فلسطين: عالم محلق حر
طيور مهاجرة على الحدود الاردنية الفلسطينية - عدسة:ايمن النوباني
جميل ضبابات
بعيدا عن ضجيج السياسة والاقتصاد والبنايات متعددة الطوابق في الضفة الغربية، هناك عالم جميل في الأرض الفلسطينية، إنه عالم هجرة الطيور الدولية الحر.
في هذا العالم كل شيء يعبر هذه المنطقة الحدودية المغلقة منذ العام 1967 بحرية مطلقة. فلا السياج الإلكتروني الشائك على الحدود المحاذية لنهر الأردن، ولا الجدار الفاصل ولا المناطق الملغومة ولا حتى أجهزة الرادار المتطورة يمكن أن توقف زوجي لقلق أبيض من الوصول إلى أوروبا قادمة من دولة جنوب إفريقيا في رحلة ربيعية طويلة.
"إنه العالم الجميل الحر. إنها الحرية، الوجه الآخر لفلسطين" قال عالم الطيور الدولي عماد الأطرش فيما كان يرصد عبر منظار متطور زوجي يمام يحلقان فوق نبع ماء على بعد مئات الأمتار من المنطقة العازلة على الحدود الأردنية الفلسطينية.
والآن منطقة غور الأردن مزدحمة بمئات الأصناف من الطيور التي تحوم في طريقها إلى قارة أوروبا وهي ما يعرف بالهجرة الربيعية. وتعود الطيور التي هاجرت في الخريف من أوروبا إلى إفريقيا إلى موطنها الأصلي للتفريخ والاستقرار خلال الصيف.
ويعبر الأرض الفلسطينية في موسمي الهجرة الخريفية من أوروبا إلى إفريقيا وعكسيا في الربيع نحو مليار طير، وهنا في هذه المنطقة التي تكثر في ينابيع المياه ونزازات المياه يمكن ملاحظة بعض الأنواع منها يطير على ارتفاعات منخفضة.
"إنه عنق الزجاجة الضخم. هذه حفرة الانهدام العظيم التي تمر منها الطيور بحرية كاملة" قال الأطرش الذي أشار إلى أنه سجل هذه اللحظة طائر الدوري الإسباني لأول مرة في منطقة شمال الأغوار بعد تسجيله لمرتين الأولى في غزة والثانية في أريحا. كان الطائر بين نبات القصيب يتنقل بسرعة كبيرة.
وفي فلسطين صنف حتى الآن نحو 450 نوع من الطيور. وقال الأطرش إن "400 صنف من هذه الطيور تهاجر والبقية مقيمة ومفرخة في فلسطين، مثل اليمامة الضاحكة، الطائر الذي يقف على جذع شجرة سدر هناك".
وأضاف، "تحوم طيور جارحة في السماء. ويمكن رؤية طيور تتحرك عبر الحدود (الأردنية الفلسطينية وحدود الرابع من حزيران). كل الطيور تتحرك هنا بحرية، إلا السكان فهم ممنوعون من التنقل عبر الحدود منذ اجتاحت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967".
" الطيور لا ترسم حدود. الطيور لا تعرف جغرافيا. السماء مفتوحة أمامها من إفريقيا حتى أوروبا".
وتشير جمعية الحياة البرية إلى أن الطيور التي تصل إلى البلاد ما بين شهري أيلول وكانون الأول قادمة من أوروبا، وتغادرها ما بين شهري شباط وآذار ويستمر بعضها في الهجرة حتى أيار. وتضع هذه الطيور بيضها وتربي صغارها في أوروبا وتأتي إلى فلسطين زائرة شتاء لتعود إلى مواطنها الأصلية بعد انتهاء الفصل.
ويصل عدد أنواع الطيور الزائرة حوالي المائة وأهمها الزرزور والنورس أسود الرأس، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض أنواع هذه الطيور تحولت إلى طيور مقيمة.
وفي أفق مفتوح بين سلسلتي الجبال الشرقية الأردنية والغربية الفلسطينية تظهر السماء الصافية في ساعات الصباح الباكر الصافية مشبعة بأنواع مختلفة من الطيور.
يرصد الباحثون هناك طائر الحدأة السوداء. وقال الأطرش إنه من أعلى هذه التلة يمكن رصد عشرات أصناف الطيور أثناء هجرتها إلى أوروبا.
وظهرت الحدأة السوداء تحوم ببطء شديد فوق التلة التي تشرف على المنطقة الحدودية مستفيدة من التيارات الهوائية الدافئة التي تساعدها على الطيران.
