الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

يحدث في البلدة القديمة في الخليل: تلوث ضوضائي مفتعل...ليقضى على ما تبقى من أمل

تقرير:هيثم الشريف-مضمون جديد
      لا تقتصر معاناة سكان البلدة القديمة في الخليل، على الإغلاقات المستمرة والحصار المفروض عليهم من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الذين يحتلون قلب البلدة القديمة، ولا على الضغوطات الإقتصادية والإجتماعية التي ترتبت على كل ذلك، بل تشمل أيضا    حرمان الآف المواطنين من النوم ليلا، بسبب الضجيج الغير محتمل الناجم عن إستخدام المستوطنين لعشرات السماعات الضخمة في إحتفالاتهم الليلية والدورية، والتي يتم معظمها في الساحة الملاصقة للحرم الإبراهيمي الشريف داخل البلدة القديمة في مدينة الخليل.
     التلوث الضوضائي المفتعل والممنهج، يأتي ليزيد في تنغيص عيشة الفلسطينيين، والإمعان في الضغط عليهم مع سبق الإصرار والترصد، بهدف تهويد البلدة القديمة بكاملها وإفراغها من أهلها المرابطين فيها.
     المواطن عبد الرؤوف المحتسب(53سنة)  يقع بيته ومحله التجاري الخاص ببيع الخزف مقابل الساحة الملاصقة للحرم الإبراهيمي، تحدث عن ما يتم ليلا " محلي ومنزلي لا يبعدان أكثر من عشرة أمتار عن الساحة الملاصقة للحرم،  ومن أكثر ما يزعجنا وينغص علينا عيشتنا صوت حوالي(25) سماعة ضخمة قوية التأثير منصوبة في ساحة (الإستراحة) الملاصقة للحرم الإبراهيمي، إذ تبدأ إحتفالات اليهود والمستوطنين فيها عادة بعد إنتصاف الليل، وتستمر لعدة ساعات بلا توقف. ولشده قوة تلك السماعات ولتبيان أثرها وضجيجها الذي لا يوصف، فيكفي أن نخبرك بأن الأغاني العبرية تُسمع حتى من الجبال المقابلة للحرم كجبل التكروري وجبل أبوسنينه، وأننا سواء كنا داخل المنزل أو داخل المحل، فإننا نشعر وكأن الأصوات صادرة من عندنا لشدة علوّ الصوت!".
   وحول تأثيرات تلك الضوضاء على الساكنين ليلا وخاصة الأطفال فقد قال المواطن المحتسب الذي يقطن بيته (23) فردا ما بين كبير وصغير " حين تكون هناك إحتفالات لدى اليهود(والتي تتم بشكل دوري ومتقارب وفي معظم الليالي)  يكون الوضع صعبا للغاية، إذ لا نعرف أن نمكث في البيت من صوت الضجيج الذي يحرمنا من النوم! حتى بات يؤثر علينا بشكل مباشر، إذ أصبحنا بفعل إستمرار الضجيج أكثر عصبية!. وأكثر ما يؤلمني حالة الأطفال المكبلين والمحاصرين في البيت، لأنهم محرومين من اللعب خارجا بأمر قوات الإحتلال، ومحرومين من النوم ليلا بفعل الضجيج المرتفع! وبالتالي فإن طاقتهم مكبوتة، وأصبحوا بفعل كل ذلك كما الحجار الصماء! وأصبحت وأسرتي لا نعيش حياة طبيعية، وأعصابنا دائما مشدودة ومتوترة، وقد لا يكون غريبا تعرض أيّ منا لجلطات تودي بحياتنا نتيجة كثرة الضغوطات التي تحيط بنا وقلة المناصرة!". 
