بالصور- يوم الأرض: مسيرات ومهرجانات كي لا ننسى
فايز عباس
جلس خالد نجار من بلدة دير حنا في مثلث يوم الأرض على الشارع الرئيس ينتظر وصول المسيرات من سخنين وعرابة إلى المهرجان المركزي ليوم الأرض، وإلى جانبه ابنه محمد، الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، وقد لف حول عنقه علم فلسطين "من أجل يوم الأرض" كما قال الطفل.
قبل 36 عاما كان نجار في الـ14 من عمره، عندما انطلقت شرارة يوم الأرض في بلدته دير حنا، وهو لا يزال يذكر كيف اقتحمت المدرعات العسكرية البلدة، وكيف فرضت حصارها، "لم يكن مثل هذا الأمر مألوفا لدينا، لأن فترة الحكم العسكري كانت قد ولت، أن تدخل الدبابات والمجنزرات إلى القرية وتفرض طوقا علينا، خرجت سرا من البيت لأن والدتي قالت لي إني ما زلت صغيرا، لكني أردت أن أرى كيف يقاوم الشبان الجنود، أنا لم أشارك فعليا في الهبة الشعبية، لكني كنت شاهدا، وما زلت أذكر جيدا كيف كان الجنود يطاردون الشبان وكيف قاوموهم بالحجارة والزجاجات الفارغة".
وأضاف: "لم أستوعب ما حدث إلا عندما كبرت بالسن، وفهمت أن التضحية من أجل الأرض هي واجب، ومهما كانت التضحية قاسية بسقوط ستة شهداء إلا أن الأرض تستحق التضحية لأنه دون الأرض لا وجود للإنسان".
خالد يسأل ابنه محمد الخجول عن يوم الأرض، فيقول الطفل إن المدرسة أخبرته أنه يجب المشاركة في المسيرة، مسيرة يوم الأرض.
"علينا أن نورث أبنائنا أن يوم الأرض هو يوم الوجود على أرض الوطن، وعلينا أن ندافع عنها مهما كلفنا ذلك من تضحيات، ولكي لا ننسى ولا تزول من ذاكرتنا هذه الذكرى العزيزة على كل قلب فلسطيني،" قال خالد الذي أكد الانتماء للأرض والوطن.
وخرجت مسيرات من البلدات التي سقط فيها الشهداء، الطيبة، وكفركنا، وسخنين، وعرابة، ويافا، أما أهالي دير حنا فاستقبلوا المشاركين في المهرجان المركزي ببلدتهم، "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، كانت هذه الصيحات تردد من قبل آلاف المشاركين في فعاليات يوم الأرض في الجليل، "الشعب يريد إنهاء الاحتلال"، صرخ الشبان في عرابة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية فقط في هذا اليوم.
وافتتح المهرجان المركزي أحد قادة يوم الأرض الأول، محمود دغش، الذي قال إن المعركة مع جيش الاحتلال كانت قاسية وصعبة، مستذكرا إصابة العشرات واستشهاد شاب، "خلال المواجهات الليلية تمكنا من محاصرة جنود (حرس الحدود) في أحد البيوت، ولم نفرج عنهم إلا بعد أن خرج الجيش من البلدة، خرج الجنود وأطلقنا سراح الأسرى".
وقال دغش: "إسرائيل دولة عنصرية، هم يريدون أن نعترف بها كدولة يهودية، وهذا لن يحصل وسنبقى هنا على صدورهم ولن يزحزحنا أحد مهما يكلفنا ذلك من ثمن".
وفي النقب، نظم مهرجان مركزي في قرية بني النعم المهددة بالإخلاء والطرد، وشدد المتحدثون على مقاومة سياسة الاستيلاء على الأراضي العربية في النقب.