وعلى ارتفاع 200 متر أمكن مشاهدة عدة أزواج من هذه الطيور بوضوح عبر جهاز تقريب متطور خاص. "هذه الطيور تستوطن كل أوروبا (...) بعضها يستقر في المنطقة لنحو 6 أشهر".
وتعتبر منطقة غور الأردن الممر المنخفض جدا والدافئ شتاء مكانا ملائما لعبور الطيور نحو الشمال. فلا عمارات عالية تقطع الأفق أمامها. والهدوء الدائم يساعد.
وهناك كما يقول باحثو جمعية الحياة البرية ما يسمى بالطيور الصيفية التي يبدأ وصولها إلى البلاد ما بين شهري شباط وحتى أيلول، ويأتي معظمها من إفريقيا أما القليل فمن الهند، وتصل هذه الطيور المنطقة يافعة وتمكث حتى تصل سن البلوغ، ثم تعود إلى مواطنها الأصلية لتبيض وتتكاثر، ويصل عدد أنواعها حوالي الاثنين وسبعين نوعا منها الذعرة الصفراء، الشقراق الأوروبي، والرخمة المصرية.
وتعتبر الطيور الجارحة من أكبر وأهم عائلات الطيور الموجودة في فلسطين. وشوهد طائر صقر العسل الأوروبي يحوم على بعد عدة كيلومترات من منطقة الحدود.
" إنه طائر جميل. ليس كاليمامة. لكنه جميل". قال الأطرش. اليمامة الضاحكة موجودة هنا بأعداد. وظهرت عدة أزواج منها في المنطقة تطير بهدوء بين نبات البوص.
على تلة أخرى قريبة وتحيط بها عدة ينابيع مياه صغيرة يمكن مشاهدة جبل الشيخ منها في النهارات الصافية يمكن لأي كاميرا تلفزيونية تسجيل تناغم الطبيعة: الصوت والصورة واللون. إنه مزيج يأخذ الألباب يطغى عليه طائر الوروار المسالم.
لكن عالم الطيور ليس دائما جميلا ومسالما" هذه حرب رسمية. ثلاثة طيور تتقاتل على ارتفاع منخفض فوق رؤوس الباحثين". الغراب يهزم عقاب الحيات والعوسق (..) إنه الصراع على امتلاك المنطقة في السماء" قال الأطرش.
في الحقيقة الصراع يشبه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على الأرض في هذه المنطقة الحدودية.
بعيدا عن ضجيج السياسة والاقتصاد والبنايات متعددة الطوابق في الضفة الغربية، هناك عالم جميل في الأرض الفلسطينية، إنه عالم هجرة الطيور الدولية الحر.
في هذا العالم كل شيء يعبر هذه المنطقة الحدودية المغلقة منذ العام 1967 بحرية مطلقة. فلا السياج الإلكتروني الشائك على الحدود المحاذية لنهر الأردن، ولا الجدار الفاصل ولا المناطق الملغومة ولا حتى أجهزة الرادار المتطورة يمكن أن توقف زوجي لقلق أبيض من الوصول إلى أوروبا قادمة من دولة جنوب إفريقيا في رحلة ربيعية طويلة.
"إنه العالم الجميل الحر. إنها الحرية، الوجه الآخر لفلسطين" قال عالم الطيور الدولي عماد الأطرش فيما كان يرصد عبر منظار متطور زوجي يمام يحلقان فوق نبع ماء على بعد مئات الأمتار من المنطقة العازلة على الحدود الأردنية الفلسطينية.
والآن منطقة غور الأردن مزدحمة بمئات الأصناف من الطيور التي تحوم في طريقها إلى قارة أوروبا وهي ما يعرف بالهجرة الربيعية. وتعود الطيور التي هاجرت في الخريف من أوروبا إلى إفريقيا إلى موطنها الأصلي للتفريخ والاستقرار خلال الصيف.
ويعبر الأرض الفلسطينية في موسمي الهجرة الخريفية من أوروبا إلى إفريقيا وعكسيا في الربيع نحو مليار طير، وهنا في هذه المنطقة التي تكثر في ينابيع المياه ونزازات المياه يمكن ملاحظة بعض الأنواع منها يطير على ارتفاعات منخفضة.
"إنه عنق الزجاجة الضخم. هذه حفرة الانهدام العظيم التي تمر منها الطيور بحرية كاملة" قال الأطرش الذي أشار إلى أنه سجل هذه اللحظة طائر الدوري الإسباني لأول مرة في منطقة شمال الأغوار بعد تسجيله لمرتين الأولى في غزة والثانية في أريحا. كان الطائر بين نبات القصيب يتنقل بسرعة كبيرة.
