الأسير حلاحلة في إضراب طويل وطفلته لمار تنتظر
أمل حرب
احتضنت الطفلة لمار ثائر حلاحلة، من بلدة خاراس غرب الخليل، ذات الأربع سنوات، صورة أبيها الأسير المضرب عن الطعام منذ 43 يوما، احتجاجا على اعتقاله الإداري المتجدد لثماني مرات على التوالي، تنظر إلى كاميرات الصحفيين وتتلمس بيديها صورة وجه أبيها الذي لم يحضنها ولم يرها إلا مرة واحدة حين كان عمرها خمسة أشهر، ولا تكف عن انتظار ضمه لها.
تقول شيرين حلاحلة (28 عاما) زوجة الأسير ثائر، "حرمنا الاحتلال من عيش أجمل أيام حياتنا، حيث اعتقل بعد خطبتي وحكم لمدة عام إداريا مرتين، وبعد زواجنا بأربعة عشر يوما تم اعتقاله إداريا لمدة سنة، وبعد خروجه بأقل من سنة وقبل أن أنجب طفلتنا لمار تم اعتقاله إداريا، وتجدد هذا الاعتقال ثماني مرات على التوالي".
وأشارت حلاحلة، إلى سياسة الاحتلال في منع الزيارات عن الأسرى المضربين عن الطعام، من أجل الضغط على الأسرى لفك إضرابهم، ومنع أهالي الأسرى من مساندتهم ورفع معنوياتهم.
وقالت إن زوجها لم يشاهد طفلته إلا مرة واحدة وعمرها خمسة أشهر، وأضافت "حاولنا زيارته في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها، وحصلنا على تصريح أنا وطفلتنا، وعندما وصلنا سجن الرملة منعونا من زيارته رغم كل محاولاتنا ومجادلاتنا إلا أننا منعنا من الزيارة لمدة شهرين".
وأضافت: لا نعرف شيئا عن وضعه وحالته الصحية بعد 43 يوما من الإضراب عن الطعام، ولكن محامي نادي الأسير طمأننا عليه وقال إن معنوياته عالية وهو مصمم ومتمسك بمطالبه العادلة وهي الخروج إلى بيته في بلدة خاراس، وعند أهله وليس إلى أي مكان آخر.
وحملت حلاحلة الاحتلال المسؤولية عن حياة زوجها المضرب عن الطعام، مبينة أن حياة السجن ليست بحياة.. واعتقال زوجها الإداري ظلم شديد، ومن حقه أن يعيش بين أسرته وفي وطنه.
وتابعت: لم أفكر يوما بأنني سوف أفقده، وعندي أمل كبير بأنه سوف يخرج من السجن، وأنا دائمة الدعاء له بأن بفك الله أسره هو وجميع الأسرى.
وأكدت أهمية تفاعل المجتمع الفلسطيني مع قضية الأسرى ومساندتهم والتضامن معهم، ووجهة رسالة إلى زوجها الأسير، وقالت "رغم أنني خائفة على حياتك إلا أنني أقف إلى جانبك وأدعم مطالبك وحقوقك، وأنا كلي ثقة بأنك قادر على الصمود والثبات.. ونحن لا نقبل بأي حل سوى العودة إلى بيتك".
من جانبه، طالب والد الأسير ثائر عزيز حلاحلة، بعدم فك الإضراب إلا بالعودة إلى بيته ، ومهما كانت النتيجة وتحت كل الظروف ... حتى لو أدى ذلك إلى استشهاده، وقال، "لن نقبل بأقل من عودته إلى بيته الذي اعتقل منه، لن نساوم ولن نقبل أي عروض أو حلول وسط".
ووجه رسالة إلى الرئيس محمود عباس، للضغط على كافة الوزارات والمؤسسات الإعلامية لرفع قضية الأسرى عاليا، كما فعلت دولة الاحتلال بقضية شاليط، حتى يتم تحرير الأسرى.
وطالب أهالي محافظة الخليل بمساندة الأسرى المضربين عن الطعام ودعم قضيتهم، من خلال التواجد في خيمة الاعتصام، والمشاركة في المسيرات والفعاليات الشعبية.
وناشد مدير نادي الأسير الفلسطيني في الخليل أمجد النجار، المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية التحرك من أجل إنقاذ حياة الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب، اللذين يخوضان معركة الأمعاء الخاوية منذ 43 يوما؛ رفضا لسياسة الاعتقال الإداري.
وأشار النجار إلى أن الأسير حلاحلة يتعرض إلى إجراءات قمعية، وإهمال طبي، وضغط نفسي من قبل إدارة السجون لكسر إضرابه، مشيرا إلى أن حلاحلة أكد لمحامي نادي الأسير أنه مستمر في معركته حتى إلغاء الاعتقال الإداري بحقه، والإفراج الفوري عنه.