد اقل من 1000 متر من مسكن دراغمة نصب الجيش عدة خيام لاغراض التدريب. وهدم عدة منازل فلسطينينة.
قال مهيوب فقها الذي كان يتفقد بعد المنازل المهدمة" جاؤوا الى هنا وهدموا".واشار الى مرات عديدة قام الجيش فيها بهدم المنازل والاستيلاء على الارض.
في الغور يمكن ملاحظة النشاط الاستيطاني اليهودي بشكل واضح. فالمستوطنات الزراعية تستولي على الاراضي المستوية التي تحاذي نهر الاردن.
ويحظر على الفلسطينيين البناء والتشييد الا ضمن نطاق محدود داخل بضعة قرى.
ودراغمة وجيرانه هدمت خلال العام الماضي وهذه السنة منازلهم عدة مرات وهناك طلب اسرائيلي واضح بترحيلهم من ارضهم التي يفلحونها منذ قبل العام 1967.
قال رئيس المجلس المحلي في منطقة وادي المالح والمضارب البدوية" الارض تضيق يوما بعد يوم. انظر انهم يحاصروننا من كل ناحية".
وفي الافق يظهر بناء استيطاني ضخم على قمة تلة تشرف على مناطق زراعية فلسطينية واسعة. واقفا وسط مزرعته يعمل احد سكان عين البيضا وهي قرية زراعية حدودية بجد، ولا يفصل المزرعة عن المزارع اليهودية سوى شارع لا يتعدى عرضه ثلاثة امتار.
الحياة معقدة هنا ومتداخلة الى ابعد حد.
وفي طريق رئيس يطلق عليه الاسرائيليون(طريق غاندي) وهو لقب وزير السياحة الاسرائيلي الاسبق رحبعام زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبية قبل عشر سنوات، هناك اشارات ارشادية لمجموع المستعمرات والمعسكرات الاسرائيلية المقامة على امتداد الجزء الشمالي من الغور.
وتظهر التجمعات الزراعية والرعوية محاصرة بين المستوطنات والمعسكرات. وبين فينة واخرى يمكن سماع صدى انفجارات ناجمة عن اطلاق قذائف في تدريبات عسكرية اخلى الاسرائيليون من اجلها مساحات واسعة من اراضي الغور.
وتختفي ابتسامة الراعي دراغمة عندما تسأله عن الارض الواقعة خلف رتل الدبابات المتوقفه قبالة مسكنه . ويقول انها محرمة ولا يمكنه الدخول اليها لرعي مواشيه.
من على قرب يبدو الغور فاتنا في مثل هذا الوقت، لكن ذلك لا يخفي حقيقة ان هذه الارض ليست متاحة للفلسطييين. ولا تستطيع عمليا السلطة الوطنية تنفيذ مشاريع بنية تحتية خارج القرى الزراعية.
وكانت اسرائيل اغلقت اثر اجتياحها للضفة الغربية عام 1967 كل المنطقة المحيطة لنهر الاردن ومنعت الفلسطيين من استغلال ارضهم.
والان تظهر المنطقة يهودية بالكامل. فمزارع البرسيم وبرك الاسماء التي بنتها "الكيبوتسات" الزراعية تسيطر على تلك الارض.
وقال فضل كعوش وهو الرئيس السابق للجنة المفاوضات حول المياه" تحول اسرائيل سنويات حوالي 550 مليون متر مكعب من مياه نهر ألأردن عبر بحيرة طبريا وحوالي 560 مليون متر مكعب من الأحواض الجوفية الجبلية ( الحوضين الغربي والشمالي الشرقي) وحوالي 480 مليون متر مكعب من الحوض الساحلي، اي ما مجموعه 1600 مليون متر مكعب تشكل اكثر من68 % من مجموع مصادر المياه المستخدمة في اسرائيل التقليدية ( وهي المياه الطبيعية العذبة").
" اكثر ما يضيق علينا هو الماء. الارض بلا مياه ارض ميته" قال راع يدعى عبد الرحمن" اريد ان ارحل. لا ارض ولا ماء. الحرارة مرتفعه في الصيف".