شقيقة زوجة بليير- ناشطة بريطانية اعتنقت الاسلام تدعو الفلسطينيين الى وحدة الصف والمستفيد من الانقسام هي اسرائيل
لورين بوث (مواليد 22 يوليو 1967، لندن) صحافية بريطانية، اشتهرت في العالم كناشطة في مجال حقوق الإنسان ومعارضة لغزو العراق عام 2003 وحصار غزة، وهي من أشد المنتقدين لسياسة زوج شقيقتها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
حصلت في عام 2008 على الجنسية الفلسطينية من رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك إسماعيل هنية، وقامت بعدة زيارات إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وقد تحدثت بوث عن موقفها من قضية فلسطين ومعاناة شعبها وعن قصة اسلامها وكذلك عن رأيها في مستقبل الشعب الفلسطيني.
وأجابت عن اسئلة مندوبنا فقالت:
- بصراحه قبل مقدمي الى فلسطين لم أكن أكترث بالفلسطينين وقضيتهم مطلقا- فشاشات التلفاز التي كنا نتابعها في بريطانيا تظهر الفلسطينين وكأنهم جنس من الارهابييين وبان اسرائيل تقف على خطوط الجبهة الاولى للدفاع عن اوربا- هذا ما نتعلمه من التلفاز ومن الاخبار في بريطانيا.
وحول اول زيارة لها الى الضفة ولقاء القادة الفلسطينيين قالت بوث :- اتذكر باننني قدمت في العام 2005 الى الضفة الغربية للقاء الرئيس محمود عباس وعمل مقابلة معه- حينها شاهدت حراسه الشخصيين وهم يحملون الاسلحه الضخمة والرشاشات فقلت في نفسي بانني ميته لا محالة - هؤلاء سيقتلونني - ولكن في غضون فترة اثنين وسبعين ساعة- تلك التي امضيتها في الضفة الغربية في كنف الضيافة اللامحدودة والكرم وطيبة الناس – ادركت انني كنت اعيش كذبه كبيرة – وهذا الادراك غيّر نظرتي الى العالم كليا في غضون ساعات- حينها توجب عليّ اعادة تقويم موقفي ووجهة نظري بعد ادراكي حقيقة الشعب الفلسطيني وبعد استقبالي بالترحيب والكرم وحسن الضيافة- الان تمكنت من رؤية الحقيقة وحينما يتمكن الشخص من الوقوف على الحقيقة لا يمكنه تجاهلها.
كما أدانت بوث العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة وآثار ذلك في الرأي العام الاوروبي فقالت: - أن عملية الرصاص المصبوب عام 2006 كانت غلطة اسرائيل القاتلة لانها ايقضت اوربا وامريكا بالكامل- حينما اتناقش مع الكثيرين من الناس عن دولة اسرائيل - قبل عام 2005 لم يكن بالامكان الحديث عن امور كثيرة مثل اسرائيل دولة مجرمة واسرائيل تنتهك حقوق الانسان وتخرق اتفاقيات جنيف وغيرها من الامور- قبل تلك الحرب كانوا يتهمنوننا بالانحياز ولكن بعد تلك الحرب بدأ الكثير من الناس يقولون نعم – نحن على معرفة بالاجرام الاسرائيلي - ويعلنون رفضهم للافعال الوحشية التي ترتكبها - الان لننظر الى حجم المظاهرات التي تنطلق في باريس وامريكا وغيرها والتي تطالب بانهاء حصار غزة- انظر الى حركات " أحتلوا" في امريكا – الناس يخرجون للاحتجاج على سياسات المصارف وعلى الفساد وكذلك يحتجون ايضا على ذهاب الاموال الى الصهيونية. هذا يحصل في امريكا. هناك اشارات عديده تدل على ان اسرائيل هي احدى الدول غير المرحب بها وبخاصة في امريكا- أقصد في الشارع الامريكي- خطأ اسرائيل يكشف عن وحشيتها وهمجيتها والناس لا يحبون ذلك.
وفيما يتعلق بمستقبل الوضع في الشرق الاوسط قالت بوث :- هناك مساران بهذا الخصوص- اولا نحن نشهد يقظه دولية تعكس رغبة الناس برؤية نظام عالمي جديد- انظر من يملك المصارف ومن هم اغنياء العالم ومن يدير الحروب في افغانستان والعراق – ومن المستفيد؟ بدأ الناس يدركون ان الاموال الاسرائيلية هي التي تقف وراء كل تلك الافعال والحروب المدمرة - هذه اليقظة أصحابها هم من الشباب الواعي في الجامعات العريقة الذين توصلوا الى حقيقة مفادها ان هناك خطأ ما في نظامنا وهذ الخطا هو اسرائيل.
لكنها أكدت ان اعتناقها الاسلام قد ساعدها في كسب الطمأنينة الروحية مهما كانت عواقب ذلك بالنسبة للمواقف السياسية فقالت: - بالتاكيد ستخسر الكثير حينما تتخذ من الاسلام دينا- ولكن السؤال الذي طرحته يخلو من الجوانب الروحانية وينكر وجود الله - انه علماني صرف- انا لم اختر الاسلام بقرار مني- انما أهتديت لذلك - هذه الهداية قادتني الى تذكر الله سبحانه وتعالى وحينما تذكرت الله سبحانه وتعالى بدأت اعبده وهكذا اصبحت مسلمة دون التفكير بالامر- حينما يطمئن قلبك للايمان فلن تضيع الطريق - واذا ما اردت المقارنة بين حب الله وحب المال والدنيا فكفة حب الله هي التي ستربح.
