الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"نيويورك تايمز" عن محافظ جنين الراحل: مدينة مثالية في الضفة الغربية تفقد مكافحاً للجريمة

ثقب احدثته رصاصة في زجاج نافذة في بيت محافظ جنين الراحل نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس تحقيقاً اعدته مراسلة الصحيفة جودي روديرن عن حياة وعمل ووفاة محافظ جنين قدورة موسى في مطلع الشهر الجاري. وهنا نص التحقيق: "ذات ليلة بينما كانت امل قدورة وزوجها يستريحان في صالون بيتهما اتجهت لإحضار المثلجات عندما بدأ إطلاق النار. في البداية، كما قالت، أطلقت رصاصتان على الشرفة التي يحيط بها الزجاج، واعقب ذلك وابل من الرصاص انطلق من تلة في الجانب المقابل.
زوجها، موسى قدورة، 60 عاما، محافظ مدينة جنين الواقعة شمالي الضفة الغربية، تناول حبة لتخفيض ضغط الدم، ثم سحب بندقيته وتوجه في ظلام الليل. وطاف في المدينة لمدة ساعة قبل أن ينهار في إحدى العيادات. وعانى من نوبتين قلبيتين، ومات قبل الفجر.
قالت السيدة قدورة عن مطلق النار، وسط اتصالات هاتفية للتعزية بعد ظهر الاثنين: "هذا الشخص جبان. لكن الذين أرسلوه ارادوا إيصال رسالة".
واعتبر موسى خلال الاسبوع الذي اعقب موته شهيدا للحركة الوطنية الفلسطينية، والصقت صورته على نوافذ السيارات وواجهات المباني، وداخل أكشاك الحلوى وفي صدر خيام الاعتصام. وقالت السلطة الوطنية الفلسطينية والمقربون من المحافظ إنه توفي وهو يقاتل العصابات التي تهدد بإعادة الفوضى إلى شوارع جنين، وهي معقل معروف للجريمة العنيفة خلال الانتفاضة االثانية، وتحولت خلال السنوات الماضية إلى نموذج للحكم الذاتي الفلسطيني، والتعاون مع اسرائيل والنمو الاقتصادي.
وقال البروفسور مارك روزنبلوم، وهو مؤرخ يساري من كلية كوينز في رسالة إلكترونية مشيرا إلى أربعة من صانعي السلام في الشرق الأوسط: الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة: "إنها نكسة كبيرة للجناح الحمامي في الحركة الوطنية الفلسطينية والجهود الأميركية واللجنة الرباعية أن يظل الامل عائما في اوقات "عملية السلام" المتعثرة هذه". ووصف البروفيسور روزنبلوم "نموذج جنين" بانه رمز مهم لعملية إنهاء احتلال آمنة وناجحة".
اللواء راضي عصيدة، قائد قوى الأمن في المنطقة، قال إن السكان في الضفة الغربية "يدركون أن القانون والنظام كانت بدايتهما في جنين، ولذلك فإن أي تسيب يبدأ في جنين سينتشر في كل انحاء الضفة الغربية".
واعتقل أو استجوب العشرات من الفلسطينيين على خلفية إطلاق النار على بيت موسى، وفقا لمسؤولين، وبين المعتقلين عدد من رجال الأمن. وبينما كان وسط جنين يضج بالحياة بعد ظهر الاثنين، تدفقت عندما حل الليل قوافل من رجال الامن المدججين بالسلاح على الشوارع وعلى قرية لها علاقة بالمشتبه فيهم الرئيسيين.
وقال لؤي عرقاوي، صاحب مطعم "الاومباشي" في احد حارات جنين الرئيسية :"كرجل اعمال، أريد القانون والنظام. إذا حدثت فوضى، فإن اولويتي هي التوقف عن الاستثمار في المدينة، وشراء أسلحة لادافع بها عن نفسي".
وقال اللواء عصيدة إن بداية التسيب الأمني تعود إلى ما قبل عام واحد، حين اغتيل مدير مسرح الحرية الاسطوري، الذي كان واحة طيلة عقود لما يسمى القاومة الثقافية. وتصاعد العنف خلال الشهور السبعة أو الثمانية الماضية، كما قال، واشتد في نيسان(ابريل) خلال مواجهات في قرية بير الباشا المجاورة بين رجال الشرطة ورجل مطلوب على خلفية مقتل ابن عمه. وأطلق شقيق المطلوب النار على الشرطة وانتهى الأمر بقتله، وفقا للواء عصيدة. ويعتقد كثيرون أن الهجوم على بيت المحافظ كان عملية انتقامية.
