مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

أسرة غزية يتبدل حالها من غرفة ينام فيها 11 فردا إلى بيت مكون من 4 غرف

تقرير عبد الهادي مسلم- لم يستطع المواطن زهير النمنم 47 عاما من سكان مخيم الشاطئ بغزة حبس دموعه بعد تسلمه مفتاح بيته الجديد في مدينة خانيونس من قبل وكالة الغوث في الاحتفال الذي نظمته والتي من خلاله قامت بتسليم 223 مسكنا تم بناؤها لمواطنين هدمت منازلهم في الحرب على غزة عام 2008 بموجب تبرع من الحكومة الهولندية قيمته 7,2 مليون دولار.
النمنم والذي يعيل أسرة مكونة من 11 فردا مضى عليه أكثر من سبعة أعوام من المعاناة والتنقل من بيت لأخر كان ينتظر على أحر من الجمر هذه اللحظات السعيدة في استلامه لمفتاح منزله الجديد في خانيونس.
وكانت وكالة الغوث منذ ذلك 2004 قد تكفلت بدفع الأيجار لاسرة المواطن النمنم وذلك بع أن أقرت دائرة الهندسة في الوكالة وقتها باستحالة بناء بيته بسبب صغر مساحته والتي لا تتجاوز 40 مترا والتصاقه بمنازل الجيران وعرضت عليه مقابل ذلك بناء بيتا في مدينة خانيونس.
المواطن النمنم كان على أمل والكثير من الحالات الفقيرة أمثاله بناء منزله في مدة لا تتجاوز 6 شهور ولكن بعد فوز حماس في الأنتخابات وخطف المقاومة للجندي شاليط فرضت قوات الأحتلال حصارا مشددا على القطاع ومنعت بموجبه دخول المواد الخام ولكن قبل أقل من عامين وبعد أن قامت البحرية الأسرائيلية بمهاجمة سفينة مرمرة التركية والتي كان هدفها كسر الحصار عن قطاع غزة والتي استشهد وقتها 9 متضامنين أتراك واصابة العشرات وبعد الضغوطات من قبل دول العالم خففت اسرائيل من حصارها وسمحت فقط بدخول المواد الخام لمشاريع وكالة الغوث.
لم تكن موافقة وكالة الغوث على بناء منزل النمنم بالأمر الهين إلا بعد أن نشرت له صحيفة فلسطينية قصة معاناة أطفاله والتي كانت تحت عنوان يحدث في غزة.. "عشرة أفراد ينامون في غرفة واحدة والمنزل لا تتجاوز مساحته 39 متراً".
وفي تفاصيل ما كتبه الصحفي حسن جبر مراسل جريدة الأيام في 2004 والذي زار الأسرة واطلع على معاناتها "ينام عشرة أفراد من عائلة المواطن زهير محمد عبد السلام النمنم (40 عاماً) من مخيم الشاطئ في غرفة واحدة بمنزل لا تتجاوز مساحته 39 متراً مربعاً.ويقتسم المواطن النمنم غرفته مع أطفاله، حتى لا يضطر إلى السكن في بيت مستأجر لا يستطيع دفع أجرته.ويقول: منذ سنتين أعيش في هذا المنزل، الذي لا تدخله الحرارة سوى من جهة المدخل.
وتابع: منازل الجيران المرتفعة تحيط بنا من كل اتجاه، ولهذا لا توجد نوافذ للمنزل، ما يحيل الحياة هناك إلى ما يشبه حياة الزنزانة الصغيرة.وتبلغ المساحة الإجمالية للمنزل 39 متراً مربعاً، جرى تقسيمها إلى غرفة واحدة ومرافق صغيرة ملحقة بها، مثل المطبخ والحمام.ويقول النمنم، الذي لا يعمل منذ سنوات، إنه يعيش معاناة دائمة في منزله، خاصة بعد أن بلغ عمر ابنه البكر 15 عاماً.ويقول: لا أدري ماذا أفعل، أحياناً أجلس في المنزل وأنظر في أطفالي وأشعر بالقلق الشديد على المستقبل الذي ينتظرهم إذا استمر الحال على ما هو عليه.وأضاف: هذه معاناة دائمة، وقد حاولت عدة مرات التوجه إلى الجمعيات والوزارات والجهات ذات العلاقة، إلا أنني أواجه دائماً بالوعود.