وفي فلسطين صنف حتى الآن نحو 450 نوع من الطيور. وقال الأطرش إن "400 صنف من هذه الطيور تهاجر والبقية مقيمة ومفرخة في فلسطين، مثل اليمامة الضاحكة، الطائر الذي يقف على جذع شجرة سدر هناك".
وأضاف، "تحوم طيور جارحة في السماء. ويمكن رؤية طيور تتحرك عبر الحدود (الأردنية الفلسطينية وحدود الرابع من حزيران). كل الطيور تتحرك هنا بحرية، إلا السكان فهم ممنوعون من التنقل عبر الحدود منذ اجتاحت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967".
" الطيور لا ترسم حدود. الطيور لا تعرف جغرافيا. السماء مفتوحة أمامها من إفريقيا حتى أوروبا".
وتشير جمعية الحياة البرية إلى أن الطيور التي تصل إلى البلاد ما بين شهري أيلول وكانون الأول قادمة من أوروبا، وتغادرها ما بين شهري شباط وآذار ويستمر بعضها في الهجرة حتى أيار. وتضع هذه الطيور بيضها وتربي صغارها في أوروبا وتأتي إلى فلسطين زائرة شتاء لتعود إلى مواطنها الأصلية بعد انتهاء الفصل.
ويصل عدد أنواع الطيور الزائرة حوالي المائة وأهمها الزرزور والنورس أسود الرأس، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض أنواع هذه الطيور تحولت إلى طيور مقيمة.
وفي أفق مفتوح بين سلسلتي الجبال الشرقية الأردنية والغربية الفلسطينية تظهر السماء الصافية في ساعات الصباح الباكر الصافية مشبعة بأنواع مختلفة من الطيور.
يرصد الباحثون هناك طائر الحدأة السوداء. وقال الأطرش إنه من أعلى هذه التلة يمكن رصد عشرات أصناف الطيور أثناء هجرتها إلى أوروبا.
وظهرت الحدأة السوداء تحوم ببطء شديد فوق التلة التي تشرف على المنطقة الحدودية مستفيدة من التيارات الهوائية الدافئة التي تساعدها على الطيران.
وعلى ارتفاع 200 متر أمكن مشاهدة عدة أزواج من هذه الطيور بوضوح عبر جهاز تقريب متطور خاص. "هذه الطيور تستوطن كل أوروبا (...) بعضها يستقر في المنطقة لنحو 6 أشهر".
وتعتبر منطقة غور الأردن الممر المنخفض جدا والدافئ شتاء مكانا ملائما لعبور الطيور نحو الشمال. فلا عمارات عالية تقطع الأفق أمامها. والهدوء الدائم يساعد.
وهناك كما يقول باحثو جمعية الحياة البرية ما يسمى بالطيور الصيفية التي يبدأ وصولها إلى البلاد ما بين شهري شباط وحتى أيلول، ويأتي معظمها من إفريقيا أما القليل فمن الهند، وتصل هذه الطيور المنطقة يافعة وتمكث حتى تصل سن البلوغ، ثم تعود إلى مواطنها الأصلية لتبيض وتتكاثر، ويصل عدد أنواعها حوالي الاثنين وسبعين نوعا منها الذعرة الصفراء، الشقراق الأوروبي، والرخمة المصرية.
وتعتبر الطيور الجارحة من أكبر وأهم عائلات الطيور الموجودة في فلسطين. وشوهد طائر صقر العسل الأوروبي يحوم على بعد عدة كيلومترات من منطقة الحدود.
" إنه طائر جميل. ليس كاليمامة. لكنه جميل". قال الأطرش. اليمامة الضاحكة موجودة هنا بأعداد. وظهرت عدة أزواج منها في المنطقة تطير بهدوء بين نبات البوص.
على تلة أخرى قريبة وتحيط بها عدة ينابيع مياه صغيرة يمكن مشاهدة جبل الشيخ منها في النهارات الصافية يمكن لأي كاميرا تلفزيونية تسجيل تناغم الطبيعة: الصوت والصورة واللون. إنه مزيج يأخذ الألباب يطغى عليه طائر الوروار المسالم.
لكن عالم الطيور ليس دائما جميلا ومسالما" هذه حرب رسمية. ثلاثة طيور تتقاتل على ارتفاع منخفض فوق رؤوس الباحثين". الغراب يهزم عقاب الحيات والعوسق (..) إنه الصراع على امتلاك المنطقة في السماء" قال الأطرش.
في الحقيقة الصراع يشبه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على الأرض في هذه المنطقة الحدودية.