بلال ذياب..يقرع بأمعائه الخاوية جدران السجن
صورة أرشيفية للأسير ذياب في السجن
رشا حرزالله
كل شيء رهن القيد بانتظار أن تأتي أشعة الفجر لتكسره، حتى "صالون الحرية للحلاقة" الموصدة أبوابه، يضرب عن رؤية الشمس في غياب صاحبه، بانتظار أن يُكسر قيده، ليعانق الأسير بلال ذياب (26 عاما)، من بلدة كفر راعي جنوب غرب جنين، المضرب عن الطعام منذ 49 يوميا، ليتنفسا عبق الحرية من جديد.
يتجمع عدد من أهالي البلدة في خيمة اعتصام نصبت للتضامن مع بلال، الذي تنتشر صوره في كل مكان بالبلدة، ومنها بوابة منزله المصممة على شكل قوس النصر.
كل شيء في بلدة كفر راعي، ينتظر لحظة الفجر، والدة الأسير الحاجة مسعدة ذياب (64 عاما)، تقف على عتبة المنزل تبتهل الله بدموعها.. أشقاء وأصدقاء يطوون الوقت احتراقا، وأماكن تئن تحت وطأة الغياب.
وقالت الوالدة، "لا يغمض لي جفن، طوال الليل في قلق، أنام بجانب التلفاز، أصحو في الليل وأشعله لأعرف أي خبر عن وضع بلال الصحي، ثم أعاود للنوم، ومن ثم أصحو. أكرر العملية حتى ساعات الفجر الأولى، وحينما يمتلكني اليأس أصلي وأبتهل إلى الله بالدعاء".
من سجن النقب بدأ بلال إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد تجديد سلطات الاحتلال اعتقاله الإداري، لمدة 6 أشهر، حيث كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه في شباط 2012، الأمر الذي رفضه بلال وقرر مقاومته بالأمعاء الخاوية.
تدخل الحاجة مسعدة للمطبخ لإعداد الطعام لأبنائها، تجلس العائلة حول المائدة، لتبدأ هي بالبكاء والنحيب، مرددة: "لم تدخل معدة بلال كسرة خبز منذ 49 يوما كيف لي أن أتذوق الطعام؟" تتراجع، تضع الطعام جانبا، وتشرد في تفكيرها متسائلة: تُرى كيف هو حال بلال اليوم؟.
وأشارت إلى أن بلال هو الأصغر لعائلته المكونة من 13 فردا، فقد والده منذ كان عمره 8 أشهر، عاش في المنزل نحو 16 عاما فقط، وما تبقى من حياته قضاها في سجون الاحتلال. في شهر آذار عام 2003، اعتقل وأمضى في السجن 7 سنوات، وتم الإفراج عنه لتعود قوات الاحتلال باعتقاله عام 2011، لمدة شهر، وبعد أقل من عام تم اعتقاله للمرة الثالثة، وحكم عليه بالسجن الإداري، وعلى إثر تجديد هذا الاعتقال قرر خوض الإضراب، وهو يرقد حاليا في مستشفى سجن الرملة بعد تردي وضعه الصحي، وبعد رفضه تناول السوائل والماء.
"اتصل بي قبل بدء الإضراب بثلاثة أيام. أخبرني بنيته الإضراب عن الطعام، حاولت منعه خوفا على حياته، لكنه أجاب: "26 عاما نأكل ونشرب ماذا حصدنا؟"، وطلب مني ألا أقلق عليه" قالت والدة الأسير بلال.
وأضافت، إن ابنها عزام القابع في سجن عسقلان، والمحكوم بالسجن مدى الحياة وقد أمضى منها 11 عاما، انضم منذ أسبوع للإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع شقيقه بلال، في حين لم تتمكن من زيارته منذ أكثر من عامين، بحجة المنع الأمني.
تعرض معظم أبناء الحاجة مسعدة للاعتقال، فولدها بسام قضى في السجن 6 سنوات، واعتقلت قوات الاحتلال بعدها شقيقه عصام وحكمت عليه بالسجن مدة عامين.
تستذكر الحاجة مسعدة ضحكات أبنائها، وصرخاتهم التي كان يضج بها المنزل، وترى الأمل يشع في كلمات قالها الشاعر الكبير محمود درويش: "يا دامي العينين، والكفين إن الليل زائل، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل".
