صفعة اندرياس..الجيش الإسرائيلي من النجاح إلى الفضيحة
تقرير:جميل ضبابات
حول الدنماركي اندرياس، نجاح الجيش الإسرائيلي في وقف مسيرة الدراجات الهوائية التي كانت من المفترض أن تعبر الشريط الغوري قرب أريحا إلى فضيحة كبيرة.
فمن عامل بسيط في مصنع للتمديدات الحرارية في وسط الدنمارك، والذي أزمع مع نحو 250 آخرين على العبور عبر شارع 90 قاطعا المسافة بين قريتي العوجا وفصايل الى شخصية تلفزيونية، حمل اسمه عنوان فضيحة للجيش الإسرائيلي.
قبل ساعات قليلة من ضربه بعقب بندقية قرب قرية العوجا، القرية الفلسطينية التي تقع الى الشمال من مدينة أريحا، كان اندرياس مجرد متضامن أجنبي وصل الأرض الفلسطينية منذ شهرين واستقر في مدينتي الخليل ونابلس، لكن الشاب وهو في أول العشرينات من عمره، يظهر الآن كوجه مألوف على شاشات التلفزة المحلية والدولية.
وقد اعتدى الجيش الإسرائيلي بطريقة وصفت "بوحشية" على عدد من الدراجين كانوا ينظمون مسيرة بين قرى الأغوار في إطار حملة أطلقتها مؤسسة محلية تحت شعار (زوروا الأغوار).
ومنع الجيش نحو 250 دراجا من إكمال مسيرهم نحو قرى الأغوار.وضرب اندرياس بقوة على وجهه بعقب بندقية من قبل ضابط اسرائيلي. واستطاع أحد المصورين يعمل مع تلفزيون محلي التقاط الصورة التي بدأت باستخدامها وسائل الإعلام.
"هذا هو الذي ضربني" قال اندرياس فيما كان يتابع فيلما قصيرا يعيد بث المشهد ذاته الذي تعرض له الشاب قبل نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى أريحا.
وقال بدر زماعرة رئيس منتدى شارك الشبابي وهي المؤسسة التي نظمت المسيرة، أن قوات الاحتلال تعرضت للدرّاجين وأغلقت الطرق أمامهم ومنعتهم من استكمال رحلة على الدراجات الهوائية ما اضطرهم إلى استكمالها بالحافلات.
وقال اندرياس لمراسل "وفا"، " كنا نسير بسلام. استخدموا العنف ضدنا. لم أتحرك. أنت ترى ضربني ولم أنبس بكلمة".
وقال القائمون على هذا النشاط إن مسيرة الدراجات التي تنظم لأول مرة في منطقة الأغوار والتي كنا نهدف من خلالها الوصول الى شارع 90 تهدف الى جلب الانتباه الى البيئة الجميلة التي تتمتع بها محافظة أريحا والترويج السياحي لها، والمطالبة بالحقوق الفلسطينية بالأرض والماء والبيئة.
وشارع 90 الذي يطللق عليه الإسرائيليون شارع "غاندي"وهو لقب وزير السياحة الاسبق رحبعام زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبية قبل سنوات، يعبر الشريط الغوري على طوله وهو من الشوارع الإقليمية في الأرض الفلسطينية.
لكن المتضامنين لم يستطعوا الوصول الى الشارع.
ويسعى المئات من المتضامنين الاجانب للوصول الى الارض الفلسطينية في سياق حملة (أهلا بكم إلى فلسطين)، لكن الحكومة والجيش الاسرائيليين سارعا الى عرقلة وصولهم، عبر استغلال نصوص القوانين والمعاهدات الدولية المختصة بالطيران المدني وقوانين الهجرة.
وقال اندرياس الذي كان يحمل قبل قدومة الى الارض الفلسطينية صورة مشوشة عن الصراع"جئنا الى هنا كي نفهم كيف يسيطرون على الارض. كيف يسيطر المستوطنون على غور الأردن".
"هذا ما حدث فعلا.شاهدت العنف عن قرب.لقد ضربوني".وتظهر ندبة كبيرة على شفة الشاب السفلى فيما يظهر تفصد الدم من الداخل بعد أيام من ضربه.
والجيش الإسرائيلي الذي نجح في وقف هذه المسيرة، يجد نفسه الان في مأزق تبرير ما جرى بعد عملية الضرب التي وثقها صحفي محلي.
اللفتانت كولونيل شالوم ايزنر، الضابط الذي يظهر غاضبا جدا من المشاركين في المسيرة أوقف عن العمل من قبل قادة الجيش الذي يخدم فيه، والدنمارك الدولة التي يعتقد مواطنها اندرياس انها تدعم اسرائيل تطلب تفسيرا وتحقيقا لما جرى.
وقال البريغادير يوآف مردخاي إن ما قام به اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر من ضرب ناشط يساري دنماركي يعد حادثا خطيرا يتناقض والقيم التي يتمسك بها ضباط الجيش وجنوده.
لكن اندرياس يقول "لا أثق بإسرائيل، لا أثق".
وقال اندرياس "ما حصل مفاجأة.رأيت كيف يستخدم الاسرائيليون العنف.رأيتهم كيف يطرحون امرأة هولندية على الارض. إنهم يمارسون العنف كل يوم، (...) ويهدمون كل يوم لكن لن تحدث ازمة دبلوماسية بين الدنمارك واسرائيل".
وتعتبر منطقة الاغوار التي تصنف معظم اراضيها (ج)حسب اتفاقات أوسلو، منطقة تطوير زراعي اسرائيلي، وتخضع للسيطرة الامنية الإسرائيلية، باستثناء مدينة أريحا وبعض القرى المتناثرة.
وقال زماعرة، "أطلقنا حملة من شهرين لزيارة الاغوار. سنتسمر بهذا البرنامج السلمي، وما جرى فضح إسرائيل".
وقال حمزة زبيدات وهو ناشط من منطقة الأغوار، "أهم ما جرى هو فضيحة الجيش الإسرائيلي الذي اعتدى على دراجين يتصرفون بشكل سلمي".
وحمزة شاهد عيان على ما جرى لاندرياس "اندرياس لم يعمل شيئا. كان يجلس على مقعد الدراجة وعندما نزل عنها ضربه الضابط الاسرائيلي. ضربه من دون سبب مثلما ضرب الاخرين".