جرافات الاحتلال تشوه جمال "المجنونة"
منطقة المجنونة جنوب الخليل .. في دائرة استهداف جرافات الاحتلال
أمل حرب
تعد منطقة "المجنونة"الزراعية جنوب الخليل من أخصب الأراضي الزراعية، وسلة الخضروات الغذائية في المحافظة، نظرا لخصوبة تربتها، وصفاء مياهها، وكثرة إنتاجها، فهي تخطف أنظار المسافرين من جنوب الخليل نحو المدينة.
هي بقعة خضراء طوال العام، تنتشر البيوت البلاستيكية الزراعية في كافة أرجاء المنطقة، كما تعكس مياه البرك الزراعية والينابيع أشعة الشمس لتضيف إلى المكان جمالا وخيالا.
لم تسلم هذه المنطقة الوادعة من جرافات الاحتلال وآلياته، ومن دون سابق إنذار جرفت خلال منتصف الشهر الجاري البرك والآبار، بالإضافة إلى العديد من البيوت البلاستكية المزروعة بالخضار، وعمدت على ردم الينابيع، وتجريف شبكات الري دون رحمة.
هذا ما قاله المزارع كمال عثمان عمرو، أحد أبناء مالكي الأراضي في منطقة المجنونة القريبة من معسكر لجيش الاحتلال، وساحة لتدريباته العسكرية جنوب الخليل، وقال "تفاجأنا بهذه الحملة التخريبية على أراضينا من قبل جرافات الاحتلال التي تساندها مجموعة من الإدارة المدنية، وحرس الحدود وآلياتهم الثقيلة التي انقضت على آبار المياه والبرك والمزروعات كالوحش تخرب كل شيء... وتهدم ما عمره أجدادنا في سنوات خلال دقائق معدودة".
وأضاف:جرافات الاحتلال جرفت حوالي أربعة دنمات من الأراضي المزروعة بالخضار، وثلاث برك بلاستيكية، وطمرت نبع المياه الرئيسي في المنطقة والذي يتجاوز عمره مئات الأعوام.
وأشار إلى أن أحد ضباط جيش الاحتلال قال له "لكم عشرون عاما تسرقون المياه، في حين أنه لكم ما فوق الأرض ولنا ما تحتها"، مؤكدا عمرو أن "صراعنا مع الاحتلال سوف يكون على المياه".
وعبر عن مخاوفه من استمرار زحف الاحتلال باتجاه مزارع المواطنين بحجج أمنية واستيطانية واهية، تمهيدا لطردهم واستيلاء المستوطنين عليها، مؤكدا أن هذه السياسة تزيدهم إصرارا على التمسك بأرضهم والثبات عليها.
بدوره، أكد مالك عمرو، أن حجم البرك البلاستكية بآلاف المترات المكعبة من المياه، بالإضافة إلى الآبار والينابيع، وقدر الخسائر المادية بأكثر من 150 ألف شيقل، فيما دمرت جرافات الاحتلال دنمين من الأراضي الزراعية المزروعة بالخضار تقدر خسائرها بأكثر من 20 ألف شيقل، بالإضافة إلى تدمير شبكات الري، ومصادرة ماتورات الري.
وأشار إلى قلقه على وضع الأرض المزروعة، مبينا أنه لا يوجد مخزون كاف من مياه النبع المركزي لري 16 بيتا زراعيا، وأضاف "إذا لم تحل المشكلة لا نستطيع أن نزرع مجددا بسبب نقص المياه".
وناشد الجهات الحقوقية والقانونية المساعدة على وقف هذه الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين على مصادر رزقهم وأرضهم، كما طالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين بكل إمكانيات الصمود، والبرك البلاستيكية، والمساهمة في حماية رزق ألفي نسمة تعتاش من خير هذه الأرض.
من جانبها، أكدت المهندسة الزراعية في مديرية زراعة دورا روان عمرو، أن أراضي المجنونة تعود ملكيتها لعائلة عمرو، وأبناء عثمان عمرو، ومحمد عبد العزيز عمرو، وحسن حسين عمرو، وطلب عبد المجيد عمرو، وأشارت إلى أن المديرية باشرت في حصر الأضرار التي خلفها الاحتلال في المنطقة مع أبناء مالكيها، لترفع إلى الجهات القانونية والمختصة في وزارة الزراعة لمتابعة القضية.
بدوره، أوضح خبير الأراضي عبد الهادي حنتش، أن قوات الاحتلال أصدرت أمرا عسكريا بالاستيلاء على بعض أراضي منطقة المجنونة بغرض التدريب العسكري، وفي نهاية 2011 صدر قرار عسكري آخر بإعادة هذه الأراضي لأصحابها وبعد استصلاح هذه الأراضي من قبل مالكيها صدر أمر عسكري آخر للاستيلاء عليها مرة أخرى.
