لقاء المنفيين مع الوطن بذكرى النكبة ينهي حالة لجوئهم مؤقتا
وفا- ثائر أبو بكر
أنهى الفنان الشعبي إبراهيم محمد صالح "أبو عرب" وأعضاء من فرقتي "حنين" و"الكوفية" زيارة غير مسبوقة يقوم بها لاجئون فلسطينيين عاشوا عمرهم في الشتات، وعادوا في أول لقاء مع الوطن في ذكرى النكبة الثالثة والستين، وهو لقاء أنساهم حالة اللجوء ولو لبرهة من الزمن .
الفنان أبو عرب القادم من مدينة حمص السورية حيث استقر به الحال مع عائلته التي هاجرت من قرية "الشجرة" في الجليل عام 1948، مثله مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين رحلوا أو اجبروا على الرحيل عن منازلهم ، قال ردا على سؤال لـ"وفا" حول عودته التي تزامنت مع ذكرى النكبة "عندما يعود 7 مليون لاجئ ستكون قضية العودة انتهت وعاد الحق إلى أصحابه، وأملي بالعودة بدأ يزداد أكثر وأكثر، لكتها هذه المرة منقوصة بسبب وجود الاحتلال ، والدخول بتصريح".
وأضاف أبو عرب الذي قام ورفاقه بجولة ضمن فعاليات "الملتقى الثقافي التربوي الرابع" الذي ينظمه "المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم". إن "العودة إلى أرض الوطن هو حق مقدس ومشروع ولن نتنازل عنه ولن نفرط بذرة من تراب فلسطين" .
ويعيش ما يزيد على سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في المنفى، ومن بينهم 1.3 مليون لاجئ لا يزالون يعيشون في 58 مخيما من مخيمات اللاجئين التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" .
وقال محمد عبد الهادي الشولي (52عاما)، رئيس إتحاد الفنانين بمخيم برج البراجنة، في لينان" وجودنا على أرض فلسطين وعودتنا جاءت متزامنة مع ذكرى النكبة حتى نثبت وجودنا في أرضنا وأن نؤكد على حق عودتنا وأن نتحرر من كلمة لاجئ حتى ولو لمدة قصيرة" .
وأضاف "حق العودة مقدس وأكيد وحتمي، وما شاهدناه في فلسطين يقول إن شعبنا يعيش بطبيعته وبواقعه رغم وجود المحتل وسياسته على الأرض الفلسطينية، وأن الاحتلال يعيش حالة قلق وإرباك وهذا ما يثبت أنه ليس له الحق في أرضنا ووجوده فيها".
وأدى أبو عرب وكل من الفرقتين المرافقتين عروضا في مختلف مدن المحافظات الشمالية حضرها عشرات ألاف، وتحولت العروض مهرجانات شعبية خلفت حالة عاطفية كبيرة من التفاعل بين أهل الشتات والمواطنين .
وقال محمد كليب (55عاما)، من مخيم عين الحلوة في بيروت "رسالتنا واضحة اليوم ونحن في جنين ومع تزامن مرور 63 عاما على نكبتنا واقتلاعنا وتهجيرنا، أننا ما زلنا متمسكين بعودتنا إلى وطننا والى مدننا وقرانا التي هجرنا منها قصرا عام 48".
وأضاف "نؤكد للعالم أجمع أننا نرفض ورفضنا سياسة التوطين أو التهجير إلى أي بقعة في الأرض، ورغم المآسي والأوضاع المأساوية التي نعيشها في كافة الجوانب الحياتية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مخيمات لبنان، إلا أننا نناشدكم أن تبقوا متمسكين بالثوابت الوطنية وفي المقدمة ملف حق عودتنا إلى قرانا ومدننا التي هجرنا منها" .
وقالت سمر الحاج موسى، من مخيم الرشيدية جنوب لبنان "حلمي وأملي وشعوري الذي يلاحقني باستمرار ويقلقني ويؤلمني أن نعود إلى أرض الوطن والى قرانا التي دمرت بعد أن عاش جدي النكبة واقتلاعه من قريته التي عاش بها قضاء عكا في أم الفرج، لا أريد أن أعيشها وأنا ما زلت لاجئة ومشردة".
وأضافت "في ذكرى النكبة جاءت عودتنا لنؤكد أن هذا الحق مقدس ومشروع ولن نتنازل عنه لأن فلسطين وأم الفراج هي الحضن الدافئ لنا ولن نتخلى عنها" .
وقال أحمد محمود خليل (40عاما) من فرقة العاشقين ونداء الأرض من مخيم جرمانا في سوريا الذي يعيش فيه ما يقارب 8 آلاف نسمة غالبيتهم من سهل الحولة في صفد وقرية الزوق التي تعرضت لمجزرة " أنا أعبر بهذا الحلم والأمل المقدس بشعري عن هذه المأساة التي لا تزال تلاحقنا لأقول: من عتم الخيام طالع يا بشر ... من جوع من تشريد من غربة وقهر".
من جهته، ذكر شاكر حسن جياب (56 عاما) الملحق الثقافي في ممثلية منظمة التحرير في سوريا وهو من اللاجئين من قرية إجزم أن الفلسطينيين "في الشتات وخاصة المقيمين في سوريا يبلغ عدد سكانهم 480 ألف لاجئ ويعيشون في 11 مخيما وموزعين في محافظات سوريا، ما زالوا يعيشون ويراقبون دوما تطورات الوضع والهم الفلسطيني، لكي يقترب حلمهم وأمهلهم في حق عودته إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها قصرا" .
وقال جياب لقد اختار اللاجئون مناطق قريبة من قراهم ومناطق سكناهم على الحدود اللبنانية من وقال لي متعب القاسم (46عاما)، من مخيم البرغلية في صور بلبنان، إن "حلمنا بعودتنا والذي ننتظره منذ أكثر من ستين عاما، بدأ يقترب أكثر وأكثر بعد عودتنا إلى أرض الوطن والذي تزامن مع طي الملف الأسود في تاريخ شعبنا بعد توقيع المصالحة، أعاد لنا الروح والأمل والحلم أنه سيقترب أكثر فأكثر".