   وختم المواطن عبد الرؤوف المحتسب حديثه عن واقعهم المرير بأن قال" تخيل إستمرار هذه الحالة دوريا! وتخيل كيف سيكون مستوى صوت الضجيج الناجم عن وجود كل تلك السماعات الضخمة، وأن تجد بالساحة في كل احتفال ليلي بمناسبة الأعياد أو الزواج أو غيرها وما أكثرها حمولة أكثر من (50-60) حافلة من اليهود! كيف سيكون ليلك؟ وحتى نهارا يبدأ أصحاب المحال التجارية الإسرائيلية في الساحة بالتشويش على العرب من خلال إطلاق العنان لصوت سماعاتهم المروجة لهم، وحتى السماعات الخاصة بأصحاب البسطات الإسرائيلية في ذات الساحة، حيث يضعون أغانٍ عبرية تستخدم عادة للتحريض وللعنصرية كأن يقولون(هذه بلادنا وليخرج العرب منها..)، أو أن ينادون على السائحين قائلين لهم أننا إرهابيون وأنه لا يجب أن يشتري منّا أحد)! ورغم تقديمنا أكثر من شكوى للشرطة الإسرائيلية المقيمة بالمنطقة فلا أحد يلتفت لنا. كذلك لا يفوتني أن أشير إلى أنه خاصة في يوم الجمعة أو في صلاة العصر، يتعمد اليهود أن يرفعوا من صوت الأغاني العبرية التحريضية للتشويش على الأذان وعلينا، وفي المقابل يُمنع رفع الأذان في الكثير من المرات لكي لا يؤثر على  اليهود أثناء صلاتهم!!".
   وهذا ما أكد عليه أحد سدنة الحرم الإبراهيمي الشريف أمجد الجعبري حيث قال"أذان المغرب يتم منع رفعه بتاتا وحتى إشعار آخر بأمر من قوات الإحتلال، فهو بحسبهم مزعج لصلاة اليهود! والتي تكون في ذلك الوقت من اليوم، أما أيام السبت فصوت سماعات الأذان الخاصة بالحرم الإبراهيمي فهي ممنوعة كليّا، وكذلك في كل أيام أعياد المستوطنين واليهود. وفي المقابل  وخاصة بوقت دخول موعد صلاة المغرب أو صلاة الصبح تُسمع بشكل كبير أصوات سماعات اليهود الضخمة الثابتة الملاصقة للحرم أثناء احتفالاتهم المتكررة بسبب وبدون سبب! الأمر الذي يشوش على المصلين من المسلمين، ولا يُمكّن المسلمين من القيام بشعائرهم الدينية، بسب شدة إزعاجها لكل من هم في المنطقة بلا إستثناء بكل الأوقات وعلى مدار الساعة، علما أن الإحتفالات الصاخبة لا تصدر فقط من البؤرة الإستيطانية الملاصقة للحرم الإبراهيمي الشريف، خلال الإحتفال بالأعياد اليهودية أو الزواج أو الطهور أو غيرها من المناسبات التي لا حصر لها والمفتعل بعضها الآخر لأسباب معروفة، وإنما تمتد لأبعد من ذلك، بحيث تشمل كافة مناطق البلدة القديمة بسبب وجود تجمعات يهودية في أماكن كثيرة إستولوا عليها، كمنطقة الدبويا وشارع الشهداء مرورا بالحسبة القديمة وصولا لما بعد الحرم، وبالتالي فإن الأصوات المزعجة للناس في كل المنطقة مستمرة من هنا أو هناك ليل نهار".
    بدوره قال مدير مركز الفنون التشكيلية في البلدة القديمة الفنان التشكيلي عيسى اعبيدو"رغم أن المركز يبعد أكثر من كيلو متر هوائي عن ساحة الحرم الإبراهيمي الشريف التي تقام فيها الإحتفالات اليهودية، والتي تتركز ليلا،وتستمر حتى الصباح، إلا أن صوت تلك الأغاني العبرية مزعج جدا، بسبب وجود تلك السماعات الضخمة جدا، بحيث لا أعرف أن أنام في المركز رغم محاولاتي أحيانا لوضع قطن في أذني، مع العلم أنني أضطر رغم ذلك وفي كثير من الأحيان للمبيت في المركز خشية سرقته، من أتباع الإحتلال  الذي يسعى عبر كل الوسائل المتاحة لإخراجنا من المنطقة".
   وأضاف عيسى اعبيدو والذي كان قد قضى في سجون الإحتلال قرابة 12 سنة بتهمة مقاومته للإحتلال تعرض بعدها لمكيدة إستهدفت عيناه من أحد مشبوهي الإحتلال، مما جعله يعاني من صعوبة شديدة  في الرؤيا تزداد يوما بعد آخر"لا يقتصر الأمر على الصوت المزعج واستمراره لساعات، إذ بعد تلك الأغاني العبرية التي تستمر للساعة الثانية أو الثالثة صباحا، تبدأ مرحلة أخرى وضجيج من نوع آخر، حيث يُسمع صوت اليهود وهم يغنون عبر مكبرات الصوت وهم سكارى!! ويتخلل ذلك التلفظ بعبارات نابية وسب على العرب باللغة العربية تارة والعبرية تارة أخرى ، لدرجة أنهم يسبون على الأنبياء كموسى وعيسى ومحمد(ص)، أضف إلى ذلك أنهم أحيانا يُقلدون أصوات الحيوانات والطيور كالحمير أو الكلاب أو الدجاج! أو تسمع  (زنه أو خرفشات أو صوت مفاجي) بلا سابق إنذار مرة واحدة، بهدف تطفيش الناس، من خلال توتير أعصاب آلاف المواطنين ليلا".
    من جانبه أكد مدير مكتب وزارة الأوقاف في محافظة الخليل زيد الجعبري على إمعان اليهود في التنغيص على المسلمين بشتى الوسائل، والتي من بينها الضوضاء الناجمة عن إحتفالات اليهود، جراء إستخدامهم لسماعات كبيرة خاصة في إستراحة البؤرة الإستيطانية الملاصقة للحرم الإبراهيمي الشريف(والتي يتجمع بها مئات اليهود)،بلا أوقات محددة وبشكل عشوائي، حيث يدبكون ويهللون، ليس هذا فقط بحسبه بل ويطلقون الكلاب التي تبنح إلى جانب صياحهم عبر مكبرات الصوت، لدرجة أنك تشعر بأن الإسفلت يهتز من تحت الأقدام والمنطقة بأسرها بسبب شده علو الصوت في المنطقة كما يقول، وفي المقابل فإنهم يمنعون الأذان في الحرم الإبراهيمي بمعدل55 مرة شهريا على مدار العام! بدعوى انه يؤثر ويضر بالجنس البشري!!".
      أما رئيس لجنة  إعمار الخليل  الدكتورعلي القواسمي وزير المواصلات الأسبق فقد عقب قائلا"ينتهج المستوطنون يوميا وليليا أسلوب إستفزاز الناس من خلال عدة وسائل من بينها قيامهم بإستخدام الموسيقى الصاخبة التي تبث من خلال  مكبرات صوت ضخمة، خلال حفلاتهم وأفراحهم، كما يكون هناك صياح مستمر عبر تلك السماعات طوال الليل، والهدف من كل ذلك هو النيل من صبر المسلمين، ومحاولة تطفيشهم، لكننا نقول لهم أنه سيأتي اليوم الذي يخرج المستوطنون فيه من أرضنا، و أننا باقون في بلدنا ووطننا، وهذا ما تسعى له لجنة إعمار الخليل من خلال مد يد العون والمساعدة لأهل البلدة القديمة من خلال ترميم بيوتهم".
      من جهته عرّف الخبير في مجال التوعية البيئية والتنوع الحيوي، والمديرالتنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الاطرش التلوث الضوضائي على أنه صورة من صور التلوث الهوائي من منطلق أن  :الضوضاء عبارة عن موجات صوتية تنقل عبر الهواء، وبالتالي فإنها تعد أحد مصادر تلوث البيئة لأنها تفسد طبيعة الهواء وتحوله من هواء هادئ مفيد،  إلى هواء مزعج ضار، لما لها من أخطار مرضيه نفسية وجسمانية تصيب الإنسان .