وأشار إلى أنه في بداية التسعينيات صدرت إخطارات بوقف بناء البيوت لبلاستيكية للزراعة، والبرك الصناعية في المنطقة، ولكن بعد استئناف القرار أصبح الأمر شبه مجمد، وفي عام 2011 صدرت أوامر أخرى بوقف بناء الينابيع والبرك وتم الاستئناف على هذا القرار، فطلبت الإدارة المدنية مشروع تفصيلي في المنطقة، حيث تم عمله في الإطار القانوني المطلوب وبأسماء مالكيها، وتم تسليم المشروع التفصيلي إلى الإدارة المدنية أو ما يسمى بحارس أملاك الغائبين للموافقة عليها، ولكن تم رفض الاستلام، وفوجئ المزارعون بجرافات الاحتلال تهدم منشآتهم الزراعية دون سابق إنذار وبحجة عدم الترخيص.
وأشار حنتش إلى أن المستوطنين وجيش الاحتلال ينفذون خطة ممنهجة إسرائيلية بهدف السيطرة على المنطقة، واصفا المستوطنين وقوات الاحتلال بأحفاد المنظمات الإرهابية حيث يمارسون نفس الدور وبتنسيق مع جيش الاحتلال.
وبين أنه في الآونة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال أمرا بمصادرة 622 ألف دنم ،منها 18 ألف في منطقة (AوB) وفي هذا الاتجاه تم تعيين 529 نقطة استيطانية في الضفة الغربية لم تنفذ كلها بالكامل، حيث قام المستوطنون بإقامة بؤر عشوائية بهذه المناطق الخاصة بالفلسطينيين تنفيذا للخطة الاستيطانية "تبييض الأراضي" أي إعطاء الشرعية باستيلاء المستوطنين عليها وإضافة الشرعية القانونية على الأراضي المصادرة مثل مستعمرة "بروحين" و"ارحليم" و"سنسانة".
وأشار إلى أهداف الاحتلال في السيطرة على المياه بكل أشكالها حتى مياه الأمطار، وذلك بمنع الفلسطينيين من بناء السدود أو آبار الجمع في المنطقة (C)، مبينا أن الاحتلال جعل مناطق فراغ بين المستوطنات (الكوردور) لبناء مستوطنات جديدة وتوسعها بشكل مستمر.
وأشار إلى أهمية توعية المواطنين في التعامل القانوني السريع مع أي تطورات أو إخطارات أو تعديات من قوات الاحتلال والمستوطنين على ممتلكاتهم، ومتابعة كل الإجراءات القانونية والثبوتية التي من شأنها رفع يد الاحتلال من الاستيلاء عليها.
تعد منطقة "المجنونة"الزراعية جنوب الخليل من أخصب الأراضي الزراعية، وسلة الخضروات الغذائية في المحافظة، نظرا لخصوبة تربتها، وصفاء مياهها، وكثرة إنتاجها، فهي تخطف أنظار المسافرين من جنوب الخليل نحو المدينة.
هي بقعة خضراء طوال العام، تنتشر البيوت البلاستيكية الزراعية في كافة أرجاء المنطقة، كما تعكس مياه البرك الزراعية والينابيع أشعة الشمس لتضيف إلى المكان جمالا وخيالا.
لم تسلم هذه المنطقة الوادعة من جرافات الاحتلال وآلياته، ومن دون سابق إنذار جرفت خلال منتصف الشهر الجاري البرك والآبار، بالإضافة إلى العديد من البيوت البلاستكية المزروعة بالخضار، وعمدت على ردم الينابيع، وتجريف شبكات الري دون رحمة.
هذا ما قاله المزارع كمال عثمان عمرو، أحد أبناء مالكي الأراضي في منطقة المجنونة القريبة من معسكر لجيش الاحتلال، وساحة لتدريباته العسكرية جنوب الخليل، وقال "تفاجأنا بهذه الحملة التخريبية على أراضينا من قبل جرافات الاحتلال التي تساندها مجموعة من الإدارة المدنية، وحرس الحدود وآلياتهم الثقيلة التي انقضت على آبار المياه والبرك والمزروعات كالوحش تخرب كل شيء... وتهدم ما عمره أجدادنا في سنوات خلال دقائق معدودة".
وأضاف:جرافات الاحتلال جرفت حوالي أربعة دنمات من الأراضي المزروعة بالخضار، وثلاث برك بلاستيكية، وطمرت نبع المياه الرئيسي في المنطقة والذي يتجاوز عمره مئات الأعوام.
وأشار إلى أن أحد ضباط جيش الاحتلال قال له "لكم عشرون عاما تسرقون المياه، في حين أنه لكم ما فوق الأرض ولنا ما تحتها"، مؤكدا عمرو أن "صراعنا مع الاحتلال سوف يكون على المياه".
وعبر عن مخاوفه من استمرار زحف الاحتلال باتجاه مزارع المواطنين بحجج أمنية واستيطانية واهية، تمهيدا لطردهم واستيلاء المستوطنين عليها، مؤكدا أن هذه السياسة تزيدهم إصرارا على التمسك بأرضهم والثبات عليها.
