شواطيء طائشة..
شواطيء طنجة المغربية(عدسة:جميل ضبابات)
وفا- جميل ضبابات
يُقال إن أوروبا تبدأ من هنا. في هذا الصباح الباكر، من نافذة مطلة على المرفأ القديم، لا يمكن رؤية أطراف تلك القارة مطلقا: كل شيء كان مُغطى ببياض الضباب الذي يلف تفاصيل نهاية البحر جنوب أوروبا.
ويهرول رجال ونساء وصبية نحو شاطئ ممتد على طرف المدينة ويحيط بها مثل نصف قوس، قبل طلوع الشمس. وقبل ذلك في ساعات الليل لم ينقطع الشاطئ ولا كورنيش المدينة من المارة.
فسكان المدينة مهووسون بالشواطئ، وحتى في عز الظهيرة الرطبة الحارة يجاورون البحر.
انها طنجة؛ المدينة المغاربية، المتوسطية، الاطلسية، التي تقع في شمال المملكة وتربط هذه الصحاري الممتدة جنوبها والجبال في محيطها بالقارة الأوربية عبر مضيق جبل طارق الذي عبرت منه جيوش القائد المسلم طارق بن زياد الى اسبانيا، حلم المهاجرين عبر البحر.
جنوب اسبانيا، جبالها تبدو زوالا ظاهرا للعيان بصعوبة من هنا، من هذا الشاطئ الضاج. وثمة كثير من مرتادي الشواطيء يشيرون الى تلك الجبال عند السؤال عن اسبانيا.
وتقول الروايات التاريخية ان طنجة تعتبر من بين اقدم المدن الامازيغية، اسمها الامازيغي القديم طن جي، ثم جاء التجار الفينيقيون من اسيا فغيروا اسمها قليلا الى طنجيس.
كثير من سكان طنجة لا يكترثون من اين جاء الاسم. لكن من هنا من تلال وجبال مشجرة تشرف على المحيط تتخللها قصور مسيجة.
ثمة بعد آخر لطنجة: البعد الحديث بما يحمل من بنايات وانشاءات يتم بناؤها بتسارع. وثمة من يقول ان المدينة تتجه نحو التطور السريع بفعل اهتمام الدولة والمستثمرين فيها.
وهناك مشاريع سياحية ضخمة تنشأ في مختلف أنحاء المدينة وقرب الشواطئ. ويمكن مشاهدة البنايات السياحية ترتفع شيئا فشيئا في المدينة. ويعمل بناؤون في كل مكان.
ليس أكثر من ميناء طنجة المتوسطي يشهد على هذا التطور.
على بعد 14 كيلومتر من الشواطئ الأوروبية يقع ميناء طنجة الجديد، وهذا موقع استراتيجي تحت أقدام الجبال العالية، وهو على ما يقول مسؤولون مغاربة، استثمار للبعد الاستراتيجي الجغرافي لفائدة البعد الاستراتيجي الاقتصادي.
إنها إذا الجغرافية في خدمة الاقتصاد.. وأية جغرافيا، إنها المدينة الممتدة التي تشرف على التقاء بحر مهم استراتيجي تترامي على أطرافه دول ثلاث قارات مثل البحر المتوسط، ومحيط ضخم مثل المحيط الاطلسي.
طنجة التي تمزج بين الانماط المعمارية المختلفة ويسكنها الامازيغ والعرب، وغيرهم، تتمميز بتنوعها البشري الذي عززه البحرين. وأعطاها الميناء اهمية اكبر لدخول الراغبين بزيارتها.
قال رئيس وكالة ميناء طنجة المتوسط سعيد الهادي، ان ميناء طنجة مكن من تعزيز البعد المتوسطي للاقتصاد المغربي ورسخ موقع المملكة في محيطها الأوروبي والإفريقي.
وأضاف، خلال ندوة بعنوان "البعد المتوسطي لميناء طنجة" أن المركب المينائي بعد أربع سنوات من الشروع في استغلاله أصبح يشكل قطبا للتنمية الاقتصادية على المستوى الإقليمي، حيث 10 في المائة من حجم أنشطته تتجه نحو بلدان متوسطية، في أفق بلوغ 25 في المائة خلال السنوات المقبلة.
وأضاف أن الميناء الذي يستفيد من موقعه الاستراتيجي بشمال المغرب على مضيق جبل طارق في ملتقى القارتين الأوروبية والإفريقية وبين الشرق والغرب، يعتبر مركبا في خدمة التنمية وتحسين تنافسية المغرب عموما، وجهة الشمال على وجه الخصوص.
وقال إن هذا المشروع الهائل مكن أيضا من تحسين مؤشر الربط الاقتصادي للمغرب، الذي ارتقى من المرتبة 77 عالميا سنة 2007 إلى المرتبة 17 عالميا والأولى إفريقيا حاليا، فضلا عن تأثيره الإيجابي في مجال استقطاب الاستثمارات وإحداث مناصب العمل وتنمية جهة الشمال.