وقال النمنم، إنه توجه إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" برسالة يرجو فيها مساعدته في الانتقال إلى منزل أفضل، إلا أنه لم يتلق حتى الآن جواباً.ويقول: حضر مهندسون من "أونروا"، واطلعوا على المنزل، ووعدوا بتقديم المساعدة الممكنة، لكنني حتى الآن لم ألمس شيئاً جديداً.ولم تقتصر مناشدات المواطن النمنم على وكالة الغوث، بل تعدتها لتشمل وزارة الإسكان التي رفضت طلباً له بالانتفاع من مدينة الشيخ زايد السكنية، وطلبت منه التوجه إلى الوكالة، كما قال.ويؤكد المواطن النمنم أن المنزل الذي يخلو من شروط الحياة الصحية، يتسبب في تعرض أبنائه للمرض بشكل مستمر.ويقول: لا يكاد المرض يفارق أبنائي، ودائماً أضطر لعرضهم على طبيب عيادة "أونروا" لعلاجهم.
وتفرض الحياة القاسية في المنزل نفسها على أبناء المواطن النمنم الذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث.
ويقول: منذ أن قطنت هذا المنزل بدأ المستوى التعليمي لأبنائي يتراجع، بعد أن كانوا من المتفوقين.
ويؤكد أن أولاده الصغار كثيراً ما يأتون إليه، ويسألون عن موعد الانتقال إلى منزل جديد واسع.
يذكر أن المواطن النمنم لا يعمل، ويعيش مع أطفاله على المساعدات التموينية التي تقدمها وكالة الغوث لهم
هذه القصة حركت مشاعر واستعطاف الأهالي وأرغمت الوكالة على تشكيل لجنة تحقيق والموافقة على بناء منزل المواطن النمنم المريض والعاطل عن العمل كان قد ناشد في مرات سابقة أهل الخير والمؤسسات وكل صاحب ضمير حي أن يساعده ويقف إلى جانبه خاصة في مجال تعليم نجله خالد في جامعة الأقصى ودفع الرسوم التي تطالبها الجامعة منه باستمرار
ويستطرد قائلا : لم تقتصر معاناتي على ذلك بل زادت قسوة نتيجة أنني كنت أسكن بالإيجار وكان القرش الذي يأتيني من أهل الخير أجمعه وأدفعه لصاحب البيت وبقي وضعي هكذا لعدة سنوات وأنا كل يوم في دار والكل يعرف مشقة النقل والترحال وما يحد تته ذلك على نفسية أطفالي إلا أن وقف إلى جانبي أخيرا أهل زوجتي حفاظا على ابنتهم من التشتت واشتروا لي بيت صغير في مخيم الشاطئ لا يتجاوز 40 مترا ولا يوجد به غير غرفة واحدة كنا ننام فيها نحن العشرة بالإضافة إلى مطبخ صغير
وأشار المواطن النمنم والذي اضطر لمناشدة أهل الخير بعد أن ضاقت به الدنيا ولم يجد أحد يساعده ويقف إلى جانبه أنه توجه إلى الصحفي حسن جبر والذي قام بنشر تقريرا عن معاناتي في جريدة الأيام " وكان موجها في المقام الأول إلى رئاسة الوكالة والتي قامت على الفور بالكشف على البيت ولكن اللجنة المشكلة اتخذت قرارا بان البيت لا يصلح للأعمار نتيجة صغره وملاصقة المنازل المجاورة له فخيروني في البناء فقلت لهم في خانيونس وتم تجهيز البيت ولكن الحصار منع تشطيبه نتيجة عدم وجود المواد الخام ولهذا قامت الوكالة بإعطائي مبلغا من المال شهريا اسدد به أجرة المنزل لحين اكتمال بناء منزلي الجديد في خانيونس
فرحة النمنم وأطفاله وزوجته لا توصف بعد استلامهم المسكن الجديد والذي سيغير حالهم ووضعهم إلى الأفضلوالأحسن وسيرحيهم من مرارة التنقل إلى مرحلة الأستقرار يتابع قائلا :" الحمد لله ربنا وعوضنا خيرا مقدما الشكر لكل من ساعده خاصة وكالة الغوث النمنم بعد تفقده البيت والذي تبلغ مساحتخ 147 مترا طالب وكالة الغوت بالعمل على تشطيب المطبخ والذي لا يوجد به غير حوض ماء يستخدم للجلي بدون قطعة جرانيت
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) قد سلمت 223 مسكنا تم بناؤها بموجب تبرع من الحكومة الهولندية قيمته 7,2 مليون دولار.