واضاف عصيدة في مقابلة داخل مقره هنا الذي لم تكتمل عملية إعادة بنائه بعد أن دُمر خلال الانتفاضة: "لسوء الحظ فإن قيادتنا في رام الله سمعت جرس الإنذار متأخرة. أعلمناهم أن عددا من أفراد المؤسسة الأمنية ليسوا موالين، لكن أحدا لم ينتبه لطلبنا".
يوم الاثنين، بحسب اللواء عصيدة، اجتمع عدد من نظرائه من أرجاء الضفة الغربية في جنين مع قائد الجهاز الأمني، في نطاق حملة تعهدت القيادة وفقا لها باستجواب واعتقال كل من له صلة بالهجوم على بيت موسى، وقضية بير الباشا والاضطرابات الاخيرة. ووصل المحافظ الجديد، طلال دويكات، يوم الأحد، وسار في الشوارع لمدة ساعة ليؤكد التزامه بالأمن.
وقال دويكات لوفد من نساء عرب الداخل وصل من الناصرة يوم الاثنين لتقديم العزاء ومقابلته: "جنين لن تكون مكانا للعصابات. جنين ستكون مكانا آمناً كي نرحب بكن بحرارة".
وفي مقابلة لاحقة، قال دويكات إنه سيلاحق قضائيا كل مجرم في المنطقة. ولن يكون هناك استثناء، كما قال، مهما كان وضعه في المجتمع أو التاريخ. فالقانون والنظام فوقنا جميعا.
واضاف :"سأواصل مسيرة قدورة موسى".
موسى الذي عينه عرفات عام 2004 اعتبر رجلا من الشارع، وقائدا متواضعا امضى فترة في السجون الاسرائيلية مع الكثيرين من ابناء وطنه. ويتذكر ابراهيم حمادة، 44 عاما، وهو ناشط في حركة "فتح" أنه عندما كان صبيا ومن عائلة فقيرة، أعطاه موسى أقلام حبر ودفاتر من المكتبة التي كان يمتلكها مجانا.
قال حمادة، وهو طباخ في مطعم العرقاوي: "لم يكن محافظاً، بل كان اباً. كان قائداً ميدانياً بين الناس".
ولد موسى في المنزل الحجري الذي كان يعيش فيه حين وفاته. بني المنزل في 1948 على تلة مرتفعة في المراح، وهي احد احياء جنين عندما تزوج في طابقه الاول قبل 31 سنة. وكان له ثلاثة ابناء وابنة انجبوا له ثلاثة احفاد.
واجريت له عملية زرع شرايين قلب قبل 12 سنة. وعلى مر السنين بنى طبقات المنزل الثلاث، وقد غص المنزل بعد موته بالمعزين.
كان المكان المفضل عند موسى هو السطح: غرفتان واسعتان محاطتان بالزجاج توفران رؤية على مدار 360 درجة ويمكن منهما في يوم رائق الطقس رؤية الناصرة وحيفا. وكان يجلس او يتمدد على الكنبات الحمراء والسوداء اللون قرب النافذة في الصيف وقرب المدفأة في الشتاء، كما قال احد ابنائه وهي يري الضيوف جهاز راديو ابيه الذي جلبه من حيفا عام 1948، وساعة جيب جده ومجموعة اباريق شاي معدنية قديمة.
والآن، ترى على حجارة البيت ونوافذه آثار وثقوب عيارات نارية.
قالت زوجة موسى متذكرةً ليلة اطلاق النار، في اليوم الاول من ايار (مايو): "رجوته ان يستريح وحاولت مساعدته على الاسترخاء". وتابعت تقول مكررةً القصة التي رواها اخواها اللذان رافقاه: "مشى الى سيارته، وفتح السيارة وشغل الستيريو وتجول في انحاء المدينة. ذهب الى اعلى تلة في جنين وسرح بصره. وقف هناك وقال لهما: انظرا الى المدينة واضوائها المشعلة التي يجب ان تظل كذلك. وكان يغني مع الراديو".
انتظرت. ولكن المكالمة جاءت ليس من زوجها. كان المتكلم هو سائقه الذي اخذها الى المستشفى لتودعه

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025