واوضحت اسباب اعتناقها الاسلام بقولها:- هل تعرف ان احد الاسباب التي دفعتني لاعتناق الاسلام هي ان هناك بعض الفلسطينين كانوا يقولون انني سأصبح عديمة الفائدة لهم كناشطة لو اعتنقت الاسلام! تخيل ذلك- لن اعود بالنفع عليهم حينما اتحول الى مسلمة! انا فهم مشاعرهم وافهم انهم لا يريدوني ان اصنف كارهابية جديده تضاف اليهم. ولكنني اعتقد اننا يجب ان ننظر الى الجانب الآخر من الاسلام الذي يمنحنا القوة والعزم والتصميم ولا ننظر فقط الى الجانب الذي نشعر فيه بالضعف وقلة الاحترام .
وحول الوضع في الاراضي الفلسطينية قالت بوث:- الوضع هزيل الى درجه كبيرة - ولم يعد لحياة الناس وتجاربهم فيها اي معنى - تخيل انك اذا تمكنت من الحصول على الوقود بعد انتظار لاكثر من ثمان ساعات تكتشف ان كمية الماء اكثر من كمية الوقود!! لن تتمكن من قيادة السيارة سوى ليوم واحد سيتوجب عليك بعدها الوقوف في الطابور ليوم كامل- لا شيء يحمل معنى على الاطلاق والمجتمع مشلول كليا- انتشار الفقر وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها – كل هذه الامور تسلب الحياة معناها. غزة حاليا لا معنى لها- هي مشلولة كليا و الحياة لا تسير وهذا يجب ان يتوقف.
وبرأيها ان من الممكن تغيير النظرة الى الامور في قطاع غزة عن طريق التوعية وقالت: - انت تسال هل بامكان شخص واحد القيام بتغيير- انا لدي مثل احبه كثيرا يقول " اذا كنت لا تستطيع تغيير كل شيء فهذا لا يعني انك لا يجب ان تغيّر شيئا ما". بالنسبة لي آتي الى هنا لاشاهد الامور عن كثب وأحصل على المعلومات ومن ثم اقوم بتوزيعها على الطلاب والقاء الكلمات بخصوصها في الخارج- نعم انها يد واحده ولكنها مهمة جدا -- مشروعي يركز على ان يفهم كل طالب وكل طفل الجريمة الكبرى التي وقعت لدى إقامة دولة اسرائيل - وهذا سيخلق مكانا لدولة اسرائيل حينما يدرك الناس انكم على حق وان غضبكم سببه مطالبتكم بحق الوجود وبقيام دولتكم .
ودعت بوث الى رفع مستوى التعليم في غزة وقالت:- من المؤسف ان الناس الذين يمثلون الشعب في غزة لا يتحدثون الانكليزية بشكل جيد وبالطبع الصهاينة يفضلون هذا الامر- هم يفضلون بان يرتقي اؤلئك الذين لا يتحدثون اللغة الانكليزية على اولئك الذين يتحدثونها – وهذا الامر يروق لهم - المتحدث باسم الصهاينة يتحدث باللغة الانكليزية وبلهجة بريطانية وهذا يجعلنا نفهم رسالتهم بشكل سريع وواضح – في حين تصلنا رسالتكم وكانها لا تحمل معنى وانها تعكس غياب النظام التعليمي لديكم . دعني اقول لك ان شعبكم اكثر ذكاء وثقافة ولكن يتوجب عليكم اضافة اللغة الانكليزية الى مناهجكم.
وبرأيها ان الانقسام في الصف الفلسطيني لا يخدم قضية الشعب الفلسطيني:- في ثمانينيات القرن الماضي كان احد اسباب سقوط التمييز العنصري هو تعاضد الناشطين الدوليين من مختلف ارجاء العالم وتآزرهم في الوقوف ضد التمييز- الاف الاشخاص من مختلف ارجاء العالم من الذين يكرهون اضطهاد السود في جنوب افريقيا عرفوا مع من يتحدثون – توجهوا الى جهة واحده هي الكونغرس الوطني الافريقي - ولكن لغاية الان - لا يجد الناشطون الذين يدعمون فلسطين اي جهة يتوجهون اليها ويدعمونها - بعض الناس يريدون التوجه الى حماس في غزة ولكن حماس لا تمثل الجميع في غزة - لا يمتلك اي حزب سلطة مطلقة مئة بالمئة في اي مكان - في الوقت الذي يفضل اخرون التوجه الى فتح – كنا نعاني من الانقسام فيما بيننا مثلما تعانون انتم من الانقسام داخل فلسطين - والجهة الوحيدة المستفيدة من الانقسام هم الصهاينة الذين يعتبرون هبة من السماء - نعم كذلك- واذا لم تتحقق الوحدة بين الجميع في فلسطين فانكم لن تحصلوا على حركة دولة داعمة لكم - ولا حتى حركة داخلية – ولذلك وباسم شعب فلسطين – الرجاء ان تضعوا التوحد على رأس اولوياتكم – ليس فقط حنان الجلبي او السجناء السياسيين – ولكن الوحده بينكم هي التي يجب ان تكون الاولوية - قدموا كل التنازلات الواجبة لبعضكم البعض لان هذا سيخيف اسرائيل ويجعلكم تفوزون- لان هذا بدوره سيشجع الناشطين على التوحد خلفكم والوقوف ضد اسرائيل وسيعلنون انهم انما يفعلون ذلك لاجل هذا الكيان الفلسطيني الواحد الذي يثقون به. حينها فقط سنبدأ نحن بتلمس التغييرات الحقيقية ان شاء الله.
المصدر "روسيا اليوم"