جرائم يزرعها الاحتلال.. ويقطفها الأطفال
جويد التميمي
مخلفات الاحتلال من القذائف المتفجرة والأدوات ذات الإشعاعات الكيماوية حصدت عددا كبيرا من الأطفال والبالغين من مواطني مناطق شرق يطا جنوب محافظة الخليل.
مواطنو المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 175000 دونم، قالوا لـ"وفا" إنه منذ احتلال أراضيهم عام 67 وهم مستهدفون من قبل سلطات الاحتلال ويعانون من مخلفاته وتدريباته العسكرية.
وبينوا أن "الأطفال خليل يوسف محمد يوسف أبو عرام، وعلي جمعه العمور، وفضل خليل يونس أبو عرام استشهدوا جراء هذه المخلفات، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين، إصابات بالغة الخطورة نجم عنها إعاقات ما زالت آثارها شاهدة على جرائم الاحتلال المزروعة في أراضينا لقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا العزل".
الشاب أسامة ربعي (23 عاما) قال، "في الآونة الأخيرة، وبسبب انتشار هذه المتفجرات والمخلفات بشكل عشوائي بين مزروعاتنا وخاصة في المناطق المفتوحة بجوار مساكننا أصيب عدد من الأطفال من عائلة ربعي كانوا يلهون بمحاذاة المساكن".
وأردف أسامة قائلا، "لقد أصيب شقيقي إسلام (14 عاما) جراء انفجار عبوة من مخلفات الاحتلال في جسده وهو يرعى ماشيتنا، إحنا عنا غنم في الخربة وأخي كان سارح معهم بمحاذاة مساكنا، انفجرت فيه عبوة تسببت بإصابته إصابة بالغة في ساقه اليمنى وتم قطع شريان قدمه".
وقدر عدد الشهداء في تلك المنطقة خلال السنوات الماضية بأكثر من ثمانية شهداء، وعدد الإعاقات فاق الخمسة عشر شخصا ما بين طفل صغير وشيخ كبير.
المواطن خليل عيسى اليتيم (40 عاما) قال، "أصيب طفلي لؤي البالغ من العمر (11 عاما) بكسر وإعاقة في جسده جراء انفجار قذيفة من مخلفات الاحتلال بمحاذاة مسكننا".
وتابع اليتيم قائلا، "على المؤسسات الحقوقية في العالم إنصافنا بالوقوف إلى جانبنا وإزالة مخلفات الاحتلال وقنابله من أراضينا التي لدينا سندات ملكيتها".
عند النظر على أطراف منزل الطفل المصاب لؤي نرى عدة قذائف منتشرة حتى يومنا هذا وفي كل الاتجاهات، منها قذيفة لا تبعد عن بئر مائهم سوى بضعة أمتار قليلة.
أهالي المنطقة قالوا، "العديد من خبراء المتفجرات شاهدوا هذه القذائف إلا أنهم لم يفعلوا شيئا من أجل إزالتها، وجيش الاحتلال لم يعرها أي اهتمام فأطفالهم في أمان وأطفالنا بين الألغام".
راتب الجبور منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في شرق يطا قال، "إن هذه المخلفات تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية بحق كل ما هو فلسطيني، وهي تدلل على أن إسرائيل لا تعير أهمية لحياة المدنيين الفلسطينيين ولا حتى الأطفال منهم، وعلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان وتلك التي تعنى بحقوق الأطفال التحرك أمام هذه الجريمة بحق الطفولة الفلسطينية وما يعانيه شعبنا من ويلات الاحتلال وظلمه على جميع الأصعدة".
وأشار الجبور، "هذه السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مسافر يطا هدفها تشريد المواطنين من أماكن سكناهم والاستيلاء على أراضيهم الزراعية بالترهيب وقوة الأسلحة الفتاكة".
زهران أبو قبيطة رئيس بلدية يطا قال، "تشير بعض الدلائل القوية إلى وجود مواقع يعتقد أنها تحوي مكبات نووية أو كيماوية ومخلفات لجيش الاحتلال في بعض المناطق المحيطة بمدينة يطا".
وأشار أبو قبيطة، إلى أن "هذه "المكبات" تسببت في تفاقم حالات السرطان والتشوهات بين سكان المنطقة بالإضافة إلى آثار مخلفات جيش الاحتلال أثناء تدريباتهم العسكرية الأمر الذي يعرض حياة كثير من المواطنين للخطر".
وأردف، "ما تتعرض له أراضي يطا الشرقية من زرع قنابل وقذائف ومخلفات سامة، يهدف إلى نهب الأرض والاستيلاء عليها من قبل قطعان المستوطنين المدعومين من قبل جيش الاحتلال وحكومتهم، كما أثرت هذه المخلفات بشكل بالغ على زراعة وتربية المواشي التي تعتبر من أهم مصادر الدخل لأهالي يطا".