مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

للمرة الرابعة والستين يزهر الصبار

حمزة الحطاب
للمرة الرابعة والستين تزهر أشجار الصبار، وتزهو بلونها الأصفر في مخيم الفوار الواقع إلى الجنوب من الخليل، لتبقى من أبرز معالم المخيم، فأيمنا تدير بصرك تجد أشجار الصبار تحمل ألواحها وأشواكها وتتراص وتتزاحم بجانب بيوت قاطني المخيم، معلنة مشاركتهم صبرهم في بعدهم عن ديارهم.
يقول عادل غنايم عضو اللجنة الشعبية في المخيم عن شجر الصبار، "منذ اللحظة الأولى التي وطيء فيها أباؤنا وأجدادنا أرض المخيم؛ زرعوا أشجار الصبار، وذلك للدلالة على صبرنا في الغياب عن أرضنا".
ليس ببعيد عن شجر الصبار منزل الحاج حسين عوض، الذي تنهد طويلاً في بداية حديثه عن اليوم الذي خرج فيه من الديار، ليقول آنفاً: "هجمت عصابات اليهود على القرى المجاورة، وسمعنا بنبأ اقترابهم من قريتنا صمّيل، لم يلبثوا أن وصلوا إلينا، قتلوا في ذلك اليوم خمسة من أهالي القرية، وبقي في القرية سبعة من كبار السن، سمعنا لاحقاً أنهم قتلوا ايضاً".
ويضيف عوض "لجئنا لقرية إذنا في الخليل، وبعدها جئنا لمخيم الفوار مخيم الشتات، تركنا كل شيء، لم يتوقع أحد أن يطول غيابنا،وأن تأتي السنوات تلو السنوات ونحن خارج الديار".
وفي سرده لأحداث خروج اللاجئين عن ديارهم قص عوض ما حصل معه في ذلك اليوم "بعد مغادرتنا للقرية تذكرت إحدى زوجات عمي أنها نسيت ابنها الصغير في سريره داخل البيت. عندها طلبوا مني العودة لإحضاره لخفتي وسرعتي. كان عمري حينها عشر سنوات، توجست في البداية من العودة لأن صوت الرصاص كان يملأ المكان، لكنني انطلقت لبيت العيلة حيث كان الطفل، كانت الصيصان الصغيرة والحمام ضاجرة من صوت الرصاص، وجدت الصغير يبكي وقد غادر فراشه، أحضرته وعدت، أعطيت الصغير لأمه، ليستشهد في العام 1982 في جنوب لبنان".
اغرورقت عينا الحاج بالدموع، ومن جديد تنهد وتابع حديثه عن العيش بقريته صميّل، وقال: "كنا فلاحين نزرع الخضراوات، والشعير والذرة، ورغم فقرنا إلا أننا كنا سعداء بأرضنا، نعيش بسلام مع أهلنا. كانت بيوتنا دائما عامرة بضحكاتنا وجمعاتنا، أما الآن فقد فرقتنا النكبة وأصبحنا مشتتين في المخيمات".
وتابع عوض " الآن وبعد 64 عاماً على النكبة، هل يعتقد العالم أننا نسينا أراضينا وقرانا؟ نحن نعلم أولادنا أننا نقيم في مخيمات المنفى قصراً، إلى أن نعود لديارنا. نحن ننام ونصحوا على حلم العودة".
ويؤمن عوض بأن العيش في المخيم منفى وغربة، إذ لا توجد مقارنة بين الحياة في القرى التي هجر أهلها منها، والعيش في المخيم.
بالقرب من بيت الحاج عوض منزل الحاجة عائشة جبريل اللاجئة من قرية عراق المنشية والتي تقع إلى الشمال الغربي من مدينة غزة، والتي كان لها زيارة لقريتها مع أحفادها وتقول: "عرفت أولادي وأحفادي  بمكان بيتنا في قريتنا التي دمرها اليهود لإخفاء معالمها، ولكن الشجر والبساتين مازالت كما هي".
وأضافت "عندما زرت القرية طار قلبي. أخذت ازغرد وأبكي في نفس الوقت".
من ثم انشدت الحاجة "فلسطين بلادنا وإحنا بُناها .. مثل الأم ترأف على بناها .. فلسطين ما بتروح  ولا بننساها .. تخسى دولة باسم اليهود".
وأكدت الحاجة  أنها تعزز مفهوم حق العودة في الجيل الجديد عن طريق سرد روايات وحكايات التشرد والعذابات التي ألمت بهم عام النكبة، وتزرع في نفوسهم وتذكرهم بحقولهم وبساتينهم وأملاكهم التي حرموا منها، وترسخ في أذهانهم حتمية العودة مهما طال الزمان، لكي تسقط مقولة بن غريون "أن الكبار يموتون، والصغار ينسون"، وتعلمهم أيضا أن وجودهم في هذه المخيمات مؤقت، وأن حق العودة مقدس، لا يمكن أن يساوم عليه أحد.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024