    كما بين  الخبير في مجال التوعية البيئية  أن الموجات الصوتية تتفاوت في حدتها وشدتها" حيث تتباين بين الصوت الخافت الذي يكاد لا يسمع، والصوت المرتفع جداً الذي قد يصل إلى درجة  الإزعاج المؤلم أو القاتل ، وتقاس الضوضاء بوحدة قياسية خاصة تسمى (Decidel)  والتي تتدرج بين (واحد دسيبل إلى أكثر من 200 ديسيبل( وهكذا . فالصوت الخافت الذي يكاد لا يسمع بالإذن البشرية تبلغ حدته واحد ديسيبل. و تكون  شدة الصوت (الضوضاء) مقبولة وآمنه إذا كانت أقل من 75 ديسيبل (الضوضاء كظاهرة) أما إذا زادت شدة الصوت عن 75 ديسيبل تصبح  الضوضاء خطــرة ومسببة لكثير من الأمراض ، وبالتالي فإن الموسيقى الصاخبة والضوضاء الناجمة عن السماعات الضخمة  تتراوح شدتها بين 115 و125دسيبل ، الأمر الذي يبين مدى خطورتها، لأنها في هذه الحالة تؤدي إلى  تلفاً واضحاً في قدرة  الإنسان على السمع من خلال تأثير الموجات الصوتية على خلايا قوقعة الإذن  الداخليه التي تصاب بالضعف مما يقلل من القدرة على السمع، وإذا ما زادت  حدة الصوت فقد تتعرض هذه الخلايا للتهتك ويحدث صمم كامل للإنسان".
   وختم عماد الاطرش الخبير في مجال التوعية البيئية والتنوع الحيوي، والمديرالتنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين حديثه بأن قال" ومما يؤكد هذا الخطر على الإنسان ما قام به العالم الأمريكي ديفيد لبسكومب من تجارب على الخنازير للتعرف على تأثير موسيقى الروك أند رول  التي يعشقها الشباب . حيث تبين أن تعرض الخنازير لحوالي 90 ساعة متقطعة من هذه الموسيقى الصاخبة، قد أصاب خلايا قوقعة الأذن الداخلية بكثير من التهتك والضعف الشديد، وقد لا يقتصر تأثير الضوضاء عند حد التأثير على السمع ، وإنما قد يصل لحد تصلب الشرايين مما يسبب أزمات قلبية ، ورفع ضغط الدم، ناهيك عن الأرق وزيادة إفراز العرق واضطراب عملية التنفس واضطراب الجهاز العصبي حيث تكثر الأمراض العصبية والنفسية" .
      تأثيرات الضوضاء على الناحية النفسية خاصة على الأطفال والمراهقين تحدث لنا عنه  أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور إياد العزة " تعرض الإنسان لدرجة عالية وحادة من الضوضاء والإزعاج المستمر، وفي أوقات غير مناسبة كأن  يتركز بالأخص في الليل، أي بتلك الفترة التي يفترض أن تكون فترة راحة وطمأنينة وسكينة، في هذه الحالة يكون تأثير الضوضاء مباشر على الإنسان وبالأخص من الناحية النفسية، وبالتالي يصبح من البديهي ظهور بعض علامات التأثر النفسي كإضطرابات النوم والإرهاق المزمن دون ظهور أسباب عضوية فسيولوجية بالضرورة، إلى جانب أن يصبح الشخص عصبي بشكل كبير أو عدواني، ويستثار لأبسط الأسباب، كما قد يعاني من إضطرابات في الأكل، وعدم إستقرار في الحالة المزاجية، إلى جانب أن البعض منهم  قد تصيبه حالة من التوتر والقلق والشد العصبي المستمر، الأمر الذي يستدعي الإستشارة النفسية والتدخل الطبي لدى بعض الحالات، لأن تأثير الضوضاء على الأشخاص يختلف من شخص لآخر بحسب العوامل الجينية والبيئية وعوامل التربية، والنفسية الخاصة لكل شخص، كما أن قدرة التأقلم لدى الأشخاص أيضا تختلف من شخص لآخر".
   وأضاف أخصائي الطب النفسي قائلا" كذلك إذا رافقت حالة الضوضاء وجود هشاشة على المستوى النفسي العاطفي، بمعنى إذا  ما كان الشخص مهيأ منذ بداية ولادته  للتأثر بالأمور النفسية نتيجة ظروف بيئية ضاغطة أو ظروف بيولوجية عند الشخص، وكانت الضوضاء حادة، كحال أهلنا في البلدة القديمة من الخليل، فيكون أثر هذه الضوضاء أعمق وأشد أثرا، بحيث تؤثر بشكل مباشرعلى دينماكية الأسرة الواحدة والحياة النفسية داخلها، و تنعكس على الأب كراعي للأسرة وعلى الأم والأطفال، وعلى طريقة تبادلهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض، كردة فعل نفسية وبالذات لدى الأطفال، حيث أن الدراسات النفسية المختلفة والتطور النفسي للطفل، بينت أن الطفل بحاجة لمستوى معين من التبادل المعرفي والعاطفي من خلال الإكتساب المعرفي الذي يتلقاه من القائمين على رعايته والبيئة المحيطة به، لذا فإن الضوضاء الحادة تؤثر على مستوى قدراته المعرفية وتؤثر على تطوره النفسي والإنفعالي ، لأنه لا يكون تطور الطفل سليم إلا في حالة وجود تناغم في الأساليب التي تراعي  نمو الطفل من الناحية الجسدية ومن الناحية العقلية العاطفية".
   وأتبع الدكتور إياد العزة أخصائي الطب النفسي".. وفي حالة البلدة القديمة في الخليل، والحصار الذي يعانيه أهلها إلى جانب الضوضاء، فإنها تؤثر عليهم بشكل سلبي وحاد جدا، إذ يظهر تعبيرهم عن معاناتهم النفسية بشكل جلي من خلال مستوى تحصيلهم الدراسي ومعاملتهم لرفاقهم في المدرسة، بحيث يصبح الطفل عدواني أو عصبي بشكل زائد. علما أن لدينا مركز متخصص على مستوى وزارة الصحة وهو (مركز حلحول للصحة النفسية للأطفال والمراهقين)،الذي افتتح قبل سنتين، ونحن نستقبل فيه الكثير من الأطفال والمرهقين حتى سن18 سنة، نسبة كبيرة منهم يقدمون من البلدة القديمة ، وهؤلاء يعبروا عن إضطرابات سلوكية كالعصبية الزائدة وعدم تحملهم للدراسة أو لزملاء المدرسة أو لأخوتهم في المنزل، إلى جانب عدم نومهم بشكل مستقر، وتبول بعضهم بشكل لا إرادي، نتيجة نومهم المضطرب ليلا وللظروف المعيشية والبيئية المحيطة والتي لا يوجد بها أمان أو إستقرار، والتي من أسبابها الضوضاء التي لا تعطي الطفل بالذات شعورا بالأمان".
haitham9000@gmail.com

 

 

 

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025