الفنان عبد الرحمن أبو القاسم.. عشرة أيام هزت وجداني
سحر الحسن
"عشرة أيام هزت وجداني"..بهذه العبارة استهل الفنان الفلسطيني عبد الرحمن أبو القاسم، حديثه لـ"وفا"حول زيارته الأولى لفلسطين أثناء مشاركته في الملتقى الثقافي التربوي الخامس الذي أقيم في الثامن من الشهر الجاري على أرض الوطن تحت شعار "نحن أصحاب الأرض.. لنا الماضي.. ولنا الحاضر.. ولنا المستقبل.. والاحتلال حتماً إلى زوال".
"من دمشق إلى عمان فجسر الملك حسين ومنه إلى معبر الحدود الإسرائيلي لأجد نفسي ولأول مرة في حياتي وجهاً لوجه أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي، كانوا بالنسبة لي كالأشباح لم أراهم، رأيت فقط طائراتهم التي كانت تغير علينا في عام 1967 لأتفه الأسباب، والآن أنا مضطراً للتعامل معهم والحديث إليهم لإجراءات الدخول..."يقول أبو القاسم، ويتابع:دخلت إلى أريحا، كنا ما يقارب 80 شخصاً من الشتات، وكان في استقبالنا بعض المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية والمعنيين في هذا الحراك الثقافي..كان لقاء مفعماً بالحب والحنين للأهل والوطن.. بدأت من هذه اللحظة أرى الحقيقة رويداً رويداً وأتلمس كيف يعيش شعبنا داخل هذا السجن الكبير، رأيت المستوطنات التي تم بناؤها على حساب الأراضي الفلسطينية والتي نمت مثل الفطر البري محاطةً بأسلاكٍ شائكة مكهربة ومراقبة بواسطة الكاميرات، رأيت بام عيني جدار الفصل العنصري الذي يمزق البلاد ويحيلها إلى أشلاء..رأيت أشجار الزيتون المعاقبة بالحرق أو القطع من قبل المستوطنين، كنا نمر أحياناً بالحواجز الإسرائيلية والفلسطينية، وذلك بموجب التقسيمات المعتمدة هناك، فإن شاء الحاجز الإسرائيلي قيد حركة الحاجز الفلسطيني وحرمه حتى من الوقوف في المكان المخصص له...إذاً لا شيء في النهاية متفقٌ عليه سوى شريعة الغاب التي تحكم الأشياء والناس، وفي المقابل رأيت أيضاً كيف يتحدى شعبي هذا الاحتلال وكيف يملك من القوة الروحية والمعنوية ما يجعلني متيقناً أكثر وأكثر من أن هذا الاحتلال إلى مزبلة التاريخ وأن وطني لابد وأن يتحرر يوماً..
في اليوم الرابع لوصولنا لأرض الوطن- يقول أبو القاسم- ذهبت والدكتور أحمد البرقاوي الأستاذ في جامعة دمشق لزيارة مدينة طولكرم، والبرقاوي من مواليد سوريا 1950 وهو لا يعرف مدينته، سمع عنها فقط ولا يعرف داره التي كان يسكنها أجداده لكنه ما زال يحتفظ بوصف موقعها ومكانها من جده وأبيه، وكم كانت دهشتي وفرحتي حين وصل صديقي فعلاً إلى باب داره في طولكرم الذي طرقه بشدة ليفتح لنا شاباً يؤكد له أنها الدار التي يقصدها وأن هذا المنزل الكبير الذي هو حقيقة أشبه بالقصر، هو فعلاً لآل البرقاوي ولا زال.تلك اللحظة كانت بالنسبة لي استثنائية قد لا تتكرر ثانيةً فلا يعرف قيمة الوطن إلا من افتقده.
وتابع أبو القاسم حديثه:"كلٍ منا جاء من الشتات يحمل في ذهنه شيءٍ ما يودعه أرض الوطن..وعدونا أن نذهب إلى القدس يوم الجمعة في 13/4/2012 ولكن حلم الحج إلى هناك تبخر، نحن نعذر الجميع بالطبع ولا نحمل عتباً على أحد، ولكن الملفت للنظر أن أحد الأصدقاء اتصل بي وقال لي أنت في سن لا تسمح لك بالمجازفة وليس من السهل أن يوجه لك جندي إسرائيلي أي إهانة ونحن نريد أن نراك هناك في فلسطين دائماً، فلا تمنحهم سبباً ليمنعوا زيارتك مستقبلاً.
شاركت والوفد القادم معي بعددٍ من الفعاليات الثقافية والفنية في كل المحافظات الفلسطينية التي زرتها وكان بعضها عالي المستوى ويجسد روح التآخي والتضامن بين الداخل والشتات..
"سأشتاق لفلسطين كثيراً ودائماً ولطالما طال انتظاري لحلمٍ حققته الآن على تراب الوطن"بهذه الكلمات اختتم ابو القاسم حديثه بينما اغرورقت عيناه بالدموع وبدا غارقا في الحزن والحنين.
