"أمل" في غزة يصنعه أطفال
سامي أبو سالم
على خشبة مسرح مدرسة راهبات الوردية بغزة، واصل أطفال رفضهم لليأس والكراهية والحزن، متمسكين بالأمل في مسرحياتهم وأغانيهم واستعراضاتهم التي قدموها مساء أمس.وخيم الأمل على الحضور في حفل "تخرج" قدمه فوج حمل اسم "الأمل" أيضا، في عروض بدت فيها غزة متمسكة بالأمل الذي يحافظ على إنسانيتها والحياة فيها، وتقر مرة أخرى أنها غزة لن تكون أداة في يد الغزاة والطامعين أيا كانت هويتهم.
في أحد عروضهم المسرحية المتعددة، يبرز "الثعلب"في ثياب الواعظين، يحمل مسبحة في يده ويدعو لصلاة الصبح وخير الأعمال، إلا أن الصالحين المتسلحين بالعلم والوعي لم تنطل عليهم صورته الزاهدة المتعبدة، ويكشفون زيفه ويرفضون إغراءاته الماكرة التي لا تهدف إلا للخداع وصناعة الكراهية.
ويتجدد الأمل ثانية في مسرحية "المدينة العريقة"بعد أن يزحف التتار إليها، ويطال القصف عراقة المدينة وجمالها كما ينال من الأطفال وبراءتهم والحب الذي توزع بين جنبات المدينة، بيد أنهم ينهضون ثانية كالفينيق من تحت الرماد، ليواصلوا أملهم وحياتهم، رافضين البكاء واليأس، وينهوا فصلا أليما بقصيدة "ما هدم التتار".
وحضر الفلوكلور الفلسطيني بنكهة طفولية جميلة، خلال عروض الدبكة الشعبية التي أداها الأطفال بالأزياء الشعبية، فالأشبال اعتمروا الكوفية، أما الزهرات فارتدين أثوابا فلسطينية مطرزة يعكس كل منها منطقة جغرافية من فلسطين وكأن يعكس أملهم بالعودة الذي لم يغب عن الأهازيج والمواويل والأغاني، وكأن الاستعراض قد رُسم ليتناغم مع ذكرى النكبة الحاضرة في هذه الأيام.
وربما كانت سابقة أن يستمع جمهور لأصل قصة "يا حلالي يا مالي قبل أدائها من الأطفال، كجزء من العروض الفلوكلورية التي كان أبرزها العرس التقليدي بتفاصيله؛ الخطبة وفحص أسنان العروس من قبل المتقدمة (أم صالح) بطلبها من العروس كسر لوزة بأسنانها، إلى الزفة والحلاقة للعريس، مرورا بأمل المصالحة"الحماة والكنّة" بعد فصول من السجال والعداء التقليدي.
وكان للأمل بالطبع نصيب الأسد من كلمة "الخريجين"التي أداها باللغات الثلاث التلاميذ؛ العربية قدمها جبرا ترزي، والإنجليزية قدمها محمد البدري، والفرنسية قدمتها ليندا اليعقوب، تمسكوا فيها بأمل الانتقال إلى مراحل أكاديمية جديدة بدءا بالمدرسة إلى الجامعة، شاكرين المدرسات اللواتي زودوهم بمهارة صناعة الأمل.
أما زهرات التمهيدي فقد نقلوا غزة إلى أجواء أخرى من المرح والفكاهة، عندما قدّمن رقصا استعراضيا بتنانيرهم "الميني جيب"ليحولوا قاعة المسرح إلى ما أشبه ب "ديسكوتسك" وسط ضحكات الجمهور التي رافقت بعض العروض الفكاهية.
كذلك الكلمة الترحيبية للسيستر دافيدا طوال، مديرة مدرسة راهبات الوردية، كانت مفعمة بالأمل أيضا عندما عبرت عن رفضها لحاضر متخما بالحزن والخوف وعدم الاستقرار. داعية لصناعة الأمل والتمسك به من أجل مستقبل أفضل يستطيع فيه الأطفال العيش بسلام وحب والمضي قدما في ما يستحقون كباقي أطفال العالم.
فصاحة عريفي الحفل التلميذين ليزا المشهراوي ويوسف البابا، وتمكنهما الشديد من اللغة العربية وأصولها لفتت انتباه الجمهور الذي تناثرت "همهماته"المشيدة بالأداء بين أرجاء المسرح. وكانت الفصاحة جزءا من الاحترام الذي لاقاه النظارة في عدة أوجه كان آخرها الالتزام بالوقت وختام الحفل بعد ساعتين بالضبط على الانطلاق.
ابتسامات مريحة رُسمت على وجوه الحضور عند وصول فوج"الخريجين"الأطفال الذي دخل القاعة بقلنسواتهم وعباءاتهم السوداء وكأنهم خريجو جامعات على إيقاع أغنية "طلوا أحبابنا". نسوة وفتيات محجبات وغير محجبات، منهن بجلابيب أو تنانير قصيرة أو جينز، يتنقلن في المكان دون"منغصات". ربما لحظات قصيرة، داخل جدران، لكنها أعادت غزة إلى طبيعتها.
