مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

دولة هاني العامر- فاطمة إبراهيم

كانوا هناك يومَ كانت الأرضُ متصلة من شمالها إلى جنوبها، كانوا يعبرون الطريق المعبد من نابلس إلى حيفا سيرا على الأقدام، كانوا يعرفون الأرض بلون ترابها ورائحته، قبل أن تنتصب على التلة أعلى الطريق في أحد أيام سنة 1976 مجموعة من "الكرفانات"، قسمت البلاد وفرقت العباد.
"فجر ذلك اليوم كنا كغثاء السيّل، متسارعين أخدنا نعبر البوابة العسكرية التي نصبها جنود الاحتلال لمنعنا من الوصول إلى أراضينا في الطرف الآخر من قرية مسحة غرب سلفيت، عندما زُرعت أولى بيوت المستوطنة"، قال هاني العامر الرجل الستيني الذي وجد نفسه وبيته قبل سبع سنوات محاصرا بالسياج المعدني بعد أن بنت إسرائيل جدار الفصل العنصري على أراضي قريته مصادرةً أكثر من 5 آلاف دونم من أراضيها وعازلة لمنزل هاني عن بقية منازل القرية.
يعيش العامر على دونم واحد من الأرض يتوسطه منزل بحجرات قليلة، هي كل ما بقي لدية من أرضه المكونة أصلا من 28 دونما،  صودرت كلها لصالح لصالح المستوطنات المقامة على أراضي مسحة، ومشتل زراعي دمر لغرض إقامة جدار الفصل العنصري عام  2006.
يضيف العامر "دفعت ثمنا غاليا، لكني أشعر أنني لم ادفع شيئا، فأنا مازلت ثابتا هنا في أرضي كما استعدت جزءً مما صادروه مني. نعم فقدت مصدر دخلي الرئيسي في المشتل لكن عملي الآن هو الدفاع عن أرضي التي تقع خلف المستوطنة".
 تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي العامر وبقية سكان مسحة من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف مستوطنة "القناة"، ولا تسمح لهم بدخولها إلا بتصاريح خاصة تصدر عن "الارتباط الإسرائيلي".
لا تغيب عن باله أبداً صور التهجير الأولى لعائلة العامر من مسقط رأسه كفر قاسم إلى القرية حيث يقيم، يحيط بها جوانب منزله ويسقيها أحاديث وقصصا تاريخية لأبنائه.
وكذلك لا يمل الحديث عن مضايقات ومغريات تعرّض لها للتنازل عن أرضه التي امتلكها في مسحة، لكنه قايضهم بكل ما يملك من صبر حتى أستطاع أن يفرض شروطه في تملك المنزل والأرض المحيطة به، إضافة إلى احتفاظه بمفتاح البوابة المؤدية إلى بيته.
يقول: "سمحوا لي بربع ساعة يوميا تفتح فيها البوابة لأخرج واقضي وعائلتي كل ما يلزمنا، لكني رفضت وبقيت مصرّا على الاحتفاظ بمفتاح البوابة لأخرج وأدخل وقت ما أريد، وسمحوا لي أيضا أن استقبل في بيتي من أريد دون أي تدخل".
ويروي كيف انتهك المستوطنون حق جيرته، حيث كانوا ينزلون على بيته ويعتدون على أسرته بالضرب والتنكيل، إذا ما اكتفوا برشق زجاج نوافذه بالحجارة .
يحيط بقرية مسحة 3 مستوطنات، وهي جزء من 61 مستوطنة تجثم على أراضي محافظة سلفيت.
ويؤكد نضال عامر رئيس مجلس قروي مسحة أن عدد المستوطنين في سلفيت يفوق عدد سكان المحافظة من الفلسطينيين، حيث يصل تعدادهم إلى أكثر من 60 الف مستوطن.
ويرى العامر أن بناء الجدار على أراضي قرية مسحة أدى إلى تدمير القطاع الصناعي التي كانت تشتهر به، ما تسبب في ضياع الكثير من فرص العمل للساكنين، فضلا عن تردي الوضع الاقتصادي.
عند البوابة الحديدية الثانية لمستوطنة "القناه"أكبر المستوطنات على أراضي مسحة؛ تبدأ حدود دولة هاني العامر، لكنه يفرض أن تنتهي عند السياج الفاصل بين سور بيته وشارع المستوطنة الرئيسي من الجهة الأخرى، ويرى أن حدود فلسطين كلها هي حدود لدولته.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024