وقالت الاونروا في بيان لها ان المساكن الجديدة سيسكنها على 1,300 فلسطيني يعيشون في مخيم خان يونس للاجئين بغزة ومعظم البيوت هدمت في عام 2004.
وقالت ممثلة هولندا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بيرجيتا تازيلار في كلمة لها اثناء الاحتفال "نحن نشعر أن هذه المساكن تمثل بداية جديدة للاجئين"..مضيفة "نأمل أن تصبح هذه المساكن رمزا للأمل لكافة الغزيين الذين يحلمون بحياة خالية من القيود والفقر".
وطالبت الممثلة الهولندية اسرائيل بسرعة الموافقة على ادخال مواد البناء لاكمال المشاريع التي لم يتم اكمالها في المنطقة كالمشروع الياباني والاماراتي.
وتابعت "إلى جانب بناء المساكن قامت الحكومة الهولندية بالتبرع بتمويل إنشاء الطرق والبنية التحتية المائية ونظام الكهرباء، الأمر الذي من شأنه إدخال تحسينات جوهرية على الظروف المعيشية الخطرة التي عادة ما تعيشها عائلات اللاجئين في خان يونس جنوب غزة ".
وأعرب المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي عن شكره للحكومة الهولندية "نحن في غاية الامتنان للحكومة الهولندية على دعمها المستمر لعملنا وللاجئي فلسطين" موضحا " إن هذا التبرع يقدم أكثر من مجرد منازل جديدة، فهو يعمل على إعادة بناء الحياة".
وطالب جراندي الحكومة الاسرائيلية بالموافقة على مشاريع الاسكان المعطلة منذ زمن بعيد منوها الى ان عدد من المضشاريع لا زالت معطلة ومنها الحي الاماراتي ينتظر الموافقة الاسرائيلية لادخال مواد البناء واكماله ليستفيد منه اللاجئين.
وطالب جراندي برفع الحصار عن قطاع غزة مشيرا الى النتائج الانسانية الوخيمة لاستمرار الحصار والذي يعطل العديد من المشاريع منوها الى ان هناك اكثر من 22 مدرسة لا زالت تنتظر الموافقة الاسرائيلية.
وباعتبارها تمثل واحدة من أكثر المناطق في العالم من حيث الكثافة السكانية، فإن المساكن الجديدة تعد أولوية في مخيمات اللاجئين بغزة. وفي العادة، فإن عائلات كبيرة تعيش في مساكن غير آمنة، وتلك هي إحدى نتائج الاكتظاظ والفقر التي تتفشى في غزة، إلى جانب كونها أحد نتائج تدمير الممتلكات التي تمت خلال الحرب على غزة في 2008-2009 والقيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد مواد البناء.
وأضافت تازيلار "نحن نشجع إسرائيل على إعطاء الأونروا مزيدا من الإعفاءات لإكمال أعمال البناء المتبقية في أقرب وقت ممكن. إن هذا سيتيح المجال لبناء 521 وحدة سكنية إضافية.
ويذكر ان هولندا ولا تزال عضوا فاعلا في اللجنة الاستشارية للأونروا منذ عام 2005، وقدمت ما مجموعه 154,9 مليون دولار كتبرعات طوعية للوكالة منذ عام 2007. وباعتبارها ثامن أكبر مانح للوكالة في العام الماضي، قدمت هولندا تبرعات وصلت قيمتها إلى 26 مليون دولار لبرامج التنمية البشرية والمساعدات الإنسانية في عام 2011.
وتنتظر المئات من الأسرة الفلسطينية من ذوي الحالات الفقيرة والتي تعاني من ظروف سكنية في غاية الصعوبة والتي قامت الوكالة بهدم منازلها بفارغ الصبر قيام الوكالة بإعادة بناؤها خاصة بعد الاحتجاجات والاعتصامات التي قاموا بها بالتنسيق والتعاون مع اللجان الشعبية للاجئين من أجل الضغظ على الوكالة باتجاه السرعة في اعادة بناء هذه المنازل.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024