والميناء الذي يظهر كأهم العلامات الاقتصادية البارزة في المدينة ليس ميناء عاديا، بل بأرضية متكاملة للأنشطة اللوجستيية والصناعية والتجارية.
وثمة عبارات وسفن ضخمة تروج وتجيء في عرض البحر. وثمة في النهار قوارب صغيرة تبحر على امتداد الشاطئ من الميناء حتى أطراف المدينة.
وقال الهادي إن نتائج استغلال الميناء خلال السنوات الأربع مرضية.
وسجل ميناء طنجة المتوسط خلال سنة 2010 وصول مليوني حاوية من حجم عشرين قدمًا، ويرتبط على خطوط بحرية مع 125 ميناء عبر العالم، من بينها 28 ميناء في أوروبا، ومثلها في إفريقيا.
على شواطئ طنجة لا يعود فرق بين الليل والنهار.. وحتى ساعات متأخرة من الليل يمكن للسكان أن يستلقوا على الشاطئ الرملي.
قال شبان انهم يقضون جل ليلهم على الشاطئ. وثمة عائلات بأسرها تخيم في المنطقة.
ان الطنجيين يجيدون التعامل مع البحر في كل الأوقات.
وقبيل مغيب الشمس يخوض شبان صراعا مع أمواج المحيط جيئة وذهابا. وثمة ريح رطبة تهب من الغرب تدفع الطنجيين لممارسة رياضة الركض، وقال أحمد وهو شاب في الثلاثينيات من عمره إنه يأتي لممارسة الركض مساء كل يوم.
طنجة مدينة طائشة ليلا، فالمقاهي التي تقع في عمق حاراتها تغص بالمرتادين، لكن كورنيش البحر اكثر دلالة على الطيش. فالصبية يلهون طوال ساعات النهار، وبعضهم لا ينام.
قال خلوي مراد سلهام الشاب الامازيغي اسمر البشره " هذه مدينة رائعة. مدينة لا تنام". وقرب الفندق الذي يعمل فيه سلهام يقوم النزلاء بالمشي لدقائق معدودة حتى الوصول إلى حافة البحر.
" طنجة مدينة جميله في الليل. في الصيف أحلى" أضاف سلهام الذي يرتدي الرداء الامازيغي الابيض وهو يهم بفتح باب السيارة لفتاة وصلت للتو لباحة الفندق.
وعلى الشاطئ كان ثمة سباحون من المدينة يطيشون فوق الامواج التي ترتفع وتخبو مع حركة المد والجزر.
يُقال إن أوروبا تبدأ من هنا. في هذا الصباح الباكر، من نافذة مطلة على المرفأ القديم، لا يمكن رؤية أطراف تلك القارة مطلقا: كل شيء كان مُغطى ببياض الضباب الذي يلف تفاصيل نهاية البحر جنوب أوروبا.
ويهرول رجال ونساء وصبية نحو شاطئ ممتد على طرف المدينة ويحيط بها مثل نصف قوس، قبل طلوع الشمس. وقبل ذلك في ساعات الليل لم ينقطع الشاطئ ولا كورنيش المدينة من المارة.
فسكان المدينة مهووسون بالشواطئ، وحتى في عز الظهيرة الرطبة الحارة يجاورون البحر.
انها طنجة؛ المدينة المغاربية، المتوسطية، الاطلسية، التي تقع في شمال المملكة وتربط هذه الصحاري الممتدة جنوبها والجبال في محيطها بالقارة الأوربية عبر مضيق جبل طارق الذي عبرت منه جيوش القائد المسلم طارق بن زياد الى اسبانيا، حلم المهاجرين عبر البحر.
جنوب اسبانيا، جبالها تبدو زوالا ظاهرا للعيان بصعوبة من هنا، من هذا الشاطئ الضاج. وثمة كثير من مرتادي الشواطيء يشيرون الى تلك الجبال عند السؤال عن اسبانيا.
وتقول الروايات التاريخية ان طنجة تعتبر من بين اقدم المدن الامازيغية، اسمها الامازيغي القديم طن جي، ثم جاء التجار الفينيقيون من اسيا فغيروا اسمها قليلا الى طنجيس.
كثير من سكان طنجة لا يكترثون من اين جاء الاسم. لكن من هنا من تلال وجبال مشجرة تشرف على المحيط تتخللها قصور مسيجة.
ثمة بعد آخر لطنجة: البعد الحديث بما يحمل من بنايات وانشاءات يتم بناؤها بتسارع. وثمة من يقول ان المدينة تتجه نحو التطور السريع بفعل اهتمام الدولة والمستثمرين فيها.
وهناك مشاريع سياحية ضخمة تنشأ في مختلف أنحاء المدينة وقرب الشواطئ. ويمكن مشاهدة البنايات السياحية ترتفع شيئا فشيئا في المدينة. ويعمل بناؤون في كل مكان.