على خشبة مسرح مدرسة راهبات الوردية بغزة، واصل أطفال رفضهم لليأس والكراهية والحزن، متمسكين بالأمل في مسرحياتهم وأغانيهم واستعراضاتهم التي قدموها مساء أمس.وخيم الأمل على الحضور في حفل "تخرج" قدمه فوج حمل اسم "الأمل" أيضا، في عروض بدت فيها غزة متمسكة بالأمل الذي يحافظ على إنسانيتها والحياة فيها، وتقر مرة أخرى أنها غزة لن تكون أداة في يد الغزاة والطامعين أيا كانت هويتهم.
في أحد عروضهم المسرحية المتعددة، يبرز "الثعلب"في ثياب الواعظين، يحمل مسبحة في يده ويدعو لصلاة الصبح وخير الأعمال، إلا أن الصالحين المتسلحين بالعلم والوعي لم تنطل عليهم صورته الزاهدة المتعبدة، ويكشفون زيفه ويرفضون إغراءاته الماكرة التي لا تهدف إلا للخداع وصناعة الكراهية.
ويتجدد الأمل ثانية في مسرحية "المدينة العريقة"بعد أن يزحف التتار إليها، ويطال القصف عراقة المدينة وجمالها كما ينال من الأطفال وبراءتهم والحب الذي توزع بين جنبات المدينة، بيد أنهم ينهضون ثانية كالفينيق من تحت الرماد، ليواصلوا أملهم وحياتهم، رافضين البكاء واليأس، وينهوا فصلا أليما بقصيدة "ما هدم التتار".
وحضر الفلوكلور الفلسطيني بنكهة طفولية جميلة، خلال عروض الدبكة الشعبية التي أداها الأطفال بالأزياء الشعبية، فالأشبال اعتمروا الكوفية، أما الزهرات فارتدين أثوابا فلسطينية مطرزة يعكس كل منها منطقة جغرافية من فلسطين وكأن يعكس أملهم بالعودة الذي لم يغب عن الأهازيج والمواويل والأغاني، وكأن الاستعراض قد رُسم ليتناغم مع ذكرى النكبة الحاضرة في هذه الأيام.
وربما كانت سابقة أن يستمع جمهور لأصل قصة "يا حلالي يا مالي قبل أدائها من الأطفال، كجزء من العروض الفلوكلورية التي كان أبرزها العرس التقليدي بتفاصيله؛ الخطبة وفحص أسنان العروس من قبل المتقدمة (أم صالح) بطلبها من العروس كسر لوزة بأسنانها، إلى الزفة والحلاقة للعريس، مرورا بأمل المصالحة"الحماة والكنّة" بعد فصول من السجال والعداء التقليدي.
وكان للأمل بالطبع نصيب الأسد من كلمة "الخريجين"التي أداها باللغات الثلاث التلاميذ؛ العربية قدمها جبرا ترزي، والإنجليزية قدمها محمد البدري، والفرنسية قدمتها ليندا اليعقوب، تمسكوا فيها بأمل الانتقال إلى مراحل أكاديمية جديدة بدءا بالمدرسة إلى الجامعة، شاكرين المدرسات اللواتي زودوهم بمهارة صناعة الأمل.
أما زهرات التمهيدي فقد نقلوا غزة إلى أجواء أخرى من المرح والفكاهة، عندما قدّمن رقصا استعراضيا بتنانيرهم "الميني جيب"ليحولوا قاعة المسرح إلى ما أشبه ب "ديسكوتسك" وسط ضحكات الجمهور التي رافقت بعض العروض الفكاهية.
كذلك الكلمة الترحيبية للسيستر دافيدا طوال، مديرة مدرسة راهبات الوردية، كانت مفعمة بالأمل أيضا عندما عبرت عن رفضها لحاضر متخما بالحزن والخوف وعدم الاستقرار. داعية لصناعة الأمل والتمسك به من أجل مستقبل أفضل يستطيع فيه الأطفال العيش بسلام وحب والمضي قدما في ما يستحقون كباقي أطفال العالم.
فصاحة عريفي الحفل التلميذين ليزا المشهراوي ويوسف البابا، وتمكنهما الشديد من اللغة العربية وأصولها لفتت انتباه الجمهور الذي تناثرت "همهماته"المشيدة بالأداء بين أرجاء المسرح. وكانت الفصاحة جزءا من الاحترام الذي لاقاه النظارة في عدة أوجه كان آخرها الالتزام بالوقت وختام الحفل بعد ساعتين بالضبط على الانطلاق.
ابتسامات مريحة رُسمت على وجوه الحضور عند وصول فوج"الخريجين"الأطفال الذي دخل القاعة بقلنسواتهم وعباءاتهم السوداء وكأنهم خريجو جامعات على إيقاع أغنية "طلوا أحبابنا". نسوة وفتيات محجبات وغير محجبات، منهن بجلابيب أو تنانير قصيرة أو جينز، يتنقلن في المكان دون"منغصات". ربما لحظات قصيرة، داخل جدران، لكنها أعادت غزة إلى طبيعتها.