كل شيء رهن القيد بانتظار أن تأتي أشعة الفجر لتكسره، حتى "صالون الحرية للحلاقة" الموصدة أبوابه، يضرب عن رؤية الشمس في غياب صاحبه، بانتظار أن يُكسر قيده، ليعانق الأسير بلال ذياب (26 عاما)، من بلدة كفر راعي جنوب غرب جنين، المضرب عن الطعام منذ 49 يوميا، ليتنفسا عبق الحرية من جديد.
يتجمع عدد من أهالي البلدة في خيمة اعتصام نصبت للتضامن مع بلال، الذي تنتشر صوره في كل مكان بالبلدة، ومنها بوابة منزله المصممة على شكل قوس النصر.
كل شيء في بلدة كفر راعي، ينتظر لحظة الفجر، والدة الأسير الحاجة مسعدة ذياب (64 عاما)، تقف على عتبة المنزل تبتهل الله بدموعها.. أشقاء وأصدقاء يطوون الوقت احتراقا، وأماكن تئن تحت وطأة الغياب.
وقالت الوالدة، "لا يغمض لي جفن، طوال الليل في قلق، أنام بجانب التلفاز، أصحو في الليل وأشعله لأعرف أي خبر عن وضع بلال الصحي، ثم أعاود للنوم، ومن ثم أصحو. أكرر العملية حتى ساعات الفجر الأولى، وحينما يمتلكني اليأس أصلي وأبتهل إلى الله بالدعاء".
من سجن النقب بدأ بلال إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد تجديد سلطات الاحتلال اعتقاله الإداري، لمدة 6 أشهر، حيث كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه في شباط 2012، الأمر الذي رفضه بلال وقرر مقاومته بالأمعاء الخاوية.
تدخل الحاجة مسعدة للمطبخ لإعداد الطعام لأبنائها، تجلس العائلة حول المائدة، لتبدأ هي بالبكاء والنحيب، مرددة: "لم تدخل معدة بلال كسرة خبز منذ 49 يوما كيف لي أن أتذوق الطعام؟" تتراجع، تضع الطعام جانبا، وتشرد في تفكيرها متسائلة: تُرى كيف هو حال بلال اليوم؟.
وأشارت إلى أن بلال هو الأصغر لعائلته المكونة من 13 فردا، فقد والده منذ كان عمره 8 أشهر، عاش في المنزل نحو 16 عاما فقط، وما تبقى من حياته قضاها في سجون الاحتلال. في شهر آذار عام 2003، اعتقل وأمضى في السجن 7 سنوات، وتم الإفراج عنه لتعود قوات الاحتلال باعتقاله عام 2011، لمدة شهر، وبعد أقل من عام تم اعتقاله للمرة الثالثة، وحكم عليه بالسجن الإداري، وعلى إثر تجديد هذا الاعتقال قرر خوض الإضراب، وهو يرقد حاليا في مستشفى سجن الرملة بعد تردي وضعه الصحي، وبعد رفضه تناول السوائل والماء.
"اتصل بي قبل بدء الإضراب بثلاثة أيام. أخبرني بنيته الإضراب عن الطعام، حاولت منعه خوفا على حياته، لكنه أجاب: "26 عاما نأكل ونشرب ماذا حصدنا؟"، وطلب مني ألا أقلق عليه" قالت والدة الأسير بلال.
وأضافت، إن ابنها عزام القابع في سجن عسقلان، والمحكوم بالسجن مدى الحياة وقد أمضى منها 11 عاما، انضم منذ أسبوع للإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع شقيقه بلال، في حين لم تتمكن من زيارته منذ أكثر من عامين، بحجة المنع الأمني.
تعرض معظم أبناء الحاجة مسعدة للاعتقال، فولدها بسام قضى في السجن 6 سنوات، واعتقلت قوات الاحتلال بعدها شقيقه عصام وحكمت عليه بالسجن مدة عامين.
تستذكر الحاجة مسعدة ضحكات أبنائها، وصرخاتهم التي كان يضج بها المنزل، وترى الأمل يشع في كلمات قالها الشاعر الكبير محمود درويش: "يا دامي العينين، والكفين إن الليل زائل، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل".