"الكارو"سلاح العاطلين وملاذ الهاربين من انياب الفقر
مصعب شاهين- يجلس شادي كامل شارد الذهن على عتبة منزله في منطقة السدرة ، وهو يحمل في يده عصا يرسم بها خطوطا وأرقاما، سرعان ما يمحوها، فالأعباء تتثاقل عليه والدخل يتأرجح يأبى الثبات.
يعمل كامل( ٢٧عاما) على على عربة "كارو" لإيصال المساعدات التى يتسلمها اللاجئون في منطقة " الآي ني سي" شرق غزة.
ويقول كامل" عملي محدود ويزدهر خلال توزيع الاونروا المساعدات على المواطنين، وفي حال توقفها يتوقف عملي"، مضيفا:" الأول من ايار يزيد من همومنا ويذكرنا بأننا لسنا عمالا".
ويضيف:" اعمل منذ الساعة السادسة صباحا وأنا أتنقل بين المواطنين الذين اصطفوا على الشبابيك لتسلم ورقة إشعار بالاستلام لتحميل المساعدات على الكارو وايصالها إلى منازلهم ايا كانت المسافة فما أتقاضاه من الشخص لا يتعدى العشرة شواكل".
ويسكن كامل في غرفة مع طفله وزوجته في منزل أسرته في شقة تبلغ مساحتها 150مترا وهو متزوج منذ أربعة أعوام ولم يتمكن حتى اللحظة من توفير شقة خاصة به.
وجد كامل في مكانا مناسبا للبوح بما يعتمل صدره ويضيف"إن الحياة قاسية فلا أمل في توفير شقة لعائلتى حيث اقطن في بيت العائلة الذي يضم 15 فردا إضافة إلى شقيقي وزوجته وطفله".
ويجمع كامل نحو (40 شيكلا) في اليوم ويقول "نصف المبلغ يذهب في شراء طعام لـ"الحمار" والنصف الآخر لمستلزمات البيت انه لا يفى الا بالقليل الا انه أفضل من لا شيء".
ويشير شادي إلى انه حتى يتسنى له الحصول على وظيفة ثابتة، سيواصل البحث عن لقمة العيش برفقه كارته التى باتت الوسيلة الوحيدة للعمل.
ويستخدم المواطنون عربات الكارو في نقل البضائع في أنحاء متفرقة من القطاع وزادت عمليات النقل مؤخرا جراء توقف عدد كبير من الشاحنات والسيارات عن العمل نتيجة شح السولار والبنزين.
وقررت حكومة غزة زيادة فرص العمل على برنامج التشغيل المؤقت في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمناسبة يوم العمال العالمي.
أمين عام مجلس الوزراء في الحكومة المقالة في غزة محمد عسقول قال انه :" سيتم إضافة 500 فرصة عمل جديدة لبرنامج التشغيل المؤقت سيجري تخصيصها لخريجي الجامعات الفلسطينية لدورة واحدة"، لافتاً إلى أن الحكومة وفرت 20700 فرصة عمل ضمن برنامج التشغيل المؤقت خلال العام الماضي بقيمة 16 مليون شيقل.