ليس أكثر من ميناء طنجة المتوسطي يشهد على هذا التطور.
على بعد 14 كيلومتر من الشواطئ الأوروبية يقع ميناء طنجة الجديد، وهذا موقع استراتيجي تحت أقدام الجبال العالية، وهو على ما يقول مسؤولون مغاربة، استثمار للبعد الاستراتيجي الجغرافي لفائدة البعد الاستراتيجي الاقتصادي.
إنها إذا الجغرافية في خدمة الاقتصاد.. وأية جغرافيا، إنها المدينة الممتدة التي تشرف على التقاء بحر مهم استراتيجي تترامي على أطرافه دول ثلاث قارات مثل البحر المتوسط، ومحيط ضخم مثل المحيط الاطلسي.
طنجة التي تمزج بين الانماط المعمارية المختلفة ويسكنها الامازيغ والعرب، وغيرهم، تتمميز بتنوعها البشري الذي عززه البحرين. وأعطاها الميناء اهمية اكبر لدخول الراغبين بزيارتها.
قال رئيس وكالة ميناء طنجة المتوسط سعيد الهادي، ان ميناء طنجة مكن من تعزيز البعد المتوسطي للاقتصاد المغربي ورسخ موقع المملكة في محيطها الأوروبي والإفريقي.
وأضاف، خلال ندوة بعنوان "البعد المتوسطي لميناء طنجة" أن المركب المينائي بعد أربع سنوات من الشروع في استغلاله أصبح يشكل قطبا للتنمية الاقتصادية على المستوى الإقليمي، حيث 10 في المائة من حجم أنشطته تتجه نحو بلدان متوسطية، في أفق بلوغ 25 في المائة خلال السنوات المقبلة.
وأضاف أن الميناء الذي يستفيد من موقعه الاستراتيجي بشمال المغرب على مضيق جبل طارق في ملتقى القارتين الأوروبية والإفريقية وبين الشرق والغرب، يعتبر مركبا في خدمة التنمية وتحسين تنافسية المغرب عموما، وجهة الشمال على وجه الخصوص.
وقال إن هذا المشروع الهائل مكن أيضا من تحسين مؤشر الربط الاقتصادي للمغرب، الذي ارتقى من المرتبة 77 عالميا سنة 2007 إلى المرتبة 17 عالميا والأولى إفريقيا حاليا، فضلا عن تأثيره الإيجابي في مجال استقطاب الاستثمارات وإحداث مناصب العمل وتنمية جهة الشمال.
والميناء الذي يظهر كأهم العلامات الاقتصادية البارزة في المدينة ليس ميناء عاديا، بل بأرضية متكاملة للأنشطة اللوجستيية والصناعية والتجارية.
وثمة عبارات وسفن ضخمة تروج وتجيء في عرض البحر. وثمة في النهار قوارب صغيرة تبحر على امتداد الشاطئ من الميناء حتى أطراف المدينة.
وقال الهادي إن نتائج استغلال الميناء خلال السنوات الأربع مرضية.
وسجل ميناء طنجة المتوسط خلال سنة 2010 وصول مليوني حاوية من حجم عشرين قدمًا، ويرتبط على خطوط بحرية مع 125 ميناء عبر العالم، من بينها 28 ميناء في أوروبا، ومثلها في إفريقيا.
على شواطئ طنجة لا يعود فرق بين الليل والنهار.. وحتى ساعات متأخرة من الليل يمكن للسكان أن يستلقوا على الشاطئ الرملي.
قال شبان انهم يقضون جل ليلهم على الشاطئ. وثمة عائلات بأسرها تخيم في المنطقة.
ان الطنجيين يجيدون التعامل مع البحر في كل الأوقات.
وقبيل مغيب الشمس يخوض شبان صراعا مع أمواج المحيط جيئة وذهابا. وثمة ريح رطبة تهب من الغرب تدفع الطنجيين لممارسة رياضة الركض، وقال أحمد وهو شاب في الثلاثينيات من عمره إنه يأتي لممارسة الركض مساء كل يوم.
طنجة مدينة طائشة ليلا، فالمقاهي التي تقع في عمق حاراتها تغص بالمرتادين، لكن كورنيش البحر اكثر دلالة على الطيش. فالصبية يلهون طوال ساعات النهار، وبعضهم لا ينام.
قال خلوي مراد سلهام الشاب الامازيغي اسمر البشره " هذه مدينة رائعة. مدينة لا تنام". وقرب الفندق الذي يعمل فيه سلهام يقوم النزلاء بالمشي لدقائق معدودة حتى الوصول إلى حافة البحر.
" طنجة مدينة جميله في الليل. في الصيف أحلى" أضاف سلهام الذي يرتدي الرداء الامازيغي الابيض وهو يهم بفتح باب السيارة لفتاة وصلت للتو لباحة الفندق.
وعلى الشاطئ كان ثمة سباحون من المدينة يطيشون فوق الامواج التي ترتفع وتخبو مع حركة المد والجزر.