حتى أمهات الأسرى المضربات لم يرحمن في حكم حماس
يعرفون أنها أم لأسيرين، وبلا شك متضامنة من الطراز الأول، وقلما لا يجدها المعتصمون في خيمة من خيام الإعتصام في قطاع غزة، ولأنها صاحبة قدم وساق في المشهد النضالي للحركة الأسيرة، والمؤازرين لها، يرى فيها المتضامنون انموذجاً طيباً للمرأة الفلسطينية المناضلة .
أم ضياء الأغا والدة الأسيرين ضياء ومحمد اللذان يقضيان سنوات اعتقال طويلة، مرت على الأم وتمر سحب من لهيب شوق، تواجدت في خيمة الاعتصام بساحة الجندي المجهول المقامة منذ أسبوعين، للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، في يوم غليظ الحرارة، سحبت ما قبله من أيام اضراباً عن الطعام، ولا يسقي جسدها العليل سوى قطرات من ماء مالح، حتى سقطت بإغماءة مفاجئة، امتد فيها جسدها الهزيل على الأرض أمام جمهرة من الناس، فحار بعضهم في أمرها، واخذ الأكثر جرأة منهم المبادرة فنقلوها الى مستشفى الشفاء بالمدينة .
وما أن دخلت أم ضياء قسم الاستقبال بالمستشفى، حتى رماها الموظف بالسؤال الاعتيادي، أين التأمين؟ فقال من قال ممن معها :" لا يوجد معها التأمين وهي مضربة عن الطعام في خيمة الاعتصام "، فما كان جوابه غير :" ومن قال لها أن تضرب عن الطعام ..!!!؟.
القصة التي دارت حكايتها في باحة استقبال مستشفى الشفاء، شهد عليها الكثيرون من الناس، الذين أخذوا يتساءلون عن مهمة حركة حماس في قطاع غزة، مما حدا بالام المضربة والمنهارة على السرير بالزحف على على الارض وافتراشه ليتجمهر من حولها عامة الناس، ويسمعون معاناتها بصوت عالٍ، وهي تردد مطالب الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، ومن مطالبها مساندة المتضامنين مع المضربين، بسيارة إسعاف مجهزة، وطاقم طبي متفرغ للحالات المضربة في الجندي المجهول .
موظف الاستقبال الذي وقع في فخ "التعليمات " صرخ في وجه مندفع مع أم ضياء، :" لا تعليمات من الوزير باسم نعيم بمعالجة المضربين المتضامنين مع الاسرى " حتى ارتفع صوت متضامن " يلعن ابو التعليمات وأهلها اذا بدها تخرب أخلاقنا واسرانا بتموت واحنا منجوع وانتم بدكم تعليمات "!!!.
قليل من استرداد الوعي، تقوت به أم ضياء لتحمل على عربة نقالة الى سيارة خاصة وتنقل الى مستشفى ناصر لتقدم لها الاسعافات الأولية ...
صرخة أم الأسير وأصوات بعض المتضامنين التي نقلتها أقلام مدافعة عن الأسرى في إضرابهم وعن من يساندهم، يتقدمون بإعتذار مشفوع بوعد محاسبة موظف الاستقبال الذي تعامل بقرار ذاتي، ولم يكن من اسماعيل هنية كما تقول أم ضياء الأغا إلا أن يعتذر أصالة عن نفسه ونيابة عن حركة حماس .
الاعتذار غير كاف لأم الأسير وكل ما تريده مساندة المضربين عن الطعام في خيمة الاعتصام، بسيارة إسعاف خاصة وطاقم طبي مختص للحالات التي تتعرض للغياب عن الوعي .
أم ضياء .. إمرأة من فلسطين تمارس وطنيتها من فيح جرحها، مقامها العالي حرضها على أن تصرخ في بقعة موجعة بأرض مجروحة بدماء الشهداء، العابرون عليها ينسون ماذا يعني أن يضحي المرء من أجل الوطن.