"عشرة أيام هزت وجداني"..بهذه العبارة استهل الفنان الفلسطيني عبد الرحمن أبو القاسم، حديثه لـ"وفا"حول زيارته الأولى لفلسطين أثناء مشاركته في الملتقى الثقافي التربوي الخامس الذي أقيم في الثامن من الشهر الجاري على أرض الوطن تحت شعار "نحن أصحاب الأرض.. لنا الماضي.. ولنا الحاضر.. ولنا المستقبل.. والاحتلال حتماً إلى زوال".
"من دمشق إلى عمان فجسر الملك حسين ومنه إلى معبر الحدود الإسرائيلي لأجد نفسي ولأول مرة في حياتي وجهاً لوجه أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي، كانوا بالنسبة لي كالأشباح لم أراهم، رأيت فقط طائراتهم التي كانت تغير علينا في عام 1967 لأتفه الأسباب، والآن أنا مضطراً للتعامل معهم والحديث إليهم لإجراءات الدخول..."يقول أبو القاسم، ويتابع:دخلت إلى أريحا، كنا ما يقارب 80 شخصاً من الشتات، وكان في استقبالنا بعض المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية والمعنيين في هذا الحراك الثقافي..كان لقاء مفعماً بالحب والحنين للأهل والوطن.. بدأت من هذه اللحظة أرى الحقيقة رويداً رويداً وأتلمس كيف يعيش شعبنا داخل هذا السجن الكبير، رأيت المستوطنات التي تم بناؤها على حساب الأراضي الفلسطينية والتي نمت مثل الفطر البري محاطةً بأسلاكٍ شائكة مكهربة ومراقبة بواسطة الكاميرات، رأيت بام عيني جدار الفصل العنصري الذي يمزق البلاد ويحيلها إلى أشلاء..رأيت أشجار الزيتون المعاقبة بالحرق أو القطع من قبل المستوطنين، كنا نمر أحياناً بالحواجز الإسرائيلية والفلسطينية، وذلك بموجب التقسيمات المعتمدة هناك، فإن شاء الحاجز الإسرائيلي قيد حركة الحاجز الفلسطيني وحرمه حتى من الوقوف في المكان المخصص له...إذاً لا شيء في النهاية متفقٌ عليه سوى شريعة الغاب التي تحكم الأشياء والناس، وفي المقابل رأيت أيضاً كيف يتحدى شعبي هذا الاحتلال وكيف يملك من القوة الروحية والمعنوية ما يجعلني متيقناً أكثر وأكثر من أن هذا الاحتلال إلى مزبلة التاريخ وأن وطني لابد وأن يتحرر يوماً..
في اليوم الرابع لوصولنا لأرض الوطن- يقول أبو القاسم- ذهبت والدكتور أحمد البرقاوي الأستاذ في جامعة دمشق لزيارة مدينة طولكرم، والبرقاوي من مواليد سوريا 1950 وهو لا يعرف مدينته، سمع عنها فقط ولا يعرف داره التي كان يسكنها أجداده لكنه ما زال يحتفظ بوصف موقعها ومكانها من جده وأبيه، وكم كانت دهشتي وفرحتي حين وصل صديقي فعلاً إلى باب داره في طولكرم الذي طرقه بشدة ليفتح لنا شاباً يؤكد له أنها الدار التي يقصدها وأن هذا المنزل الكبير الذي هو حقيقة أشبه بالقصر، هو فعلاً لآل البرقاوي ولا زال.تلك اللحظة كانت بالنسبة لي استثنائية قد لا تتكرر ثانيةً فلا يعرف قيمة الوطن إلا من افتقده.
وتابع أبو القاسم حديثه:"كلٍ منا جاء من الشتات يحمل في ذهنه شيءٍ ما يودعه أرض الوطن..وعدونا أن نذهب إلى القدس يوم الجمعة في 13/4/2012 ولكن حلم الحج إلى هناك تبخر، نحن نعذر الجميع بالطبع ولا نحمل عتباً على أحد، ولكن الملفت للنظر أن أحد الأصدقاء اتصل بي وقال لي أنت في سن لا تسمح لك بالمجازفة وليس من السهل أن يوجه لك جندي إسرائيلي أي إهانة ونحن نريد أن نراك هناك في فلسطين دائماً، فلا تمنحهم سبباً ليمنعوا زيارتك مستقبلاً.
شاركت والوفد القادم معي بعددٍ من الفعاليات الثقافية والفنية في كل المحافظات الفلسطينية التي زرتها وكان بعضها عالي المستوى ويجسد روح التآخي والتضامن بين الداخل والشتات..
"سأشتاق لفلسطين كثيراً ودائماً ولطالما طال انتظاري لحلمٍ حققته الآن على تراب الوطن"بهذه الكلمات اختتم ابو القاسم حديثه بينما اغرورقت عيناه بالدموع وبدا غارقا في الحزن والحنين.