بدوره، أكد مالك عمرو، أن حجم البرك البلاستكية بآلاف المترات المكعبة من المياه، بالإضافة إلى الآبار والينابيع، وقدر الخسائر المادية بأكثر من 150 ألف شيقل، فيما دمرت جرافات الاحتلال دنمين من الأراضي الزراعية المزروعة بالخضار تقدر خسائرها بأكثر من 20 ألف شيقل، بالإضافة إلى تدمير شبكات الري، ومصادرة ماتورات الري.
وأشار إلى قلقه على وضع الأرض المزروعة، مبينا أنه لا يوجد مخزون كاف من مياه النبع المركزي لري 16 بيتا زراعيا، وأضاف "إذا لم تحل المشكلة لا نستطيع أن نزرع مجددا بسبب نقص المياه".
وناشد الجهات الحقوقية والقانونية المساعدة على وقف هذه الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين على مصادر رزقهم وأرضهم، كما طالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين بكل إمكانيات الصمود، والبرك البلاستيكية، والمساهمة في حماية رزق ألفي نسمة تعتاش من خير هذه الأرض.
من جانبها، أكدت المهندسة الزراعية في مديرية زراعة دورا روان عمرو، أن أراضي المجنونة تعود ملكيتها لعائلة عمرو، وأبناء عثمان عمرو، ومحمد عبد العزيز عمرو، وحسن حسين عمرو، وطلب عبد المجيد عمرو، وأشارت إلى أن المديرية باشرت في حصر الأضرار التي خلفها الاحتلال في المنطقة مع أبناء مالكيها، لترفع إلى الجهات القانونية والمختصة في وزارة الزراعة لمتابعة القضية.
بدوره، أوضح خبير الأراضي عبد الهادي حنتش، أن قوات الاحتلال أصدرت أمرا عسكريا بالاستيلاء على بعض أراضي منطقة المجنونة بغرض التدريب العسكري، وفي نهاية 2011 صدر قرار عسكري آخر بإعادة هذه الأراضي لأصحابها وبعد استصلاح هذه الأراضي من قبل مالكيها صدر أمر عسكري آخر للاستيلاء عليها مرة أخرى.
وأشار إلى أنه في بداية التسعينيات صدرت إخطارات بوقف بناء البيوت لبلاستيكية للزراعة، والبرك الصناعية في المنطقة، ولكن بعد استئناف القرار أصبح الأمر شبه مجمد، وفي عام 2011 صدرت أوامر أخرى بوقف بناء الينابيع والبرك وتم الاستئناف على هذا القرار، فطلبت الإدارة المدنية مشروع تفصيلي في المنطقة، حيث تم عمله في الإطار القانوني المطلوب وبأسماء مالكيها، وتم تسليم المشروع التفصيلي إلى الإدارة المدنية أو ما يسمى بحارس أملاك الغائبين للموافقة عليها، ولكن تم رفض الاستلام، وفوجئ المزارعون بجرافات الاحتلال تهدم منشآتهم الزراعية دون سابق إنذار وبحجة عدم الترخيص.
وأشار حنتش إلى أن المستوطنين وجيش الاحتلال ينفذون خطة ممنهجة إسرائيلية بهدف السيطرة على المنطقة، واصفا المستوطنين وقوات الاحتلال بأحفاد المنظمات الإرهابية حيث يمارسون نفس الدور وبتنسيق مع جيش الاحتلال.
وبين أنه في الآونة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال أمرا بمصادرة 622 ألف دنم ،منها 18 ألف في منطقة (AوB) وفي هذا الاتجاه تم تعيين 529 نقطة استيطانية في الضفة الغربية لم تنفذ كلها بالكامل، حيث قام المستوطنون بإقامة بؤر عشوائية بهذه المناطق الخاصة بالفلسطينيين تنفيذا للخطة الاستيطانية "تبييض الأراضي" أي إعطاء الشرعية باستيلاء المستوطنين عليها وإضافة الشرعية القانونية على الأراضي المصادرة مثل مستعمرة "بروحين" و"ارحليم" و"سنسانة".
وأشار إلى أهداف الاحتلال في السيطرة على المياه بكل أشكالها حتى مياه الأمطار، وذلك بمنع الفلسطينيين من بناء السدود أو آبار الجمع في المنطقة (C)، مبينا أن الاحتلال جعل مناطق فراغ بين المستوطنات (الكوردور) لبناء مستوطنات جديدة وتوسعها بشكل مستمر.
وأشار إلى أهمية توعية المواطنين في التعامل القانوني السريع مع أي تطورات أو إخطارات أو تعديات من قوات الاحتلال والمستوطنين على ممتلكاتهم، ومتابعة كل الإجراءات القانونية والثبوتية التي من شأنها رفع يد الاحتلال من الاستيلاء عليها.